حديث الجمعة 274: في العشرين مِن صفر تتجدَّد أحزانُ عاشوراء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين…
في العشرين مِن صفر تتجدَّد أحزانُ عاشوراء…
في العشرين مِن صفر عاد ركب السَّبايا إلى كربلاء بعد رحلة السَّبي القاسيةِ المثقلةِ بالهموم والآلام…
قضى ركبُ السبايا من آل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) رحلةَ عذابٍ، وعناءٍ، وقهرٍ، وترويعٍ، وشماتةٍ، وإذلال…
ففي رحلةِ السَّبْي عانا آلُ الرسول (صلّى الله عليه وآله) الكثير الكثير؛ كانتْ السّياطُ تُلاحقُهم، وكان الشَّتْمُ يصاحبهُم، وكانتْ الشَّماتَةُ تلازمُهْم…
وفي الشَّامِ ذاقوا ما ذاقوا…
كانوا ينظروُنَ إليهم خوارجَ، ومُتمرِّدينَ، ومُثيري فتنة…
وفي أجواءِ النشوةِ بانتصارِ الخليفةِ على هؤلاءِ الخوارجِ والعابثين والمخرِّبين – حسب الإعلام الأموي – كانت دمشقُ الشَّام تتوشحُ بأبهج الزيناتِ، احتفاءً بالنصرِ الكبير…
وصلتْ قافلةُ الأسارى المثكولةُ بفقدِ الصُفوةِ مِن أبناءِ الزهراء إلى بوَّابةِ دمشق… رؤوسٌ فوق الرماح، نساءٌ على نياقٍ عجَّف، عليلٌ يكابدُ الآلام، يتامى تتلوَّى على رؤوسهم السِّياط… الشوارعُ قد ازدحمت، الفرحُ يَملأُ كلَّ الوجوه، نظراتُ الشَّماتةِ تتواثبُ مِن كلِّ العيون، تلاحقُ السَّبايا مِن آلِ رسولِ الله (صلَّى الله عليه وآله)…
وفي زحمةِ القهر والإذلالِ والشَّماتةِ يقتربُ شيخٌ كبيرٌ طاعنٌ في السنِّ من قافلة السبايا، رافعًا يديه ونظراته إلى السَّماء وهو يقول: «الحمد للهِ الذي قتلكم وأهلككم وأراحَ البلادَ من رحالكم، وأمكن أميرَ المؤمنين منكم»..
مسكين هذا الشيخ الكبير، هو واحدٌ مِن ضحايا إعلامٍ كاذبٍ، مزوّرٍ، مضلّلٍ، خادعٍ… وكم ضلَّل الإعلامُ شعوبًا، وكم خدعها، وكم زوَّر، وفبرك، وقلب الباطلَ حقًا، والحقَّ باطلًا، والظلمَ عدلًا، والعدل ظلمًا، والأسودَ أبيضَ، والأبيضَ أسودَ… ولا نتحدَّثُ عن تاريخ، فالحاضُر يحمل شواهدَ صارخةً على هذا النمطِ من الإعلامِ الممسوخ…
نعم الشيخ الشامي واحد من ضحايا الإعلام الأموي…
كانت كلماتُه قاسيَةً كلَّ القسوة على قلوب بنات الرِّسالة.. وعلى قلبِ الإمام زين العابدين، وكانت جارحةً ومؤلمةً، فاحتبست في قلوب السبايا آهاتٌ ثقيلة، وخرست في عيونهم الدموع خشية الشَّماتة…
وهنا يتصدَّى الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) فيتوجه إلى ذلك
الشيخ الشامي بهذا السؤال:
• يا شيخ هل قرأت القرآن؟
كانت مفاجئة صادمة لهذا الشيخ، فتحركت في داخله الخواطر؛ سبحان الله، هذا الأسير المقيَّد بالسلاسل يتحدَّث بالقرآن… وما علاقة هؤلاء بالقرآن.. أليسوا خارجين عن الدِّين.. أليسوا متمرِّدين على القرآن.. أليسوا أعداء لأمير المؤمنين يزيد حامي القرآن.. واستمرت الخواطر والأسئلة في داخله.. وقطعها بسؤالٍ يحمل ذهولًا:
– وما أنتم والقرآن؟
فأعاد الإمام زين العابدين عليه السؤال:
• يا شيخ هل قرأت القرآن؟
– أجاب الشيخ: نعم قرأتُ القرآن.
فبدأ الإمام زين العابدين يستنطقه عن آياتٍ في كتاب الله فقال له:
• هل قرأت هذه الآية: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى…﴾. (الشورى/ 23)
– قال نعم قرأت ذلك..
• قال الإمام: فنحن القربى يا شيخ..
فبدأت الدموعُ الصامتةُ تتحرَّك في عيني الشيخ المخدوع، وتابع معه الإمام أسئلته:
• يا شيخ: هل قرأت هذه الآية: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ…﴾. (الإسراء/ 26)
– نعم قرأتها…
• فنحن القُربى يا شيخ…
فازدحمت الدموعُ في عيني الشيخ…
والإمام يواصل أسئلته هل قرأت، هل قرأت…
وفي صحوة ضميرٍ بقي مكبَّلًا طويلًا… صرخ الشيخ منفجرًا بالبكاء:
– بالله أنتم هم؟ أنتم هم؟ أنتم هم؟
• أجاب الإمام:
واللهِ إنَّا لنحن هم وحقِّ جدِّنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
وتعالى بكاءُ الشيخ وهو يصرخُ ويصرخ: «الله أكبر، الله أكبر.. أبناءُ رسول الله أسارى… أبناء رسول الله أسارى… اللهمَّ إنِّي أبرأ إليك من أعداء آل محمد…».
وبعد أن هدأت فورته… التفت إلى الإمام زين العابدين بعينٍ مملوءةٍ بالدموع والخجل والندم قائلًا:
– يا ابن رسولَ اللهِ هل لي مِن توبة؟
• أجابه الإمام: نعم إن تبت تاب اللهُ عليك وأنت معنا…
– فصاح الشيخ: اللهمَّ إنِّي تائب.. اللهمَّ إنِّي تائب..
وهل انتهت قصَّةُ هذا الشيخ التائب؟
إنَّ أجهزة المخابرات التابعة للنظام الحاكم منتشرة في كلِّ شبرٍ من أرض الشام… وكانت ترصد أيّ تحرّكٍ مضاد… وكانت تراقب أيّ كلمة، وأيّ خاطرة تعبّر عن تعاطفٍ مع هؤلاء الأسرى والسبايا…
وما إن أتمَّ الشيخ الشامي كلماتِه الجريئة، وكان على بصيرةٍ بأنَّ ثمنها كبير وكبير… حتَّى تلقَّفتها أجهزةُ المخابرات، وأجهزة القمع الأُموي التي لا تريد أن يرتفع صوتٌ يعبِّر عن ضمير حرٍّ، فصدر القرار بإعدام الشيخ فورًا، وتمَّ تنفيذ القرار ليكون رأس هذا الشيخ ثمنًا لموقفه الإيماني الجريئ.
وهذا هو دأب أنظمة الجور والاستبداد في كلِّ عصر وزمان… النهج هو النهج، والقمع هو القمع، والقتل هو القتل، وإن تطورت الأساليب والوسائل والأدوات…
وعاد ركبُ السبايا إلى كربلاء بعد رحلةِ العذابِ، والعناءِ، والقهرِ، والشماتةِ، والإذلال..
وهاجت ذكرياتُ عاشوراء…
وعادت مشاهدُ الفاجعة…
وكعبةُ الأحزانِ زينبُ ابنة أمير المؤمنين ما إن شاهدت أرضَ كربلاء حتَّى تلاحقت أمام ناظرها أحداث الظهيرة من يوم عاشوراء… وأخذت تجول في ذهول متلمسةً مواقع الشهادة…
• هنا سقط شابٌ من شبان كربلاء عليُّ بن الحسين الأكبر في العشرينات من عمره، شبيه رسول الله صلَّى الله عليه وآله.. فبعد أن صال وجال في ميدان القتال جاءتْهُ طعنةٌ مِن غادر، واستقرَّ سهمٌ طائشٌ في حلقه، وهوى سيفٌ فلق هامته… حمله الفرس المذعور إلى معسكر الأعداء فازدحمت السيوف تقطع جسده إربًا إربًا، وكانت كلماته الأخيرة: «أبتاه عليك منِّي السَّلام هذا جدِّي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وقد سقاني بكأسه الأوفى شربةً لا أظمأ بعدها أبدًا».
• هنا سقط فتى مِن فتيان كربلاء، غلامٌ في عمر الزهور القاسم بن الحسن… مشى راجلًا إلى القتال، وفي رجليه نعلان، وعليه قميصٌ وإزار، وبيده سيف..
وشاء القدر أن ينقطع شسع نعله…
انحنى شبل الحسن، يصلح نعله، غير آبهٍ بالسيوف والرماح والسهام…
فتقدّم إليه لئيم لا يملك شيئًا من دينٍ أو ضمير، رفع سيفه الحاقد وهوى به على رأسِ الغلام، فسقط القاسم على الأرضِ مناديًا: «عمَّاه أدركني».
انفض الحسين، جلس عند رأسه، حتَّى لفظ أنفاسه الأخيرة..
• وهنا عند نهر العلقمي… كان مصرع قمر كربلاء أبي الفضل العباس… ولله ما صنع في يوم عاشوراء فبعد أن صمَّم على الموت والشهادة، وقاتل وهو يحمل روح أبيه أمير المؤمنين بين جنبيه، وصال وجال وجندل الرجال والأبطال، حتَّى كمن له غادر فاجر فقطع منه اليمين… وكمن له آخر فقطع منه الشمال…
وهكذا بقي العباسُ مقطوع اليدين…
وظل يصول ويجول غير آبهٍ بنزف الدماء…
وجاءه سهمٌ أهوج استقرَّ في عينهِ اليمنى…
وجمدت الدماء على عينه…
وجاء سهمٌ آخر مزَّق صدره…
لك الله يا أبا الفضل…
قطعوا منك اليدين…
وخسفوا منك الصدر والعين…
وفي لحظةٍ مشؤومة هوى عمودٌ من حديد ففلق هامة العبَّاس… سقط على الأرض مثقلًا بالجراحاتِ ونزف الدماء، وأرسل كلماته الأخيرة: «أخي أبا عبد الله عليك منِّي السَّلام».
• وأمَّا قصَّةُ الطفل الرضيع فلها في ذاكرة زينب وقع مفجع مؤلم… حينما جاءت أخاها الحسين تحمل طفله الرضيع، وقد تلظى قلبه ظمأ، وجفَّ لسانه، وارتعشت أعضاؤه…
قالت أخي حسين اطلب لهذا الطفل الرضيع قطرةَ ماءٍ…
تَركتْه بين يدي الحسين…
نظر الحسينُ إلى طفله الرضيع، نظر إلى عينيه الغائرتين مِن العطش، نظر إلى شفتيه الذابلتين، نظر إلى يديه المرتعشتين…
احتضن الطفل، ضمّه إلى صدره، طبع على وجنتيه قُبُلاتٍ حارّةً، ممزوجةً بدموعٍ ساخنةٍ…
يمَّم نحو القوم…
– أيّها القومُ ارحموا هذا الطفلَ الصغيرَ… اسقوه قطرةَ ماء… إذا كان للكبار ذنب، فما ذنب الصغار؟!
اختلف القوم.. فقال قائل: اسقوا الطفل ماءً… وقال آخرون: لا تبقوا لأحدٍ مِن هذا البيتِ بقية…
وكاد الجيشُ ينقسم…
فقطع حرملةُ اللعينُ نزاعَ القومِ، أرسلَ سهمًا ذبح الطفلَ الرضيع مِن الوريد إلى الوريد، وهو في حجر أبيه، تلقَّى الحسينُ الدمَ بكفِّهِ ورمى به نحو السَّماء…
• أمَّا الفاجعةُ الفاجعة، والتي لا زالتْ تتحرَّكُ مشاهدها أمان ناظرِ الحوراءِ زينب…
فحينما وقَفَ ابنُ والدِها الحسين يلقي النظرة الأخيرة على حرمه وعياله… وكانت لحظة الوداع… مسح على قلب أخته الحوراء، وأوصاها بالصبر…
ولسان حاله يخاطبها (كما قال بعضُهم):
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ تتروَّى هذه السيوفُ من دمي…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ تمزِّقُ السهامُ قلبي…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ تأكلُ الرماحُ الحاقدةُ مِن جسدي…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ يخسفُ الحجرُ الطائشُ جبهتي…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ يجثمُ الشمرُ اللعينُ على صدري…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ يذبحُ الشمرُ نحري…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ يبقى الجسدُ المبضعُ بالسيوفِ طريحًا فوق رمالِ كربلاءَ بلا غسلٍ ولا كفن…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ تتحوَّل أضلاعي ميدانًا لحوافر الخيول…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ يكون الفراقُ وهناك الملتقى عند جدِّنا المصطفى…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ تُحرَقُ الخيام، تُسلبُ النساءً، تُضرب الأطفالُ…
أُختاهُ زينبُ.. ودِّعيني فعمَّا قريبٍ تُحملون على نياقٍ عُجَّفٍ بلا وطاءٍ ولا غطاء…
وهكذا استعادتْ الحوارءُ إلى ذاكرتِها أجواءَ الوداعِ في يوم عاشوراء…
واستمرت مشاهدُ الفاجعةِ تتجدَّد في الذاكرة المثقلةِ بالهمومِ والأحزانِ..
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والحسين وحيدٌ فريد…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والحسينُ يواجهُ سيوفًا، ورماحًا، وسهامًا، وحجارة…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والحسينُ قد أثقلته الجراحات ونزف الدماءُ…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والحجرُ الطائش يصكُّ جبهةَ الحسين…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والسهمُ المثلَّث قد اخترق قلب الحسين…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والغادرُ الفاجرُ يهوي بالسيفِ على رأسِ الحسين…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والحسين يفترشُ الترابَ وقد ازدحمت عليه الضرباتُ والطعنات…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. وزينب ابنة علي تهرولُ صوبَ الحسين، معها نسوةٌ وأرامل وأيتام…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. والشمر اللعين يجثمُ فوقَ صدرِ الحسين…
لا زالَ المشهد حاضرًا.. وقد اهتزَّ الكونُ، وماجت الأرضُ، وتغيَّرت العوالمُ، وأظلمت الدنيا، وهبَّت ريحٌ حمراء… بينما الشِّمر قابضٌ على الشيبة الطاهرة يحزُّ نحر الحسين…
هذا هو حزنُ عاشوراء…
وسوف يبقى حزنُ عاشوراء.. وسوف تبقى الدمعةُ على الحسين…
حزنُ عاشوراء ليس انهزامًا…
الدمعة على الحسين ليست ضعفًا…
الحزن العاشورائي موقف.. والدمعةُ الحسينية صرخة… إنَّه موقفٌ ضدَّ الذين صنعوا مأساة عاشوراء وضدَّ كلِّ الطغاة وهم يصنعون المآسي في حياة الإنسان، وهم يصنعون القهر، والإذلال، وهم يصادرون الكرامات، وينتهكون الحُرمات، وهم يدنِّسون المقدَّسات، وهم ينشرون الفسادَ والانحراف في الأرض…
والدمعة صرخةٌ في وجه يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمرًا، وحرملة، الذين أراقوا دم الحسين في كربلاء، والذين سدَّدوا السِّهام إلى قلب الحسين، والذين قتلوا أولاد الحسين، وأصحاب الحسين، والذين ذبحوا الطفل الرضيع، والذين أحرقوا خيام الرسالة، وسبوا النساء، وروَّعوا الأطفال…
وتبقى الدمعةُ صرخةً في وجه كلِّ (يزيد) يتجدَّد في كلِّ عصر، في وجه كلِّ (ابن زياد) يتجدَّد، في وجه كلِّ (عمر بن سعد) يتجدَّد، في وجه كلِّ (شمرٍ) يتجدَّد، وفي وجه كلِّ (حرملة) يتجدَّد، وفي وجه كلِّ (شريح) يشرعن للظالمين ظلمهم، وللطغاة طغيانهم، وللمستبدين استبدادهم، وللمجرمين جرائمهم…
مِن هنا نفهم لماذا يَجهْدُ الحكَّام والظلمةُ والطغاة في إخمادِ حُزنِ عاشوراء، وفي إسكات الدموع المتفجِّرة من أجل الحسين…
لو كان هذا الحزن يُمثِّل انهزامًا، ولو كانت هذه الدموع تعبِّر عن ضعفٍ… لبارك ذلك الطغاة، ولدفع إليه حكامُ الجورِ الذين يُريدون للشعوب أن تعيشَ الهزيمةَ، ويُريدونَ للشعوب أن تموت…
عاشوراءُ الحسينِ مَدرسة الثوَّار…
عاشوراءُ الحسينِ نَغْمةُ الأحرار…
عاشوراءُ الحسينِ نَهجُ المجاهدين…
عاشوراءُ الحسينِ عنوان الصمود، والشموخ، والإرادة…
وقد أرخصَ عُشَّاقُ الحسينِ أرواحهم، ودماءَهم، وأموالَهُم من أجلِ أنت تبقى عاشوراءُ الحُسين…
فها هي أشلاءُ الزاحفين إلى كربلاءِ الحُسين تتناثر في طريق عاشوراءِ الحُسين، لا يزيدهم ذلك إلَّا عُشقًا، وإصرارًا، وبذْلًا، وعطاءً، وتضحيةً…
كم يتوهمُ أولئك الطغاةُ، والجناةُ، وصُنَّاع القتل والإرهاب، وهم يحاولون عَبَثًا أن يوقفوا هذا الزحفَ الحسيني المُقدَّس… أن يوقفوا مجالسَ الحسين، مواكبَ الحسين، شعائرَ الحسين… إلَّا خابوا وخسروا والعاقبةُ والنصرُ لعُشَّاق الحسين…
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين…