حديث الجمعةشهر رجب

حديث الجمعة 541: عمَى الأبصار والبصائر (2) – المبعث النَّبويُّ أعظيم قيمة في تاريخ الدُّنيا

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
وبعد:

عمَى الأبصار والبصائر-2
فنتابع الحديثَ في دلالاتِ هذا النَّصِّ القرآنيِّ: ﴿… فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.( ) (سورة الحج: الآية 46).

جاء في الحديث عن النَّبيِّ الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إنَّ للهِ تعالى في الأرض أواني أَلَا وهي القلوب، فأحبُّها إلى اللهِ أرقُها، وأصْفَاها، وأصلبُها أرقُها للإخوان، وأصفاها من الذُّنوب وأصلبُها في ذات الله».( )(ميزان الحكمة 3/2601، محمَّد الريشهري).

صفات أحب القلوب لله تعالى
هنا يتحدَّثُ النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) عن أواني اللهِ في الأرضِ وهي (القلوب)، وأنَّ أحبَّ هذه القلوب إلى اللهِ تعالى ما توفَّر على ثلاث صفات:

الصِّفة الأولى: أرقُّها للإخوان
فكلَّما تعبَّأت القلوبُ بالرِّقةِ، واللِّين، والمحبَّة، والتَّسامح، والانفتاح تجاه الإخوان كانت الأقرب إلى الله تعالى، والأحبَّ إليه.

وكلَّما امتلأت بالغلظةِ، والقسوة، والكراهية، والعصبيَّة، والانغلاق تجاه الإخوان كانت الأبعد من اللهِ تعالى، والأبغض إليه.

الصِّفة الثَّانية: أصفاها من الذُّنوب
فالقلوب النَّقيَّة الصَّافية من الذُّنوب، والمعاصي، ومن كلِّ الشَّوائب، والتَّلوُّثات هي الأقرب إلى الله تعالى، والأحبُّ إليه.

وأمَّا القلوب الملوَّثة المشحونة بالذُّنوب، والمعاصي، والشَّوائب، والقاذورات، فهي الأبعد من الله سبحانه، والأبغض إليه، – ويأتي بعد قليل الحديث عن أسباب عَمَى القلوب، ومن أهمها المعاصي، والذُّنوب -.

الصِّفة الثَّالثة: أصلبُها في ذات الله تعالى
فالقلوب التي تملك صلابةً إيمانيَّة، وقوَّةً عقيديَّه، وبصيرة ربَّانيَّة، وتملك ثباتًا وصمودًا في مواجهة كلِّ التَّحدِّيات، والإشكالات، هذه القلوب هي الأقرب إلى الله سبحانه، والأحبُّ إليه.

وأمَّا القلوب المهزوزة إيمانيًّا، وعقيديًّا، والفاقدة للبصيرة، والمهزومة أمام التَّحدِّيات، والإشكالات، فهي الأبعدُ من الله (عزَّ وجلَّ)، والأبغض إليه.

أيُّها الأحبَّة، مطلوب من الأنسان المؤمن أنْ يبحث – دائمًا – في كلِّ ما يحمل من أفكار، ورؤى، ومن خواطر، ومشاعر، وفي كلِّ ما يصدر عنه من أقوالٍ، وأفعالٍ، وممارساتٍ أنْ يبحث عن (رضا الله تعالى)، والَّذي يقودُه إلى الفوز بالنَّعيم الأبدي، ﴿قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾( ) (سورة المائدة: الآية 119)، هكذا يفكِّر الأبرارُ الأخيار، في هذا الفوز العظيم!

أمَّا الفُجَّار، فلا يفكِّرُون إلَّا في الأرباحِ الزَّائلة الفانية، لذلك فكلُّ اهتماماتِهم مشدودة إلى عناوين الدُّنيا مفصولة عن عطاءاتِ الآخرة، لذلك يمارسون كلَّ المعاصي، والموبقات، ويعبثون في الأرض ظُلمًا، وفسادًا!
هؤلاء مصيرهم إلى النَّار، وبئس القَرار.

﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾( ) (سورة يس: الآية 59).
خَياران، خَيار الجنَّة، وخَيار النَّار!
خيار النَّعيم، وخَيَار الجحيم!
﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾( ) (سورة الانفطار: 13 – 14).

وحينما أتحدَّث عن اهتماماتٍ مشدودةٍ إلى عناوين الدُّنيا لا أعني أنَّ الدِّين لا يريد للإنسان أنْ يُعمِّر أمور الدُّنيا.
مطلوبٌ منه ذلك: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا …﴾( ) (سورة القصص: الآية 77).
ما أعنيه ألَّا تكون هذه الاهتمامات المشدودة إلى الدَّنيا مفصولة عن الآخرة.

حينما تنفصل اهتماماتُ الدُّنيا عن الآخرة يتشكَّلُ الفساد في الأرض، لذلك حينما أكَّدت الآية بقولها: ﴿… وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا …﴾( ) (سورة القصص: الآية 77)، عقَّبتْ قائلةً: ﴿… وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾( ) (سورة القصص: الآية 77)

الفساد الذي يملأ الأرض هو نتيجة طبيعيَّة حينما تنفصل حركةُ الإنسانِ عن معايير الآخرة، وحينما تنسجن اهتمامات الإنسان في زنزاناتِ الأهواء، والأطماع، والأغراض الفاسدة، والأهداف الشِّريرة.

كلُّ هذا حينما تَعْمَى القُلوب!
1.في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «ما مِن عَبْدٍ إلَّا في وجهه عينانِ يُبصرُ بهما أمرَ الدُّنيا، وعينانِ في قلبِهِ يُبْصرُ بِهمَا أمر الآخرةِ، فإذا أراد الله بعبدِ خيرًا فتح عينيه اللَّتين في قلبِهِ، فأبصر بهما ما وُعِدَ بالغيب، …، فآمن بالغَيب بالغيب».( ) (العلم والحكمة في الكتاب والسنَة، الصفحة 120، محمَّد الريشهري).

القلوب تعمى!
والقلوب تزيغ: ﴿… فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ …﴾( ) (سورة آل عمران: الآية 7).

والقلوب تقسو: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً …﴾.( ) (سورة البقرة: الآية 74).

والقلوب تمرض: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا …﴾.( ) ( سورة البقرة: الآية 10).

كيف يحدثُ العمى في القلوب؟
وكيف تزيغ القلوب؟
وكيف تقسو القلوبُ؟
وكيف تمرضُ القلوب؟

يحدث كلُّ ذلك حينما يتراكم (الرَّينُ) على القلوب!
ما معنى الرَّين؟
الرَّين: الحجاب الكثيف، والصَّدأ الذي يعلو الشَّيئ.
فالقلوب حينما يتشكَّل فوقها هذا الحجاب، وهذا الصَّدأ، وهذا الرَّين تصاب بالعَمَى، وتزيغ، وتقسو، وتمرض.
وما السَّبب في تشكُّلِ هذا الرَّينِ – الحجاب، الصَّدأ – على القلوب؟

أهم الأسباب هو: (ارتكاب المعاصي، والذُّنوب)!
1.﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.( ) (سورة المطففين: الآية 14)، فارتكاب المعاصي، والذُّنوب يوثِّر تأثيرًا سلبيًّا خطيرًا على القلوب، فالمعاصي تتحوَّل إلى صدأ يغطِّي القلوب، فلا تستطيع أنْ تبصر الحقائق، ولا تستطيع أنْ تعرف الخير، والشَّرَّ.

2.قال رسول قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «إنَّ القلوبَ تصدأ كما يصدأ الحديد.
قيل: يا رسول الله، وما جلاؤها؟
قال: قراءة القرآن، وذِكْر الموت».( )(مستدرك الوسائل 2/104، ميرزا حسين النوري الطبرسي).

3.وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «تَذاكروا، وتلاقوا، وتحدَّثوا، فإنَّ الحديث جلاء القلوب.
إنَّ القلوب لترين كما يرين السَّيف، وجلاؤها الحديث».( )(ميزان الحكمة 1/546، محمَّد الريشهري).

4.وقال الإمام الباقر (عليه السَّلام): «ما مِن عَبْدٍ إلَّا وفي قلبِهِ نكتةٌ بيضاء، فإذا أذنب ذنبًا خرج في النكتةِ نكتةٌ سوداء، فإنْ تابَ ذهَبَ ذلك السَّواد، وإنْ تمادى في الذُّنوب زَاد ذلك السَّواد حتَّى يُغطِّى البياضَ، فإذا تغطَّى البياضُ لم يرجع صاحبُهُ إلى خير أبدًا، وهو قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾( ) (سورة المطففين: الآية 14».( )(ميزان الحكمة 2/994، محمَّد الريشهري).

ومن النَّتائج الخطيرة لارتكاب المعاصي، والذُّنوب (الإصابة بالكَسَل العباديِّ)!

5.﴿… وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى …﴾.( ) (سورة النِّساء: الآية 142).

6.شكى رجلٌ إلى أمير المؤمنين (عليه السَّلام) جفاف الدَّمعة!

فقال له أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «ما جفَّت الدُّموع إلَّا لقسوة القلوب.

وما قست القلوب إلَّا لكثرة الذُّنوب».( )(ميزان الحكمة 2/994، محمَّد الريشهري).

7.وجاء في بعض الكلمات: «مَنْ أكل الحرام اسود قلبُهُ، وضعفت نفسه، وقلت عبادته»!

8.وجاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين (عليه السَّلام) فقال: إنِّي حُرمتُ قيام اللَّيل!
فأجابه أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «أنت رجلٌ قد قيّدتَك ذنوبُك».( )(ميزان الحكمة 2/1655، محمَّد الريشهري).

9.«إنَّ الرَّجلَ يُذنب الذَّنب، فيحرم صلاة اللَّيل، …».( ) (ميزان الحكمة 2/995، محمَّد الريشهري).
اللِّقاء مع الله تعالى في جوف اللَّيل من التَّوفيقات الرَّبَّانيَّة، ومن الألطاف الإلهيَّة،
فهنيئًا لِمَن يحظى بشيئ من نفحات هذا الِّلقاء.

الثَّناء على المتهجِّدين بالأسحار
وقد أثنى القرآن على (المتهجِّدين بالأسحار)، وعلى (عبَّاد اللَّيل).

1.قال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.( ) (سورة الذاريات: الآية 17 – 18).

2.وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾.( ) (سورة الفرقان: الآية 64)

3.قال تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا …﴾.( ) (سورة السَّجدة: الآية 16).

4.ونقرأ في الكلمة عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) أنَّه قال: «مَنْ رُزِق صلاة اللَّيل مِن عَبْدٍ، أو أَمَةٍ قام للهِ (عزَّ وجلَّ) مخلصًا، فتوضَّأ وضوءًا سابغًا، وصلَّى للهِ (عزَّ وجلَّ) بنيَّة صادقةٍ، وقلب سليم، وبدنٍ خاشعٍ، وعينٍ دامعةٍ، جعل اللهُ تبارك وتعالى خَلْفه تسعة صفوفٍ من الملائكة، في كلِّ صفٍّ ما يُحصي عددَهُم إلَّا الله تبارك وتعالى أحد طرفي كلِّ صفِّ بالمشرق، والآخر بالمغرب.

قال: فإذا فرغ كتب الله له بعددهم درجات».( )(ميزان الحكمة 2/1653، محمَّد الريشهري).
5.وفي الكلمة عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)، قال: «ما مِن عملٍ حَسَنٍ يعمله العبدُ إلَّا وله ثواب في القرآن إلَّا صلاة اللَّيل، فإنَّ الله لم يبيِّنْ ثوابَها لعظيم خطرها عنده، فقال: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾( ) (سورة السَّجدة: الآية 16 – 17)». ( )(ميزان الحكمة 2/1654، محمَّد الريشهري).

كلمة أخيرة: المبعث النَّبويُّ أعظيم قيمة في تاريخ الدُّنيا

أبارك للمسلمين جميعًا ذِكرى المبعث النَّبويِّ، الذِّكرى التي تحمل أعظم قِيمة في تاريخ الدُّنيا!

ففي السَّابع والعشرين من رجب وُلِدت أعظم رسالة سماويَّة (رسالة الإسلام)، وفيه بُعث أعظم نبيٍّ في تاريخ الأنبياء، النَّبيُّ الأعظم محمَّد (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، وهذه الذِّكرى يجب أنْ تضع المسلمين في موقعهم الرِّياديِّ، والحضاريِّ على مستوى كلِّ العالم.
وإنَّ أيَّ تفريط في الحِفاظ على هذا الموقع هو خيانة لمسؤوليَّة الانتماء.

كما أبارك للمسلمين ذِكرى الإسراء والمعراج، هذه الذِّكرى التي تحمل دلالات خطيرة جدًّا يجب على جميع المسلمين أنْ يستوعبوها.

فالإسراء الَّذي تَمَّ بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى يعبِّر عن تلاحم لا يجوز أنْ ينفكَّ بين هذين المسجدين العظيمين: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى.
وهذا يُحمِّل المسلمين أنظمةً وشعوبًا مسؤوليَّة كبرى في الحِفاظ على هُويَّة المسجد الأقصى، والدِّفاع عنه في مواجهة كلِّ محاولات التَّهويد، والعبثِ، والإساءةِ، والهيمنة.
فهل يمارس المسلمون أنظمةً وشعوبًا مسؤوليَّتهم في الدِّفاع عن الأقصى الشَّريف في مواجهة كلِّ الأخطار التي تهدِّد هُويَّته، وهُويَّة القُدس، وهُويَة كلِّ فلسطين؟
إنَّ أيَّة خطوة تشكِّل تمكينًا وتقوية للوجود الصَّهيونيِّ هي خطوة مرفوضة دينيًّا، ووطنيًّا، وشعبيًّا.
فما نتمناه على أنظمتنا السِّياسيَّة، وعلى كلِّ جماهيرنا الإسلاميَّة والعربيَّة أنْ تبقى وفِيَّةً كلَّ الوفاء لقضيَّة المسلمين الكبرى، قضيَّة فلسطين.
وإنَّ أيَّ تفريط سوف تكون له تبعاتُه، ومسؤوليَّاتُه الخطيرة جدًّا.

ويجب أنْ تتَّفق على هذا كلُّ أنظمة الحكم في أوطاننا العربيَّة والإسلاميَّة، وجميع شعوب أمَّتنا، الأمر الذي سوف يوفِّر لأوطاننا كلَّ العزَّة والكرامة، وكلَّ الأمن والاستقرار، وكلَّ الخير والرَّخاء.

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى