حديث الجمعةشهر جمادى الثانية

حديث الجمعة 292: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون مثالًا للصمود – لَنْ يتعافى هذا الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد للهِ ربِّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين…


آسية بنت مزاحم امرأة فرعون مثالًا للصمود
حدَّثنا القرآن الكريم عن آسية بنت مزاحم المرأة الصامدة الثابتة على خط الإيمان، المتحدِّية لأشرس طاغيةٍ فرعون، وهكذا قدَّم القرآن هذه المرأة نموذجًا ومثالًا ليس للنساء فقط بل للرجال والنساء، ممَّا يسقط المقولات الزائفة التي تتَّهم الإسلام بأنَّه يتعامل بدونية مع المرأة…


ماذا قال القرآن عن آسية بنت مزاحم امرأة فرعون؟
﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم/ 11)


كيف انتمت آسية بنت مزاحم إلى خط الإيمان؟
تحدِّثنا بعض الروايات أنَّ آسية بنت مزاحم كانت حاضرةً حينما جمع فرعون السحرة ليواجه بهم نبي الله موسى عليه السَّلام حينما جاء بمعجزة العصا، واليد البيضاء ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ، وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ﴾. (الشعراء/ 32 – 33)


فعقد فرعون اجتماعًا مع مستشاريه لتدارس الموقف
﴿قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ، يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾. (الشعراء/ 34 – 35)
وكعادة حواشي الطغاة ومستشاريهم لا يملكون الجرأة أنْ يقدِّموا الكلمةَ الناصحة الصادقةَ، بل يحرضون ويدفعون لأساليب العنف والمواجهة
﴿قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾. (الشعراء/ 36 – 37)
﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾. (الشعراء/ 38)
﴿فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ، قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾. (الشعراء/ 41 – 42)
هكذا من أجل حَفنةٍ من المال، ومن أجل منصبٍ يبيع العملاءُ ضمائرهم الرخيصة إلى الطغاة والحكام.


وبدأ التحدِّي النبوي:
﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ، فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ، فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾. (الشعراء/ 43 – 45)
فماذا كان موقف السحرة وهم يشاهدون هذا التحدِّي الكبير؟
﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. (الشعراء/ 46 – 47)
وأما فرعون فأصر على الكبرياء والعناد والغرور وهذا دأبُ المتجبِّرين والمستكبرين…
وكانَ خيارُ فرعون أنْ يمارس العُنف والإرهابَ والتهديدَ والوعيدَ وهي سياسة الطغاةِ في الأرض، قال فرعون متوعِّدًا السحرةَ الذين آمنوا بأقسى ألوانِ العذاب
﴿قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾. (الشعراء/ 49)
هل استطاع هذا التهديدُ والوعيدُ أنْ يجعل هؤلاءِ الذين أبصروا نور الإيمان أن يتراجعوا، أن ينهزموا؟
كلا بل واجهوا هذا التهديد بكلِّ إصرارٍ وثباتٍ وعنفوان
﴿فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾. (طه/ 72) 
استخدم كلَّ أدوات القمع والبطش والفتك والقتل فلن نتراجعَ، ولن ننهزم ﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا﴾. (طه/ 73) 
إنّ نفوسًا آمنت بالله الواحد القهار لا يمكن أن تخضع، أن تستسلم، أنْ تركع إلَّا لربِّ الأرضِ والسَّماء…
إنَّ طغاةَ الأرضِ لا يفهمونَ هذه المعادلة، لذلك جاءت كلُّ حساباتهم خاطئةً، ومكلفةً لهم ولشعوبهم…


وتأتي المفاجأةُ المرعبةُ لفرعون، حيث ينطلق صوتُ الإيمان في داخلِ قصره، إنَّها آسية بنت مزاحم زوجةُ فرعون، فقد صدعتْ بإيمانها متحدِّيةً كبرياءَ فرعونَ، ورافضةً، كلَّ دنيا فرعون، قصوره، خدمه، حشمه، أمواله…


وسجَّل اللهُ العظيم قصةَ هذهِ المرأة قرآنًا يُتْلى ومثلًا تترسَّمُهُ كلُّ الأجيالِ المؤمنةِ، وخاصة أجيالَ المرأةِ التي تنتمي إلى خطِ الإيمان
﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾. (التحريم/ 11) 


وماذا تتعلمُ المرأةُ المؤمنةُ من قصةِ آسية بنتِ مُزاحم؟
هنا مجموعةُ دروسٍ:


الدرس الأول:
مطلوبٌ من المرأة المؤمنة أنْ تُعبِّرَ بكلِّ اعتزازٍ وفخرٍ عن انتمائِها الإيماني، وعن هُويَّتِها الربَّانية، ولا سيما حينما تحاصرُها الانتماءات الأخرى، وحينما تتحدَّاها الثقافاتُ التي تحاول أنْ تسرِقَ أصالتها، ودينها، وقيمها وأخلاقها، وعِفَّتها، وهذا التعبيرُ يتجسَّدُ مِن خلالِ الكلمةِ الجريئةِ الشجاعة، ومن خلالِ الالتزام العملي بتوجيهاتِ الدين وأحكامه وقيمه، والرفض لكلِّ ما يتنافى مع هذه التوجيهاتِ والأحكامِ والقيم.


الدرس الثاني:
الصمودُ والثباتُ على العقيدة أمامَ الإغراءاتِ والتحدِّيات…
واجهتْ آسية بنت مزاحم أسلوبين خطيرين من أجلِ أنْ تتخلَّى عن عقيدتها:


الأسلوب الأول: أسلوب الإغراءات:
وأيّ إغراءٍ أكبرُ من (دُنيا فرعون) و( قصورِ فرعون) إلَّا أنَّها رفضت كلَّ ذلك؛ لأنَّها مشدودةٌ إلى عطاءاتِ الله الكبيرة التي لا تنفذ ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾ (التحريم/ 11)، فما قيمةُ دُنيا فرعون أمام جنَّةٍ ﴿عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ﴾ (الحديد/ 21).


الأسلوبُ الثاني: أسلوبُ العنفِ والإرهابِ:
مارسَ فرعونُ أقسى ألوان العنفِ والإرهاب مع آسية بنت مُزاحم؛ أوْتَدَ يديها ورجليها بأربعةِ أوتادٍ، وألقاها في الشمسِ، ثمَّ أمَرَ أنْ يُلقى عليها صخرةٌ عظيمةٌ، واستخدم معها كلَّ أدواتِ البطش والتعذيب، وكانتْ في ذروةِ العذاب تُردِّدُ بكلِّ ثقةٍ واطمئنان ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (التحريم/ 11).


وهكذا كانت صامدةً ثابتةً تهزأ بكلِّ العذاب، وتهزأ بكبرياء فرعون، وجبروته، وطغيانه، وتهزأ بكلِّ سياطِ جلَّاديه، أمام (حبِّ الله) و(قدرة الله) و(عظمة الله) فالإيمانُ قوة تتحدَّى كلَّ الطواغيت، وتتحدَّى كلَّ الإرهاب، قالتها امرأةٌ مؤمنةٌ صامدةٌ أمام الحجَّاج: «إنِّي خِفتُ الله خوفًا صيَّرك في عيني أصغر مِن ذبابة».


الدرس الثالث:
الإنسان المؤمنُ مشدودٌ دائمًا إلى عطاءِ ونعيم الآخرة ﴿وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ (القصص/ 60).


لا يعني الارتباط بهمِّ الآخرة، الانفصالَ عن هموم الدنيا، إنَّ همَّ الآخرة هو الذي يُعطي لهموم الدُّنيا معناها الأنقى والأطهر، والأنظف، فالذين يعيشون العفَّة في الدنيا ولا تأسرهم أهواءُ النفس وشهواتُها المطهرة فهم في الآخرة ﴿فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ، كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ، لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ (الدخان/ 51 – 57).


لَنْ يتعافى هذا الوطن


لن يتعافى هذا الوطنُ ما دامت اللغةُ رصاصًا يحصُدً أرواحًا، ويسفكُ دماءً، ويُعوِّقُ أجسادًا…


لن يتعافى هذا الوطنُ ما دامتْ اللغةُ سجونًا ومعتقلاتٍ وزنزاناتٍ تُلاحِقُ نشطاء رأي، وطلَّاب حقوقٍ، وأحرارًا يبحثون عن كرامة…


لنْ يتعافى هذا الوطنُ ما دامتْ اللغةُ قمعًا يزرعُ رُعبًا، ويقتلُ أمنًا، ويصنعُ قهرًا، ويؤزِّم وضعًا…


لنْ يتعافى هذا الوطن ما دامتْ اللغةُ سُحُبًا مِن غازاتٍ تُسمِّمُ أجواءً، وتُغرِقُ قُرى ومُدنًا، وتغتالُ أنفاسًا، وتُهدِّد أجيالًا، وتُشوِّهُ أجنَّةً في بطونِ الأمهات…
لنْ يتعافى هذا الوطنُ ما دامت هذه هي اللغة…


قسمًا باللهِ العليِّ الأعلى إنَّنا نريدُ أنْ يتعافى هذا الوطن…
إنَّنا نريدُ أن تكون اللغةُ خيارًا لا يبحثُ عن عنفٍ، عن بطشٍ، عن فتكٍ، عن قهرٍ، عن إذلالٍ…


إنَّنا نريد أنْ تكون اللغةُ حِوارًا يُحرِّكُ علاجًا، ينتجُ حلًّا، يُنقذُ شعبًا، يُخلِّصُ وطنًا…


إنَّنا نريد أنْ تكونَ اللغةُ خِطابًا يزرعُ محبَّةً، يبني أُخوَّةً، يُجذِّرُ ثقةً، يدفنُ فتنةً، يطفأُ محنةً، يدفعُ أزمةً…


الوطنُ في اللحظاتِ الراهنةِ على مفترقِ جادَّتين:
إمَّا جادَّةٌ تعيد لهذا الوطن، ولهذا الشعب كلَّ الأمن، وكلَّ الكرامة، وكلَّ الحرية، وكلَّ الإرادة، وكلَّ الحقوق، وكلَّ الإصلاح، وكلَّ التغيير، وكلَّ البناء، وكلَّ الإنقاذ…


وإمَّا إلى جادةٍ تقودُ الوطن، وتقود الشعبَ إلى طوفانٍ مُدِّمَرٍ، وإلى زلزالٍ لا يبقي ولا يذر، وإلى مصيرٍ مُرعبٍ، وإلى خيارٍ سوف يُكلِّفُ أثمانًا باهضةً باهضة، وإلى مآلاتٍ خطيرةٍ خطيرة لنْ يكون فيها إلَّا المزيدُ من الأزماتِ والمواجهاتِ والصراعات…


أمَّا نحنُ فسوف نبقى نكافحُ ونُجاهدُ من أجلِ أنْ لا ينزلق الوطنُ إلى الجادَّةِ الثانية، ولن يُثنينا عن هذا ظلمُ سلطةٍ، وبطشُ نظامٍ، وتزييفُ إعلامٍ، وأقاويلُ صحافةٍ، وخطابات تحريضٍ وكراهيةٍ وانتقامٍ، وكلماتُ قذفٍ وتشهيرٍ، ورسائلُ تخويفٍ وترعيب…


ولنْ يصمتَ خطابُنا الداعي إلى الخيرِ والصلاحِ، والإصلاحِ، والرافضُ للظلمِ والعبثِ والفسادِ، والمطالبُ بالحقوقِ العادلةِ المشروعة، والمعبِّرُ عن معاناةِ وآلامِ وأوجاعِ هذا الشعب، والناصحُ كلّ النصحِ لهذا الوطنِ، ولكلِّ القائمين على شؤونِ هذا الوطن…


وفي كلِّ هذا استجابةٌ لخطابِ ربِّنا جلَّ اسمُه حيث يقول:
﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. (آل عمران/ 104)
وأخطرُ المنكر.. المنكرُ السِّياسي
وأفحشُ الظلمِ.. الظلم السِّياسي
وأسوءُ الفسادِ.. الفسادُ السِّياسي
فالصمتُ عن هذا المنكر، وهذا الظلم، وهذا الفساد يعرِّضنا إلى غضب اللهِ، وإلى لعنةِ الله ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾. (المائدة/ 78 – 79) 


كم هو كبيرٌ وكبيرٌ مََنْ يقول الكلمة الناصحة المصارحة للسلطان ومَنْ يتوَّلى شؤون المسلمين…


وأكبرُ منه سلطانٌ لا تُثقُلُ عليه كلمةُ الناصحين… ولا تزعجُهُ محاسبةُ المخلصين…


مِن حقِّ أيِّ نظامٍ حاكمٍ أنْ يُدافع عن سياساته إذا كان واثقًا بعدالتها، فليس بالضرورةِ أنْ يكون الخِطابُ المعارضُ خِطابًا مُحقًّا وصائبًا، إلَّا أنَّ الدفاع لا يكونُ بكلماتٍ تُقال، وبخطاباتٍ تُطلقُ، وبتصريحاتٍ تُعلن…
لا يكونُ للدفاع صدقيَّةٌ إلَّا اذا كان هناك شاهدٌ مِن أعمالٍ وأفعالٍ وممارساتٍ..


ربَّما يدَّعي نظامٌ سياسيٌ أنَّه يمارسُ إصلاحًا، ويمارسُ عَدْلًا، ويمارسُ أمنًا، ولكن كم هي صدقيةُ هذا الإدعاء؟


عناوينُ الإصلاح، العدل، الأمن، لا تحتاج البرهنةُ على صدقيَّتها إلى جدلٍ فلسفي، قد تكونُ هناك بعض خلافات بين أنظمة الحكم ورؤى القوى المعارضة في بعض تطبيقات هذه العناوين، أمَّا أنْ تكونَ المساحةُ واسعةً جدًا بين ما تطرحه الأنظمةُ وطموحات الشعوب في الإصلاح والعدل والأمن، فهذا يبرهنُ بشكلٍ قاطعٍ على عدم صدقية ما تمارسه أنظمةُ الحكم…


وأمَّا أنْ يتحوَّل الفسادُ السِّياسي إصلاحً..
وأمَّا أن يتحوَّل الظلمُ السِّياسيُّ عدلًا..
وأما أنْ يتحوَّل القمعُ والبطشُ أمنًا…
فهذا لا يمكنُ الاقتناعُ به، والاستسلام له، والدفاعُ عنه…


وهنا أطرحُ بعضَ تساؤلاتٍ – مجردَ تساؤلاتٍ- :
• أين نضعُ (غيابَ التوزيع العادل للدوائر الانتخابية)؟
في سياق الإصلاح السِّياسي/ العدل/ الأمن
أم في السِّياق الآخر المضاد؟
• أين نضعُ (غياب الدستور التوافقي)؟
في سياق الإصلاحِ السِّياسي/ العدل/ الأمن
أمْ في السِّياق الآخر المضاد؟
• أين نضعُ (غياب البرلمانِ كاملِ الصّلاحياتِ)؟
في سياق الإصلاح السِّياسي/ العدل/ الأمن
أمْ في السّياق الآخر المضاد؟
• أين نضعُ (غيابَ الحكومةِ التي تمثّلُ إرادة الشعب)؟
في سياق الإصلاح السِّياسي/ العدل/ الأمن
أمْ في السِّياق الآخر المضاد؟
• أين نضعُ التمييز؟
• أين نضعُ التجنيس السِّياسيَّ والطائفيَّ ؟
• أين نضع الاستخدام المُفرطَ للقوة؟
• أين نضع الملاحقات/ الاعتداءات/ المداهمات؟
• أين نضع الاعتداء على المساجد ودور العبادة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى