حديث الجمعةشهر شعبان

حديث الجمعة 300: في رحاب الإمام المهديّ(ع) [4] – الرسول الأكرم (ص) يهيِّئ المسلمين لشهر رمضان – نتمنَّى يكون الشهرُ الفضيلُ فرصةَ لمراجعةِ كلِّ الحسابات

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وآله الهداة المعصومين وبعد فهذه بعض عناوين:


في رحاب الإمام المهديّ عليه السَّلام [4]:


من الإشكالات التي تطرح حول (غيبة الإمام المهديّ) هذه الإشكالية وهي إشكالية العمر الطويل، فإذا كانت ولادة الإمام المهديّ عليه السَّلام سنة (255هـ) فعمره الآن بناءً على القول ببقائه حيًا يكون (1178 سنة) وهو أمرٌ – وفق الإشكالية المذكورة – مستبعدٌ جدًا عقلًا وشرعًا…
و في الإجابة عن هذه الإشكالية نضع النقاط التالية وبشكلٍ موجز جدًا يتناسب مع المقام:


النقطة الأولى:
النصوص القرآنية تؤكِّد ظاهرة العمر الطويل:

• قال تعالى في سورة العنكبوت/ الآية 14:
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾.
يبدو من ظاهر الآية القرآنية أنَّها تتحدَّث عن (مرحلة الدعوة قبل الطوفان) ، أمَّا كم هو عمر نُوحٍ حين بدأ الدعوة، و كم بقي بعد الطوفان، فالآية لا تشير إلى ذلك، وربّما أوضحت ذلك المصادر الجديثة والتفسيرية والتاريخية…
في روايةٍ صحيحة الإسناد عن الإمام الصَّادق عليه السَّلام قال:
«عاش نوحٌ عليه السَّلام ألفي سنةٍ وخمسمائة سنة، منها ثمانمائة وخمسون سنةً قبل أن يبعث، وألف سنةٍ إلَّا خمسين عامًا وهو في قومه يدعوهم، وسبعمائة عام بعد ما نَزَل من السفينة ونَضَبَ الماء، فمصَّر الأمصارَ وأسكنَ ولده البلدان».


• وقال تعالى في سورة النساء/ الآيات 157 – 158:
 ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَلْ رَفَعَهُ الهُ  إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.
هذا النص القرآني يُفنِّد (العقيدة المسيحية) التي تزعم (قتل المسيح وصلبه) وفق أسطورة (القربان والفداء)، والتي تقول: بأنَّ المسيح جاء لهذا العالم ليكون (قربانًا) يغسل بدمه ذنوبَ البشر…
وقد جاءت الروايات في مصادر الحديث والتفسير عند المسلمين (سنةً وشيعة) لتقول بأنَّ المسيح عليه السَّلام لا زال حيًّا وسوف ينزل من السَّماءِ في آخرِ الزمانِ ويصلِّي خَلفَ الإمام المهديّ من آل محمدٍ صلَّى الله عليه وآله، الذي يظهر في آخر الدّنيا فيملأ الأرض قِسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا.


1- جاء في صحيح البخاري (باب نزول عيسى):
عن رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلم:
«كيف أنتم إذا نزل ابنُ مريمَ فيكم وإمامكم منكم».
البخاري لم يصرِّح باسم الإمام المهدي – وفق هذا الحديث – إلَّا أنَّ شرَّاح صحيح البخاري أجمعوا أنَّ هذا الإمام الذي يكون في آخر الزمان، وينزل عيسى بن مريم ليصلِّي خلفه هو (الإمام المهديّ) من ذرية النبيّ صلَّى الله عليه وآله…


2- وجاء في صحيح مسلم (باب نزول عيسى):
عن رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم قال:
«لا تزال طائفةٌ من أمَّتي يُقاتِلُون على الحقِّ ظاهرينَ إلى يوم القيام – قال- فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعالَ فصلِّ لنا [بنا] فيقول: لا، إنَّ بعضَكم على بعضٍ أمراء تكرمة الله هذه الأمة».
هنا أيضًا لم يُحدِّد هذا الحديث – وفق رواية مسلم – مَنْ هو هذا الأمير الذي ينزل في زمنه عيسى بن مريم ويصلِّي خلفه، إلَّا أنَّ شرَّاح صحيح مسلم ذكروا أنَّه (المهديّ) الذي يظهر في آخر الزمان وهو من (عترة النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).


3- وجاء في سنن ابن ماجه بإسناده إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله في خطبةٍ تحدَّث فيها عن أحداث آخر الزمان:
«وإمامهم – يعني العرب أو المسلمين- رجلٌ صالح، فبينما إمامهم قد تقدَّم يصلِّي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكُصُ، يمشي القهقرى، ليتقدَّم عيسى يصلِّي بالنَّاس، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ، فإنَّها لك أقيمت، فيصلِّي بهم إمامُهم».
وهكذا ابن ماجه لم يصرِّح باسم الإمام المهديَ، واكتفى – حسب روايته- بالقول «وإمامهم رجلٌ صالح» فمن هو هذا الرجل الصالح؟


وإذا حاولنا أن نقرأ (روايات نزول عيسى) في مصادر أخرى كثيرة (سُنيَّة وشيعيَّة) فسوف نجدها تصرِّح بذكر الإمام المهديّ…


جاء في كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجي الشافعي:
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«فيلتفت المهديّ وقد نزل عيسى عليه السَّلام كأنَّما يقطر مِن شعره الماء، فيقول المهديّ: تقدَّم صلِّ بالنَّاس، فيقول عيسى: إنَّما أقيمت الصَّلاة لك، فيصلِّي عيسى خلف رجلٍ من ولدي…».


وجاء في كتاب (عقد الدّرر) للمقدسي الشافعي:
عن أمير المؤمنين عليه السَّلام قال:
«ويدخل المهديُّ بيت المقدس، ويصلِّي بالنَّاس إمامًا، فإذا كان يوم الجمعة وقد أقيمت الصَّلاة نزل عيسى بن مريم بثوبين مشرقين حمر، كأنَّما يقطر من رأسه الدهن، رَجْلُ الشعر، صبيح الوجه، أشبه خلق اللهِ عزَّ وجلَّ بأبيكم إبراهيم خليل الرَّحمن عليه السَّلام فيلتفت المهديُّ عليه السَّلام فينظر عيسى عليه السَّلام فيقول لعيسى: يا ابن البتول صلِّ بالنَّاس، فيقول (عيسى): لك أقيمت الصَّلاة، فيتقدَّم المهديَ عليه السَّلام فيصلِّي بالنَّاسِ ويصلِّي عيسى عليه السَّلام خلفه ويبايعه…».


وأكتفي بهذه النماذج من الروايات التي تؤكِّد نزول عيسى عليه السَّلام في آخر الزمان، والتي تعني أنَّه يبقى حيًّا إلى آخر الزمان وقد مضى على ولادة السَّيد المسيح أكثر من ألفي سنة، ولا يعلم إلَّا الله عزَّ وجلَّ كم سوف يبقى حتى يوم النزول…


ونتابع الحديث إن شاء الله



الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله يهيِّئ المسلمين لشهر رمضان:


خطب رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله في آخر جمعةٍ من شعبان خطبة تحدَّث فيها عن شهر رمضان..


وكان صلَّى الله عليه وآله يهدفُ من خلال هذه الخطبة أنْ يهيِّئ المسلمين لاستقبال شهر رمضان، ولاستثماره بالشكل الأمثل…


إنَّ استقبال شهر رمضان والتعاطي معه في حاجةٍ إلى استعدادات نفسية وروحية وفكرية وعملية، وبمقدار ما ترتقي هذه الاستعدادات يكون الاستقبال، ويكون التعاطي أنجح وأفضل وأرقى.


اقرأوا خطبة النبي صلَّى الله عليه وآله، وتأمَّلوا في مضامينها الكبيرة والمهمَّة جدًا، وحاولوا أن تجعلوا من هذه المضامين (برنامجكم الرمضاني) فالنبيّ صلَّى الله عليه وآله خير مَنْ يرسم لنا (برنامج هذا الشهر الفضيل) وقد اعتمد الرسول صلَّى الله عليه وآله في سبيل تهيئة المسلمين لاستقبال شهر الله العظيم عدَّة أساليب:


الأسلوب الأول:
التذكير بأهميةِ وعظمةِ ومكانةِ هذا الشهر المبارك…
وهذه بعض مقاطع تؤكِّد هذا العنوان:
(1) «أقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة».
نلاحظ في هذا المقطع أنَّ النبيّ صلَّى الله عليه وآله عبَّر عن شهر رمضان بأنَّه:
– شهر الله… ورغم أنَّ كلَّ الشهور لله تعالى، إلَّا أنَّ شهر رمضان انفرد بهذا العنوان دون سائر الشهور، كما أنَّ شهر شعبان سمِّي شهر رسول الله صلَّى الله عليه وآله، وشهر رجب سمِّي شهر أمير المؤمنين عليه السَّلام…


– شهر البركة… وبركات الله سبحانه وفيوضاته وعطاءاته لا تنقطع أبدًا في كلِّ زمان ومكان، إلَّا أنَّ لشهر رمضان خصوصياته في هذه البركات والفيوضات والعطاءات الربانية بما لا يتوفر في غيره من الأزمان، وهذا بعض كرم الله وألطافه…


– شهر الرحمة والمغفرة… كم هي رحمة الله مبثوثة في هذا الوجود، وكم هي مغفرته مفتوحة لكلِّ العصاة والمتمرِّدين في كلِّ الأوقات والحالات…
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ (الزمر/ 53) 
﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾ (النساء / 48) 


إلَّا أنَّ لشهر رمضان القسط الأوفر من المغفرة والرحمة…
لذا جاء في الروايات عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وعن الأئمَّة من عترته عليهم السَّلام:
– أنَّ «الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم».
– وأنَّ «مَنْ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله».
– وأنَّ «مَن لم يغفر له في رمضان ففي أيِّ شهرٍ يُغفر له؟!».


(2) «شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل السَّاعات».


(3) «إنَّ أبوابَ الجنان في هذا الشهر مفتَّحة فسلوا ربَّكم أن لا يغلقها عليكم… وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربَّكم أن لا يفتحها عليكم… والشياطين مغلولة فسلوا ربَّكم أن لا يسلِّطها عليكم».


الأسلوب الثاني:
التذكير بالضيافة الربانية في هذا الشهر…

«شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله».
ومن أجل أن نكون ضيوفَ الله في شهر الله يجب:
– أن نصفِّي نيَّاتنا.
– أن نطهِّر قلوبَنا، وأن نفرِّغها من كلِّ الضغائن.
– أن نهيِّئ عقولنا.
– أن نتوب إلى الله من كلِّ ذنوبنا.


الأسلوب الثالث:
التذكير بقيمة وثواب الأعمال في هذا الشهر…

– «أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم في مستجاب».
– «مَن فطَّر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه… قيل: يا رسول الله وليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال صلَّى الله عليه وآله: اتقوا النَّار ولو بشقِّ تمرة، اتقوا النار ولو بشربة ماء، فإنَّ الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير، إذا لم يقدر على أكثر منه».
– «مَن حسَّن منكم في هذا الشهر خُلَقه كان له جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام».
– «مَن كفَّ فيه شرَّه كفَّ الله عنه غضب يوم يلقاه…».
– «مَن أكرم فيه يتيمًا أكرمه لله يوم يلقاه».
– «من وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومَن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه».
– «مَن تطوَّع فيه بصلاةٍ كتب الله له براءةً من النَّار».
– «مَن أدَّى فيه فرضًا كان له ثواب مَن أدَّى سبعين فريضة فيما سِواه من الشهور».
– «ومَن أكثر فيه من الصَّلاة عليَّ ثقَّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين».
– «ومَن تلا فيه آيةً مِن القرآن كان له مثل أجر مَن ختم القرآن في غيره من الشهور».
– «أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله».



كلمة أخيرة: نتمنَّى يكون الشهرُ الفضيلُ الفرصةَ المناسبةَ جدًا لمراجعةِ كلِّ الحسابات


نتمنَّى ومن كلِّ قلوبنا، ومن أجل خير هذا الوطن، وخير هذا الشعب، أن يكون الشهرُ الفضيلُ الفرصةَ المناسبةَ جدًا لمراجعةِ كلِّ الحسابات، والفرصةَ المناسبةَ جدًا للانطلاق بمبادرة إنقاذ…


حينما نتحدَّث عن مراجعة كلِّ الحسابات، لا نتوجَّه بحديثنا فقط إلى السلطة، بل إلى جميع الأطراف، صحيحٌ أنَّ السلطة تتحمَّل القسطَ الأكبر من المراجعة، كونها المؤثِّر الأكبر في مسار الأحداث ، وكونها الأقدر على معالجة الأمور، إلَّا أنَّ هذا لا يعفينا من مطالبة كلّ القوى السِّياسية وكلّ القوى الشعبية الفاعلة، بمراجعة كلِّ الحسابات..


ربَّما تكون قوى المعارضة واثقةً كلّ الثقة بمشروعية مطالبها، وأهدافها، ومشروعية حراكها، ومشروعية الأدوات والأساليب… فلا حاجة للمراجعة…


العمل السِّياسي في حاجةٍ إلى مراجعةٍ دائمةٍ ومستمرة، ففي عالمِ السِّياسة الأمور متغيِّرة، والخيارات مفتوحة…


نعم هناك (ثوابت) لا يجوز التنازل عنها؛ فيما هي (كرامة الشعب) و(حريته) و(حقوقه) التي تقرّها المواثيق والدساتير والقوانين، وفيما هي (ثوابته الدينية والأخلاقية والوطنية) هذه الأمور لا يجوز التفريط فيها، بأيِّ حالٍ من الأحوال، ولا تجوز المساومة عليها، لأنَّ هذا (خيانة) وما عدا هذه (الثوابت) فالمسألة تكون في دائرة المتحرك ما دامت هذه الدائرة محكومة للثوابت التي لا يصح المساس بها…


وحينما نتحدَّث عن مبادرة إنقاذ، لا نشكّ أنَّ زمام المبادرة بيد النظام، فهو القادر أن يمنح الشعب كامل حقوقه المشروعة، ويوفِّر له مطالبه العادلة، المدوَّنة في الميثاق والدستور، والتي تقرّها الشرعية الدولية، وإذا أصرَّ النظام على التنكّر لهذه الحقوق والمطالب، وأصرَّ أن يعالج الأمور وفق قناعاته فقط وبعيدًا عن إرادة الشعب، فلن يستطيع إطلاقًا أنْ ينقذ البلد من مأزقه، ومن أزماته، وبالتأكيد حينما تكون (المعالجة) أمنيَّة بحتةً، فإنَّ الفشل محقَّق بلا إشكال، وأنَّ الوضع سوف يتَّجه إلى مزيدٍ من التدهور والتأزّم والتعقيد، لا بدَّ  من شراكةٍ مع القوى السِّياسية الفاعلة في الساحة ولا بد من التماهي الصَّادق مع إرادة الشعب…


وكذلك فإنَّ القوى السِّياسية، وقوى الشارع لا يمكن أن تنفرد بمبادرة (إنقاذ).
قد يقال: إنَّ إرادة الشعب قادرة أن تغيِّر، وأن تصنع واقعًا سياسيًا يستجيب لهذه الإرادة، وهذا ما أكَّدت عليه حَراكات وثورات الشعوب…


لا نشكّ في صحة هذا الفهم، خاصة إذا وضعنا في الحسبان (سنَّة الله في الأرض) و(سنَّة التغيير الإلهي) و(سنة النصر الإلهي) هذا أمر مؤكَّد ومحتَّم، إلَّا أنَّ الشعوبَ إذا توفَّرت على (خيارات) أقلّ كلفة تحقِّق لها المطالب والأهداف، فهذه الخيارات متعيِّنة شرعًا وعقلًا، ولو أنَّ الأنظمة السِّياسية الحاكمة استوعبت هذه الحقيقة لما ألجأت الشعوب إلى (الخيارات) الأصعب، ولما كلَّفت الأوطان (الأثمان الباهضة)


نكرِّر القول والتمنِّي أن يكون هذا الشهر الفضيل الفرصة لإنتاج (واقعٍ سياسي) جديد، يملأ هذا الوطن أمنًا وأمانًا، ويمنح هذا الشعب عزَّةً وكرامة، وينهي وضعًا مأزومًا أطبق على كلِّ الواقع، والأمر في حاجةٍ إلى درجاتٍ عالية من الإخلاص لله، ودرجات عالية من الصدق ودرجات عالية من الإرادة والتصميم، ودرجات عالية من العقل والحكمة، ودرجات عالية من الثقة والرضا والاطمئنان…


نسال الله تعالى كلَّ الخير والأمن والصلاح لهذا الوطن ولكلِّ أوطان المسلمين، ولهذا الشعب ولكلِّ شعوب المسلمين، بل لكلِّ شعوب البشرية…

Show More

Related Articles

Back to top button