حديث الجمعة 57: المُتَزاوِرونَ فِي الله – العريضة الشَّعبيَّة وتداعيات الموقف – اغتيال الدكتور الرنتيسي
حديث الجمعة 57 | 2 ربيع الأول 1425 هـ | 22 أبريل 2004 م | المكان: مسجد الإمام الصادق (ع) | القفول - البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربِّ العالمين والصّلاة والسَّلام على خير الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السَّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
العنوان الأول: من هم المتزاورون في الله؟
لازلنا مع حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) (أنّ حول العرش منابر من نور…) وأصحاب هذه المنابر – كما جاء في الحديث – هم:
• المتحابون في الله.
• المتجالسون في الله.
• المتزاورون في الله.
تناولنا الفصلين الأول والثاني وبقي الفصل الثالث، فمن هم المتزاورون في الله؟
أن يخرج أحدكم من بيته أو يتحرك من أي موقع قاصداً زيارة أخ مؤمن وهو لا يحمل في داخله إلاَّ هدفاً واحداً أن تكون هذه الزيارة لله وفي الله، جاء في حديث لإمامنا الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (أيّما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفاً بحقه كتب الله له بكلِّ خطوة منه حسنة، ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة، فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه ثمّ باهى بهما الملائكة فيقول: أنظروا إلى عبديّ تزاورا وتحابا فـيَّ، حقً عليَّ ألاّ أعذبهما بعد ذا الموقف، فإذا انصرف شيّعتـْــهُ الملائكة عدد نَفَسِه وخطاه وكلامه، يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل، فإن مات فيما بينهما أعفي من الحساب، وإن كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره..).
وهنا نتساءل: ماذا يعني أن تكون الزيارة من أجل الله؟
لهذا العنوان مصاديق منها:
أن تكون الزيارة حباً خالصاً لأخ مؤمن، كونه عبداً صالحاً مطيعاً لله تعالى.
أن تكون الزيارة هادفة إلى قضاء حاجة مؤمن طمعاً في رضوان الله تعالى.
أن تكون الزيارة تعاوناً على البر والخير والتقوى والصلاح ومواجهة الفساد والانحراف.
أن تكون الزيارة ضمن برنامج العمل في خدمة الدين وأهداف الدين.
أن تكون الزيارة تأسيساً لموقف إيماني ينطلق من رؤية شرعية واضحة فيما هي قضايا الأمة الروحية والثقافية والاجتماعية والسّياسية.
لك أيها المؤمن أن تتحرك في زيارة أو تواصل أو لقاء، ولكن يجب أن يكون (الله) هدفك وأن تكون محكوماً لضوابط الدين والشريعة.
من المؤسف أنَّ كثيرين من أبناء هذا الدين أصبحوا يقللّون من شأن (المعايير الدينية) في التعاطي مع قضايا الحياة الثقافية والاجتماعية والسّياسية، أنا لا أتحدث عن أولئك الذين يعادون الدين، ولا يريدون له أيّ حضور اجتماعي أو أيَّ حضور ثقافي أو أيَّ حضور سياسي، هؤلاء لنا معهم حديث آخر، حديثي مع أبناء الدين، أبناء المسجد، أبناء الحسينية، في هؤلاء من بدأ يضعف في داخله (حس الدين) و(معايير الدين)، ليس مهماً أن نمارس عملاً ثقافياً أو عملاً اجتماعياً أو عملاً سياسياً، المهم أن تتحول هذه الممارسة الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية إلى (عمل صالح) وفق معايير الدين.
{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}.
{فمن كان يرجو لقاء ربِّه فليعمل عملاً صالحاً}.
{إلاَّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة}.
{وإنيّ لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى}.
{ويلَكُمْ ثواب الله خيراً لمن آمن وعمل صالحاً}.
أيّها المؤمن: أحرص أن يكون عملك لله، أن يكون جهدك لله، أن يكون عناؤك لله، أن يكون نشاطك لله، أن تكون تضحيتك لله، وإلاّ كان العمل ضائعاً، والجهد ضائعاً، والعناء ضائعاً، والعطاء ضائعاً، العناوين الكبيرة لا تنفعك إذا لم يكن العمل خالصاً لله تعالى، قد ينتج لك هذا العمل أو ذاك شهرة أو جاهاً أو حضوراً، ولكن كم لله تعالى من نصيب في هذا العمل؟
(إنّ العبد لينشر له من الثناء ما بين المشرق والمغرب ولا يساوي عند الله جناح بعوضة) قد يكون هذا الإنسان في نظر الناس كبيراً وكبيراً، ولكن المهم كم هي قيمته كم هو حجمه عند الله؟ قد يكون هذا العمل في نظر الناس عظيماً وعظيماً، ولكن المهم كم هي قيمته عند الله سبحانه؟ قد يكون أحدنا عالماً، مفكراً، مثقفاً، كاتباً، خطيباً، مبلّغاً، يملك من الشهرة الكثير الكثير، قد يكون أحدنا سياسياً تصفق له الجماهير، قد يكون أحدنا مسؤولاً كبيراً يتزلّفه الناس، قد يكون أحدنا تاجراً، وجيهاً، يحظى بالكثير من الإحترام والتقدير، ولكن السؤال الأهم: كم يكون أحدنا قريباً من الله، صادقاً مع الله، عاملاً لله؟ يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:(أول ما يسأل يوم القيامة ثلاثة:
رجل آتاه الله العلم، فيقول الله تعالى: ماذا صنعت فيما علمت؟ فيقول: يا ربِّ كنت أقوم به آناء الليل والنهار، فيقول الله عز وجل: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان عالم ألاّ فقد قيل ذلك.
ورجل آتاه الله مالاً، فيقول الله تعالى: قد أنعمت عليك فماذا صنعت؟ فيقول: يا ربِّ كنت أتصدّق به آناء الليل والنهار فيقول الله عز وجل: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، أردت أن يقال فلان جواد، ألا فقد قيل ذلك.
ورجل قتل في سبيل الله، فيقول الله تعالى: ماذا صنعت؟ فيقول: أمرت بالجهاد فقاتلت في سبيلك حتى قُتلت.
فيقول الله عز وجل: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان شجاع، ألا فقد قيل ذلك)
فليحاسب أحدنا عمله، حركته، نشاطه، مواقفه، في ضوء مقياس الدين، ومقياس الشريعة، ومقياس القيم، وليس في ضوء المقاييس الأخرى المرفوضة من قبل الدين والشريعة والقيم، قد يبهرنا عنوان هنا، ويشدّنا عنوان هناك وفي زحمة هذا الانبهار والانشداد تتيه بنا الرؤية، وينحرف بنا المسار، وترتبك عندنا المعايير، إنّها منزلقات صعبة لا ينجو منها إلاّ أصحاب البصائر الإيمانية الذين أشرقت قلوبهم بأنوار الله سبحانه {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} و{ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}.
العنوان الثاني: العريضة الشعبية وتداعيات الموقف.
منذ أن عقدت الجمعيات السياسية مؤتمرها الدستوري وأتخذت قراراً بإقامة ندوة جماهيرية وتدشين عريضة شعبية في شأن المسألة الدستورية، منذ ذلك الوقت بدأت مؤشرات التوتر الرسمي تجاه هذا القرار، وفي المقابل أخذت الجمعيات السياسية تمارس دور التحشيد لتلك الندوة والعريضة، وقبل أسابيع ارتفعت وتيرة المواجهة، فاتخذ الخطاب الرسمي منحىً جديداً تمثل في التهديد بغلق الجمعيات بذريعة المخالفة القانونية، وبدا واضحاً الموقف المتشدد من قبل السلطة، ومن جانبها كانت الجمعيات السياسية يتسم خطابها بالإصرار والتحشيد في اتجاه الندوة والعريضة الشعبية، وفي ظل هذا التجاذب الحاد ظهر في الأفق ما ينذر بخطر حقيقي يهدد بعودة الأوضاع إلى أجواء العنف والمواجهة، وهنا تداعت شخصيات ورموز وقوى وجمعيات للعمل من أجل تخفيف هذا التوتر وحماية الأوضاع من أن تنزلق في اتجاه المواجهة والصدام، وقد تسألون: وماذا كان دور العلماء في مواجهة هذه الأزمة؟
وللتعرف على دور العلماء نشير إلى النقاط التالية:
1. العلماء يعتقدون بحق الشعب في أن يعبّر عن رأيه في الشأن السّياسي بالأساليب السلمية المكفولة دستورياً وقانونياً.
2. كما يعتقد العلماء بحق الجمعيات السّياسية في أن تمارس دورها في تحريك العريضة الشعبية استناداً إلى المادة القانونية الصريحة خلافاً للفهم الرسمي في تفسير هذه المادة.
3. وفق المعطيات التي أنتجها الخلاف المتأزم بين السلطة والمعارضة ترشّح لدى العلماء وجود مخاطر حقيقية بدت مؤشراتها واضحة. قد يقال: وكيف استطعتم أن تكتشفوا جدية هذه المخاطر، ولماذا لا تكون لعبة تمارسها السلطة لاجهاض مشروع العريضة، فهل كلّما لوّحت الحكومة بالعصا يجب أن ننهزم؟ هذا الأمر كان وارداً، ولذلك طرحنا السؤال نفسه على أصحاب الشأن السيّاسي ومن ضمنهم القائمون على العريضة أنفسهم، وطلبنا منهم التأكد من جدية التهديدات فكان هناك شبه إجماع بوجود احتمال عقلائي يعتد به بأنّ المخاطر حقيقية وليست مجرد مخاوف عادية، هكذا قالت القراءة السياسية المتأنية الدقيقة المعتمدة على حيثيات موضوعية شارك في تشخيصها أعضاء الجمعيات السياسية وعدد غير قليل من العقول السياسية المتوازنة في هذا البلد.
4. ووفق هذه الاعتبارات ووضوح الكثير من الحيثيات، ومن خلال لقاءات ومداولات كان المطروح على مستوى التصوّر مجموعة خيارات:
الخيار الأول: وهو الخيار الأساس، أن يبقى الموقف كما قررت الجمعيات السياسية في مؤتمرهم الدستوري وأن تتحرك العريضة الشعبية برعاية هذه الجمعيات، وهذا الخيار رغم شرعيته وقانونيته إلاّ أنّه – وفق قناعة الأغلبية – سوف يؤدّي إلى مخاطر كبيرة محتملة جداً كما ذكرنا آنفاً، ولهذا صار من الضروري التفكير في خيارات أخرى.
الخيار الثاني: إلغاء مشروع العريضة نهائياً، وهذا الخيار يشكلّ صدمة عنيفة لجماهير الأمة، وله مردوداته الخطيرة، ونتائجه السيئة.
الخيار الثالث: التجميد وليس الإلغاء، تحسباً للظروف الموضوعية المناسبة، وهذا الخيار وإن كان لا يحمل نتائج الخيار السابق، إلاّ أنّه يشكلّ خيبة أمل للجماهير، وله مردوداته السلبية، وربما يكون هذا الخيار مقبولاً لو انعدمت كلّ الخيارات.
الخيار الرابع: أن تبقى العريضة عريضة الجمعيات الأربع فقط وفي دائرة أعضائها الفعليين، هذا الخيار لن يعطي للعريضة قوتها السياسية المطلوبة، ودلالاتها الشعبية الكبيرة.
الخيار الخامس: أن تكون العريضة عريضة الجمعيات مع توسعة قاعدة العضوية، وبالتالي توسعة شعبية العريضة، ورغم أنّ هذا الخيار لا يعطي للعريضة قوة شعبية كما يعطيها الخيار الأول، إلاَّ أنّه خيار يصادر مبرر السلطة في ضرب الجمعيات، ويفوّت الفرصة في جر الأوضاع إلى دائرة التأزم الأمني.
وثمة خياران آخران طرحا للدراسة والمناقشة، أحد هذين الخيارين أن تؤجل العريضة إلى أجل محدود، على أن يقوم العلماء بدور الوساطة والحوار مع السلطة في محاولة لإيجاد مخرج من هذا المأزق، والخيار الآخر أن يتبنّى العلماء العريضة، على أن تضم إليها عريضة باسم الجمعيات أو باسم الرموز السّياسية.
وعلى كلِّ حال فإنّ الخيار الذي وصلت إليه قناعة الجمعيات الأربع هو الخيار الخامس والعلماء يقدّرون لهذا القرار عقلانيته وحكمته، ودوره في سحب فتيل الأزمة وفي حماية التجربة السياسية، كما يتمنى العلماء لهذا الخيار أن يحقق أهدافه المنشودة.
5. قد يطرح تساؤل كبير، لماذا بقي موقف العلماء مرهوناً لقرار الجمعيات، أما كان بالإمكان أن يبادروا إلى إعلان موقفهم المستقل، وهذا أفضل من أن يأتي موقفهم مباركاً ومؤيداً فقط، ولماذا تركوا أجواء التحشيد تتحرك إذا كانت لديهم قناعات مسبقة ولم يتدخلوا إلاّ في وقت متأخر؟ هذه تساؤلات وجيهة، أما أنّ العلماء تركوا أجواء التحشيد تتحرك دون أن يتدخلوا إلاّ في وقت متأخر؟
فإنني أؤكد لكم أنَّ العلماء منذ أن بدأت مؤشرات التصعيد ومؤشرات المخاطر، طالبوا بإعادة قراءة الموقف، وطالبوا بتخفيف التحشيد إنتظاراً لنتائج المراجعة السّياسية، وطالبوا بالتأكد من جدية المخاطر، وأمّا لماذا لم يبادر العلماء إلى إعلان موقفهم مستقلاً عن قرار الجمعيات؟ فالعلماء كانوا يرون أنّ الجمعيات السّياسية الأربع هي الطرف الأساس في هذه الأزمة وهي صاحبة القرار في تحريك العريضة الشعبية، فمن الطبيعي أن تكون هي المسؤولة عن إتخاذ القرار في هذه الأزمة، ولا شك أنّ قرار الجمعيات لو جاء على خلاف قناعة العلماء، ووجد العلماء أنّ في هذا القرار ما يهدّد مصلحة هذا البلد أو مصلحة الشعب، بدرجة لا يسوّغ الشرع السكوت عليها، فسوف لن يتوقف العلماء من إعلان موقفهم الذي تفرضه قناعتهم الشرعية، أما وقد جاء قرار الجمعيات مقبولاً، فدور العلماء هنا التأييد والمساندة فقط.
6. إنّ قرار العلماء في أيّ قضية من قضايا الساحة مرهون بعدة اعتبارات أهمها:
الاعتبار الأول: ضرورة مراجعة كلّ الحيثيات الموضوعية، كون الخطأ في هذه الحيثيات ينتج خطأ فادحاً في اتخاذ القرار.
الاعتبار الثاني: دراسة الأرباح والخسائر فيما هي مصلحة الدين والأمة.
التضحيات تارة تنتج أرباحاً أكبر، وهنا تكون التضحيات مشروعة، وقد تكون واجبة، وتارة تكون الخسائر أكبر، وثالثة تتساوى الأرباح والخسائر، في هاتين الحالتين لا يوجد أيّ مبرر عقلي أو شرعي في إعطاء التضحيات.
ومن هو المؤهل لاكتشاف الأرباح والخسائر؟
كلّ الذين يملكون القدرة على قراءة الواقع الروحي والثقافي والاجتماعي والسّياسي، ويملكون القدرة على تحديد المحتملات وتحديد درجة الاحتمالات، ويملكون المعايير الصحيحة في القراءة والمحاسبة، وهذا موضوع في حاجة إلى معالجة مفصلّة ليس هنا محلّها.
الاعتبار الثالث: اعتماد الرؤية الفقهية الدقيقة، ورغم قيمة الرؤية الموضوعية والسّياسية، فإنّ القرار في حاجة إلى فهم فقهي أصيل قادر على انتاج الموقف المنسجم مع الضوابط الشرعية، قد يكون الفهم السّياسي صحيحاً، وقد يكون الفهم الموضوعي صحيحاً إلاّ أنّ غياب الرؤية الفقهية يؤدي إلى منزلقات خطيرة، وحتى لو جاء القرار السّياسي صحيحاً مائة في المائة، فالإنسان المسلم في تحديد موقفه الشرعي في حاجة إلى رؤية فقهية.
الاعتبار الرابع: امتلاك التقوى والورع:
وهنا تتشكلّ الضمانة في حماية القرار من أن يخضع للهوى ومصالح الذات، ومن أن يضعف أمام الإغراءات والمساومات، ومن أن ينهزم أمام الضغوطات والتحديات.
أيّها الإنسان المؤمن، وأنت تستجيب لهذا الخطاب أو ذاك، وأنت تتحرك وراء هذه القيادة أو تلك، إعلم أنّ دليلك في هذه الدنيا هو دليلك في الآخرة، وأنّ قائدك هنا في الدنيا هو قائدك هناك في الآخرة، وإنّ صراطك هنا هو صراطك هناك.
العنوان الثالث: اغتيال الدكتور الرنتيسي.
وقبل أن أختم حديثي أجد من الواجب أن أقول كلمة بمناسبة الحدث المؤلم في اغتيال الدكتور الرنتيسي قائد حركة حماس، وقد جاء هذا الاغتيال ضمن مشروع توافق عليه بوش وشارون يعتمد تصفية الرموز والقيادات وتوافقت عليه الإدارة الأمريكية مع إدارة الكيان الصهيوني لإنهاء الوجود الفلسطيني، ومأساتنا أننا لا نملك إلاّ الشجب والإدانة والإستنكار، فشعوبنا مرهونة لقرارات الأنظمة السياسية الحاكمة، وأنظمتنا السياسية الحاكمة مرهونة للقرار الأمريكي، فهل سيتوقف شارون عن عدوانه وجرائمه؟ إنّ خيار المقاومة، ولا خيار غيره هو الرد الذي يفهمه شارون، ويفهمه بوش.
إنَّ دم الشيخ أحمد ياسين، ودم الدكتور الرنتيسي وكلّ الدماء الغزيرة التي تراق على أرض فلسطين وعلى أرض العراق وعلى كلّ أرض مسلمة، الدماء التي تبذل دفاعاً عن المبدأ وعن الحق وعن الكرامة، هي عنوان العزة لهذه الأمة، وعنوان الشموخ والعنفوان، وسوف تنبت النصر عاجلاً أو آجلاً بإذن الله تعالى، تغمد الله شهداءنا الأبرار، وحمى ديارنا من مكائد الكفار والفجار، وملأ الله قلوبنا إيماناً وثباتاً وصبراً وحقق لشعوبنا كل الخير والأمن والصلاح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين