الصحافة المحلية
من الواضح جداً أنّ الصحافة المحلية محتكرة لبعض الأقلام المعروفة الهوية والإنتماء، فلا يسمح للفكر الآخر أن يكون له حضوره – إلاّ لماماً – وأعني بالآخر الفكر الإسلامي الأصيل، وأخص بالذكر الفكر المنتمي إلى مدرسة الأئمة من أهل البيت (عليه السلام).
وربماّ تصدّق المسئولون في هذه الصحافة على بعض كلمات من فكر ديني أصيل، صدقةً فيها الكثير من المنّ والأذى، إلا أنّ هذا استثناء وبشكل محدود جداً، ولغرض الإيهام بأن الصحافة مفتوحة لكل الأقلام والآراء والأفكار، ولا يترك مقص الرقابة تدخله في الشطب والحذف كما يحلو له.
ونصيبنا في هذه الأيام من الصحافة نصيب وافر، ولكن من السباب والشتائم والإتهامات والإفتراءات، ووزارة الإعلام تسمع وترى، أليس من مسئولية هذه الوزارة أن توقف هذه الأقلام التي لا نشك أنّها مستأجرة من أجل إيقاظ الفتنة العمياء، والصراع المّدمر بين أبناء هذا الشعب الواحد، مسموح لهذه الأقلام أن تسب وتشتم وتكذب وتفتري، ومسموح لها أن تنفخ في الروح الطائفية البغيضة.
• فما هو موقفنا، وما هو خيارنا ؟
• ليس مسموحاً لكلمتنا أن تصل إلى هذه الصحافة، وإذا سمح لها، فلا تصل إلاّ بعد البتر والشطب.
ثم هل من مصلحة هذا البلد الذي نحمل له كل الحب والوفاء، أن ندخل في معارك كلامية مذهبية، قد تجر إلى صراعات ومواجهات لن يكون الرابح فيها إلاّ أصحاب الأقلام المدسوسة والموظفة لإنتاج الفتنة والفرقة والعداء.
• لم يبقى أمامنا إلاّ أحدُ خيارين:
الخيار الأول: أن نرفع صوتنا نطالب المسؤولين في السلطة أن يوقفوا هذه الأقلام المّدمرة، إذا كان المسؤولون يريدون لهذا البلد الأمن، والهدوء، والإستقرار.
الخيار الثاني: أن تقاطع جماهيرنا الغيورة على معتقداتها وقيمها ورموزها هذه الصحافة، صحافة السبّ والشتّم، وإلاّ فكيف يسوغ لنا شرعاً أن ُنروّج لأوراق تحمل كل الحقد والطعن والإساءة لعقائدنا، وتاريخنا ورموزنا.
إلى هنا يصل بنا الحديث إلى أن المصادر الرسمية التي تغذي أجيالنا المعاصرة بالثقافة والأفكار والمعلومات، والمتمثلة في(المناهج الدراسية) و( برامج الإذاعة والتلفاز) و(الصحافة المحلية) هذه المصادر جميعها تمارس دور (التغييب لثقافة الوعي والمعرفة بالأئمة من أهل البيت (عليه السلام))، وفي ضوء هذا التغييب، وفي ضوء أجواء الترويج لأسباب الفساد والانحراف يتحتم علينا أن نتصدى لحماية أجيالنا في مواجهة سياسات التغييب والإفساد، إنها مسؤولية العلماء والخطباء والمثقفين، ومسئولية الآباء والأمهات ومسؤولية كل القادرين.
أيها الأحبة في الله…
أنتهز هذه الفرصة حيث يستقبل أبناؤنا وبناتنا العطلة الصيفية بما تحمله هذه العطلة من أخطار كبيرة على أخلاق وسلوكيات هؤلاء الأبناء والبنات فأتوجه إلى الآباء والأمهات بنداء القرآن ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، الحفاظ على هذا الجيل مسؤوليتنا جميعاً، الدورات الدينية الصيفية تساهم بدرجة كبيرة في تحصين الأبناء والبنات وفي حمايتهم من الضياع والإنحراف.
فيجب أن نتعاون جميعاً في إنجاح هذه الدورات، ويجب أن يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا، قد توجد في الساحة مشروعات أخرى تحاول أن تستقطب الطلاب والطالبات من خلال أساليب مغرية، إلاّ أنهاّ قد لا توفر لأبنائنا وبناتنا ما يحمي دينهم وأخلاقهم، قد تقدم لهم شيئاً من أسباب الدنيا، إلاّ أنها لا تعطيهم شيئاً من زاد الآخرة، فمن الواجب الشرعي في مثل الظروف الراهنة أن ندفع بأبنائنا وبناتنا إلى هذه الدورات الدينية الجادة الهادفة، والتي يشرف عليها عدد من العلماء والأساتذة والشباب الصادقين المخلصين العاملين في سبيل الله تعالى، وهذه الدورات منتشرة في مختلف مناطق البحرين، فلا عذر لأحد من الآباء والأمهات، وسوف يُساءل هؤلاء الآباء والأمهات يوم القيامة حينما يفرطون ويقصرون في حماية أولادهم من تأثيرات الفساد والانحراف.
أيها الأخوة والأخوات سوف يكون لي حديث هذه الليلة إن شاء الله في مأتم السادة في منطقة عالي بعنوان: كيف نحصّن أجيالنا في مواجهة التغييب الثقافي، وكيف نصوغ انتماء الأجيال في خط الأئمة من أهل البيت.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.