حديث الجمعةشهر ربيع الثاني

حديث الجمعة87:متابعة لبقية الخصال التي تعبر عن تمام العقل عند المرء المسلم- كيف نقرأ قرار إلغاء التربية الإسلامية من التعليم في الجزائر- قضية الفساد الأخراقي في البلاد

تناولنا في أكثر من جمعة مجموعة خصال جاءت في كلمة للإمام علي بن موسى الرضا “ع” والتي بدأها بقوله: “لا يتم عقل امرئ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال. ..”. فالإنسان المسلم لا يتم عقله إلا إذا توافر على خصال عشر… مر الحديث عن أربع خصال: “الخير منه مأمول، والشر فيه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه”.
نتابع الحديث عما ورد في كلمة الإمام الرضا “ع” من بقية الخصال التي تعبر عن تمام العقل عند المرء المسلم…


“لا يسأم من طلب الحوائج إليه”


من الخصال المهمة جدا التي تميز الإنسان المسلم، أنه يملك “استعدادا نفسيا” كبيرا ينفتح به على “هموم الناس وحاجاتهم”؛ فتراه دائما قد استنفر جهده وطاقاته، وإمكاناته وقدراته في خدمة الناس، وفي تخفيف آلام المحرومين، وفي السعي لقضاء حوائج المثقلين…
لا يسأم ولا يمل، ولا يتوانى ولا يتكاسل، متى جاءه طالب حاجة، أو مثقل بدين، أو مأزوم أو محروم أو بائس أو حائر يبحث عن طريق الخلاص. بل تراه يبادر ويسعى ويتحرك ويفتش عن الحاجات هنا وهناك، فما أكثر أولئك المغمورين الذين يمنعهم حياء أو عفة، أو سمعة أو مكانة من أن يبوحوا بحاجاتهم، وأن يجهروا بهمومهم، وأن يتحدثوا بأزماتهم…
فالمسلم المشغوف بحب الخير، وبالسعي في قضاء الحوائج، وبالأنس في تفريج الهموم، وتخفيف الآلام، هذا المسلم معروف بالمبادرة، لا ينتظر أن يطرق بابه أصحاب الحاجات، بل هو الساعي ليطرق أبواب المحتاجين، وهو الساعي ليبذل ما لديه من خدمات وقدرات. وهو الساعي ليبحث عن مواقع البذل والعطاء…
هذا المستوى يعبر عن درجة متقدمة من الإيمان، والثقة بما عند الله تعالى، والبصيرة الكبيرة بقيمة “العمل” في خدمة الناس، وقضاء الحوائج، وإزالة الكربات، وبذل المعونات، وإنقاذ البؤساء وإغاثة المحرومين… فما أعظمه من عمل، وما أجله من سعي…
وفي التأكيد على هذا وردت روايات كثيرة قد بلغت حد التواتر، وقد مر بنا في بعض أحاديث الجمعة طائفة من هذه الروايات، نضيف إليها – هنا – مجموعة أخرى…
فمن كلمات رسول الله “ص” أنه قال: “من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله”. ومن كلماته “ص”: “من قضى لمؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة أدناها الجنة”. وعنه “ص”: “من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهرا”، وقال: “من مشى في حاجة أخيه ساعة من ليل أو نهار قضاها أو لم يقضها كان خيرا من اعتكاف شهرين”.
وعنه أيضا: “من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم”.
كم هي كبيرة ومهمة جدا دلالة هذا الحديث، إنه يضع كل واحد من المسلمين أمام مسئوليته في أن ينفتح على قضايا المسلمين في كل بقاع الأرض، أن يعيش همومهم، آلامهم، عذاباتهم، حاجاتهم، أزماتهم الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، السياسية، وكل أمورهم وأوضاعهم وشئونهم…
وحينما يتخلى عن هذه المسئولية وعن هذا الانفتاح يفقد معنى الانتماء إلى الإسلام وإلى المسلمين…
ومن كلمات الأئمة الطاهرين “ع” في قضاء الحوائج ما ورد عن الإمام محمد الباقر “ع” أنه قال: “من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله له ألف ألف حسنة”.
هذا الحديث يؤكد شرطا أساسيا وهو أن يكون السعي في قضاء الحاجة منطلقا بدافع “التقرب إلى الله تعالى” مما يعطي للعمل قيمته العبادية، بما للعبادة من مضمون يتسع لكل مساحات الحياة، ولا يقتصر على مساحة الصلاة، والصيام، والحج…
المهم أن يكون العمل في أي مساحة من مساحات الحياة مشدودا إلى الله تعالى… قال رسول الله “ص”:
– “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.
– “وأمرك بالمعروف صدقة”.
– “ونهيك عن المنكر صدقة”.
– “وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة”.
– “وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة”.
– “وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة”.
– “والكلمة الطيبة صدقة…”.
– “وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة”.
– “ترك الشر صدقة”.
– “أفضل الصدقة صدقة اللسان، تحقن به الدماء، وتدفع به الكريهة، وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم”.
ما أسوأ الذين يحركون الكلمة من أجل أن تسفك الدماء، وأن يقتل الأبرياء، وأن يذبح الأطفال والشيوخ والنساء.
ما أسوأ الذين يحركون الكلمة من أجل نشر الرعب والعنف والفساد والدمار في الأرض…
ما أسوأ الذين يحركون الكلمة من أجل إشعال الفتن والصراعات والخلافات وبث روح الطائفية البغيضة، والعصبية العمياء…
ما أسوأ الذين يحركون الكلمة من أجل العبث بالقيم والأخلاق، والترويج للمبادئ الضالة والأفكار المنحرفة، والرؤى الفاسدة…
ما أسوأ الذين يحركون الكلمة من أجل المتاجرة بالشعارات الزائفة والعناوين الكاذبة، والدعاوى الخادعة…
ما أحوجنا في هذا العصر إلى الكلمة النظيفة الصادقة، وإلى الكلمة الواعية البصيرة، وإلى الكلمة المبدئية الهادفة، وإلى الكلمة الجريئة الصامدة…
“ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء” “إبراهيم: 24”.
وفي سياق الحث على قضاء الحاجة تأتي هذه الكلمات للائمة الأطهار عليهم أفضل الصلوات: قال الإمام الصادق “ع”: “قال الله عز وجل: الخلق عيالي، فأحبهم إلي ألطفهم بهم، وأسعاهم في حوائجهم”. وقال “ع” “إن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفرون له ربه ويدعون بقضاء حاجته”. وقال “ع”: “ما قضى مسلم لمسلم حاجته إلا ناداه تبارك وتعالى: علي ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة”. وقال “ع”: “لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة حتى عد عشر حجج”.
وقال الإمام الكاظم “ع”: “من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقها إليه، فإن فعل ذلك فقد وصله بولايتنا وهي موصولة بولاية الله عز وجل، وإن رده… فقد ظلم نفسه وأساء إليها”.
وجاء في الحديث: “أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره، أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يده إلى عنقه ويقال هذا الخائن الذين خان الله ورسوله ثم يؤمر به إلى النار”.


إلغاء التربية الإسلامية من التعليم في الجزائر


صدر قرار عمن الحكومة الجزائرية يقضي بحذف مادة التربية الإسلامية من برنامج الدراسة بالتعليم الثانوي وامتحانات شهادة البكالوريا التي تتيح الانتقال إلى الجامعة. وبررت الحكومة قرارها بأنه جاء بهدف تأجيل التخصص في التربية الإسلامية إلى المرحلة الجامعية.
وجاء على لسان وزير التعليم والتربية الوطنية في الجزائر أن التخصص المبكر غير مجد في كل البلدان، وعليه ينصح بإرجاء التخصص إلى مرحلة التعليم العالي… وفي تصريح قال: إن النظام التعليمي في حاجة ماسة إلى تحديث لتحسين فرص الطلاب في العثور على وظائف…


كيف نقرأ هذا القرار؟


أولا – لقد أحدث هذا القرار ردود فعل غاضبة في الجزائر: فاعتبر تلاميذ بالمرحلة الثانوية، وطلبة في الجامعات أن تنفيذ القرار من شأنه الإضرار بمكانة الثقافة الدينية للأجيال القادمة، وقام طلبة بجامعة العلوم الإسلامية في مدينة قسنطينة الجزائرية باعتصامات استمرت أياما لحمل السلطات على التراجع عن هذا القرار، وانتقدت قوى إسلامية القرار، واعتبرت المبررات التي طرحتها الحكومة غير مقنعة، وقال “الاتحاد الطلابي الحر”: إن هذا القرار مخالف للدستور، لأن الإسلام هو دين الدولة، وحذر الاتحاد من مسيرات احتجاج لم يسبقها مثيل ولم تر منذ ذروة الصراع في أواسط التسعينات من القرن الماضي…
وقال الأمين العام للاتحاد لوكالة “رويترز” للأنباء: “هذا قرار لن نقبله وسنفعل ما في وسعنا لتغييره، تدريس التربية الإسلامية يجب النهوض به لا إلغاؤه”… ودعت حركة مجتمع السلم – وهي حزب إسلامي – الرئيس الجزائري إلى إعادة النظر في القرار…
ثانيا: لا شك أن ردود الفعل الرافضة والغاضبة هي تعبيرات طبيعية في مجتمع يؤمن بالإسلام، وينتمي إلى الدين، مما يفرض عليه أن يتصدى لأيه محاولة تهدف إلى مصادرة الثقافة الدينية على مستوى مناهج التربية والتعليم أو على مستوى برامج الإعلام أو على أي مستوى آخر. فيجب على الحكومات في مجتمعات المسلمين الحذر من المساس بالدين وقيمه، خشية ردود الفعل الكبيرة المنطلقة من غيرة المسلمين وحميتهم في الدفاع عن دينهم وقيمهم…
ثالثا: إن هذا اللون من القرارات يتناغم مع طموحات المشروع المناهض للإسلام الذي فرض هيمنته على الكثير من المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية، والاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلدان العربية والإسلامية، بذريعة التحديث والعصرنة والنهوض بمجتمعات العرب والمسلمين…
رابعا: إن الضغط على مساحة الامتداد الديني في المناهج الدراسية هو أحد الأهداف الرئيسية للتوجه الأميركي في المنطقة بدعوى أن المناهج الدينية في المدارس هي المغذي الأساسي لظاهرة العنف والتطرف والإرهاب…
وتعقيبا على ذلك:
1- إن ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب التي يشهدها هذا العصر تشكلت من خلال مجموعة مكونات من أهمها: الاستبداد السياسي، والقهر الفكري والثقافي، والاحتقان الأمني، ومشروعات الهيمنة والتسلط التي فرضت نفسها على الشعوب…
وهذا لا يعني أننا نعتبر أعمال العنف والتطرف والإرهاب عمليات مقاومة مشروعة، الأمر ليس كذلك، فعمليات المقاومة المشروعة ضد الاستبداد والقهر والهيمنة لها قيمها الدينية والإنسانية والحضارية، وليس منها ما يمارسه الإرهابيون من زرع الرعب في قلوب الآمنين، وقتل الأبرياء وسفك الدماء، وذبح الأطفال والنساء، والعبث بالمقدرات وهتك دور العبادة، ونشر الخراب والدمار…
إذا ما أعنيه أن ولادة ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب، من أسبابها الأساسية عنف الأنظمة، وإرهاب الكيانات المستبدة، وسياسة القهر والهيمنة.
2- لا نرفض أن يكون لبعض مقررات المناهج الدينية في دول عربية وإسلامية أو في دول أخرى غير إسلامية دورها في تأجيج روح العداء والكراهية ضد الآخر، مما أنتج صراعات ومواجهات من العنف والتطرف بين الأديان والطوائف والمذاهب…
إلا أن هذه النتائج لا يتحمل مسئوليتها الفكر الديني نفسه، وخصوصا الفكر الإسلامي، وإنما هي نتاج عقل متخلف ومتعصب صاغ المادة الدينية وفق فهم خاطئ، وذهنية متطرفة…
فمعالجة هذا الأمر ليس بإلغاء الدين، بل بإعادة صياغة المناهج الدراسية الدينية بطريقة تحررها من لغة التكفير والتضليل وأن تكون مناهج منفتحة على كل المذاهب من دون فرض مذهب على آخر، هذا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. فالمجتمعات ذات التركيبة المذهبية المتعددة تنقسم إلى:
أ – مجتمعات ذات تعدد مذهبي متكافئ أو متقارب، وهنا يفترض أن يكون لكل المذاهب الحق في أن تأخذ حضورها في مناهج الدراسة، وإلا فلا معنى أن يفرض تدريس مذهب واحد على كل الطلاب المنتمين إلى عدة مذاهب ماداموا متكافئين أو متقاربين في العدد، وربما يكون المفروض عليهم المنهج المذهبي الآخر هم الأكثر عددا، ولو في بعض المدارس… ولا شك أن هذا سوف يولد شعورا بالإلغاء والمصادرة، مما ينتج آثارا صعبة…
ب – مجتمعات ذات تعدد مذهبي غير متكافئ في العدد… وهنا لا مشكلة في أن يكون المنهج الديني وفق مذهب الأغلبية، على أن يعطى للمذاهب الأخرى التي تشكل أقلية الحق في إنشاء مدارس تعتمد مناهج تتوافق مع انتمائهم المذهبي…
وربما يطرح البعض تصورا لحل إشكالية التعدد المذهبي المتكافئ أو غير المتكافئ، خلاصة هذا التصور هي أن تصاغ المقررات في المنهج الديني المعد للمدارس وفق المشتركات الإسلامية العامة، وهي مساحة كبيرة جدا، من دون حاجة إلى الدخول في مساحات الاختلاف المذهبي، وتترك هذه المساحات لدور المؤسسات الخاصة من مساجد، ومدارس أهلية، ومراكز دينية، وكذلك لدور الأسرة. هذا مجرد تصور في حاجة إلى دراسة…
خامسا – إن الدعوة إلى التخفيف من دور الدين في مناهج الدراسة – ولو في بعض المراحل – أمر له تأثيراته الخطيرة على تكوين الأجيال، وخصوصا في هذا العصر الذي يشهد أخطر مشروعات التغريب والاستلاب والمصادرة، وأخطر محاولات اجتثاث الأصالة والهوية والانتماء.
إن مسئولية المؤسسات التربوية والتعليمية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن تعطي للثقافة الدينية حضورها الحقيقي في تنشئة الأجيال تنشئة صالحة تعتمد القيم الروحية والمفاهيم الإيمانية في صنع الإنسان وبناء الحياة…
وحينما تغيب هذه القيم وهذه المفاهيم في مكونات التربية فسوف يشكل ذاك خطرا كبيرا على أجيال الأمة، وهذا ما تحاول مناهج التغريب أن تكرسه في واقع التربية والتعليم.


الفساد الأخلاقي في البلاد


سادسا – إن قضايا الدين والقيم تملك موقعا حساسا في ضمير الأمة، فأي محاولة للمساس بهذا الدين وقيمه من قبل الأنظمة أو من قبل أي جهة أخرى سوف تحرك غضب الناس واستنكارهم، وهذا ما برهنت عليه الكثير من مواقف الجماهير حينما يتعرض الدين وقيمه إلى مس أو انتهاك، وحينما تتعرض مشاعر الناس الإيمانية والدينية للانتقاص والاستفزاز…
ربما يصمت الناس بعض الوقت، إلا أن هذا الصمت لا يمكن أن يستمر، وربما تكون ردود الفعل تحمل الكثير من الحكمة والانضباط إلا أن استمرار التجاوزات والانتهاكات للقيم والأخلاق والمبادئ قد يدفع إلى ردود فعل غاضبة يصعب التحكم فيها…
إذا كانت مطالبات سياسية أو معيشية أو اجتماعية أو ثقافية تحرك اعتصامات أو مسيرات أو احتجاجات، فإن قضايا الدين والقيم والأخلاق والأعراض لن تكون أقل شأنا، ولن تكون الأهون في نفوس الناس وقد أكدت علاقة الأمة بالدين والقيم أنها – أي الأمة – على استعداد لأن تسترخص كل شيء من أجل دينها وقيمها، ومن أجل الدفاع عن أعراضها…
لعل الفكر المناهض للدين والقيم والأخلاق يعتبر الحديث في هذه القضايا ضربا من التخلف والتحجر والانغلاق، كما يؤكد خطاب هذا الفكر، وكما تروج له منتدياته ومنابره، ومؤسساته…
إلا أنني أطمئن أبناء الأمة الغيارى على دينهم وقيمهم وأخلاقهم وأعراضهم، أن هذا الفكر المناهض بات مفلسا، وبات ينفخ في المزامير المعطوبة، ولن يقابل من قبل الجماهير إلا بالرفض والاحتقار والازدراء، ولن يواجه إلا بالإصرار على المبادئ والقيم الدينية وبالثبات على هذا الخط الرباني المبارك.

Show More

Related Articles

Back to top button