حديث الجمعة121:الإمام المهدي المنتظر الحلقة العاشرة:روايات تحدد عدد الأئمة – خطاب الإمام الخميني رضوان الله عليه إلى العلماء وطلاب الحوزات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فمع الموضوعات التالية:
• روايات تحدد عدد الأئمة
• خطاب الإمام الخميني إلى العلماء وطلاب الحوزات
أولا: روايات تحدد عدد الأئمة:
أشتهر عند المسلمين (حديث الأثني عشر) والذي يوكّد على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وجود “أثني عشر شخصية” بعد رسول الله صلى الله عليه وآله يمثّل وجودها بقاء الدين، وعزا للإسلام ، وصونا للشريعة.
فالروايات الكثيرة المدوّنه في أهم المصادر المعتمدة عند السنة والشيعة أكّدن أن (الأئمة أثنا عشر) أو (الخلفاء اثنا عشر) أو (الأمراء اثنا عشر) أو غير ذلك من التعبيرات، المهم أنّها تحدث عن “منظومة الأثني عشر” تتحدث عن هذا العدد بالذات، سمهم (أئمة)،سمهم(خلفاء)،سمهم(أمراء)،سمهم( نقباء)،النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يحاول من خلال هذه الأحاديث أن يربط المسلمين بهؤلاء”الأثني عشر”، وهذه نماذج من الأحاديث كما جاءت في أمهات المصادر:
1. ما جاء في صحيح البخاري (729:9/2034):
عن جابر بن سمره قال:سمعت النبي]صلى الله عليه وآله[ يقول:”يكون اثنا عشر أميرا”، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي أنه قال:”كلهم من قريش”.
2. صحيح مسلم (1452:3): وقد أورد الحديث بعدة صيغ:
أ- عن حصين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه]وآله[ وسلم فسمعته يقول:”إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة” قال: ثمّ تكلّم بكلام خفي عليّ، فقلت لأبي : ما قال؟ قال ( كلّهم من قريش).
ب- عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم يقول:” لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة” ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي : ما قال ؟ قال” كلّهم من قريش”.
ت- عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : قال النبي صلى الله عليه]وآله[ وسلم: ” لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة”قال: ثم قال تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال” كلّهم من قريش”.
ث- عن ابن عون الشعبي عن جابر بن سمرة قال : انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم ومعي أبي فسمعته يقول: ” لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة” فقال كلمة صمينها الناس فقلت لأبي : ما قال ؟ قال” كلّهم من قريش”.
ج- عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : قال النبي صلى الله عليه]وآله[ وسلم: ” لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة”قال: ثم قال تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال” كلّهم من قريش”.
ح- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول صلى الله عليه]وآله[ وسلم . فقال : فكتب إليّ سمعت رسول صلى الله عليه]وآله[ وسلم يوم جمعة عشية رحم الأسلمي يقول: : ” لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش”.
3. صحيح الترمذي (501:4/2223):
بالإسناد عن رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم “يكون بعدي اثنا عشر أمير…” قال ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال”كلّهم من قريش”.
4. مسند أحمد بن حنبل (90:5):
بالإسناد نفسه قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم يقول في حجة الوداع: ” لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواه لا يضرّه مخالف ولا مفرق حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش”.
وجاء في المصدر نفسه ، قال رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم:”يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش”.
5. المستدرك للحاكم النيشابوري (617:3):
بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم قال : ” لا يزال أمر هذه الأمة ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر خليفة”.
وجاء في المصدر نفسه عن النبي صلى الله عليه]وآله[ وسلم قال :” لا يزال أمر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة”.
6. ينابيع المودة للقندوزي (104:3):
هن جابر بن سمره قال : كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه]وآله[ وسلم فسمعته يقول: ” بعدي اثنا عشر خليفة” ثم أخفى صوته قلت لأبي : ما الذي أخفى صوته؟ قال : قال :”كلّهم من بني هاشم”.
7. المستدرك على الصحيحين (501:4):
بالإسناد إلى مسروق قال : كنا جلوسا ليلة عند عبد الله بن مسعود يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال: ي أبا عبد الرحمن: هل سألتم رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك… قال : سألناه فقال صلى الله عليه]وآله[ وسلم : ” إثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل”.
8. ينابيع المودة للقندوزي (307:1):
بالإسناد إلى مسروق قال : بينما نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى : هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده من خليفه؟ قال إنّك لحديث السن، وإنّ هذا شيء ما سألني أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا صلى الله عليه]وآله[ وسلم أنه يكون بعده إثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل”.
9. المعجم الأوسط للطبراني(437:3):
عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم فقال:”يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما لا يضرهم من خذلهم” وهمس رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم بكلمة لم أسمعها فقلت لأبي : الكلمة التي همس بها رسول الله صلى الله عليه]وآله[ وسلم؟ فقال : صلى الله عليه]وآله[ وسلم:”كلّهم من قريش”.
10. تيسير الوصول إلى جامع الأصول لأبن الربيع (33:2):
عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:: لا يزال هذا الدين عزيزا قيما إلى إثني عشر خليفة كلهم من قريش ” .
بعد هذا الاستعراض لهذه النماذج من الأحاديث نطرح السؤال التالي”
• كيف نفهم هذه الأحاديث؟ هناك مجموعة تفسيرات حاولت أن تضع فهما لهذه الأحاديث
• ما هذه التفسيرات؟
• ما مصداقيتها؟
• وأي هذه التفسيرات هو الصحيح؟
• نجيب على ذلك – إن شاء الله – في اللقاء القادم.
خطاب الإمام الخميني إلى العلماء وطلاب الحوزات
:
حرص الإمام الخميني على توجيه خطاباته إلى علماء الدين وطلاب الحوزات لما لهذا الصنف من الناس من تأثيرات خطيرة جدا – إيجابا أو سلبيا – على الأمة ، فبمقدار صلاح أو فساد العلماء وطلاب الحوزات ينعكس ذلك على دين الناس وأخلاقهم وسلوكهم وكل التزاماتهم، إذا كان العلماء وطلاب الحوزات ربانيين قادوا الناس إلى طريق الله تعالى، وإذا كانوا أصحاب دينا وهوى ومصالح قادوا الناس إلى طريق الشيطان.
روي عنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: “أوحى الله إلى بعض الأنبياء (ع) قال: قل للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العلم، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، ويلبسون للناس مسود الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمرّ من الصبر، وإياي يخادعون، و بي ستهزءون لامتحن لهم فتنة تذر الحكيم حيرنا”.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال:”علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علما فبذله للناس، ولم يأخذ طمعا، ولم يشتر به ثمنا قليلا، وذلك يصلي عليه طير السماء، وحيتان الماء، ودواب الأرض، والكرام الكاتبون، يقدم على الله سيدا شريفا حتى يرافق المرسلين…، ورجل آتاه الله علما في الدنيا ، فضنّ به عن عباد الله وأخذ عليه طمعا ، وأشترى به ثمنا …، فذلك يأتي يوم القيامة مُلجما بلجام من نار، وينادى منادي على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في الدنيا فضنّ به عن عباد الله، وأخذ عليه طمعا، وأشترى به ثمنا، يُعذب حتى يفرغ الله من حساب الخلائق”.
نتابع الحديث في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين