ضرورة حوار السلطة مع القوى الفاعلة في البلد
إننا نؤمن كلّ الإيمان بضرورة إنجاح مشروع الإصلاح السياسي وإنقاذه من كل المآزق والأزمات من خلال حوار جاد وصادق بين السلطة السياسية، والقوى الفاعلة في الساحة، وإن التوترات والإثارات المتبادلة، أمر لايصب في حماية هذا المشروع، ولا في مصلحة هذا الشعب، فما لم تنفتح السلطة السياسية بكل حب وصدق وشفافية على قوى الساحة الفاعلة ومالم تنفتح هذه القوى بكل جد ورغبة على السلطة السياسية، فإن النتائج ليست في صالح هذا البلد، إننا ندعو إلى تفعيل جاد وصادق لشعارات هذه المرحلة، حتى لا تتحول هذه الشعارات إلى كلمات استهلاكية باردة، إننا ندعو إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي في هذه المرحلة، إنّ لغة الخطاب، وبعض مضامين الخطاب في حاجة إلى إعادة صياغة، وهذه دعوة شاملة لكل من خطاب السلطة، وخطاب القوى الفاعلة في الساحة.
إن خطاب السلطة الذي لا يعترف بوجود أزمات ومآزق تواجه المشروع السياسي، ويحاول أن يلّوث بلغة الاتهام والتهديد هذا الخطاب لا يخدم هذه المرحلة، كذلك خطاب القوى المعارضة حينما يعتمد لغة الشك دائماً أو لغة التحريض فإنه الآخر لا يخدم هذه المرحلة، إنّ خطاب التصحيح والمحاسبة والترشيد، والانفتاح، والثقة هو الخطاب الذي يخدم هذه المرحلة، فعلى السلطة السياسية أن لا تضيق بخطاب المصارحة، وخطاب المراجعة والمحاسبة مادام هذا الخطاب صادقاً ومخلصاً ومادام هذا الخطاب يعتمد الأساليب المشروعة وعلى قوى الساحة أن لا تصبر على خطاب الرفض والمواجهة مادامت الخيارات الأخرى متوفرة وقائمة.