مقاطع من خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان – 1
المقطع الأول: تفطير الصائمين:
قال صلى الله عليه وآله:” أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ رقبة وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ”
أن تقوم بتفطير صائم مؤمن يعادل عتق رقبة، وهو من الأعمال العظيمة عند الله، ومغفرة لما مضى من ذنوبك ، هذا العمل لا يكلف الإنسان الكثير من العنان ولا يكلف الإنسان الكثير من المال ، بشرط أن ينطلق هذا الإنسان في هذا العمل قربة إلى الله و وطمعا في ثواب الله وعطاءه.
” قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ صلى الله عليه وآله اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ “شق تمره: أي نصف تمرة.
المقطع الثاني: حسن الخلق
قال صلى الله عليه وآله:” أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ”.
حسن الخلق من أهم أعمال هذا الشهر الكريم وآداب هذا الشهر ومع الأسف إن بعض الناس مزاجهم يتحول إلى مزاج مكفهر ، تراه مقطب ومكفهر دائما وإذا تحدث إليه احد قال له لا تحدثني أنا صائم ، الصائم يعيش في أجواء ربانية لابد أن يتحول إلى طاقة من الخلق الطيب (قلب منفتح ، شفافية…).
الإنسان المؤمن إذا عاش الخلق الطيب في هذا الشهر الكريم كان له جواز على الصراط، وتعلمون ما هو الصراط… الصراط كما في الحديث “جسر على جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف..” هذا تعبير رمزي عن صعوبة المسير على الصراط، ويحتاج إلى الكثير من الدقة في الحركة، والناس يمرون على الصراط أصناف:
1- صنف يمر كالبرق الخاطف: وهم أهل التقوى والورع والإيمان.
2- صنف يمر كعدو الفرس: هؤلاء طاقتهم الإيمانية أقل مستوى من الصنف الأول .
3- صنف يمر على الصراط جريا ولكنه اقل من عدو الفرس .
4- صنف يمر على الصراط مشيا: هؤلاء لا يستطيعون الجري، وإنما يستطيعون المشي فقط، حيث أن طاقته الإيمانية لا تسمح له بأكثر من المشي
5- صنف يمر على الصراط حبوا: هؤلاء يحبون على الصراط.
6- صنف يتمايل على الصراط يمينا ويسارا: هؤلاء حركتم مهزوزة غير مستقرة.
7- صنف يسقط في النار: هؤلاء مجرد أن يضعون أقدامهم على الصراط يسقطون في النار
هذه المستويات الإنسان يحددها في الدنيا (يحدد مستقبله في الآخرة).
فحسن الخلق يمكن الإنسان من أن يسير على الصراط بثبات، فحسن خلقك مع أخوانك واهلك ، مع كل الناس لتتمكن من المرور على الصراط باستقرار وهدوء ونجاح .
المقطع الثالث: كف الأذى عن الآخرين:
قال صلى الله عليه وآله ” وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ “
من لم يؤذي احد في شهر رمضان لا بكلمة سوء ولا بعمل سوء ( لم يشتم إنسان ، لم يظلم إنسان، لم يظلم الناس، لم يأكل أموال الناس بالباطل….).
غضب الله يوم القيامة هو عذابه الشديد ونقمته (العذاب الشديد)، وما أحوجنا إلى أن نكف غضب الله عنا، فمن منا يتحمل غضب الله ألا وهي جهنم.
فأخطر شي ظلم الناس والاعتداء عليهم، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأصحابه يوما من الأيام ” ((أتدرون من المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام ويأتي وقد شتم هذا.. وقذف هذا.. وأكل مال هذا.. وسفك دم هذا… وضرب هذا… فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته… فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم.. فطرحت عليه ثم يطرح في النار)) فالحذر الحذر من ظلم الناس.
المقطع الرابع: كفالة اليتيم:
قال صلى الله عليه وآله:”وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ” ، رعاية اليتيم لها عطاء خاص في شهر رمضان، فقد لا تجد يتيما في منطقتك فحاول أن تفتش عن يتيم في منطقة أخرى، وذلك لما كافل اليتيم من عطاء كبير بالمقابل مالي ظلم اليتيم من عقاب شديد.
في يوم من الأيام دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على عليّ عليه السلام عائداً له وكان يشتكي وجعاً شديداً في عينه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله.”يا علي أحدثك بحديث ينسيك وجعك، يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل ومعه سفود من نار فنزع روحه فتصيح جهنم.
فاستوى علىٌّ جالساً وقال: يا رسول الله أعد علىّ الحديث، فقد والله أنساني وجعي – وأعاده صلى الله عليه وآله، فقال عليّ عليه السلام: يا رسول الله هل يصيب ذلك أحداً من أمتك؟ قال صلى الله عليه واله: نعم حاكم جائر وأكل مال اليتيم ظلماً، وشاهد زور”