قضايا الساحةقضايا عالمية

الحرب المفروضة على العراق1

الحرب المفروضة على العراق1


التضليل الإعلامي.. ومبررات الحرب المفروضة:
وعند هذا المنعطف من الحديث، حديث التضليل الإعلامي، نجد أنفسنا وفي هذا الظرف الراهن، والحرب المجنونة على العراق يتصاعد أوارها نجد أنفسنا مضطرين أن نتناول المبررات التي تطرحها أمريكا في حربها ضد العراق، فماذا يقول بوش، وماذا يقول إعلام أمريكا عن هذه المبررات؟


لمبررات – وفق الإعلام الأمريكي – هي:
1- إسقاط النظام من أجل إنقاذ شعب العراق من تاريخ الظلم والقهر والعذاب.
2- نزع أسلحة الدمار الشامل.
3- مكافحة الإرهاب.
هذه مبررات ثلاث طرحها إعلام الحرب الأمريكية، فماذا هي رؤيتنا حول هذه المبررات؟
إنها مبررات لا مصداقية لها، وإنها مبررات كاذبة، لماذا؟
أولاً: كل الأنظمة السياسية الفاسدة التي حكمت العراق كانت مدعومة من قبل الإدارة الأمريكية.
إن تاريخ العذاب والظلم والقهر والحرمان الذي عاشه شعب العراق كان بعين وسمع الإدارة الأمريكية، فما رفّ لها جفن، ولا خفق لها قلب يوماً على مآسي الشعب العراقي وظلاماته وعذاباته.


 فماذا جرى حتى تفكر أمريكا في إنقاذ أبناء العراق من تاريخ الظلم والقهر والعذاب، فهل إستيقظ ضمير بوش بين عشية وضحاها فقرر إنقاذ شعب العراق؟
قتل العلماء والفقهاء والمفكرون والمجاهدون وامتلأت السجون، وشرد الملايين من أبناء العراق، فهل حركت أمريكا ساكن، وهل أقلقتها عذابات الشعب العراقي وآلامه ومعاناته؟
ثم لماذا لم تساند أمريكا الشعب العراقي في محاولاته المتكررة للخلاص من نظام الظلم والإستبداد؟
ألم تكن الفرصة سانحة وأكثر من إنتفاضة كادت أن تنهي النظام لولا تدخل الإدارة الأمريكية والوجود الأمريكي في حفظ النظام وإنقاذه.
 وإذا كانت أمريكا حقاً تفكر في آلام الشعب العراقي وجراحاته، فلماذا هذا الحصار الإقتصادي طيلة السنوات وآلاف الأطفال يموتون، وآلاف تفتك بهم الأمراض؟
وإذا كانت أمريكا حقاً تفكر في آلام الشعب العراقي وجراحاته، فلماذا هذه الحرب المدمرة التي تهدد الملايين من أبناء العراق؟
الشعب العراقي لا يعني شيئاً أبداً في نظر بوش، وفي نظر الإدارة الأمريكية، معاناة الشعوب ومآسي الشعوب لا تعني شيئاً في نظر بوش، وفي نظر الإدارة الأمريكية. فالحرب من أجل إنقاذ العراق وخلاص شعب العراق ومن أجل الديمقراطية في العراق أكذوبة فاضحة لا يمكن أن يصدقها أحد.


ثانياً: أما نزع أسلحة الدمار الشامل فهي أكذوبة أخرى:
نتساءل من الذي زوّد النظام في العراق ببعض أسلحة الدمار الشامل، أليست أمريكا نفسها، أين كانت أمريكا حينما استخدم النظام أسلحة كيماوية وأباد مناطق بأكملها من خارطة العراق؟
أين كانت أمريكا حينما حدثت جريمة حلبچة في العراق؟
أين كان ضمير أمريكا في ذلك الوقت؟
ثم نتساءل:
هل أن الإدارة الأمريكية صادقة في إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل؟
هذه إسرائيل تملك أسلحة الدمار الشامل، فلماذا لا يتحدث بوش عن أسلحة الدمار الشامل في إسرائيل؟، ثم من الذي زوّد إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل؟
الإدارة الأمريكية تريد لإسرائيل أن تملك أسلحة الدمار الشامل.


 لماذا هذا الكيل بمكيالين؟
العرب والمسلمون لا يسمح لهم أن يملكوا أسلحة دمار، بل لا يسمح لهم أن يملكوا أسلحة متطورة ولا يسمح لهم أن يتحكموا فيما لديهم من أسلحة ويجب أن يكونوا مرهونين لأمريكا في كل ما يملكون من سلاح.
 أما إسرائيل فيجب أن تملك أسلحة الدمار الشامل، ويجب أن تملك الأسلحة المتطورة، ويجب أن تملك حريتها في التحكم في كل ما لديها من أسلحة.
العرب والمسلمون يهددون أمن العالم، حينما يملكون مفاعلاً نووياً، حينما يملكون قنبلة ذرية، وأما إسرائيل فلتملك ما تشاء فهي لا تهدد الأمن والسلام في العالم.
 ثم إن أمريكا نفسها مسموح لها أن تستخدم أفتك أسلحة الدمار في حروبها ضد الشعوب «كاليورانيوم المخصب» من أخطر أسلحة الدمار الشامل والذي تبقى آثاره وتفاعلاته ملايين السنين – حسب تقرير الخبراء – هذا السلاح من المحتمل جداً أن تستخدمه أمريكا في حربها الظالمة ضد العراق وشعب العراق.
 فهل يمكن أن نصدق أن أمريكا تحمل هم أسلحة الدمار الشامل؟


ثالثاً: وأما قصة الإرهاب فهي ثالثة الأكاذيب:
 فمن المخزي أن تتحدث أمريكا عن الإرهاب، وهي راعية الإرهاب المنظم في العالم، ما يحدث في فلسطين على أيدي الصهاينة المجرمين من أعنف ألوان الإرهاب، أليست أمريكا هي التي ترعى هذا الإرهاب؟
ما يحدث في العالم من إنتهاك للحريات، وهتك للحرمات، وسفك للدماء على أيدي أنظمة الحاكم المستبدة هو إرهاب منظم تباركه الإدارة الأمريكية.
 لم نسمع أن أمريكا وقفت مع شعب يطالب بحريته وبكرامته وبخلاصه من دكتاتورية نظامه السياسي.
لم نسمع أن أمريكا أيدّت وساندت حركات التحرر في العالم، وما حدث هو العكس.


ميزان الإرهاب عند أمريكا:
إن حركات التحرر وحركات الدفاع عن الحقوق وخاصة في عالمنا العربي والإسلامي هي حركات إرهابية وحركات عنف وتطرف ويجب أن تصفى وتواجه،
لا ننفي وجود حالات من العنف والتطرف هنا أو هناك، ولكن أن نخلط بين العناوين، ونتهم كل الحركات التي تدافع عن الحقوق والحريات بأنها حركات إرهاب فالمسألة واضحة في أهدافها وأغراضها.
ثم يجب أن نتساءل: ما هي الأسباب التي أنتجت الإرهاب والعنف والتطرف؟
إن سياسات الظلم والقهر والقمع ومصادرة الحريات هي أسباب ذلك.
يحاول الإعلام الأمريكي والإعلام المضاد للإسلام أن يتهم ثقافة الدين بأنها هي التي أنتجت حالات العنف والتطرف والإرهاب، ولذلك تصر أمريكا أن تحاصر كل مكوناتنا الدينية والثقافية، وتطالب الأنظمة والحكومات في مجتمعات العرب والمسلمين أن تعيد النظر في كل برامج التعليم الديني، وصياغة مناهج جديدة تحمي الأجيال من ثقافة العنف والتطرف.


المخطط الأمريكي الخطير…
أيها المؤمنون:
إن أمريكا في هذه الحرب الظالمة تنطلق بمشروع خطير لا يستهدف العراق ولا شعب العراق فقط، وإنما يستهدف المنطقة بكاملها، في وجودها الإقتصادي والسياسي والأمني والعسكري، وكذلك في وجودها الروحي والأخلاقي والثقافي، فمسئوليتنا في هذه المرحلة التصدّي للمشروع الأمريكي، بكل الوسائل الممكنة، بكل أساليب التعبير عن الرفض، وأن لا ننسى شعبنا المسلم في العراق، أن نقف إلى جانبه في محنته الصعبة، أن ندعمه بكل ما نتوفر عليه من إمكانات الدعم المادي والمعنوي، أن نلجأ إلى الله تعالى أن يلطف بهذا الشعب وأن يخلصه من ويلات هذه الحرب الجائرة وأن يخلصه من نظامه المستبد الذي أذاقه ألوان الظلم والقهر والحرمان.

Show More

Related Articles

Back to top button