قضايا الساحةقضايا عالمية

حديث السـاعــة… إعتقال طاغية العصر

حديث السـاعــة… إعتقال طاغية العصر


حديث الساعة الذي يفرض نفسه، إعتقال طاغية العصر صدّام حسين.
هكذا سنة اللّه.. ولا تبديل لسنة اللّه.
٭ «إنَّ فرعون علا في الأرض، وجعل أهلها شيعاً، يستضعف طائفةً منهم، يذبِّحُ أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين».
٭ «وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري».
٭ «فكذّب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى».
هكذا كان فرعون…


وماذا كانت عاقبته، وما هي نهايته في الدنيا قبل الآخرة؟
يحدّثنا القرآن عن هذه العاقبة وعن هذه النهاية:
٭ «فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرةً لمن يخشى».
٭ «فأخذناهُ وجنودهُ فنبذناهم في اليمِّ فانظر كيف كان عاقبةُ الظالمين».
٭ «وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فصبَّ عليهم ربّك سوط عذاب، إن ربّك لبالمرصاد».
وهكذا تكون عاقبةُ الطغاة والفراعنة والمتجبرين، والمتسلطين على البلاد والعباد بالقهر والجور والاستبداد.


 وماذا عن صدّامٍ طاغية هذا العصر؟
٭ صدامٍ المسؤول عن قتل ثلاثة ملايين إنسان من أبناء العراق، وعن إعاقة مليونين وعن تهجير وتشريد خمسة ملايين.
٭ صدامٍ المسؤول عن المقابر الجماعية التي كان يدفن فيها الناس الأبرياء وهم أحياء.


٭ صدامٍ المسؤول عن أحواض (التيزاب) التي يلقي فيها البشر لتذوب أجسادهم كما يذوب الملح في الماء.


٭ صدامٍ المسؤول عن جرائم الإبادة البشرية وعن الأسلحة الكيميائية التي استخدمها ضد القرى والمدن.


٭ صدامٍ المسؤول عن الزنزانات الرهيبة وعن السجون المرعبة وعن القتل والإعدامات.


٭ صدامٍ المسؤول عن هتك الحرمات، والعبث بالأعراض، وسفك الدماء، وذبح الأطفال والشيوخ والنساء.


٭ صدامٍ المسؤول عن خراب العراق، ودمار العراق، وعذاب العراق، وجوع العراق، وفقر العراق، ومعاناة العراق، وفساد العراق.


٭ صدامٍ المسؤول عن حروبٍ وفتنٍ وصراعاتٍ كان لها أخطرُ وأسوأ النتائج والعواقب على أمن كلِّ المنطقة واستقرارها.


٭ صدامٍ المسؤول عن… وعن.. وعن..، والقائمة طويلةٌ وطويلةٌ، والملفاتٌ كثيرةٌ وكثيرةٌ..


هذا هو الطاغية صدّام.


الذي علا واستكبر في الأرض، وتفرعن وتجبّر، ودمر وقهر، وأرهب وأرعب، وعبث وأفسد.. وقال: «ما علمت لكم من إلهٍ غيري»، وقال: «أنا ربُّكم الأعلى».
وماذا كانت عاقبته؟!
وماذا كانت نهايته؟!
٭ العاقبة والنهايةُ أصبح كالفأر المذعور يختبئ في الجحورِ المظلمة الضيقة، تاركاً عشرات القصور الفارهة الفاخرة.
٭ العاقبة والنهايةُ إنه استسلم استسلام الجبان الخائر الذليل.
٭ العاقبة والنهايةُ خزيٌ وعار ولعنة التاريخ.
٭ العاقبة والنهايةُ هذه الصورُ المهينة المشينة واللقطات الذليلة.
كنا نتمنى أن تكون هذه النهاية على يد الشعب العراقي نفسه، وعلى يد المستضعفين والمقهورين الذين سامهم صدامٌ الويل والقهر والعذاب، والموت والفناء.
كنا نتمنى ذلك، ولكن الانتقام جاء على يد الذين صنعوا صداماً، وأعطوه كل إمكانات البقاء، ووضعوا بين يديه أسلحة الدمار، جاء الانتقام على يد الأمريكان أنفسهم.
وفي هذا درسٌ كبير وكبير لكلِّ الذين يرتمون في أحضان قوى الاستكبار، لكلّ الذين يرتمون في أحضان الشيطان الأكبر أمريكا، أمريكا التي لم تفكر ولن تفكر إلا في مصالحها، فليتعظ الحكام والساسة في وطننا العربي والإسلامي، فالمصير هو المصير، والنهاية هي النهاية.
ومما يؤسفنا أن نسمع أصواتاً تنطلق هنا وهناك تعتبر صدّاماً رمزاً وطنياً، ورمزاً قومياً، ورمزاً إسلامياً، وتعتبر اعتقال صدّامٍ بالشكل الذي أظهره الإعلام الأمريكي إذلالاً لكل الأمة ولكل العرب، ولكل المسلمين.
أقول من المؤسف جداً أن يعتبر صدّامٌ رمزاً وطنياً وقومياً وإسلامياً، صدّام الذي جسد كل معاني الظلم والاستبداد والديكتاتورية والطغيان، صدّام الذي جسد كل معاني الخسة والحقارة والعبث بالقيم والأخلاق، صدّام الذي قتل العلماء والمفكرين والمثقفين وكل الأحرار والشرفاء، صدّام الذي أنتج كل هذا الدمار في العراق وأنتج كل هذا البؤس والحرمان والمعاناة لأبناء العراق و صدّام – في نظر هؤلاء – رمز قومي ورمز وطني ورمز إسلامي، وقد تداعى عدد من المحامين العرب للدفاع عن هذا الرمز الكبير ولهؤلاء أقول: مبروك لكم غيرتكم في الدفاع عن ديكتاتور العراق وجزار العراق وطاغية العراق وكان الأحرى أن تتداعوا للدفاع عن الشعب العراقي المظلوم.
لا ندري ما هي المعايير التي يعتمدها هؤلاء المبهورون بهذا الرمز الموهوم؟!


لا غرابة أليس في هذه الأمة من يعتبر (يزيد بن معاوية) رمزاً من رموز التاريخ، يزيد الذي ارتكب كل الجرائم والموبقات، يزيد الـذي قـتل الحسـين سبط رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)، يزيد الذي هدم الكعبة، يزيد الذي استباح مدينــة الرســول الأعظــم (صلى اللّه عليه وآله)، يــزيد الذي هدم الكعبة، هذا – في نظر البعض – أحد رموز هذه الأمة الذي يجب أن تفتخر به الأجيال، هذا هو المسخ الثقافي لوعـي الأجيل.


من هنا لا نجد أيّ غرابةٍ أن ترتفع أصوات تبكي صدّاماً البطل القومي والرمز الوطني، بهذا اللون من الثقافة يمسخ وعي الأجيال، وإذا كان في إعتقال صدّام بهذه الصورة إذلال لهذه الأمة فهذا صحيح لأن صدّاماً في كل حياته يشكل وصمة عارٍ وصغار وإذلال لهذه الأمة، فهو بهذا الاستسلام المخزي قد أمعن في إذلال الأمة وأساء إلى سمعتها، ونحن هنا لا نفخر بما أقدم عليه الأمريكان فهم لم يقدموا على هذا العمل من أجل عيون الشعب العراقي ولا من أجل خلاص الشعب العراقي وهم الذين مكنوا صدّاماً من كل هذا الظلم في العراق، فما أكثر ما تفرض مصالحهم أن ينهوا العملاء.
إننا نتضرع إلى اللّه تعالى أن يخلّص شعبنا في العراق من هذا الاحتلال كما خلّصهم من نظام البطش والإرهاب وكما خلّصهم من رمز الطغيان صدّام.


وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى