الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

كيف ينتصر الإمام المهدي؟

كيف ينتصر الإمام المهدي؟


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا محمد وعلى آله الهداة المعصومين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ربما يطرح سؤال…
* إذا ظهر القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فسوف تكون هناك أنظمة سياسية وعسكرية مهيمنة على العالم، وهي تملك أحدث وأخطر الأسلحة المتطورة، فكيف يتمكن الإمام المهدي عليه السلام من مواجهة هذه الكيانات والأنظمة وهو لا يملك إلا السيف، حيث جاء في الروايات أن القائم يخرج بالسيف كما خرج جده رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف، فهل يملك السيف القدرة أن يواجه الآلة الحربية المتطورة، وهل يملك السيف القدرة أن يواجه أسلحة الدمار الشامل؟


وقبل أن نجيب عن هذا التساؤل نحاول أن نؤكد الحقيقة التالية:
حينما يظهر الإمام المهدي عليه السلام سوف يتحمل مسؤولية التصدي إلى نوعين من الأنظمة القائمة في تلك المرحلة.
النوع الأول: الأنظمة التي تنتمي إلى الإسلام وهي الأنظمة القائمة في مجتمعات العرب والمسلمين.


وربما يسأل سائل:
ولماذا يتصدى الإمام المهدي لهذه الأنظمة ما دامت أنظمة تنتمي إلى الإسلام وتحمل اسم الإسلام؟


الجواب:


الإمام المهدي عليه السلام يرى في هذه الأنظمة أنها أنظمة تنتمي إلى الإسلام إلا أنها:
أ‌- إما أنظمة لا تطبق الإسلام، ولا يحكمها الإسلام، وإنما تحكمها قوانين وضعية بعيدة كل البعد عن أحكام الشريعة.
ب‌- وإما أن تكون أنظمة تطبق الإسلام تطبيقاً محرفاً ومزوراً، وليس تطبيقاً حقيقياً.
كما أن الإمام المهدي عليه السلام يرى في هذه الأنظمة بأنها أنظمة جائرة ظالمة، تصادر الكرامات والحريات، وتنشر المفاسد والانحرافات، وتحارب القيم والفضائل، وتمارس العنف والقهر والإرهاب.


وانطلاقاً من هذا فإن هذه الأنظمة نفسها سوف تتصدى لحركة الإمام المهدي عليه السلام وسوف تستخدم في مواجهته كل الإمكانات العسكرية والأمنية والإعلامية,
وعندها تحدث معارك طاحنة بين الإمام المهدي وهذه الأنظمة يكون النصر في النهاية للإمام المهدي عليه السلام.


ولعل هذه المعارك هي التي تحدثت عنها الروايات تحت عنوان (المعارك بين الإمام المهدي و السفياني) فالسفياني هو الذي يمثل خط الانحراف في داخل الأمة، إنه ينتمي إلى المسلمين ولكنه يحمل أفكار الانحراف والضلال، ويمارس أقسى أنواع الظلم والاستبداد، ويتبنى نشر الرذيلة والذعارة والفجور، وجميع الموبقات والمنكرات.
ولذلك وصفت الروايات والأحاديث السفياني
* ” بأنه” منكم ويحمل في عنقه صليب”
* ” وأنه” يحلل الحرام ويبيح المنكرات”
* ” وأنه” أكثر خلق الله ظلما وأشدهم شرا”
*”وأنه” يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان”
* ” وأنه” نزع الله من قلبه الرحمة والرأفة”


وتحدثنا الأخبار والروايات بأن الإمام المهدي سوف يخوض عدة معارك مع السفياني، وجيش السفياني… تكون الغلبة في النهاية للإمام المهدي وجيش الإمام  المهدي… ويقتل السفياني, ويباد أتباعه وجيشه.
هذا العنوان-السفياني-هو الخط الذي يجسد خط الانحراف والضلال في داخل المجتمع العربي والإسلامي، وسوف يمثل هذا الخط أنظمة، وكيانات، وتنظيمات، وأحزاب، ومؤسسات، وجمعيات، وقوى وأشخاص.


النوع الثاني:
من الأنظمة التي سوف يواجهها الإمام المهدي ويتصدى لها، الأنظمة الغرب او أنظمة الشرق…
ومن الواضح إن من مهمات الإمام المهدي عليه السلام إنهاء كل أنواع الكفر والشرك في الأرض، وإقامة دولة الإسلام والعدل في كل العالم…
• جاء في الحديث عن رسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخبر عن الإمام المهدي:
” يرد الله به الدين، ويفتح له فتوحاً، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول:
لا إله إلا الله”


• وفي حديث للإمام الباقر عليه السلام قال:
” القائم منا، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون”


• وفي حديث للإمام الصادق عليه السلام قال:
“إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله”


فمن المهمات الأساسية للإمام المهدي إنهاء كل الأنظمة الكافرة في الأرض, ولا شك أن هذا الأنظمة سوف تتصدى بعنف وشراسة لحركة الإمام المهدي عليه السلام وسوف توظف كل إمكاناتها الحربية والعسكرية والتقنية في مواجهة الإمام المهدي وفي مواجهة جيشه, وعندها تدور معارك حامية بين الإمام المهدي وتلك الأنظمة الكافرة.


وليس بعيدا أن يكون (الدجال) المطروح في الروايات والأخبار هو رمز لهذه الكيانات والأنظمة والقوى والاتجاهات الكافرة في العالم بكل ما تملك من أحدث الوسائل والتقنيات، والإنجازات العملية.
ولذلك وصفت الأخبار الدجال:
*  بأنه” مكتوب بين عينه كافر يقرأه كل أمي وكاتب”
* وأنه”أعور، يبصر بإحدى عينيه ولا يبصر بالأخرى”
*  وأنه”لا يبقى شبر من الأرض إلا وضع قدمه فيه”
*  وانه “يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت”
*  وأنه”نار ونور”
* وأنه يتبعه”اليهود وأولاد الزنا والمدمنون على الخمر والمغنون، وأصحاب اللهو، والأعراب والنساء”.


فالمعارك بين الإمام المهدي والدجال، أي بين الإمام المهدي وأنظمة الكفر في العالم سوف تكون قاسية، والنصر في النهاية للإمام المهدي.
وقد أكدت الأخبار والروايات بأن نبي الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام سوف ينزل في آخر الزمان ويصلي خلف الإمام المهدي(ع)، ويشترك معه في قتل الدجال.


وقصة صلاة السيد المسيح عليه السلام خلف الإمام المهدي تدونها كل المصادر الحديثية المعتمدة عند المسلمين السنة والشيعة.
• اخرج الإمام أبو عمرو الداني في سنته عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم قال:
“فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة وقد أقيمت الصلاة، فالتفت المهدي فإذا هو عيسى بن مريم وقد نزل من السماء في ثوبين كأنما يقطر من رأسه الماء، فيقول له الإمام: تقدم فصل بالناس، فيقول له عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي عيسى خلفه”


• وأخرج ابن ماجه والروياني وابن خزيمة وأبو عوانه والحاكم وأبو نعيم عن أبي إمامة – وذكر حديثا جاء فيه – :
” وإمامهم المهدي رجل صالح، فبينما إمامهم تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم، فرجع ذلك الإمام يمشي القهقري ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم…” الحاوي للسيوطي 2: 135


• وفي سنن أبي نعيم عن أبي حذيفة قال:
قال رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم:
“يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صل بالناس، فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي”
– الحاوي للسيوطي 2: 81 –


• وقال ابن ابي شيبة في المصنف(15: 198/ 19495):
“المهدي من هذه الأمة وهو الذي يؤم عيسى بن مريم:
• وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل(3: 368)


 عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” فتقام الصلاة، فيقال له – يعني عيسى – : تقدم يا روح الله، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم”


• وأخرج أبو نعيم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: إلا وأن بعضاً على بعض أمراءً تكرمة لهذه الأمة”


• وروي السدي أنه قال:
“يجتمع المهدي وعيسى بن مريم في وقت الصلاة
فيقول المهدي لعيسى: تقدم
فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة فيصلى عيسى وراءه مأموما”
وإذا راجعنا الصحيحين( البخاري ومسلم) وهما أصح كتابين عند أهل السنة, فإنا نجدهما قد ذكرا حديث عيسى بن مريم وصلاته خلف المهدي، إلا أنهما لا يصرحان باسم المهدي.


• جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم”
وقد اجمع شراح(البخاري) على أن لفظة (إمامكم) الواردة في الحديث المقصود بها(المهدي).
ومما يؤكد ذلك إن الحديث جاء في مصادر أخرى بصيغة( وإمامكم المهدي منكم)


• وجاء في صحيح مسلم( 1: 137/ 247) بسنده عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة”
نعود لطرح السؤال الذي بدأنا به:


كيف سينتصر الإمام المهدي في مواجهة الأنظمة التي تملك أحدث وأخطر الأسلحة المتطورة وهو لا يملك إلا السيف؟
ونجيب عن ذلك:
أولا: توافر المناخ الملائم والظروف الموضوعية لانتصاره :
1- فشل الأنظمة السابقة على الظهور، مما يهيئ العالم لاستقبال حركة الإنقاذ الذي يقودها العالم.
2- تسقط الكثير من الأيدلوجيات والنظريات قبل ظهور الإمام المهدي.


• سقوط الشيوعية أحد المؤشرات.
3- تصاب الكيانات السياسية والعسكرية بضعف كبير يسلبها القدرة على المواجهة والتصدي للإمام(ع).
هناك احتمال كبير جداً أن لا تبقى تلك الأنظمة تمتلك القدرات العسكرية الكبيرة, بل من الممكن أن يحدث ما يصيب الآلة الحربية بالشكل وما يدمر ترسانة الأسلحة قبل ظهور الإمام . 
ربما يتم ذلك من خلال” حرب عالمية” تدمر كل المعدات الحربية التي تمتلكها الدول الكبرى وهذا ما يقلق وضع العالم المعاصر…
سئل أحد علماء الغرب الكبار( برناردشو) عن نوع  الأسلحة التي تستعمل في الحرب العالمية الثالثة فقال ما مؤداه: “إن هذا مما لا أعلمه وإنما أعلم أنه إن وقعت حرب رابعة فسوف يكون السلاح هو العصي والحجارة”.
 وهذه الحقيقة تشير إليها بعض النصوص:
 عن الإمام الصادق عليه السلام ” لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فماذا يبقى؟
فقال: أما ترضون تكونوا في الثلث الباقي”
 وفي حديث آخر:
“لا يكون هذه الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس”


• وأخرج ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عن أشراط الساعة:
“ويذهب الرجال ويبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد”
ثانيا: الإمام المهدي عليه السلام ينصر بالرعب.
من الوسائل التي نصر بها الرسول صلى الله عليه وآله في معاركة مع المشركين “سلاح الرعب”


• قال صلى الله عليه وآله وسلم
   “نصرت بالرعب”


• وكما قال الله تعالى في سورة الأحزاب (الآية 26) ” وقذف في قلوبهم الرعب ، فريقا تقتلون، وتأسرون فريقا”
فما قيمة احدث الأسلحة إذا كانت القلوب التي تحركها قلوبا مرعوبة مذعورة• جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام وهو يذكر راية القائم:
    ” فإذا هو قام نشرها، ويسير الرعب قدامها شهرا، ووراءها شهرا، وعن  يمينها شهرا، عن يسارها شهرا”
تصورا أن شخصا مثل” الإمام الخميني” وهو واحد من جنود الإمام المهدي عليه السلام قد هز العالم، وأدخل الرعب في قلوب القوى الكبرى في العالم… فكيف إذا ظهر الإمام المهدي نفسه،  ثم إن جيش الإمام المهدي يمتلك اضخم طاقة إيمانية ترهب أعداء الإسلام.
ماذا كان يملك الناس الذين خرجوا في الشوارع الإيرانية في مواجهة أعتى الأسلحة التي يملكها نظام الشاه, كانوا لا يملكون إلا قوة الإيمان، وكانوا لا يرددون إلا شعار “الله اكبر” , وقد استطاع هذا الشعار أن يسقط عرش الطاووس.


وماذا كان يملك مقاتلو حزب الله في لبنان في مواجهة ترسانة الأسلحة الإسرائيلية، كانوا لا يملكون إلا سلاح الإيمان الذي أدخل الرعب والهلع في قلوب الجنود الصهاينة المتحصنين في جبال الجنوب والمتدرعين بأعقد التحصينات العسكرية، مما جعلهم يفرون كالجردان المذعورة الهاربة من جحورها، وهكذا سقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وماذا يملك أبناء الأرض المحتلة الصامدون في مواجهة الغطرسة الصهيونية والبطش الصهيوني؟ انهم لا يملكون إلا سلاح الإيمان.
إن نظاما يمثل القوى العظمى في هذا العصر، كما هو النظام الأمريكي، يصاب بالذعر والرعب لتهديدات تصدر هنا أو هناك، لأكبر دليل على أن هذا النظام يعيش الخواء والاهتزاز في داخله وأنه معرض للتهاوي والسقوط في أي لحظة مهما تترس بأحدث أسلحة الدمار.
وان أحداث الحادي عشر من سبتمبر – رغم موقفنا الرافض منها كونها طالت أرواح الأبرياء- قد استطاعت أن تكشف عجز أجهزة النظام الأمريكي وضعفها وانهيارها.
 وكلكم تابعتم أخبار جرثومة الجمرة الخبيثة” وكيف استطاعت أن تزرع الذعر والرعب في كل مفاصل النظام الأمريكي، وفي كل مؤسساته .
ثالثا: التأييد الإلهي:
(1) نصرة الملائكة للإمام المهدي عليه السلام


• عن الإمام الباقر عليه السلام قال:” لو خرج قائم آل محمد لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين…. يكون جبرائيل أمامه ومكائيل عن يمينه, واسرافيل عن يساره, والرعب مسيره أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله”


• وعنه قال:
“كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرئيل عن يمينه, ومكائيل عن شماله, والمؤمنون بين يديه , وهو يفرق الجنود في الأمصار”


• وعن الإمام الصادق عليه السلام ان الإمام المهدي يؤيده الله بثلاثة أجناد: بالملائكة، وبالمؤمنين، وبالرعب.
(2) نصرة الإمام ببعض القوى الكونية [ الريح/ العاصفة/ الطوفان/ الخسف] .
(3) جاء في بعض الأحاديث أن ريحا سوداء تهب فتجعل معسكرات أعداء الإمام المهدي كأعجاز نخل حاوية..
وقصة الخسف في البيداء الذي يحدث لجيش السفياني مدونة في كل المصادر الحديثية السنية والشيعية بما فيها صحيحا البخاري ومسلم.


 


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى