المجلس الإسلامي العلمائي: بيان حول نتائج الانتخابات النيابية والبلدية
في مقطع تاريخي متميز شهدت البحرين حراكا سياسيا بارزا ومشاركة شعبية كبيرة في الانتخابات البلدية والنيابية للفصل التشريعي الثاني، واستطاعت الجماهير المؤمنة من خلال وعيها وحضورها المشهود أن تسجل موقفا تاريخيا مشرفا.
وإننا ورغم كل التحفظات على ما شاب العملية الانتخابية من تجاوزات أثرت على مصداقيتها، والتوزيع غير السليم وغير العادل للدوائر الانتخابية، والذي أدى إلى جعل العملية السياسية مبتورة وناقصة وغير عادلة، ورغم الكثير من الاحباطات الموجودة إلا أننا نعتبر أن المشاركة أعطى وأجدى وربما خففت الاحتقان، من أجل واقع ومستقبل أفضل، وفي ذلك إقامة للحجة القاطعة.
ومن هنا نرى من واجبنا أن نشكر كافة جماهيرنا المؤمنة على وقفتها الشجاعة وتفاعلها واستجابتها لنداء قيادتها العلمائية، ومشاركتها الفاعلة التي استطاعت من خلالها أن توصل كتلة برلمانية وبلدية لا يستهان بها، والتي ستكون قادرة بمشيئة الله أن يكون لها دورها البارز والمؤثر في العملية السياسية برمتها، ونطمح أن يتأكد هذا الحضور وهذه المشاركة الفاعلة في كل مواقع حركة الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
كما نؤكد هنا على النقاط التالية:
أولا: التوافق الوطني ركن أساس للتقدم بالعملية السياسية ومن هنا فإن كافة الأطراف السياسية سواء في الدائرة الرسمية أو القوى السياسية الشعبية الأخرى مدعوة وبقوة من أجل أن تضع الهموم الحقيقية للوطن والمواطن على رأس أولوياتها في إطار من اللحمة الوطنية التي تنطلق من أجل تحقيق مصلحة أبناء الوطن، مما يقتضي معه تحقيق أعلى درجات التوافق والوئام في كل الخطوات والمساعي والجهود.
ثانيا: رغم ما أفرزته الانتخابات من وصول قوى سياسية إلى المجلس النيابي وغياب قوى سياسية أخرى، إلا أن هذه القوى رغم عدم حضورها في البرلمان تبقى جزءًا مكونا للنسيج الوطني وجزءًا من العملية السياسية التي يحتاجها الوطن وتحتاجه، الأمر الذي ينطبق على كافة الكفاءات والطاقات التي لم يحالفها الحظ للوصول إلى البرلمان، والتي ستبقى مدعوة ليكون لها دورها الفاعل وحضورها المؤثر، وسيبقى الوطن بحاجة إلى خدمات كافة أبنائه في أي موقع كانوا وعلى كافة الأصعدة.
ثالثا: ندعو أن تكون تشكيلة مجلس الشورى بمستوى الطموح من خلال تعيين الشخصيات التي تعبر عن عمق الارتباط بالناس وتحمل من الوزن والثقل العلمي والسياسي والتمسك بثوابت الدين والقيم الفاضلة، ما يجعلها مؤهلة للقيام بدورها المهم، كما لا بد أن ينعكس الحراك السياسي على تشكيلة مجلس الوزراء من خلال تشكيلة حكومية قوية وأمينة وحريصة على مصالح الناس وحقوقهم.
رابعا: وبعد الافرازات الكثيرة التي نتجت عن الانتخابات نتيجة ارتفاع حدة المنافسة في الكثير من الدوائر الانتخابية، إلا أن المهم في هذه المرحلة هو تحقيق المزيد من التقارب والانسجام والدفع باتجاه تشكيل لحمة وطنية متماسكة، والعمل على تآلف القلوب والنفوس وتضميد كافة الجراحات، ورفع كل أشكال الحساسيات والخلافات والعداوات، وأن يضع الجميع أيديهم في أيدي البعض حرصا على مصلحة البلد، فليس الفوز انتصارا ولا الخسارة هزيمة متى ما كانت الأخلاق هي المعيار، والكل خاسر متى ما تجردنا عن قيمنا ومبادئنا.
خامسا: كلمة للنواب المنتخبين: أنتم أمام مرحلة جديدة في العمل السياسي تتحملون فيها مسؤولية كبيرة، وستكون الأمة ( بعد الله عز وجل ) المراقبة والمحاسبة لكم في كل خطواتكم وأعمالكم، وأنتم مدعوون لتكونوا الممثلين الحقيقيين للناس من هذا الموقع السياسي الحساس، والمدافعين بحق عن حقوقهم، وأن تعيشوا التواصل الدائم مع الناس لتلمُّس همومهم والاستماع إلى مطالبهم.
سادسا: كلمة لجماهيرنا: لقد دخلنا منعطفا سياسيا جديدا، وتقدمنا من خلال خطوة سياسية ملحوظة، لن نستطيع أن نحقق فيها شيئا إلا إذا كنتم السند والدعم لقيادتكم ولقواكم السياسية المخلصة، وكنتم على مستوى المسؤولية في التفاعل والحضور في كل قضايا الساحة.
سدد الله الجميع لما فيه الخير والصلاح….
المجلس الإسلامي العلمائي
13 ذو القعدة 1427هـ
5 / 12 / 2006م