مدرسة عاشوراء ودورها في الحفاظ على استمرارية خط الولاء لللأئمة من أهل البيت عليهم السلام
مدرسة عاشوراء ودورها في الحفاظ على استمرارية
خط الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربِّ العالمين والصّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السَّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته،
قبل البدء بكلمتي أقول:
إنّنا نستنكر بشدة، وكلَّ جماهيرنا المؤمنة تستنكر وكلَّ القوى المخلصة تستنكر الإعتداءات الآثمة التي طالت العتبات المقدسة في كربلاء الحسين (عليه السلام) وفي مدينة الإمامين الكاظميين وكان ضحيتها مئات القتلى والجرحى من عشاق الحسين، إنَّ هذه الجريمة النكراء لن تنال من إرادةِ أمةِ عاشوراء الحسين، إنّ أمة صنعتها دماء الحسين (عليه السلام) لا تسقط، لا تنهزم، لا تموت، سوف نبقى نعطي الدم الواعي الهادف لتبقى عاشوراء، ولتبقى كربلاء، وليبقى خط الولاء، سوف نبقى أوفياء لدم الحسين ولجهاد الحسين، ولصبر الحسين ولعطش الحسين، ولكل القرابين التي قدمها الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، ولتخسأ كل القوى في الخارج والداخل حينما تظن أنّها قادرة أن تنال من ولائنا، حبنا، عشقنا، للإمام الحسين (عليه السلام).
أتناول في حديثي أحد عطاءات مدرسة عاشوراء، وكم هي كبيرة عطاءات هذه المدرسة المباركة، وعنوان حديثي:
مدرسة عاشوراء ودورها في الحفاظ على استمرارية خط الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام):
إذا كان للمسجد دوره، وللقلم دوره، وللحوزة دورها في حماية خط الولاء، فإنَّ مدرسة عاشوراء تتميز بدورها الكبير الكبير في إنجاز هذا الهدف فمن أهم أهداف مدرسة عاشوراء الحفاظ على استمرارية خط الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وقد استطاعت هذه المدرسة العاشورية من خلال المنبر، ومن خلال الموكب، ومن خلال كلُ الفعّاليات الهادفة أن تحافظ على ديمومة وبقاء خط الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) في وعي الأجيال، وفي وجدان الأجيال، وفي حركة الأجيال.
ما هي أهم الأبعاد التي مارستها مدرسة عاشوراء من أجل الحفاظ على استمرارية وبقاء خط الولاء عند الأجيال؟
من أهم هذه الأبعاد:
٭ ربط الأجيال عقائدياً بخط الولاية.
٭ ربط الأجيال ثقافياً بخط الولاية.
٭ ربط الأجيال روحياً وأخلاقياً وسلوكياً بخط الولاية.
٭ ربط الأجيال رسالياً وجهادياً بخط الولاية.
البعد الأول: ربط الأجيال عقائدياً بخط الإمامة، وخط الولاية:
مارست مدرسة عاشوراء دورها في ربط الأجيال عقائدياً بخط الإمامة والولاية وكان لخطاب عاشوراء وأجواء عاشوراء ومنابر عاشوراء ومواكب عاشوراء الدور الفاعل والمؤثر في تأصيل الانتماء لدى أجيال الأمة، وجماهير الأمة.
ونحن حينما نتحدث عن قضية (الولاء للأئمة عن أهل البيت «عليهم السلام») لا ننطلق من فكر متعصب أو من حالة مذهبية، كما يحلو للبعض أن يفهم ذلك.
الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام) – وفق المنظور الذي أكدّته النصوص والروايات – هو أحد المكوّنات الأساسية في الانتماء إلى الإسلام.
أنا لا أفهم انتمائي إلى الإسلام إذا غاب في عقلي وفي قلبي، وفي سلوكي مبدأ الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام).
أنا لا أفهم انتمائي إلى الإسلام إذا غاب الأئمة من أهل البيت في العقيدة، في الفقه، في الأخلاق، في الثقافة، في التفسير، في الاستنباط، قد يقال: أليس في حضور القرآن، وفي حضور السنة النبوية كفاية؟
نعم .. لا يكون القرآن حاضراً إذا غاب الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) لأنّهم ترجمان القرآن، ولا تكون السنة حاضرةً لأنهم حملةُ السنة.
هذا موضوع حساس ومهم جداً لست هنا في صدد تناوله، وله حديث آخر، وما يهمني التأكيد عليه في هذه الإشارة العابرة أنَّ مبدأ الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) هو عنصر أساس في مكوّنات العقيدة، وفي مقومات الإيمان وفي مرتكزات الرسالة، فالتفريط فيه يحدث خللاً كبيراً في البنية العقيدية والإيمانية والرسالية.
٭ عن عمار بن ياسر قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله): «أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية علي بن أبي طالب، فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى اللّه، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه».
٭ وعن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله): «من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربّي عز وجل فليوالي علياً من بعدي، وليوالي وليّه، وليقتدِ بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، رُزقوا فهماً وعلماً، وويلٌ للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم اللّه شفاعتي».
٭ وحديـث الثقلين المتواتر: قــال رســول اللّه (صلى اللّه عليه وآله): «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، وأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
٭ وحديث السفينة المشهور: قوله (صلى اللّه عليه وآله):«مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق».
هذه أربعة نماذج، وكتب الأحاديث السنية والشيعية مملوءة بالروايات الصحيحة التي تؤكد مبدأ الولاء لآل محمد (صلى اللّه عليه وآله)، وما عسى أن تصنع وريقات وكتيبات، أخذت تنتشر هنا أو هناك تحاول أن تشكك أبناءنا وبناتنا في إنتمائهم وفي ولائهم للأئمة من أهل البيت (عليهم السَّلام)، إنّها محاولات فاشلة، وتبعث على الأسف في هذه المرحلة التي تتهدد الأمةَ فيها أخطر المؤامرات وتستهدفها أخطر المشروعات، إننا لا نرفض أن يتحرك الحوار العلمي الهادف، النظيف، الحوار الذي يحمل الحب والصفاء، الحوار الذي يكرّس روح الأخوة الإسلامية، أمّا هذه المحاولات البائسة والتي تحمل لغة السب والشتم، ولغة التكفير والتضليل ولغة التعصب المذهبي الأعمى فهي محاولات مرفوضة بما تعبر عنه من أهداف مشبوهة، وغايات غير نظيفة، ولذلك فنحن نطالب المسؤولين في هذا البلد الذي عرف بالتسامح والتآلف بين السنة والشيعة أن يتصدوا لهذه المحاولات التي تزرع الفتنة، وتنشر العداء، وتحرك الصراعات المدّمرة.
وأنا لا أريد أن ابرأ خطابنا أو ابرأ منابرنا، أو ابرأ أقلامنا، فهناك من يتحدث بلغة غير علمية، وهناك من يكتب بلغة غير موضوعية، وهناك من يعتمد اسلوباً خاطئاً، وهناك من يثير الخلافات والصراعات، إننا نطالب العلماء والخطباء والكتـــّاب والمثقفين الذين يمارسون دور التعريف بفكر أهل البيت (عليهم السلام)، وبمفاهيم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن يبتعدوا عن كلِّ الأساليب التي تسيء إلى لغة الخطاب، ومنهج الخطاب، وأهداف الخطاب، ليكون الخطاب خطاباً علمياً وموضوعياً ونظيفاً، هذا ما نريده لخطاب عاشوراء وهو يمارس دوره في الحفاظ على استمرارية خط الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، والحديث عن مسألة الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) لا يشكّل إزعاجاً لأحد من المسلمين سنياً كان أو شيعياً، ولا يشكّل عنصراً للتوتر والخلاف والعداء مادامت المعالجة علمية، ومادام الطرح موضوعياً، ومادامت اللغة نظيفة.
البعد الثاني: ربط الأجيال ثقافياً بخط الولاية وتوعية الأجيال بثقافة الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام):
مارست مدرسة عاشوراء دوراً واضحاً في توعية أجيال الأمة بثقافة الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، وهكذا أصبح جمهور عاشوراء مزوداً بثقافة كبيرة حول أهل البيت (عليهم السَّلام)، فالولاء للأئمة (عليهم السلام) ليس انتماءً أعمى، وليس عاطفة لا تحمل وعياً، وكلمّا ارتقى مستوى الوعي، ومستوى الثقافة الولائية، كان الإنتماء أكثر عمقاً وأقوى تجذّراً، وأقدر على البقاء والإمتداد.
ورغم محاولات التشويش التي واجهتها حركة الولاء للأئمة (عليهم السلام) عبر التاريخ، والتي لازالت مستمرة إلى الآن، إلاّ أنّها كانت ولا تزال قويةً راسخة تتحدى كلّ تلك المحاولات، وتتحدى التشويشات والتشويهات والإثارات الكاذبة، وكان لمدرسة عاشوراء الفضل الكبير في حماية وعي الأجيال الولائية، وفي الحفاظ على ثقافة الانتماء، وفي التصدّي لكل محاولات التشويش والتشويه والإساءة، ولخطورة هذا الدور المناط بمدرسة عاشوراء وبخطاب عاشوراء، وبفعّاليات عاشوراء فإنهّ يجب أن تتوافر المدرسة العاشورية على كفاءات واعية، وأن يتوفر الخطاب على مؤهلات مثقفة، وأن تتوفر الفعّاليات على قدرات متميزة.
من الخطر جداً على مدرسة عاشوراء وعلى خطابها وعلى فعّالياتها أن تغيب الكفاءات الواعية، والمؤهلات المثقفة، والقدرات المتميزة، وحتى تقوى هذه المدرسة العاشورية على أداء دورها الكبير والخطير بكل كفاءة وجدارة وحتى تقوى على الاستمرار في العطاء، وفي التواصل معاً على كلّ المستجدات والتطورات والمتغيرات، فإنّه يفترض فيها:
1- أن تجدّد في خطابها وفي أساليبها، وفي فعّالياتها.
2- أن تتوفر على مؤسسات عصرية في إعداد الكفاءات والقدرات والمؤهلات القادرة على مواكبة مستويات العصر.
وفي هذا السياق فإنا ندعو لتشكيل هيئات علمية، وإقامة مؤتمرات من أجل دراسة وتقويم المدرسة العاشورية في حاضرها ومستقبلها لإعطائها دورها الكبير، وحضورها الفاعل، ومسؤوليتها الخطيرة.
البعد الثالث: تحصين أجيال الولاء روحياً وأخلاقياً وسلوكياً (ربط الأجيال روحياً وأخلاقياً وسلوكياً بخط الولاية):
وهذا من أهم الأدوار التي مارستها مدرسة عاشوراء، وخاصة من خلال المنبر العاشوري والذي استطاع عبر التاريخ أن يحصن الأجيال المنتمية إلى خط الولاء ضد التميّع والتسيّب والإنحراف والضياع.
ومسؤولية هذه المدرسة ومسؤولية خطابها، ومسؤولية كلِّ فعّالياتها أن تتصدّى بقوة لكلِّ مشروعات الفساد الأخلاقي التي أخذت تنشط وتقوى وتتنوع في هذا العصر، وباتت تهدد أجيال الأمة، فيجب على خطاب عاشوراء، أن يكون بمستوى التحدي الخطير، وأن تكون فعّاليات عاشوراء بمستوى ضرورات هذه المرحلة، في مواجهة كلِّ الخطط والمؤامرات التي تستهدف قيم الأمة وأخلاقها ودينها، وهذا يفرض أن يكون القائمون على هذا الخطاب، وهذه الفعّاليات أن يملكون مؤهلات روحية وإيمانية عالية جداً، ويحملون درجات ومستويات كبيرة من الالتزام والصلاح والتقوى والورع، وإلاَّ كانوا يشكّلون تهديداً خطيراً لدور الخطاب وتهديداً خطيراً لمسؤولية الفعّاليات، كما يفترض فيهم أن يتوفروا على استقلالية تامة عن المؤسسات الرسمية حتى لا يخضعوا لهيمنة القرار السّياسي وتدخلات السلطة، إنَّ خضوع المسجد والحسينية والحوزة للمؤسسة الرسمية يشكّل تهديداً خطيراً لدور هذه المواقع الدينية، ولذلك تحاول سياسات الأنظمة في بلدان المسلمين أن تفرض هيمنتها على الخطاب الديني بشتى الوسائل، الترهيبية والترغيبية، لهذا كان موقفنا المتشدد والرافض لمشروع إلحاق أئمة الجمعة والجماعة بالكادر الوظيفي لما لهذا المشروع من الخطر على استقلالية الخطاب الديني، وقد أوضح ذلك بيان العلماء الذي صدر قبل أيام موقعاً من أبرز علماء البلد.
البعد الرابع: ربط الأجيال رسالياً وجهادياً بخط الولاية:
التعبئة الرسالية والجهادية:
من أخطر وأهم الأدوار التي مارستها ولازالت تمارسها مدرسة عاشوراء: التعبئة الرسالية والجهادية مستلهمة ذلك من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، ومواقف المجاهدين المبدئيين في خط الولاء للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).
إنَّ روح الرسالية والجهادية التي تحملها أجيال الولاء للأئمة (عليهم السلام) هي من عطاء مدرسة عاشوراء والتي استطاعت من خلال خطابها المنتمي إلى ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ومن خلال فعّالياتها الموصولة بأهداف كربلاء أن تكرّس عند أجيال الولاء روح الجهاد والعطاء والتضحية والشهادة، ولهذا أعطى المنتمون لهذه المدرسة ولازالوا يعطون دماءهم وأرواحهم في سبيل الحفاظ على هذا الانتماء، وهذا الولاء، والتاريخ يحمل الشواهد الكثيرة والكبيرة وقائمة الشهداء لا تحصى، ولازال التاريخ يحتفظ لدعبل الخزاعي شاعر الولاء بكلمته الجريئة: «أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد من يصلبني عليها»، وأخيراً سقط شهيداً في خط الولاء لآل محمد (صلى اللّه عليه وآله)، حيث أمتدت إليه الأيدي الآثمة واغتالته في عتمة الليل.
هكذا طريق الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) طريق مشحون بالعناء والابتلاءات والمحن الصعبة، طريق السجون والزنزانات، طريق الملاحقات والتشريد، طريق المشانق والإعدامات، طريق الشهادة والدماء، قافلة الشهداء في تاريخ الابتلاءات كبيرة وكبيرة، ولازال عشاق الشهادة يتسابقون للالتحاق بهذه القافلة المباركة، في عصرنا هذا أعطى الشهيد السيد محمد باقر الصدر دمه في خط الولاء، وأعطت الشهيدة بنت الهدى دمها، وأعطى السيد مهدي الحكيم دمه، وأعطى الصدر الثاني دمه، وأعطى السيد محمد باقر الحكيم دمه، وأعطى مطهري دمه، وأعطى السيد دستغيب دمه، وأعطى السيد عبدالصاحب دخيل دمه، وأعطى الشيخ عارف البصري دمه، وأعطى حسين معن دمه، وأعطى شهداء المقابر الجماعية في العراق دماءهم، وأعطى راغب حرب دمه، وأعطى السيد عباس الموسوي دمه، وأعطى شهداء المقاومة دماءهم، وأعطت أرضنا الحبيبة عبر تاريخها دماءً ودماء، وها هم عشاق الحسين وزوّار الحسين يعطون دماءهم في يوم عاشوراء الحسين (عليه السلام)، وعلى أعتاب ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، وأعتاب ضريح أبي الفضل العباس، وأعتاب ضريح الإمامين الكاظميين (عليهما السلام)، هنيئاً لهؤلاء الشهداء الذين التحقوا بقافلة شهداء عاشوراء، وبقافلة شهداء الولاء، والخزي والعار لأولئك الجبناء الحاقدين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان، ونفذّوا هذه الجريمة النكراء وقتلوا الأرواح البريئة، وسفكوا الدم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام.
إنَّ القوى الخيّرة في العالم تدين هذا العمل الشنيع الذي يعبّر عن خسة ودنائة وحقارة، وتستنكر هذا السلوك الشائن الذي أكّد بلا أدنى شك أنّ الأيدي الملوثة التي خططت له ونفذته هي أيدي خائنة للدين وللقيم وللإنسانية، خائنة للسنة والشيعة، خائنة للشعب العراقي، خائنة للمقدسات والمقدرات.
إنّنا بهذه المناسبة الأليمة نرفع عزاءنا إلى صاحب العصر الإمام الحجة بن الحسن (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وإلى المراجع العظام وإلى الشعب العراقي وإلى الأمة جمعاء سائلين المولى القدير أن يتغمد الشهداء بوافر رحمته ومغفرته، وأن يمنَّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يربط على القلوب المفجوعة بالصبر والرضا بقضاء اللّه وقدره.
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربِّ العالمين.