حديث الجمعة 8: دروس من كلمات النبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله)
حديث الجمعة 8 | 17 ربيع الأوَّل 1423 هـ | 30 مايو 2002 م | المكان: مسجد الإمام الصادق (ع) | القفول - البحرين
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آهل بيته الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ونحن نعيش ذكرى المولد النبوي الشريف نحاول أن نستوحي درساً من كلمات النبي الأعظم (ص) .
وقيمة التعاطي مع هذه المناسبات هو بمقدار ما تنفتح الذكرى على واقعنا الروحي والأخلاقي والثقافي والاجتماعي والسّياسي، والفارق بين التعاطي الفاعل والتعاطي الجامد هو مدى القدرة على إنتاج الدور المتحرك للذكرى في واقع الأمة، وكلّما كان هذا الدور أكثر حضوراً كان التعاطي أكثر فاعلية .
نتناول هنا مقطعاً من كلام لنبينا العظم محمد (ص) يخاطب به ربّه عز وجل :
{إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي} .
إننا هنا مع ((شعار إيماني)) كبير جداً، له معطياته الخطيرة في الحياة الروحية والأخلاقية والثقافية والإجتماعية والسّياسية ، وحتى نعطي لهذا الشعار دوره الفاعل في حياتنا يجب علينا :
أولاً : أن نستوعب المضمون الفكري لهذا الشعار بما يختزنه هذا المضمون من دلالات كبيرة:
إن وعي الشعار هو الذي يعطي للشعار القيمة والدور والحضور، وكلما كان الوعي أكثر نضجاً كانت القيمة أكثر وضوحاً، وكان الدور أكثر قوة، وكان الحضور أكثر فاعلية .
ثانياً : أن نعيش الإنصهار النفسي والوجداني مع هذا الشعار:
وهذا الانصهار هو الذي يعطي للشعار حرارته ونبضه وحركيته، وحينما يخفت ((الوهج العاطفي)) في التعاطي مع الشعار، تموت الحرارة ويموت النبض، وتخمد الحركة .
ثالثاً : أن نجسد الشعار عملياً:
القيمة الحقيقية للشعار أن يتحول واقع عملي متحرك، وإلا أصبح شعاراً فارغاً، راكداً جامداً .
·((إنّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )) .
·((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين )) .
·((يا آيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) .
تطبيقات عملية للشعار :
نتناول هنا بعض التطبيقات العملية لهذا الشعار ((إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي )) .
1. في حالات الشدائد والمحن والإبتلاءات:
(المرض، الفقر، الشدة، المصيبة، الأزمات) ، إنّ هذا الشعار يملأنا – ونحن نواجه الشدائد والمحن والإبتلاءات – بطاقات إيمانية وروحية :
أ. تخلق عندنا الصمود والثبات والقوة .
ب. وتخلق في داخلنا الهدوء والاطمئنان .
2. في مجال الإلتزام والطاعة:
قد تواجه الإنسان المؤمن في خط الإلتزام والطاعة الكثير من التحديات والمضايقات وهنا يكون لهذا الشعار دوره في تثبيت المؤمن على خط الإلتزام والطاعة .
· الحرب النفسية ضد المؤمنين الملتزمين .
· الأقلام الموتورة استنفار محموم ضد الإسلاميين .
3. في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق:
الإنسان المؤمن في خط الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول كلمة الحق، تواجهه دائماً :
أ. مواقف الرفض والتصدي .
ب. مواقف الاستهزاء .
ج. مواقف التخدير .
وهنا يكون لهذا الشعار دوره حينما يحمله الإنسان المؤمن صادقاً .
·{ الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } .
·{ وأسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر } .
·قال أبو ذر : (( أوصاني خليلي أن أقول الحق ولو كان مراً ولا أخشى في الله لومة لائم )) .
4. في سلوك طريق الحق وإن قل سالكوه .
·لا تستوحشوا في طريق الحق وإن قل سالكوه .
·يا عمار إذا سلك الناس كلهم وادياً وسلك عليّ وادياً فاسلك وادي علي .
· قال رجل للإمام الصادق (ع) : ((أوصيني، فقال (ع) : ((اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش )) .
5. في تقيم ذاتك وشخصيتك .
· فما قيمة أن يكون الناس كلهم راضين عنك إذا كان الله غاضباً عليك، وليغضب كل الناس إذا كان الله راضياً .
· ما قيمة أن يراني الناس قد يساً إذا كنت عند الله شيطاناً .
·((من كان ظاهره أكبر من باطنه خف ميزانه يوم الحساب )).
·ما قيمة أن يكون الإنسان كبيراً عند الناس إذا كان صغيراً عند الله .
·((إنّ العبد لينشر له من الثناء ما بين المشرق والمغرب، ولا يساوي عند جناح بعوضة )).
6. في إتخاذ المواقف والقرارات ( المهم رضا الله تعالى لا رضا الناس ) .
((من إشترى مرضاة المخلوق بسخط الخالق فليتبوء مقعده من النار)) . ( قصة حميد بن قحطبة