في استقبال شهر محرم الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وآله الهداة الميامين المعصومين ..
أيهّا المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إننّا على أعتاب شهر محرم الحرام، شهر الفاجعة الكبرى، فاجعة كربلاء، وبهذه المناسبة نرفع أحر التعازي إلى بقية الله في الأرض الإمام الحجة أرواحنا فداه وإلى مراجع الدين وحماة الشريعة، وإلى جميع المسلمين.
إنّ ذكرى كربلاء لها حضورها الدائم في حركة التاريخ، وفي وعي الأجيال، وفي وجدان الزمن، بما تختزنه من عناصر الأصالة والبقاء والديمومة والإمتداد، وبما تمتلكه من قدره على الحركة والفعل والتغيير، وهكذا كان للذكرى دورها في الحفاظ على خط الرسالة، وحماية أهداف الإسلام، والدفاع عن قيم الأمة وهويتها، ومواجهة كل محاولات التحريف والمصادرة ..
فماذا يعني التعاطي مع هذه الذكرى؟
إنّه يعني التعاطي مع الإسلام في مبادئه وأفكاره، وقيمه وأخلاقه، وأحكامه وتشريعاته، وحركته، وجهاده، وصموده وعنفوانه، وعطائه وتضحياته وكلما تأصلت هذه المعاني في واقع الأمة كان التعاطي هو الأصدق والأوعى والأقوى والأعمق ..
إنّ مسؤولية الأمة أن تنفتح على ذكرى كربلاء، وإنّ هذا الإنفتاح يحتاج إلى:
وعي وبصيرة.
إخلاص وصدق.
ذوبان وانصهار.
إلتزام وتجسيد…
إنّ دور المنبر الحسيني هو صياغة هذه العناصر في حركة الأمة، وهذا يفرض التوفر على خطباء يملكون مؤهلات إيمانية روحية، وثقافية فكرية، وسلوكية عملية، وتبليغية رسالية، كما يملكون كفاءات وقدرات فنية وخطابية..
إنّ نجاح المجالس الحسينية في أداء مسؤولياتها يعتمد على:
منبر ناجح..
إدارة ناجحة..
جمهور ناجح..
فكلّما أرتقى مستوى النجاح في هذه المكوّنات كانت الأهداف الحسينية أقوى حضوراً وأكثر فاعلية، وأقدر على الفعل والتغيير..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للتعاطي مع أجواء الذكرى الحسينية بما ينفتح على عقولنا وقلوبنا وأرواحنا، وأخلاقنا، وسلوكنا من أشراقاتها الربانية لنكون الحسينيين حقا..
ولنا لقاءات في رحاب الذكرى -إن شاء الله تعالى-
تقبّل الله منا ومنكم خالص الأعمال.