حديث الجمعةشهر ربيع الثاني

حديث الجمعة 85:كيف ننشط الإدارة الفاعلة في داخلنا؟ -الشهيد الصدر وتطوير الحوزة -المسألة الدستورية ليست عقدة مستعصية

 كيف ننشط الإدارة الفاعلة في داخلنا؟ يجب أن نبدأ من الداخل، إن تنشيط الإرادة في داخلنا هو المنطلق، إن المثيرات الخارجية دورها مؤقت إذا لم تتشكل الحوافز الداخلية، من خلال هذه الحوافر الداخلية تقوى الإرادة، تتحرك الإرادة، تكون إرادة فاعلة، وأما إذا غابت الحوافز الداخلية فإن الإرادة تضعف، تتبلد، تكون إرادة راكدة.


ما الوسائل لتنشيط الإرادة؟
أتناول بعض الوسائل:
الوسيلة الأولى: أن تخلص الإرادة من كل الضغوط التي تأسرها “التحرر من المؤثرات الضاغطة”: هناك أمور تضغط على الإرادة، تأسرها، تشل حركتها، من هذه الأمور ما تناولته بعض الأحاديث والروايات، روي عن رسول الله “ص” أنه قال: “من أكل الحرام اسود قلبه، وضعفت نفسه، وقلت عبادته، ولم تستجب دعوته”.
وهذا الحديث يشير إلى مجموعة آثار خطيرة جدا لأكل الحرام: اسوداد القلب وتلوثه وهذا يؤدي إلى الإصابة بـ “الشلل الروحي”، وكم للشلل الروحي من نتائج مدمرة… ضعف الإرادة الإيمانية، وهذا يؤدي إلى تعطيل القدرات والطاقات والمواقف، الكسل العبادي، وهذا يؤدي إلى الفتور والاسترخاء في ممارسة العبادة والطاعة، وعدم استجابة الدعاء وعدم قبول الأعمال.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين “ع”، فقال: إني حرمت قيام الليل، فأجابه أمير المؤمنين “ع”: “أنت رجل قد قيدتك ذنوبك”. فالذنوب من أكبر الضغوط على الإرادة… وكيف تضغط الذنوب على الإرادة؟
الذنوب تسبب “قسوة القلب”، وهذه القسوة تسبب “الفتور الروحي” وهو بدوره يؤدي إلى الشلل والجمود… جاء في الحديث: “ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب”، وقال تعالى: “كلا، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون” “المطففين: 41”.
جاء في بعض الروايات: إن في القلب نكتة بيضاء، فإذا أذنب الإنسان ظهرت نكتة سوداء في تلك النكتة البيضاء، فإذا تاب الإنسان انمحت تلك النكتة السوداء وبقي القلب في صفائه ونقائه وبياضه، وإذا تمادى في المعصية اتسعت النكتة السوداء، ثم تأخذ في الاتساع إلى أن تغطي القلب، فيصبح القلب مظلما قاسيا جامدا، وهذا هو “الرين” وإذا أصيب القلب بالرين والجمود والقسوة لم يعد يبصر الهدى، ومات في داخله نبض الخير والصلاح والتقوى.
وعن أمير المؤمنين “ع”، قال: “إياكم والبطنة فإنها مقساة للقلب، مكسلة عن الصلاة”. وجاء في وصايا لقمان: “إذا امتلأت المعدة، نامت الفكرة وخرست الحكمة وتراخت الأعضاء عن العبادة”. وجاء عن الإمام الصادق “ع”، قال: “إن كثرة الأكل وكثرة النوم يثقلان النفس عن الطاعة، ويقسيان القلب عن الذكر”.
الوسيلة الثانية: تقوية الحوافز الإيمانية داخل النفس: إن فاعلية الإرادة وركودها مرتبطان بقوة الحوافز الإيمانية وضعفها… ماذا نعني بالحوافز الإيمانية؟
أهم الحوافز الإيمانية: الخوف من الله تعالى، الشوق إلى ثواب الله تعالى، الحياء من الله، الحب لله تعالى… وقد أكدت هذه الحوافز الإيمانية آيات كثيرة وروايات متضافرة: “والذين آمنوا أشد حبا لله” “البقرة: 561″، “يحبهم ويحبونه…” “المائدة: 45″، “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا…” “السجدة: 61″، “أمن هو قانت آناء الله ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه” “الزمر: 9”.
عن الإمام الصادق “ع”، قال: “ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة”. وفي الحديث: “لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو”. وعن الإمام علي “ع”، قال: “الحياء من الله يمحو كثيرا من الخطايا”. وعن الإمام الكاظم “ع”، قال: “استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الله في علانيتكم”.
وعن رسول الله “ص” قال: “ليستح أحدكم من ملكيه اللذين معه كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه، وهما معه بالليل والنهار”.
وروي أن نبي الله عيسى “ع” مر بثلاثة نفر قد نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم، فقال لهم: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: الخوف من النار… فقال “ع”: حق على الله أن يؤمن الخائف… ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين، فإذا هم أشد نحولا وتغيرا، فقال لهم: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: الشوق إلى الجنة. فقال “ع”: حق على الله أن يعطيكم ما ترجون… ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين، فإذا هم أشد نحولا وتغيرا، كأن على وجوهم المرايا من النور، فقال لهم: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: حب الله – عز وجل – … فقال “ع”: أنتم المقربون…
وفي الخبر: “إن إبراهيم “ع” قال لملك الموت، إذ جاءه لقبض روحه: هل رأيت خليلا يميت خليله؟… فأوحى الله – تعالى – إليه: هل رأيت محبا يكره لقاء حبيبه؟ فقال: يا ملك الموت، الآن فاقبض”.
وقال أمير المؤمنين “ع” حينما ضربه ابن ملجم بالسيف في محراب الصلاة: “فزت ورب الكعبة”. وأي فوز أكبر من أن يلتقي علي “ع” بالمعشوق الأكبر، بالمحبوب الأكبر، بالله سبحانه وتعالى.
وعلي “ع” هو القائل في دعاء كميل: “فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني يا إلهي صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك…”.


الشهيد الصدر وتطوير الحوزة


كانت اهتمامات الشهيد السيد محمد باقر الصدر تتسع لكل المساحات والمفاصل في حياة الأمة، فلم يكن المشروع التغييري الذي طرحه الشهيد الصدر مشروعا يستهدف تغييرا جزئيا في واقع المسلمين، وإنما هو مشروع شمولي يهدف إلى إعادة صوغ الواقع بكل امتداداته ومكوناته… وقد بدا هذا واضحا من خلال الطروحات والأبحاث والدراسات التي قدمها الشهيد الصدر، والمهم أن نفهم أن مشروع الشهيد السيدالصدر مشروع شامل حاول أن يستوعب كل الأبعاد والمجالات والامتدادات انطلاقا من وعي بضرورة أن يتحرك الإسلام في كل المساحات الفكرية والثقافية والروحية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وهذا يفرض بكل تأكيد أن يحدث تغيير جذري في أساليب العمل على كل المستويات، وما لم يحدث هذا التغيير فلن يتمكن المشروع الإسلامي الشامل أن يتحرك، وستحاصر كل الأوضاع الجديدة في مجتمعات الإنسان.
من الاهتمامات الكبيرة جدا التي عاشت في وعي الشهيد الصدر وفي وجدانه، مسألة العمل من أجل تطوير الحوزة العلمية… ما رؤية الشهيد الصدر تجاه الحوزة؟
إنه يعتبر الحوزة العلمية قلب الإسلام ومركز ثقله في عصر الغيبة الكبرى، وهي ثانيا صرح كبير امتد عمره أكثر من ألف عام، وقد شاده وحافظ عليه علماء طيلة هذا التاريخ الطويل، ثم انها موقع القيادة الإسلامية ممثلة في المرجعية الدينية التي هي امتداد للإمامة.
وانطلاقا من هذه الرؤية لموقع الحوزة العلمية كان الشهيد السيدالصدر يحمل هم تطوير هذا الموقع ليكون في مستوى مسئولياته الكبيرة جدا، وليكون قادرا على أداء مهماته الخطيرة بما يتناسب مع كل المتغيرات والمستجدات والتطورات والتحديات والاشكالات.
وفي هذا الاتجاه كانت للشهيد الصدر مجموعة ممارسات:
1- خلق وعي تغييري في الذهنية الحوزوية: كانت له محاضرات وتوجيهات لعلماء وطلاب الحوزة العلمية تركز على ضرورة التفكير في أساليب العمل، وضرورة التفكير في تطوير الأساليب، وألا تجمد الحوزة على الأساليب الموروثة عن الآباء والأجداد.
هذه بعض كلماته بشأن هذه النقطة: “لابد لنا أن نتحرر من النزعة الاستصحابية، من نزعة التمسك بما كان حرفيا بالنسبة إلى كل أساليب العمل، هذه النزعة التي تبلغ القمة عند بعضنا، ولأضرب أبسط الأمثلة: حتى أن كتابا دراسيا مثلا إذا أريد تغييره إلى كتاب دراسي آخر أفضل منه، حينئذ تقف هذه النزعة الاستصحابية في مقابل ذلك، إذا أريد تغيير كتاب بكتاب آخر في مجال التدريس – وهذا أضأل مظاهر التغيير – إذا أريد ذلك حينئذ يقال: لا، ليس الأمر هكذا، لابد من الوقوف، لابد من الثبات والاستمرار على الكتاب نفسه الذي كان يدرس فيه الشيخ الأنصاري رضوان الله عليه، أو المحقق القمي رضوان الله عليه، على هذه النزعة الاستصحابية التي تجعلنا دائما نعيش مع أمة قد مضى وقتها، مع أمة قد ماتت وانتهت بظروفها وملابساتها، لأننا نعيش بأساليب منسجمة مع أمة، تلك الأمة لم يبق منها أحد، تلك انتهت وحدثت أمة أخرى ذات أفكار أخرى، ذات اتجاهات أخرى، ذات ظروف وملابسات أخرى… فحينئذ من الطبيعي ألا نوفق في العمل، لأننا نتعامل مع أمة ماتت، والأمة الحية لا نتعامل معها، فمهما يكن من تأثيرنا فسيكون تأثيرا سلبيا، لأن موضوع العمل غير موجود في الخارج، موضوع العمل ميت، وما هو الموجود في الخارج لا نتعامل معه…”.
“فلابد أن نجعل جزءا من وظيفتنا أن نطرح على أنفسنا… أن نطرح على أساتذتنا… أن نطرح على زملائنا… أن نطرح في كل مكان هذه الأسئلة: ما العمل؟ كيف العمل؟ ما أساليب العمل؟ كيف يمكن تجديد أساليب العمل بالشكل الذي ينسجم مع الأمة اليوم؟
هذه أسئلة قد يكون جوابها صعبا في بداية الأمر، لأنه ليست هناك مطالعات، ليس هناك ترويض فكري على الجواب عنها، قد تجد أن الجواب عن مسألة أصولية سهل، لأن هذا الإنسان الذي تسأله قد درس الأصول عشرين سنة، وإذ إن هذه الأسئلة بنفسها أيضا أسئلة دقيقة ومرتبطة بمدى خبرة الإنسان وتجاربه واطلاعه على ظروف العالم… لهذا قد يجد الصعوبة في الجواب عن هذه الأسئلة، ولكن هذه الصعوبة لابد من تذليلها بالبحث والتفكير ومواصلة البحث والتفكير…”.
في المقطع الذي نقلناه، يتحدث الشهيد الصدر عن أساليب وضرورة تطوير وتجديد هذه الأساليب، وأما النظرية الإسلامية نفسها فهي ثابتة لا تتغير، وجاء في كلمات الشهيد الصدر هذه الفقرات:
– “نحن عندنا “نظرية” وعندنا “عمل”. النظرية هي الإسلام، ولاشك ولاريب أن ديننا ثابت لا يتغير، ولا يتجدد، ولا يمكن في يوم من الأيام أن يفترض كون هذا الدين بحاجة إلى تغيير أو تحوير أو تطوير…”.
– “من الخطأ ألف مرة أن نقول: ان الإسلام يتكيف وفق الزمان، الإسلام فوق الزمان والمكان لأنه من وضع الذي خلق الزمان والمكان، فقد قدر لهذه الرسالة القدرة على الامتداد مهما امتد المكان والزمان…”.
– “الصيغة النظرية للإسلام صيغة ثابتة فوق التجدد، فوق التغير، لابد لها أن تحكم كل عوامل التغير وكل عوامل التجدد، لا أن عوامل التجدد والتغير تحكم الرسالة، تحكم الإسلام، بل الإسلام يحكم كل عوامل التجدد…”.
وهنا أنبه على مسألة، أن يصف الشهيد الصدر النظرية الإسلامية بالثبات وعدم التجدد والتغير لا يعني الجمود والركود في مواجهة حركة الزمان والمكان، فالإسلام في منظومته العقيدية والفكرية والروحية والأخلاقية والتشريعية يملك من المكونات ما يعطيه القدرة على استيعاب كل المتغيرات، وكل المستجدات، وكل التطورات، لا بمعنى أن يتكيف وفق ضغوط الواقع وإملاءاته ومؤثراته ليكون مرهونا بما تفرضه هذه الضغوط والإملاءات والمؤثرات، وإنما بمعنى أن يحرك الواقع بكل ضروراته وحاجاته ومتغيراته وفق رؤى الدين وقيمه ومنظوراته، حيث توافرت هذه الرؤى والقيم والمنظورات في كل زمان وفي كل مكان.


المسألة الدستورية ليست عقدة مستعصية


يتفق الجميع في هذا البلد على ضرورة العمل من أجل إنجاح مشروع الإصلاح، وتحريك أهدافه، ويتفق الجميع في هذا البلد على ضرورة إزالة كل المعوقات التي تقف في طريق هذا المشروع، ويتفق الجميع في هذا البلد على أن المسألة الدستورية تشكل العصب الأساس في حركة الإصلاح والتغيير…
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين المشكلة إذا؟
المشكلة تتحرك في مرحلتين: المرحلة الأولى: الخلاف على وجود أزمة دستورية. المرحلة الثانية: الخلاف على كيفية العلاج.
في المرحلة الأولى: الاتجاه المعارض يؤكد من خلال خطابه السياسي وجود أزمة دستورية حادة في البلد، هذه الأزمة في حاجة إلى معالجة جادة وعاجلة من أجل حماية أهداف المشروع الإصلاحي، ومن أجل الدفع بهذا المشروع في اتجاهاته الصحيحة، ومن أجل تخفيف كل التداعيات والتوترات والاحتقانات السياسية والأمنية. أما الاتجاه الرسمي فينفي وجود أية أزمة دستورية، والأمر لا يتعدى رغبات تتحرك مطالبة ببعض التعديلات، وهذا حق مشروع لكل المواطنين، وإنه من المبالغة السياسية هذا النفخ في المسألة لتتحول إلى أزمة تنذر بالخطر… هذا هو المنطق الرسمي.
وليس انحيازا إلى خطاب المعارضة حينما نقول ان اللغة الرسمية تمارس تبسيطا – لا مبرر له – لهذه المشكلة، ولاشك أن هذا التبسيط له تأثيراته السلبية في تأزيم الأوضاع.
السلطة يعنيها – بلا إشكال – أن يتحرك مشروع الإصلاح في مساراته الصحيحة، وألا تتعثر أهدافه، وألا ترتبك خطواته، وهذا لا يتناسب مع لغة التبسيط والنفي، ما يضع المشروع أمام تراكمات من الأخطاء والتعقيدات والإشكالات، وفي هذا كل الخطر على المشروع، وحتى لو كانت قناعة السلطة ذلك، فلابد أن تضع في حسابها وهي تتعاطى مع القضية الدستورية ما يتحرك في الساحة من إشكالات وقناعات، وإلا سارت الأمور في طريق التأزم والتناقض ما ينعكس سلبا على مسيرة البناء والتغيير.
إن الشارع البحريني بكل انتماءاته وأطيافه وفئاته ومؤسساته يحمل هم المسألة الدستورية، كون هذه المسألة لها تأثيراتها على الكثير من الملفات: ملف البطالة، ملف التمييز، ملف الفساد الإداري والمالي، ملف التجنيس، ملف الحريات، ملف المشروعات التي تهدد أخلاق البلد وأصالة البلد، وملفات أخرى كثيرة تهم المواطن البحريني… ثم إن هذه المسألة تحدد موقف المشاركة أو المقاطعة في العملية السياسية.
وإذا انتقلنا إلى المرحلة الثانية في هذه المشكلة، فنواجه خلافا بشأن “آلية العلاج”… السلطة مطلوب منها أن تخطو خطوات جادة من أجل “الحلحلة” المقبولة، وان الاصرار على بقاء الأمر كما هو من دون زحزحة أو حلحلة منصفة لن يزيد الأوضاع إلا تعقيدا وتأزيما وإرباكا، وقوى المجتمع الدينية والثقافية والسياسية مطلوب منها أن يكون خطابها على درجة كبيرة من العقلانية والحكمة والمرونة بعيدا عن حالات الانفعال والتشنج، وأن يكون خطابها على درجة كبيرة من الواقعية لا بمعنى الاستسلام لما يفرضه الواقع بكل أخطائه وتجاوزاته، ولا بمعنى التفريط في الأهداف والمبادئ والقناعات، وإنما بمعنى ألا يعيش المجتمع أحلاما طوبانية تجعله معزولا عن حركة الواقع، وبمعنى أن يمارس العمل لتغيير الواقع بأدوات الواقع المشروعة.
وأما الشارع البحريني فمطلوب منه الثبات على خط المبادئ والأهداف، ومطلوب منه أن يملك وعيا ونضجا إسلاميا، وحسا أخلاقيا، وروحا حضارية، ورشدا سياسيا في التعاطي مع قضايا الساحة وهموم المرحلة، ولاشك أن كلمة الشارع لها تأثيرها الكبير على كل المستويات، وبمقدار ما تكون هذه الكلمة بصيرة ورشيدة يكون التأثير أقوى وأكثر عطاء.
خلاصة ما أريد أن أوكده، أن المسألة الدستورية ليست عقدة مستعصية على الحل إذا تضافرت الجهود، وصدقت النوايا، وساد التعقل، وبدأ الحوار والتفاهم.
إننا نحمل كل الأمل أن يتحرك الحل الصائب لأزمة الدستور ولإشكالات العملية السياسية، لنكون جميعا شركاء في الإصلاح والبناء والتغيير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 


استمع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى