أسبوع نداءات التوبة: كيف تتحقَّق العودة الصَّادقة إلى الله؟
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين وبعد:
منذ سنواتٍ أطلق المجلس الإسلاميّ العلمائيّ موسمًا في أواخر شعبان أسماه «أسبوع نداءات التوبة»…
ويشكِّل هذا الموسم:
1- فرصةً لخلق وعيٍ مكثَّفٍ حول التوبة…
2- استعدادًا للضيافة الرَّبانية في شهر رمضان…
شعار الموسم لهذا العام «مَنْ لي غيرك» وهو مقطعٌ من دعاء كميل جاء فيه:
«إلهي وربِّي مَنْ لي غيرك أسأله كشف ضرِّي والنظر في أمري…»…
فمهما تمرَّد الإنسان وعصى فهو مأسورٌ لقبضة الله، ولقدرة الله، ولعطاء الله، ولفيض الله، فلا أحد غير الربِّ الخالق يملك كلّ السلطان، وكلّ القدرة، وكلّ العطاء، وكلّ الفيض… فما أحوج أن يردِّد: «إلهي وربِّي مَنْ لي غيرك».
وإذا كانت المعصية تمرُّد على أوامر الله تعالى، فالتوبة عودة إلى الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾ (التحريم/ 8)، ارجعوا إلى الله رجوعًا صادقًا، فأبواب رحمته مفتوحة للعاصين، وإن أسرفوا على أنفسهم كلَّ الإسراف ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ ﴾ (الزّمر/ 53).
• في الحديث عن الإمام الباقر عليه السَّلام: «إنّ الله تعالى أشدّ فرحًا بتوبة عبده مِن رجلٍ أضلّ راحلتَه وزادَه في ليلةٍ ظلماء فوجدها، فالله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده من ذلك براحلته حين وجدها»[1].
وهنا نطرح سؤالًا: كيف تتحقَّق العودة الصَّادقة إلى الله؟ أي كيف تتحقَّق التوبة النَّصوح؟
تتحقَّق من خلال:
أولًا: عودة العقل إلى الله من خلال:
امتلاك «بصيرة التوبة» وإلَّا انحرف طريق العودة إلى الله…
«العامل على غير بصيرةٍ كالسَّائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السَّير إلَّا بُعدًا»[2].
ثانيًا: عودة القلب إلى الله من خلال:
• النيَّة الخالصة.
• الندم الحقيقي.
• الإرادة والتصميم.
ثالثًا: عودة اللِّسان إلى الله من خلال:
الإكثار من الاستغفار والإنابة والدعاء والتضرّع…
رابعًا: عودة السّلوك إلى الله تعالى من خلال:
1- الإقلاع عن المعاصي والذنوب والالتزام بالواجبات.
2- تدارك ما فرَّط فيه، فيما هي حقوق الله، وحقوق النَّاس هكذا تتحقَّق العودة إلى الله، ليكون العبد من التائبين ومن الصَّادقين وهو يردِّد «إلهي وربِّي مَنْ لي غيرك».