قضايا الساحةقضايا محلية

ماذا عن معتقلي أحداث كرزكان؟ وهل نحن في دولة القانون؟


ماذا عن معتقلي أحداث كرزكان؟
لا زالت الأخبار الواردة من داخل المعتقلات تؤكد تعرض المعتقلين إلى ألوان من التعذيب النفسي والجسدي كما تؤكد أنهم تعرضوا أثناء التحقيق إلى التهديد والضرب المبرح، والتعليق لأيام من دون الأكل أو شرب أو دخول الحمام لقضاء الحاجة، بل حتى حرموا من أداء الصلاة بل تعرضوا للتحرش الجنسي، والتهديد باغتصاب الأعراض .. هذا ما يتحدث به أهالي المعتقلين، وهذا ما أفاده عدد من المعتقلين أمام المحكمة، وهذا ما أثبتته المعاينات الطبية.


هل نحن في دولة القانون؟
من المؤسف أن يحدث كل هذا في بلد تعلن أنها دولة القانون، أي قانون يسمح بهذه الممارسات؟ صحيح أن الأجهزة الأمنية تصر على نفي ذلك، إلا أن الشواهد تؤكد على صحة ما يتحدث عنه المعتقلون وما يتعرضون له من ألوان التعذيب، وإن جميع الاعترافات التي أخذت منهم في تحقيقات النيابة العامة، والتي أجبروا على التوقيع عليها في التحقيقات الجنائية كانت في أجواء التعذيب والتهديد.


هل بهذا الأسلوب يصان أمن البلد واستقراره؟ وهل بهذا الأسلوب نجنب هذا الوطن كل أشكال العنف والاضطراب؟
ثم لماذا هذه التأجيلات المستمرة للمحاكمات؟ هل من أجل أن تطول معاناة المعتقلين؟ هل من أجل أن تطول عذابات وآلام الآباء والأمهات، وأسر المعتقلين؟
وإذا كانت مدة التحقيقات قد انتهت، فلماذا يبقى هؤلاء رهن الاعتقال؟


كل هذه التساؤلات تتحرك في الشارع، واخشى ما نخشاه أن تكون لها تداعياتها الخطيرة …  نحن مع الحفاظ على أمن البلد واستقراره، إلا أن هذا الأسلوب من التعاطي مع هذه القضايا، وهذا الأسلوب من الاعتقالات العشوائية، وهذا الأسلوب من العقوبات الجماعية للقرى والمناطق أمر يدفع في اتجاه الاحتقان وفي اتجاه الفوضى والاضطراب.
حديث الناس هذه الأيام أن قانون أمن الدولة بدا يعود من جديد، وسواء صح هذا أم لم يصح فما يحدث في هذا البلد يبعث على القلق الشديد.
لسنا محرضين، ولسنا دعاة عنف وفوضى، يؤلمنا أن تتأزم الأوضاع، ويؤلمنا أن تتجه الأمور إلى الأنفاق المظلمة، ويسوءنا أن يغيب الهدوء والاستقرار.


كل هذا يدعونا أن نقول الكلمة المخلصة من أجل سلامة هذا الوطن، ومن أجل أمنه وازدهاره، نحن نعلم أن هناك من يعيش سوء الظن الدائم تجاه كل كلمة نقولها، فيتهم، ويحرض، ويمارس الكذب، والافتراء.


كم هو خطير وخطير هذا النمط على أمن البلد واستقراره وعلى وحدة أبنائه، هذا النمط لا يريد الخير ولا يريد الصفاء والمحبة، لقد أدمن التأجيج والشحن الطائفي، وإيقاظ الفتنه.


سوف نبقى الأوفياء لهذا الوطن، رغم كل المحاولات ورغم كل الممارسات، ورغم كل المقولات، وسوف نبقى نطالب بإصلاح حقيقي يعالج كل الأزمات، وكل الاحتقانات، وكل الملفات، سوف نبقى نطالب بدستور عادل، سوف نبقى نطالب بانتخابات عادلة، وبممارسة برلمانية عادلة، سوف نبقى نطالب بإنقاذ كل المحرومين من أبسط مستويات العيش، سوف نبقى نرفض التمييز، والتجنيس العشوائي، وكل أشكال الفساد في هذا البلد، وكما قلنا ونكرر القول، نتمنى أن لا يفقد خيار المطالبة السلمية جدواه، حتى لا يتشكل المبرر إلى الخيارات الأخرى بما تحمله من نتائج خطيرة.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى