حديث الجمعة 234: أترغبون أن تحظوا بثواب الحجاج و المعتمرين…؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الهداة الميامين
قال تعالى:
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}سورة الحج: آية27.
ملايين القلوب تتجه هذه الأيام إلى بيت الله، مشاركة ضيوف الرحمن وهم يلبوّن نداء الله وحناجرهم صارخة (( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك))، وهم يطوفون حول البيت العتيق متشبهي بملائكة الله الطائفين حول البيت المعمور، ومتحررين من كل العبوديات إلا العبودية الخالصة لله تعالى، وهم يقفون بعرفات معلنين التوبة الخالصة لله تعالى، مستذكرين المحشر ويوم الحساب، (( فإذا وقفوا في عرفات وضجّت الأصوات بالحاجات، باهى الله بهم ملائكة سبع سموات ويقول: يا ملائكتي وسكان سمواتي، أما ترون إلى عبادي أتوني من كلّ فجٍ عميق شعثًا غُبرا، قد أنفقوا الأموال، واتعبوا الأبدان، فوعزتي وجلالي لأهبنّ مُسِئهم بُمحسنهم، ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم.. فإذا رموا الجمار، وحلقوا الرؤوس، وزاروا البيت نادى منادٍ من بطنان العرش: ارجعوا مغفورًا لكم واستأنفوا العمل)).
أيها المؤمنون:
كم يتمنى كل و احد منا أن يكون في ركب الحجيج الملبين و الطائفين و الساعين و الواقفين في عرفات والمشعر الحرام و الذاكرين لله في أيام معدودات…
أترغبون أن تحظوا بثواب الحجاج و المعتمرين…؟
لنقرأ بعض أحاديث وردت عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) و عن الأئمة الهداة الميامين:
الحديث الأول:
روى المشعل الأسدي قال: خرجت حاجا فانصرفت إلى أبي عبد الله (الإمام الصادق) (عليه السّلام ) فقال: من أين بك يا مشعل؟ فقلت: جعلت فداك كنت حاجا.
فقال (عليه السّلام) : أو تدري ما للحاج من الثواب؟
فقلت : ما أدري حتى تعلمني..
فقال (عليه السّلام) : إن العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعا (يقصد بها سبعة أشواط) و صل ركعتيه، وسعى بين الصفا و المروة كتب الله ستة آلاف حسنة، وحط عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجه، وقضى الله له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا، و ادخر للآخرة كذا..
فقلت : جعلت فداك إن هذا لكثير!
فقال (عليه السّلام): ألا أخبرك بما هو أكثر منه؟
قلت: بلى
فقال (عليه السّلام): لقضاء حاجة مؤمن أفضل من حجة و حجة – حتى عد عشرا)).
الحديث الثاني:
قال الإمام الصادق (عليه السّلام) لإسحاق بن عمار: يا إسحاق من طاف بهذا البيت طوافا واحدًا كتب الله له ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة وغرس له ألف شجرة في الجنة وكتب له ثواب عتق ألف نسمة حتى إذا صار إلى الملتزم فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يقال له ادخل من أيها شئت قال فقلت جعلت فداك هذا كله لمن طاف قال نعم أفلا أخبرك بما هو أفضل من هذا؟ قال فقلت بلى،قال: من قضى لأخيه المؤمن حاجته كتب الله له طوافا وطوافا حتى بلغ عشرا)).
الحديث الثالث:
قال الإمام الباقر (عليه السّلام): ((لأن أعول أهل بيت من المسلمين؛ أسدّ جوعتهم، واكسوا عورتهم، واكفّ وجوههم عن النّاس، أحبّ إليّ من أن أحج حجةً وحجةً ومثلها ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرًا، ومثلها ومثلها حتّى بلغ السبعين)).
الحديث الرابع:
قال الإمام الصادق (عليه السّلام) : ((ما رأيت شيئا أسرع غناء و لا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت و صلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، والحجة عند الله خير من بيت مملوء ذهبا لا بل خير من ملء الدنيا ذهبًا وفضة ينفق في سبيل الله، والذي بعث محمدًا [ صلى الله عليه وآله ] بالحق بشيرا، ونذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلمٍ، وتنفيس كربته، أفضل عند الله من حجة وطواف وعمرة، وحجة وطواف وعمرة،-حتى عدّ عشرةً – ثم قال: اتقوا الله، ولا تملّوا من الخير ولا تكسلوا فإن الله عز وجل ورسوله غنيان عنكم وعن أعمالكم، وأنتم الفقراء إلى الله وإنما أراد الله عزوجل بلطفه سببا يدخلكم الجنّة به)).
الحديث الخامس:
في ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله انّه قال: ((من قعد في مصلاه الذي يصلي فيه الفجر يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس كان له حج بيت الله)).
ما بين الطلوعين من أفضل الأوقات للدعاء والذكر…
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (( من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ستره الله من النار، ستره الله من النار، ستره الله من النار)).
وعن الإمام الصادق (عليه السّلام) قال: (( الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس، أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض)).
والتعقيبات بعد صلاة كثيرة وهي مدونة في كتب الأدعية كمفاتيح الجنان.. نشير إلى بعضها:
قال الإمام الباقر (عليه السّلام) :((من استغفر الله تعالى بعد صلاة العصر سبعين مرّة غفر الله له..)).
وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): (( من صلى صلاة الفجر ثمّ قرأ { قل هو الله أحد} إحدى عشر مرة، لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب، وإن رغم أنف الشيطان)).
وقال الإمام الباقر (عليه السّلام): (( من قرأ القدر يبع مرات بعد طلوع الفجر إلاّ صلىّ عليه طفّ من الملائكة سبعين صلاة، وترحموا عليه سبعين رحمة)).
وعنه (عليه السّلام) : قال : « أتى النبي (صلى الله عليه وآله) رجل يقال له : شيبة الهذلي فقال له : يا نبي الله إني شيخ قد كبرت سني وضعفت قوتي عما كنت تعودته نفسي من صلاة وصيام وحج وجهاد ، فعلّمني يا رسول الله كلاماً ينفعني الله به ، وخفف عليّ فقال : أعد ، فأعاد ثلاث مرات ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : ما حولَك صخرة ولا مدرة إلاّ وقد بكت من رحمتك ، فإذا صليتَ الصبح فقل عشر مرات : سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ، فإن الله يعافيك بذلك من الغمة والجذام والفقر والهدم .
فقال : يا رسول الله هذا للدنيا فما للآخرة ؟ قال : تقول في دبر كل صلاة : اللّهم اهدني من عندك ، وأفض عليّ من فضلك ، وانشر عليّ من رحمتك ، وانزل عليّ من بركاتك .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : أما انّه إن وافى يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتح الله له ثمانية أبوابٍ من الجنة يدخل من أيها شاء » .
الحديث السادس:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): يا سدير و ما عليك أن تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة خمس مرات ، و في كل يوم مرة ؟
قلت: جعلت فداك إن بيننا و بينه فراسخ كثيرة.
فقال (عليه السلام) : تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة، ثم ترفع رأسك إلى السماء، ثم تتحرى نحو قبر الحسين (عليه السلام) ثم تقول :
السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك و رحمة الله و بركاته .
يكتب لك زورة ، و الزورة حجة و عمرة .
قال سدير : فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة)). (ذكر هذا الحديث الصدوق في كامل الزيارات).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين