حديث الجمعة122:الإمام المهدي المنتظر الحادية عشر:كيف نقرأ أحاديث “الإثني عشر”؟- خطاب الإمام الخميني رضوان الله عليه إلى العلماء وطلاب الحوزات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مجموعة عناوين:
• كيف نقرأ أحاديث “الإثني عشر”؟
• خطاب الإمام الخميني إلى العلماء وطلاب الحوزات
كيف نقرأ أحاديث “الإثني عشر”؟
أي قراءة، وأي تفسير لهذه الأحاديث في حاجة إلى أن توفّر مجموعة”حيثيات” تشكل”ضوابط موضوعية”لصحة القراءة أو التفسير ، وهذه الضوابط والحيثيات هي:
1. العدد: إثنا عشر خليفة أو أميرا أو قيما أو إماما كّهم من قريش أو من بني هاشم.
2. التناسق الفكري والروحي والعملي ، والتواصل الزمني الذي ينظم هذه المجموعة.
3. المؤهلات الإيمانية والفكرية والنفسية والعملية والقيادية.
4. البقاء الإمتداد ما بقي الدين.
5. النص الذي يعطي للمجموعة صلاحية الإمامة والخلافة.
تفسيرات مدرسة الخلفاء:
حاول علماء مدرسة الخلفاء أن يعطوا لهذه الأحاديث “تفسيرا” ينسجم مع “المسلمات المذهبية” وقد اتجهوا إلى أكثر من تفسير وأكثر من محاولة ولكي نتعرف على هذه المحاولات وهذه التفسيرات ومدى قدرتها على الصحوة، ومدى تفرها على الضوابط والحيثيات الآنفة الذكر، نضع بين أيدنا أبرز تلك المحاولات والتفسيرات:
• المحاولة الأولى(التفسير الأول):
محاولة ابن العربي:
قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي(68:9): “فعدينا بعد رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم إثني عشر أميرا فوجدنا: أبا بكر ، وعمر، وعثمان، وعليا، والحسن، ومعاوية، ويزيد، ومعاوية بن يزيد، ومروان، وعبد الملك بن مروان، والوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، ومروان بن محمد بن مروان، والسفاح….” ثم عد سبعا وعشرين خليفة إلى عصره ثم قال: “وإذا عددنا منهم إثني عشر أننهى العدد بالصورة إلى سليمان ، وإذا عددنا بالمعني كان معنا منهم خمسة: الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز ، ولم أعلم للحديث معنى”.
• المحاولة الثانية(التفسير الثاني) :
محاولة القاضي عياض (كما جاء في شرح النووي على صحيح مسلم(201:12):
“وقال القاضي عياض في جواب القول (أنه ولى أكثر من هذا العدد ): وهذا اعتراض باطل لأنه صلى الله عليه ]وآله[ وسلم لم يقل ( لا يلي إلا إثنا عشر خليفة) وإنما قال (يلي) وقد ولى هذا العدد، ولا يضر كونه وجد بعدهم غيرهم”.
• المحاولة الثالثة(التفسير الثالث):
محاولة جلال الدين السيوطي(تاريخ الخلفاء ص12):
قال السيوطي: ” وقد وجد من الإثني عشر: الخلفاء الأربعة، والحسن ومعاوية،وابن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، وهؤلاء ثمانية، ويحتمل أن يضم إليهم المهتّدي من العباسيين،لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية، وكذلك الطاهر لما أوتيه من العدل، وبقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم”
نتابع بإذن الله – قراءة بقية المحاولات في اللقاء القادم.
خطاب الإمام الخميني إلى العلماء وطلاب الحوزات:
نقف مع أحد بيانات الإمام الخميني رضوان الله عليه المهمة الموجه إلى علماء الدين وطلاب الحوزات وقد تحدث الإمام في هذا البيان عن نقاط خطيرة ومهمة جدا يمكن تلخيصها في المحورين التاليين:
المحور الأول: تحدث فيه الإمام ا عن الموقع الكبير لعلماء الدين وللحوزات:
وخلاصة ما أكد عليه الإمام الخميني في هذا المحور:
أولا: أن العلماء الرساليين كانوا على مدى التاريخ قاعدة الإسلام الحصينة في مواجهة الهجمات والانحرافات، وهكذا كانت الحوزات الحامي والحارس للدين ضد كل التحريفات والتشويهات والتحديات.
ثانيا: إن العلماء المجاهدين هم سند المحرومين وملاذ المستضعفين، فجهاد هؤلاء العلمي والثقافي أفضل من دماء الشهداء ، وقد تحملوا في كل عصر أشكال الأذى والمرارة دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية ، وتحملوا السجون والنفي والعذاب والتجريح والتعريض، وقد قدموا شهداء عظاما قرابين للحضرة المقدسة.
ثالثا: إن علماء الإسلام هم طليعة الثوار وطليعة الشهداء ، فلا تجد ثورة جماهيرية إسلامية إلا وكانت الحوزات الدينية هي المبادرة للشهادة والتضحية فيها.
رابعا: إن العلماء المجاهدين العاملين هم الهدف الأول لأعداء الإسلام، ولكل القوى المتسلطة على الشعوب، فقد تحركت أيدي الاستعمار الغادر في أرجاء المعمورة من مصر وباكستان وإلى أفغانستان ولبنان وإلى العراق والحجاز وإيران ، والأراضي المغتصبة، وتوجهت إلى علماء الدين المجاهدين المناهضين للشرق والغرب، والمستندين إلى مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل.
خامسا إن العلماء المخلصين لا تأسرهم بهارج الدنيا، وزخارفها، وإغراءاتها، فهم المبدئيون الذين لا يساومون ولا تراجعون، ولا تخدعهم المناصب والمواقع، و يهمهم الجاه والشهرة والمظاهر.
المحور الثاني:
وهنا حذر الإمام الخميني من بعض الأنماط المحسوبة على سلك العلماء و الحوزات وهي تشكل خطرا على الدين والأمة.
1. حذر رضوان الله عليه من “العلماء العملاء” ، والذين عبّر عنهم الإمام الخميني بــ” الأفاعي” حيث قال: “فعلى الأعزاء طلبة العلوم الدينية أن لا يغفلوا ولا لحظة هذا الأفاعي ذات الظاهر الحسن المضل فهؤلاء هم مروجوا الإسلام الأمريكي وأعداء رسول الله صلةى الله عليه وآله، أفلا ينبغي أن يحفظ الطلبة الأعزاء وحدتهم في مواجهة هذه الأفاعي”.
2. وحذّر الإمام الخميني من “العلماء المتسللين” ، وأسلوب التسلل إلى أوساط العلماء و الحوزات من أخطر الأساليب التي اعتمدها أعداء الدين في مواجهة العلماء المجاهدين، جاء في خطاب الإمام قوله: ” في القرن المعاصر عندما لم تحقق حربة الإرهاب والتهديد الفاعلية المطلوبة عند الاستكبار إلى تقوية أسلوب التسلل والخداع، وأول وأهم خطوة في ذلك المجال كانت عملية زرع شعار (فصل الدين عن السياسة) ومع الأسف فإنّ هذه الحربة قد فعلت فعلها لد الحوزات الدينية وعلمائها بحيث وصل الأمر إلى اعتبار التدخل في السياسة لا يناسب شأن الفقيه”.
3. وحذر الإمام من” العلماء المتحّجرين” ومن كلماته في ذلك: ” إن ما قطّعته هذه الفئة المتحّجرة من أنياط أبيكم الشيخ العجوز لم تستطع أبدا أن تقطعه ضغوط الأخرين عليّ و المشاق التي سبّبوها “، وفي هذا السياق أيضا قال الإمام:” وحقا كان العلماء الأتقياء يبكون دما في الغربة والوحدة والأسر وهم يرون مجموعة من الجهلة والمخدوعين من المتظاهرين بالقدسية وهم يسايرون أمريكا وخادمها الشاه في سعيها لإست~صار جذور الإسلام والتدين ، فكيف يسايرونهم وهم يرتكبون هذه الخيانة العظمى…”
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين