الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

الإمام المهدي (ع) الثأر لدم الإمام الحسين(ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين..


تقدّم القول أنّ الإمام المهديّ بعد أن يفرض سيطرته على مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة يتوجه صوب العراق بادئًا بالنجف الأشرف…
وفي العراق ينضم إلى الإمام المهديّ القوى الموالية له، ويلتحق به قوَّتان من خارج العراق، قوّةٌ قادمةٌ من إيران وقوّةٌ قادمةٌ من اليمن.. وهكذا تتشكّل جبهة الإمام المهديّ…


ويخوض الإمام مجموعة معارك مع القوى المضادّة والتي تتمثّل في ما يلي:
(1) الموالون للسفياني وهم جماعاتٌ يحملون شعار الإسلام، إلاّ أنّه إسلامٌ محرّف، مزيّف.. فيتصدّون للإمام المهدي ويرفضون الانقياد له، فيخوض الإمام معهم معارك ضارية إلى أن ينتصر عليهم، ويُخلّص العراق من عبثهم وظلمهم وضلالهم.
(2) الجماعات المنحرفة عن الإسلام، الموالية لأنظمة الكفر في العالم، والتي تتبنّى أيديولوجيّات ترفض الدّين وقيم الدّين، وتتمثّل هذه الجماعات في الأحزاب والكيانات العلمانيّة والليبرالية المناهضة للإسلام…
هذه الجماعات بدورها ترفض الانقياد إلى الإمام المهديّ لأنّه يحمل مشروعًا يتبنّى الدّين أساسًا لحركة الحياة، وهذا يتنافى تمامًا مع متبنّيات هذه الجماعات…
تعلن هذه القوى حربها ضدّ الإمام المهديّ، فيخوض معها معارك تُحسم لصالح الإمام المهديّ، فيُطهّر العراق من هذه الوجودات الانحرافة المتغرّبة.


الثأر لدم الإمام الحسين:
ذكرت الأخبار أنّ الإمام المهديّ يثأر لدم الإمام الحسين….
روى الكليني في الكافي عن الإمام الصّادق أنّه قال: «لمّا ضرب الحسين بن عليّ عليه السلام بالسيف، ثمّ ابتدر ليقطع رأسه نادى منادٍ من بطنان العرش: ألا أيتها الأمة المتحيّرة الضّالة لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر ثمّ قال الإمام الصّادق: فلا جرم والله ما وفّقوا ولا يوفّقون حتى يثأر ثائر الحسين عليه السلام [يعني الإمام المهديّ]».


قد يُطرح هذا السؤال:
إنّ قتلة الإمام الحسين قد انتهوا في التاريخ، فهل يقتل الإمام المهديّ الأبناء بجرم الأجداد؟


الجواب:
صحيح أنّ الذين باشروا قتل الإمام الحسين قد انتهوا في التاريخ، والأجيال الجديدة لم تُشارك في القتل، إلاّ أنّ هذه الأجيال شكلّت امتدادًا لأولئك القتلة ومثّلوا خطهم، وساروا على نهجهم وباركوا أعمالهم، فهم راضون كلّ الرضى بأفعال أولئك الجُناة القتلة، ويتمنّون لو كانوا معهم لمارسوا ما يمارسون، كما أنّهم يمارسون فعلاً الظلم والقتل وسفك الدماء مع كلّ السائرين في خطّ الإمام الحسين.. فهم الممثّلون الحقيقيّون لأولئك القتلة التاريخيين…
فخطّ الحسين يتحرّك في التاريخ، وخطّ يزيد وقتلة الحسين يتحرّك في التاريخ، فالتصدّي لهؤلاء الظّلمة والقتلة يُشكّل انتصارًا لخطّ الإمام الحسين، وثأرًا لخطّ الإمام الحسين، والذي يعني انتصارًا لخطّ الإسلام، وثأرًا لكلّ الدماء التي أُريقت ظلمًا عبر التاريخ…
وهكذا يتمّ تصفية كلّ المناوئين لحركة الإمام المهديّ في العراق من السفيانيين وأتباعهم ومن كلّ كلّ القوى المنحرفة عن الإسلام…
وتُشير بعض الأخبار أنّ الإمام المهديّ يقتل جماعة ينتحلون الولاء الكاذب لخط الأئمّة من أهل البيت، فقد جاء في بعض الروايات «إذا قام القائم بدأ بكذّابي الشيعة»، فما المقصود بكذّابي الشيعة لعلهم جماعةٌ ينتسبون للتشيع كذبًا وزورًا، أو أنّهم منحرفون في أفكارهم وسلوكهم وممارساتهم ويبقون مصرّين على هذا الانحراف الفكري أو السلوكي…


العراق عاصمة الإمام المهديّ:
يبدأ الإمام المهديّ يُؤسّس لعاصمة دولته الكبرى، إذ يتخذ من العراق عاصمة له…
وفي عصره تتواصل بيوت الكوفة والنجف والحيرة وكربلاء فتصبح مدينة واحدة، وتكون مركز عاصمة الإمام المهديّ…
وأمّا مقرّ سكنه عليه السلام فمنطقة السهلة المعروفة بين النجف والكوفة…
وأول الخطوات التي يُمارسها الإمام المهديّ أنّه يضع أساسًا لبناء مسجدٍ كبيرٍ جدًا لإقامة صلاة الجمعة، وذلك في الغري… ومن المحتمل أن يكون في امتداد الغري في اتجاه كربلاء وسطًا بين النجف وكربلاء…
في خبرٍ ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة يقول: «فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس: يا ابن رسول الله، الصّلاة خلفك تضاهي الصّلاة خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والمسجد لا يسعنا [يعني مسجد الكوفة] فيقول: أنا مرتاد لكم فيخرج إلى الغري فيخطّ مسجدًا له ألف بابٍ يسع النّاس».
ويظهر من بعض الأخبار أنّه يبنى أكثر من مسجدٍ كبير..
روى الطوسي في التهذيب عن حبة العرني قال: «خرج أمير المؤمنين عليه السّلام إلى الحيرة فقال: لتصلن هذه بهذه وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة، حتى يُباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنين بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم [يعني نائبه في الصّلاة]…».
وتوجد إشارة إلى مساجد أخرى..
وأمّا كربلاء فتكون من المعاقل المهمّة ففي الحديث «وليصيرنّ الله كربلاء معقلاً ومقامًا تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكوننّ لها شأنٌ من الشّأن، وليكوننّ فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربّه بدعوةٍ لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة».


ماذا بعد أن يستقرّ الوضع في العراق للإمام المهديّ؟
حينما يستقرّ الوضع في العراق تكون دولة الإمام المهديّ قد شملت:
– الحجاز (مكة والمدينة) وهذا يعني امتداد حكمه على الجزيرة العربيّة الخليج…
– إيران، كونها تعلن الانضمام إلى دولة الإمام المهديّ بلا قتال…
– العراق..
– اليمن تعلن انضمامها بلا قتال.
ثمّ يبدأ يتحرّك على مناطق أخرى..
فيرسل جيشًا إلى (الترك) لعلّ الترك إشارة إلى كلّ الدول المتمثّلة في تركيا والروس ومن حولهم من شعوب أوربا الشرقيّة… ويكون النصر في هذه المعارك لجيش الإمام المهديّ…
وتبقى المواجهة بين الإمام المهديّ والسّفياني..
والمواجهة بين الإمام المهديّ والدّجال..
والمواجهة بين الإمام المهديّ واليهود..
والمواجهة بين الإمام المهديّ وقوى الغرب…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى