صحيفة الوسط:في مهرجان الوفاء للسيدأحمد الغريفي
في مهرجان الوفاء للسيدأحمد الغريفي
قاسم: تكريم الرمز هو تكريم للمبدأ
قال الشيخ عيسى قاسم: “إن تكريم الرمز ليس من موقع الشخصنة وإنما هو تكريم لتلك الفكرة وذلك المبدأ”. جاء ذلك خلال مهرجان الوفاء للسيدأحمد السيدعلوي الغريفي، الذي نظمته مؤسسات قرية عالي “نادي عالي، المركز التعليمي، صندوق عالي الخيري” مساء أمس الأول في مأتم الوجيه الحاج حسن العالي بمناسبة الذكرى السنوية لوفاته في حادث أليم في العام 1985م. ويعد الغريفي من إحدى أبرز الشخصيات التي عرفتها الحركة الإسلامية في البحرين في منتصف عقد الثمانينات، ومن الذين لعبوا دورا كبيرا في التوعية الثقافية والسياسية وكان له حضوره الاجتماعي اللافت وخصوصا في صفوف الشباب.
وألقى السيدعبدالله الغريفي كلمة أكد فيها مآثر الفقيد الراحل قائلا: “نجمتع اليوم لنؤبن رمزا علمائيا خالدا، والذي أعطى الكثير من فكره وجهاده ليكون له حضوره الدائم في حركة الواقع وفي قلوب الأجيال التي عاصرته “…” انه كان يعني الكثير في كل قرية ومدينة وساحة فله ذكرى لا يمكن ان تغيب وحب لا يمكن ان يفتر وحضور لا يضمحل”.
وأردف الغريفي “كما كان السيدالغريفي يتميز بانسجام ووفاق بين المسجد وحركة الواقع، فهناك ثلاثة أشكال من الفهم للعلاقة بين المسجد وحركة الواقع بخلاف بعض النظريات الدينية والعلمانية التي حاولت تهميش دور المسجد وتحجيم بعده الرسالي، ما عرض المسجد لخطري التجهيل والمصادرة”. مشيرا إلى علاقة السيدأحمد المتميزة مع الشباب الذي كان يحمل همومهم وهواجزهم.
ونوه الغريفي إلى ان السيدأحمد كان يملك حركة دائمة وتنوعا في الأدوار “فكان الغريفي يلعب دورا محوريا في التوعية الفكرية والثقافية ومواجهة الأفكار المنحرفة بجانب التوعية الروحية والتربوية والاجتماعية، وفضلا عن ذلك كله فإنه كان يملك ذهنية سياسية متجذرة في مرحلة لم تألف كثيرا مثل ذلك التفاعل” وخاطب الغريفي السيدأحمد قائلا: “ننتهز هذه المناسبة لنزف إلى روحك البشرى بولادة المجلس العلمائي، وكأني بك وقد بعثت لنا التأييد وشددت على أيدينا “…” انه درب شاق ونحن صممنا بعون الله ان نحمل الأمانة وكل أملنا وثقتنا ان نجد كل الدعم والمؤازرة من الجميع، فليس هدفنا الا الاصلاح، فهل في ذلك ما يبعث على الخوف والخشية؟”.
وعرض فيلم يحوي شهادات من الشخصيات الوطنية عن دور الفقيد، إذ أوضح رئيس تحرير صحيفة “الوسط” منصور الجمري ان “الساحة الإسلامية في البحرين كان يعتقد الكثيرون بنهايتها، الا ان الجميع فوجئ ان الشعب لم يمت، فبعد العام 1985 بدأت الحركة الشبابية وخصوصا طلبة الجامعات يحركون الأدوار ويلتفون حول المرحوم، وكانت الجموع الغفيرة التي شاركت في تشييع السيدالغريفي خير شاهد وأعادت إلى الساحة موقعها الريادي”.
فيما قال الناشط السياسي عبدالوهاب حسين: “ان الشباب كانوا يذوبون حبا في السيدأحمد الغريفي نتيجة علاقته الحميمية مع الشباب حتى مع الذين لا يلتقون مع رؤاه”. وأشاد حسين “بصفتي التواضع والصبر التي ميزت حركة السيدالغريفي حتى وفاته”.
وفي ختام المهرجان ألقى الشيخ عيسى قاسم كلمة أكد فيها البعد الرسالي في حركة الشخصيات والرموز والعلماء. وقال في هذا الجانب: “ان العالم الرسالي ليس هو العالم الذي تعلم علما للرسالة، وانما هو رسالة الرسالة وطبيعته على عينها ومراحلها، فغذا هو همها وطموحه هو طموحها “…” فعندما نقرأ حركة الرسالي نرى ان الفكرة والمبدأ تجسدا في شخصه، وبالتالي فان تكريم الرمز ليس من موقع الشخصنة وانما هو تكريم لتلك الفكرة وذلك المبدأ”.