مسيرة حاشدة نددت بالهجوم الغاشم على مرقدين العسكرين (عيلهم السلام)
خرج بما يقارب الـ 200 ألف شخص في مسيرة حاشدة لم يسبق لها مثيل في وطن البحرين , تلبيتة لنداء الإسلام وذلك إنطلاقا من دوار القدم حتى نقطة النهاية في دوار مجمع الدانة التجاري بمشاركة العلامة سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله وسماحة السيد عبدالله الغريفي وجمع من العلماء الأفاضل.
حيث القى آية الله سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم البيان الختامي للمسيرة , مندداً الهجوم الغاشم على مرقديين العسكريين في سامراء , حيث إستنكر العمل الإرهابي الإجرامي وقال ان الإسلام بريئاً من هذه الافعال الإرهابية في حق مقدساتنا .
كما شارك في هذه المسيرة الكثير من أخواننا السنة , وقد قدمت اللجنة المنظمة شكرها الجزيل لمن شارك في نصرة الإسلام
وقد جاء نص البيان الختامي كالتالي:-
استنكارا لفاجعة سامراء
(( إنا لله وإنا إليه راجعون ))
بقلوب دامية وأنفس حزينة عشنا مع الفاجعة الكبيرة المتمثلة بتدنيس وتفجير المرقد المبارك للامامين العسكريين (عليهما السلام ) في مدينة سامراء المقدسة، هذه الجريمة البشعة التي تكشف عن عمق العداء للدين ولمنابع الهدى والرشاد وتمثل استمرارا لعمليات الاساءة المتعمدة الى العالم الاسلامي، فمن الاهانة الوقحة للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) وصولا الى هذه الجريمة الشنيعة في سامراء، حيث تمثل كلها حلقات في مسلسل الاستهداف الدائم والمتكرر ماديا ومعنويا لمواقع النور والهدى ومصادر الحق والعدالة، والتي يراد من خلالها إيصال رسالة واضحة لكل المسلمين بأنه لن يسمح لهذا الدين ولهذه بالعقيدة ولهذا المبدأ أن يكون له ذلك التأثير المتنامي والمتصاعد في حركة العالم.
ولكننا نؤمن أنه وبقدر ما تكشف هذه المآسي عن عمق العداء والكره للاسلام ورموزه فإنها تؤكد لنا أن الاسلام لا زال وسيبقى يمثل الرقم الصعب في معادلات العالم وأنه سيبقى المنهج الاقدر على قيادة حركة البشرية وأنه سيبقى المحطة الاخيرة التي تستكين معها نفوس الإنسانية.
إننا ومن خلال هذه المسيرة الجماهيرية الحاشدة نعلن استنكارنا الشديد لهذه الجريمة البشعة ونقدّم تعازينا للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولأئمة الهدى (عليهم السلام) ولصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وللأمة الاسلامية جمعاء بهذا المصاب الجلل، كما نؤكد هنا على الأمور التالية:
أولا: أن هذه الوسائل الرخيصة والمؤامرات الكبيرة والتي تتتالى يوما بعد يوم لن تنال من عزم الأمة ومن إصرارها على الثبات على دينها وولائها لمبادئها والسير قدما في خط ومنهج أئمتها الهداة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
ثانيا: أن الأمة ستبقى حية حاضرة فاعلة مؤثرة في حركة الواقع ولن تستطيع هذه المؤامرات أن تحيّد الأمة أو أن تزرع اليأس في نفوس أبناء الأمة، وسنبقى جميعا نمارس دورنا الفاعل والمؤثر في كل مسارات واقعنا متمسكين بمبادئ الاسلام وفي ظل قيادة مرجعية مباركة.
ثالثا: سنبقى رغم كل هذه المؤامرات الأحرص على وحدة الأمة وجمع كلمتها ولمّ شملها، ولن تستطيع كل هذه الأساليب الرخيصة أن تخلق حالة الفرقة في داخل الأمة بل سنبقى جميعا سنة وشيعة نحمل الحب والود والوئام لبعضنا البعض، وسنبقى نعيش الانسجام والتعاون في كل مسارات حركتنا.
رابعا: سنبقى مع شعبنا المظلوم في العراق في محنته مؤازرين مساندين حتى يقف قويا صامدا حرا أبيا، وستبقى المرجعية الدينية في العراق مركز ثقل في واقع العراق ونقطة الإطمئنان الأهم للوصول به الى بر الأمان.
أرادوا أن يغيبوا صرحا من صروح الرسالة والهدى، لكن فليخسئوا فستبقى هذه القباب أعلى وأشمخ من كل هذه المؤامرات، وسترتفع وتعود القبة المباركة في سامراء أعلى وأشمخ وأسمى، وسنشارك جميعا الصغير منا والكبير في إعمارها وبنائها من جديد.
(( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ))
المجلس الإسلامي العلمائي
الخامس والعشرون من شهر محرم الحرام 1427هـ
24 / فبراير / 2006م