حديث الجمعة154: وقفات مع خطبة الرسول في استقبال شهر رمضان – أسبوع التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمي والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر شعبان خطبة يتحدث فيها عن شهر رمضان، وكان صلى الله عليه وآله يهدف من خلال هذه الخطبة أن يهيئ المسلمين لاستقبال شهر رمضان، ولاستثماره بالشكل الصحيح.
وقد تناول الرسول صلى الله عليه وآله في الخطبة المذكورة ثلاثة محاور مهمة جدا:
المحور الأول: التذكير بأهمية شهر رمضان.. قال صلى الله عليه وآله:
• ” أيها الناس إنه أقبل عليكم شهر رمضان بالبركة والرحمة والمغفرة” وهنا أكدّ صلى الله عليه وآله التعبير عن هذا الشهر بأنه: شهر الله- شهر البركة- شهر الرحمة والمغفرة.
وكم لهذه العناوين من قيمة كبيرة..
كل الشهور هي شهور الله إلا أنّ لهذا الشهر خصوصيته ومكانته وعظمته لذلك اختص بهذا التعبير، فإذا أطلق شهر الله انصرف إلى شهر الله ثمّ إن كلّ الأيام تحتضن فيوضات الله وبركاته وعطاءاته، إلا أن شهر رمضان يحتضن من الفيوضات والبركات والعطاءات مالا تحتضن كلّ الأيام الأخرى، كما أن رحمة الله ومغفرته لا يحدهما زمان أو مكان، إلا أن أيام هذا الشهر ولياليه وساعاته تملك من مستويات الرحمة والمغفرة مالا تملك أيام وليالي وساعات أخر.
• قال صلى الله عليه وآله:
“شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات”
• “إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربَّكم أن لا يغلقها عليكم”
• وأبواب النيران مغلقة، فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم”
• “والشياطين مغلولة، فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم”
المحور الثاني: التذكير بالضيافة الربانية في هذا الشهر:
• “شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب”.
فمن مظاهر الضيافة الربانية والكرامة الإلهية في هذا الشهر:
– “أنفاسكم فيه تسبح”
– “نومكم فيه عبادة”
– “عملكم فيه مستجاب”
ثم َ أشار صلىّ الله عليه وآله إلى شرطين مهمين من شروط الضيافة في هذا الشهر:
1. “فسلوا الله ربكم بنيات صادقة…”
2. “وقلوب طاهرة..”
“أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم”
فمن أجل أن نكون ضيوفا لله في هذا الشهر يجب:
أولاً: أن نصفّي نياتنا، فلا تقبل الأعمال إلا بصدق النيات، وخلوصها لله سبحانه، فحذارِ حذارِ أن تكون أعمالنا رياًءً وسمعة وطمعا في مدح الناس وثنائهم.
وكان صلى الله عليه وآله يبكي ، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: “إني تخوفت على أمتي الشرك أمّا أنّهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولكنهم يراؤون في أعمالهم”
ويجب (ثانيا): أن نطهر قلوبنا من كلّ الشوائب والتلوثات، لنحظى بشرف الضيافة، وتنالنا فيوضات الرحمة.
المحور الثالث: الحث على بعض الأعمال، ومالها من الثواب العظيم عند الله تعالى.
• “من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه”.
• “من حسنّ منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام”
• “من تطوّع بصلاة كان له (كتب الله له) براءة من النار”
• “ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقّل الله ميزانه يوم تخف الموازين”
أيها الأحبة:
أقرأوا هذه الخطبة المباركة وداوموا على قراءتها، فهي تضعكم أمام برنامج شامل لهذا الشهر الكريم.
أسبوع نداءات الإنابة والتوبة
دعا المجلس الإسلامي العلمائي إلى أسبوع أسماه ( أسبوع نداءات الإنابة والتوبة) وهو الأسبوع الأخير من شهر شعبان.
والهدف من هذا الأسبوع هو ” استنفار الحديث حول الإنابة والتوبة” من اجل التهيؤ والاستعداد لاستقبال شهر رمضان، فإنّ من أهم شروط الضيافة الربانية ” التوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب”
فعلى كل الطامعين إلى ضيافة ربانية مقبولة أن يبادروا إلى ” التوبة” والتطهر من كل المعاصي والذنوب، وإلى محاسبة النفس وإعدادها إلى ضيافة الله في هذا الأسبوع ( أسبوع نداءات الإنابة والتوبة).
مطلوب من العلماء والخطباء والمبلغين أن يكثّفوا الحديث عن ” التوبة”، ومطلوب من كلّ واحد منا أن يمارس “التوبة النصوحة” وأن يمارس النصيحة والدعوة إلى التوبة، لنكون جميعا مؤهلين لضيافة الله في شهر الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين