خروج الإمام المهديّ(ع) في مكة – كيف يلتحق بالإمام المهديّ(ع) أنصاره؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصّلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين..
خروج الإمام المهديّ في مكة:
اتّفقت مصادر الحديث الشيعيّة والسنيّة أنّ انطلاقة الإمام تبدأ من مكة، ومن عند بيت الله الحرام…
في الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام: «والقائم يومئذٍ بمكة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرًا به…
فينادي: يا أيّها النّاس إنّا نستنصر الله فمن أجابنا من النّاس فإنّا أهل بيت نبيّكم محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن أولى الناس بالله وبمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم..
فمن حاجّني في آدم فأنا أولى الناس بآدم..
ومن حاجّني في نوحٍ فأنا أولى الناس بنوح..
ومن حاجّني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم..
[ومن حاجّني في موسى فأنا أولى الناس بموسى
ومن حاجّني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى]
ومن حاجّني في محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فأنا أولى الناس بمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم..
ومن حاجّني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين.
أليس الله يقول في محكم كتابه «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» [آل عمران: 33- 34].
فأنا بقيّةٌ من آدم، وذخيرةٌ من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوةٌ من محمدٍ صلى الله عليه وآله.
آلا فمن حاجّني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله…
ألا ومن حاجّني في سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنا أولى الناس بسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فأنُشد الله من سمع كلامي اليوم لمّا أبلغ الشاهد منكم الغائب..
وأسألكم بحقّ الله، وحقّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبحقّي، فإنّ لي عليكم حقّ القربى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أعنتمونا ومنعتمونا ممّن يظلمنا، فقد أُخفنا، وظُلمنا وطُردنا من ديارنا وأبنائنا وبُغي علينا، ودُفعنا عن حقّنا، وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا، لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله تعالى.
[قال الإمام الباقر]
فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ويجمعهم الله له على غير ميعادٍ قزعًا كقزع الخريف، وهي يا جابر: الآية التي ذكرها الله في كتابه «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» [البقرة: 148].
فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهدٌ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ثوارثه الأنبياء عن الآباء…
والقائم يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح الله أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك فلا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووراثته العلماء عالمًا بعد عالم، فإن أشكل هذا كلّه عليهم فإنّ الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه واسم أمه…».
كيف يلتحق بالإمام المهديّ أنصاره؟
يوجد رأيان:
الرأي الأول:
يصلون ويلتحقون بالإمام المهديّ عليه السلام في مكة المكرمة بشكلٍ إعجازي…
فالروايات الواردة في كيفيّة التحاقهم بالإمام المنتظر عليه السلام تنصّ على ذلك، ويؤيّد أصحاب هذا الرأي مقولتهم بالفقرات التالية الواردة في الروايات:
• «يجتمعون في ساعةٍ واحدة».
• «تطوى لهم الأرض طيًا».
• «يسيرون في السحاب نهارًا».
• «يفقدون من فرشهم فيصبحون في مكة».
الرأي الثاني:
يصلون إلى مكة بطريق السفر الاعتيادي.
فقد جاء في بعض الروايات أنّه ينادى باسم المهدي عليه السلام في شهر رمضان، ويكون ظهوره في العاشر من المحرم..
فيكون موسم الحجّ هو الفرصة الطبيعيّة لتوافد أنصار الإمام عليه السلام.
وعلى ضوء هذا الرأي تفسير الروايات باستخدام الوسائل الحديثة للنقل…..
نتابع الحديث إن شاء الله…
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين