في ذكرى الأربعين: موسم استثنائي في الواقع الشيعي – كيف يجب أن نتعاطى مع الشأن السياسي من خلال هذا الموسم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(محرم وصفر) شهران يمثلان موسما استثنائيا في الواقع الشيعي.
في العاشر من المحرم حدثت واقعة كربلاء، وبعد العاشر حدثت الامتدادات ليوم كربلاء، في هذين الشهرين مجموعة مناسبات حزن أليمة، الأمر الذي طبع هذا الموسم بطابع الحزن والدموع.
كل المظاهر في هذين الشهرين تحمل طابع الحزن والأسى، السواد في الحسينيات، في الشوارع، في الأزقة، في البيوت، الأعلام السوداء في كل مكان، الأزياء السوداء، كل شيء الأوساط الشيعية في هذا الموسم يتحدث عن الحزن والدموع، وهنا يطرح البعض سؤالا:
هل أن تكريس الحزن طيلة شهرين كاملين يشكل حالة سليمة في بناء الإنسان الشيعي؟
وبعابرة أخرى: هل أن ثقافة الحزن تؤسس لتربية الأجيال الشيعية تأسيسا صحيحا؟
أن نصوغ الأجيال الشيعية صوغا مأساويا، بكائيا، حزائنيا.. ألا يعبر هذا عن نمط من البناء والتوجيه يؤصل لحالات اليأس والإحباط، والهزيمة والانكسار، والضعف والاسترخاء؟
ثم أليس منهج الدين يعلمنا أن نكبر على المحن والمصائب والآلام والأحزان، وأن لا نسقط أمام عوادي الأيام مهما اشتدت وقست وأوجعت؟
لنا حول هذا الكلام بعض ملاحظات وبعض توضيحات:
يبدوا أن أصحاب هذا الكلام قد ألغوا الدور الروحي والثقافي والاجتماعي والسياسي والجهادي لموسم عاشوراء ، نترك ذلك لنعالج إشكالية الحزن.
لا شك أن طابع الحزن والمأساة يهيمن على هذا الموسم، إلا أن هذا الحزن يأخذ مسارين:
– المسار السلبي: وذلك حينما تتحول هذه العاطفة البكائية إلى ضعف وانكسار وهزيمة وهروب، وغيبوبة، واستغراق في الدموع.
– المسار الإيجاب: وذلك حينما تتحول هذه العاطفة البكائية إلى غضب يتفجر ضد أولئك الذين صنعوا المأساة في التاريخ، وضد الذين يصنعون مآسي الأمة، ومآسي الشعوب في كل زمان وفي كل مكان.
البكاء على الحسين – في مضمونه الواعي – صرخة غاضبة في وجه يزيد بن معاوية وفي وجه كل(يزيد) يتجدد عبر التاريخ.
البكاء على الحسين صرخة غاضبة في وجه (عبيد الله بن زياد) وفي وجه كل (ابن زياد يتجدد عبر التاريخ.
البكاء على الحسين صرخة غاضبة في وجه (عمر بن سعد) وفي وجه كل (ابن سعد) يتجدد عبر التاريخ.
البكاء على الحسين صرخة غاضبة في وجه (شمر بن ذي الجوشن) وفي وجه كل (شمر)يتجدد عبر التاريخ.
البكاء على الحسين صرخة غاضبة في وجه (حرملة بن كاهل) وفي وجه كل (حرملة) يتجدد عبر التاريخ.
البكاء على الحسين صرخة غاضبة في وجه (شريح القاضي) وفي وجه كل (شريح) يتجدد عبر التاريخ.
يزيد بن معاوية نموذج للحاكم الظالم المستبد الفاسد، العابث، المنحرف، ويزيد هذا يتكرر ويتكرر ويتكرر.
عبيد الله بن زياد نموذج لمن خان الدين، وباع نفسه للسلطان الجائر المنتهك للحرمات، ولذلك تحمل مهمة قتل الحسين سبط رسول الله صلى اللله عليه وآله، وتحمل إبادة العتره الطاهرة، وعبيد الله بن زياد يتكرر ويتكرر ويتكرر.
عمر بن سعد نموذج للعملاء الحمقى، فمن أجل وعود كاذبة، ومن أجل منصب موهوم قتل الحسين أبن فاطمة، فخسر الدينا والأخرة، وعمر بن سعد هذا يتكرر ويتكرر ويتكرر.
شمر بن ذي الجوشن نموذج لإنسان ممسوخ، داس كل القيم بفتات من موائد الظالمين، حتى بلغ به الامر أن يرتقي بقدميه القذرتين صدر الإمام الحسين، وأن تمتد يده الخائنة لتهوي بالسيف على نحر الحسين، وهو الذي هجم على خيام الحسين وروع بنات الرسالة، وشمر هذا يتكرر ويتكرر ويتكرر.
حرملة بن كاهل الأسدي نموذج لمن مات في داخله معنى الإنسانية، ومعنى الدين، ومعنى القيم، وغرته الدنيا الزائفة، وارتكب أبشع الجرائم في يوم عاشوراء، حينما تقدم الحسين إلى القوم يحتضن بين ذراعيه طلفه الرضيع، وقد غارت عيناه من العطش، حاول الحسين ، بكلماته الحانيه أن يلامس تلك القلوب المتحجرة، عله يعثر فيها على بقية من رحمة، وبقية من شفقة، وبقية من إنسانية فيسقوا هذا الطفل الرضيع قطرة ماء ( ياقوم إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل الرضيع) ، وكان الجواب من حرملة سهما سدده إلى نحر الرضيع فذبحه – بين يدي أبيه – من الوريد إلى الوريد ، أضطرب الطفل، أمتدت يداه لتحتضن أباه الحسين، أنفجر الدم من نحره، تلقى الحسين الدم بكفه، رمى به نحو السماء.
إنه حرملة المتمرس في قتل الطفولة البريئة، وقيل أنه هو الذي وجه السهم المثل إلى قلب الحسين، وحرملة هذا يتكرر ويتكرر ويتكرر.
شريح القاضي نموذج لعلماء البلاط الذين باعوا الآخرة بدنيا الحكام والسلاطين فاصدر فتواه التي تبرر ليزيد قتل الحسين ( الحسين خرج عن حده فقتل بسيف جده)، هكذا توظف فتاوى الدين في خدمة المستبدين والظالمين، وشريح هذا يتكرر ويتكرر ويتكرر.
البكاء على الحسين صرخة غاضبة في وجه كل هؤلاء الذين صنعوا مأساة الحسين وفي وجه كل الذين سكتوا على مأساة الحسين.
وما دام يزيد، وأعوان يزيد، وكل الذين شاركوا في صنع مأساة الحسين، وكل من صمتوا ورضوا، وما دام هؤلاء يتكررون ويتكررون ويتكررون، فالصرخة الغاضبة يجب أن تبقى وتبقى وتبقى.
نسمع هذه الأيام من يقول:
إن خطاب عاشوراء عند الشيعة يكرس الخلاف والانقسام الطائفية، لأنه يصنف الناس إلى (حسينيين) و(يزيدين)، يصنف الناس إلى خندقين: خندق يقف مع الحسين، وخندق يقف مع يزيد، ويطالب هؤلاء أن يتجمد هذا الخطاب، وأن يتجمد استدعاء التاريخ وإسقاطه على الواقع المعاصر.
التاريخ مضى بشخوصه وأحداثه ورجاله وصراعاته، فلماذا نستحضر كل ذلك لنعيد إنتاج الخلاف والصراع والمعارك.
نسأل هؤلاء المعترضين:
لماذا دون القرآن الصراعات التي حدثت في التاريخ؟
لماذا تحدث القرآن عن خط الأنبياء وخط الطواغيت؟
لماذا تحدث القرآن عن المستضعفين والمستكبرين؟
لماذا تحدث القرآن عن الصالحين والفاسقين؟
لماذا تحدث القرآن عن المؤمنين والمنافقين؟
لماذا تحدث القرآن عن أولياء الله وأولياء الشيطان؟
وفق منطق هؤلاء المعترضين يجب أن تتجمد كل هذه العناوين التي تحدث عنها القرآن، ووفق منطق هؤلاء المعترضين يجب أن تغلق ملفات كل المجرمين والظالمين والمفسدين، لان تحريك تلك العناوين التي تحدث عنها القرآن، ولان فتح هذه الملفات، سوف يستثير الصراعات بين أبناء الوطن الواحد…
فتح ملفات الفساد الإداري سوف يحرك الخلافات …
فتح ملفات التمييز الوظيفي والطائفي سوف يؤجج العداوات…
فتح ملفات المتورطين في سرقة الحقوق سوف يزعزع الأمن والاستقرار…
اسكتوا عن يزيد التاريخ…
اسكتوا عن ابن زياد التاريخ …
اسكتوا عن أبن سعد التاريخ…
اسكتوا عن شمر التاريخ …
اسكتوا عن حرملة التاريخ …
اسكتوا عن شرح التاريخ …
لماذا يطالبنا هؤلاء بالسكوت عن رموز الجريمة في التاريخ؟
حتى لا تصل النوبة إلى رموز الجريمة في الحاضر.
حتى لا تصل النوبة إلى أكثر من يزيد في هذا العصر…
وإلى أكثر من أبن زياد في هذا العصر…
وإلى أكثر من أبن سعد في هذا العصر…
وإلى أكثر من شمر في هذا العصر …
وإلى أكثر من حرملة في هذا العصر …
وإلى أكثر من شريح في هذا العصر …
وهنا نقول كلمة صريحة لأخوتنا في الإسلام من أبناء المذاهب الأخرى:
إننا حينما نتحدث عن الخط اليزيدي لا نستهدف أخوتنا من أبناء المذاهب الأخرى ، من يفهم ذلك فهو واهم كل الوهم، أو أنه مغرض يريد أن يؤجج الخلافات والعداوات.
الخط الحسيني: هو خط الإيمان، خط التقوى والصلاح، خط العدل، خط الجهاد من أجل الله ومن أجل قيم الدين، ومن أجل مبادئ الحق، فمن التزم بذلك فهو في خط الحسين، شيعيا كان أو سنيا.
والخط اليزيدي: هو خط الضلال، خط الفسوق والانحراف، خط الظلم والاستبداد، خط العبث بالدين والقيم والمبادئ، فمن عاش ذلك فهو في خط يزيد، شيعنا كان أو سنيا.
لماذا يصر بعض المسكونين بهوس الطائفية على اتهام الخطاب العاشورائية بأنه خطاب طائفي؟
إننا لا ننفي وجود كلمات هنا أو هناك في الجانب الشيعي أو في الجانب السني تمارس الشحن الطائفي، وتمارس التأجيج المذهبي، إلا أن هذه الكلمات لا تمثل الخطاب الشيعي ولا تمثل الخطاب السني.
لا يطلب من الخطاب الشيعي أن لا يتحدث عن قناعاته المذهبية وأن لا يدافع عن نفسه، ولا يطلب من الخطاب السني أن لا يتحدث عن قناعاته، وأن لا يدافع عن نفسه.
المطلوب هذا الخطاب أو ذاك الحطاب أن لا يتحول إلى خطاب يعادي الآخر، ويحارب الآخر، ويكفر الآخر.
هناك مساحة مشتركة كبيرة وكبيرة وكبيرة بين الخطابين، وبتعبير أصح هناك خطاب واحد، هو خطاب الإسلام، وخطاب القرآن، وخطاب الدين، وهناك وجهات نظر متعددة في فهم هذا الخطاب، لا مشكلة في أن تتعدد وجهات النظر، ولكن يجب أن لا يتحول هذا التعدد إلى خلافات وعداوات وصراعات، ليكن لكل قناعته، ولكل رؤيته، ويجب أن تبقى أخوة الإسلام وإخوة الدين.
كم نحن جميعا في حاجة أن نفهم بعضنا البعض بعيدا عن التشويشات التي يصنعها من يريد لهذه الأمة أن تتمزق، وان تتحارب.
أعود مرة أخرى إلى خطاب هذا الموسم، وإلى مظاهر هذا الموسم، فنحن لا نريد لهذا الخطاب، ولا لهذا المظاهر أن يتحولا إلى أداة تمارس الاستفزاز ضد الآخرين، وإذا شكلت بعض الخطابات أو بعض المظاهر شكلا من أشكال الاستفزاز أو التحريض أو الإساءة فعلى الأحبة من أبناء الموسم العاشورائي أو الموسم الأربعيني أن يتجنبوا ذلك ، لأننا نريد لهذا الموسم أن يحمل رسالة الحب والوءام والتقارب، لا أن يحمل رسالة الكراهية والعداوة والتنافر.
وفي الوقت ذاته ندعو إخوتنا من أتباع المذاهب الأخرى أن لا يتحسسوا من خطاب عاشوراء ومن مظاهر عاشوراء، فمأساة الحسين مأساة أدمت قلوب كل المسلمين وأبكت كل العيون.
لنأخذ مثالا نقرأ من خلاله أسلوب التعاطي مع الموسم:
كيف يجب أن نتعاطى مع الشأن السياسي من خلال هذا الموسم؟
هنا من يفرض إقحام الموسم في الشأن السياسي، باعتبار أن هذا الإقحام يضع الموسم (خطاب الموسم – فعاليات الموسم ) في مواجهة النظام، وهذا يربك حركة الموسم، دور الموسم، أهداف الموسم، فيجب أن يترك الشأن السياسي للجمعيات السياسية وللمتصدين للشأن السياسي.
هناك من يدعوا بقوة إلى إقحام الموسم في الشأن السياسي، فغياب الموسم عن هذا الشأن يعد مصادرة كبيرة لأهم أهداف عاشوراء فالحسين إنما ثار من أجل مواجهة النظام الحاكم الظالم المستبد، فيجب أن يمارس موسم عاشوراء دور التصدي والمواجهة للأنظمة الحاكمة المستبدة.
وهنا فريق ثالث يرى أن هذا الموسم يجب أن يكون له دور سياسي سلمي لا ينجر إلى المواجهة والتصعيد مع النظام، ولا يمارس خطابا تأجيجا وتحريضيا يضعه أمام حالة من التأزم مع الحاكم.
هذه خيارات ثلاث … فأي الخيارات الثلاثة نتبنىّ؟
نضع رؤيتنا من خلال النقاط التالية:
1. أن نحافظ على الطابع الحسيني لهذا الموسم، بمعنى أن تنطلق كل المراسيم والفعاليات والخطابات وهي مصبوغة بالصبغة الحسينية.
هناك من يحاول أن يصادر هذا الطابع وهذه الصيغة، وهذا اتجاه مرفوض.
خطاب المنبر يجب أن ينطلق من عاشوراء الحسين حتى وهو يريد أن يعالج كل القضايا والموضوعات.
خطاب الموكب يجب أن يكون خطابا حسينيا حتى وهو يتناول قضايا الساحة وهمومها.
شعارات الموسم يجب أن تكون حسينية حتى وهي تنفتح على كل أوضاع الأمة.
2. من مسؤوليات هذا الموسم أن يتصدى لقضايا الأمة الروحية والثقافية والاجتماعية والسياسية، مع المحافظة على النقطة الأولى وهي أن يكون التصدي مطبوعا بالصبغة الحسينية، حتى لا يصادر الحس الحسيني في ضمير الأمة، وفي وعي الأمة، وفي حركة الأمة.
3. فيما يتصل بالتصدي السياسي يجب أن يكون خاضعا لمجموعة ثوابت:
أولا:
أن يصر خطابنا السياسي على طرح المطالب العادلة لأبناء هذا الشعب:
– من مطالبنا العادلة: شراكة سياسية حقيقية، تفرض اعتماد دستور مقبول متوافق عليه، وتفرض حياة برلمانية غير مزورة، وتفرض إنهاء كل أشكا الفساد الإداري والمالي.
– من مطالبنا المبدئية والتي تتصدر الأولويات: الحفاظ على هوية هذا البلد الإسلامية، والتصدي لأشكال العبث بالدين والقيم والأخلاق.
– من مطالبنا: إنهاء حالة التميز المذهبي ، هذه الحالة التي أصبحت واقعا مرعبا يهدد وحدة الشعب، وأمنه واستقراره، ومهما حاول الخطاب الرسمي أن يصر على النفي فالواقع أكبر برهان على هذا التمييز في كل المؤسسات والمواقع والسياسات، ولسنا في حاجة إلى أن نسوق أمثلة وشواهد.
– من مطالبنا: المعالجة العاجلة والحقيقية لأزمة العاطلين، وأزمة السكن، وكل أشكال الأزمة المعيشية لدى المواطنين، فالخطابات الاستهلاكية لن تشبع الجائعين ولن تكسو العراة، ولن تخفف آلام البؤساء والمحرومين والذين يعيشون في العراء بلا مأوى ولا سكن.
– من مطالبنا: تحريك كل الملفات العالقة، ونؤكد على خطورة ملف التجنيس، وملف البندر.
ملف التجنيس يشكل هاجسا مخيفا يهدد أوضاع هذا الوطن، ويدفع به في اتجاه مآزق أمنية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية، وهذه حوادث المجنسين المتكررة أكبر شاهد على ذلك.
ملف البندر يحمل آثار مدمرة إذا لم يعالج بجدية وإنصاف، ولا زال الموقف الرسمي مصرا على تجاهل هذا الملف، وما حدث في مجلس النواب أخيرا يؤكد توجه الحكومة ونوابها لحماية المتورطين الذين كشف أسمائهم تقرير البندر، وإلا فلماذا هذا الإصرار على إسقاط استجواب طالب به نواب وهو مستكمل لكل الشروط الدستورية، المسالة واضحة كل الوضوح إنه الموقف الرسمي المفروض على برلمان أريد له أن يكون خاضعا لوصاية السلطة وأن يكون أداة لقراراتها، وواجهة لسياستها، ويجب أن لا يفوتنا في هذا السياق أن نطالب بإطلاق سراح المعتقلين، فالمحاكمات المقررة يشوبها الكثير من الإشكالات، وإذا صح ما يتداول على لسان المعتقلين ولسان أهالي المعتقلين من تجاوزات وانتهاكات واعتداءات وممارسات مشينة، واخذ اعترافات تحت القهر والضغط والتعذيب، فما قيمة محاكمات تبتني على كل ذلك؟
ثانيا:
أن يكون التصدي السياسي سواء أكان من خلال الجمعيات السياسية أو الفعاليات السياسية أو الخطابات السياسية، أن يكون هذا التصدي متوفرا على بعدين أساسين:
البعد الأول: امتلاك الشرعية من خلال:
1. اعتماد الرؤية الفقهية المعذرة شرعا.
2. اعتماد الولاية الشرعية فيما يحتاج إلى ولاية من شؤون السياسة.
البعد الثاني:
امتلاك الفهم السياسي القادر على قراءة الواقع الموضوعي في كل مكوناته وحاجاته وضروراته وملابساته.
إن غياب احد البعدين يضع التصدي السياسي فيمساراته الخاطئة وربما المنحرفة.
ثالثا:
خيار التصدي السياسي: في التصدي السياسي تتعدد الخيارات:
1. المشاركة في مشروع السلطة
2. المقاطعة لمشروع السلطة مع اعتماد الأسلوب السلمي ( وتتعدد أساليب المقاطعة)
3. المقاطعة لمشروع السلطة مع اعتماد أسلوب المواجهة ( وتتعدد مستويات المواجهة).
ومن أجل تحديد خيار التصدي السياسي نحتاج إلى:
1. امتلاك الشرعية من خلال:
– اعتماد الرؤية الفقهية المعذرة.
– اعتماد الولاية الشرعية فيما يحتاج إلى ولاية.
2. امتلاك الفهم السياسي القادر على تحديد الخيار الأصلح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين