التخوين وأثاره الخطيرة
عودة الى حديث الصور والشعارات: ليس رغبة في السجالات والمماحكات نعود الى هذا الحديث، فذاك ما نكرهه كل الكره.. وليس إمعانا في التبرير للأخطاء والتجاوزات فذاك ما يجب أن نسمو عليه، وان نتجنبه… وليس خوفا وهلعا على شعائر عاشوراء فنحن واثقون بأنها في حفظ وأمان في هذا البلد العريق الذي احتضن هذه الشعائر طيلة هذا التاريخ الطويل، اذا لماذا هذه العودة الى هذا الحديث؟
انه القلق الشديد على هذا الوطن الحبيب… ليس بسبب مجموعة أعلام أو مجموعة صور، وانما بسبب “أقلام الفتنة” و”أقلام التخوين” هذه الأقلام التي تتربص الفرصة في أية مناسبة لتمارس دورها الخطير في تغذية روح العداء بين أبناء هذا البلد، وفي استعداء النظام ضد طائفة كبيرة مخلصة كل الإخلاص لهذه الأرض.
مازلنا نؤكد اننا ضد أي ممارسة تسيء الى هذا البلد الطيب وتسيء الى رموزه وتسيء الى وحدته وأمنه واستقراره وتسيء الى استقلاله.
ومازلنا نؤكد اننا لا نرفض النقد البناء، والمحاسبة الصادقة… فها نحن نمارس نقدا صريحا، ومحاسبة جريئة لبعض الظواهر التي نعتبرها دخيلة على شعائر عاشوراء.
المسألة الخطيرة التي ان قدر لها – لا سمح الله – ان تستمر فانها ستؤدي الى كارثة مدمرة… ونحن نهيب بالمسئولين وبكل المخلصين ان يتصدوا لها.. انها مسألة “التخوين” التي تحركها “أقلام الفتنة والطائفية” مسألة في غاية الخطورة. ان لغة “التخوين” لها آثارها المرعبة ولها نتائجها المدمرة فهي:
أولا: تستفز المشاعر والغضب لدى طائفة كبيرة جدا من أبناء الوطن، ما يهدد بصراعات وعداوات تضر بوحدة الصف بين أبناء هذا الوطن.
ثانيا: تمثل ظلما فاحشا وجناية كبيرة في حق هؤلاء المستهدفين الأبرياء الأمر الذي سيدفعهم الى التحدي والمواجهة دفاعا عن النفس، وفي هذا كل الخطر على أمن البلد واستقراره.
ثالثا: لغة التخوين هي التي تؤسس لكراهية النظام فحينما تصنف هذه اللغة أبناء هذا الوطن الى مواطنين مخلصين وآخرين مشكوك في انتمائهم الوطني فإن هذا يدفع قسرا الى تشكل مشاعر الكره والبغض والعداء للنظام وهذا ما يبعث في داخلنا كل الألم. فما نتمناه حبا لهذه الأرض واخلاصا لهذا الوطن ان تختفي “لغة التخوين” وان تختفي “لغة التحريض المذهبي” التي بدأت تفوح روائحها الكريهة من خلال بعض الكلمات والبيانات وكما هو واضح من بيان جمعية الاصالة والذي سنتناوله في حديث آخر. اننا ندعو الى محاسبة الممارسات التي تصدر عن هذه الجماعة أو تلك فربما شطت ممارسة هنا أو هناك ما قد يسيء الى وحدة الصف والى حال الاستقرار الا ان هذا لا يبرر على الاطلاق “الطعن في الولاء” و”الاستعداء المذهبي” الامر الذي يؤدي الى تداعيات خطيرة ونتائج مرعبة يكون هذا الوطن هو ضحيتها.
لقد كان لي لقاء قبل ثلاثة أيام مع وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، اذ كانت له مبادرة طيبة في زيارة مجلسنا في منطقة النعيم، وقد اتصف هذا اللقاء بدرجة عالية من الشفافية والمصارحة، والمكاشفة… وأكدت في هذا اللقاء مجموعة أمور:
أولا: ضرورة استمرار التواصل من أجل معالجة القضايا الحساسة والمهمة في الأجواء الحميمية الصادقة والهادئة.
ثانيا: رفض كل الممارسات التي تسيء الى وحدة الصف والى أمن البلد واستقراره، وقد عبرت عن هذه الوحدة وهذا الأمن بالخطوط الحمراء.
ثالثا: عدم المساس بالرموز الدينية والوطنية وهذا لا يعني عدم المحاسبة، والنقد مادام الهدف نظيفا، واللغة نظيفة ومادام ذلك في مصلحة وخير هذا البلد.
رابعا: ضرورة التصدي الجاد لـ “أقلام الفتنة والتخوين” والتي تشكل العقبة الكبيرة لكل مشروعات التواصل والتفاهم والحوار والتي تربك كل التوجهات الصادقة والهادفة الى تعزيز الوحدة وروح المحبة والأخوة بين ابناء هذا البلد.
خامسا: ضرورة ان تتحمل وزارة الداخلية مسئوليتها عن “الملف الأخلاقي” والتصدي الحقيقي لمواجهة “أوكار الدعارة والفساد” التي باتت ترعب كل المواطنين الغيورين على القيم والأعراض وكان التجاوب واضحا من الوزير مع كل المطالب، والذي اكد ان هذه الأمور هي من صميم مسئوليته، فنأمل ان نجد تفعيلا جادا وحقيقيا لذلك ما يخلق لدينا الثقة بصدقية هذه اللقاءات. نسأل الله تعالى كل الخير والاستقرار لهذا الوطن العزيز.