السيد في الصحافة

صحيفة الميثاق :نظمها المجلس العلمائي:عشــــرات الآلاف في مسيرة مناهضة لـ “الأحوال الشخصية”

نظمها المجلس العلمائي
عشــــرات الآلاف في مسيرة مناهضة لـ “الأحوال الشخصية”


احتشد عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرة “لبيك يا إسلام” الجماهيرية تلبية لدعوة المجلس الاسلامي العلمائي والذي يقوم بحملة مناهضة لحملة اصدار قانون أحكام الأسرة التي يقودها المجلس الأعلى المرأة.وبدأت المسيرة من الساحة المقابلة لمجمع البحرين منتهية عند مدخل مجمع الدانة يتصدرها كبار علماء الدين.


فقد تقدم المسيرة رئيس المجلس الاسلامي العلمائي الشيخ عيسى أحمد قاسم ونائب رئيس المجلس السيد عبد الله الغريفي و آية الله الشيخ حسين النجاتي وعدد من علماء الدين وشخصيات سياسية مهمة. وتخللت المسيرة شعارات مناهضة لقانون الأحكام الأسرية، فقد ردد المشاركون شعارات “بالروح والدم نفديك يا اسلام” و “اسمع يا راعي التقنين لن نرضي الا بالدين” و “لن نقبل وضع الحكام الا بتشريع الاسلام”.


كما هتف الحضور من الرجال والنساء بشعارات تطالب بحفظ الأعراض وصونها من العبث عبر هذا القانون، مطالبين أن يكون الدين الاسلامي هو المصدر الوحيد للتشريع وفق ضمانات دستورية غير قابلة للتغيير والتحريف.


ورفع المتظاهرون لافتات نسبت إلى المجلس الاسلامي العلمائي ترفض قانون أحكام الأسرة المخالف لشريعة الله مطالبة أن يكون للأسرة قانون تقره المرجعية الفقهية وبمادة دستورية غير قابلة للغيير، بالاضافة لعدد من اللافتات كتب عليها شعارات باللغة الإنجليزية من قبيل “A secure family under god?s law”.


وقال مراقبون بإن طول المسيرة بلغ 2 كيلومتر وإن عدد المشاركين فيها قد بلغ 120 ألف شخص بالاضافة إلى 30 الف شخص تواجدوا على أطراف المسيرة ليصبح مجموع المشاركين 150 ألف شخص. كما اعتبر المراقبون هذه المسيرة الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ البحرين والتي تشهد حضورا جماهيرا بهذا العدد.


وفي نهاية المسيرة القى الشيخ عبد الجليل المقداد بيانا نيابة عن اللجنة المنظمة لمسيرة “لبيك يا اسلام” جاء فيه: ” تشهد الساحة استنفاراً وتحشيداً في اتجاه إقرار قانون لأحكام الأسرة فاقد لكل الضمانات الشرعية والدستورية، وهذا ما فرض على العلماء وعلي كل الجماهير المسلمة إعلان التعبئة في مواجهة هذا المشروع الخطير. وهذا ما فرض على المجلس الإسلامي العلمائي أن ينطلق بفعالياته المكثفة استنهاضاً لغيرة الجماهير في الدفاع عن الدين وحماية شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله.)


وأكد البيان من خلال التجمع الجماهيري استحالة المساومة على أحكام الله سبحانه، وعدم القبول بأيّ قانون يتنكر لشريعة الله، مشددا على تصدي المؤمنين وبكل إصرار إلى كل محاولات الهيمنة على دين الله، وإن كلف ذلك غالياً، وإن المسؤولية الشرعية لا تسمح بالصمت والاسترخاء في موضوع يمسّ الأعراض والأنساب.


كما طالب البيان الجماهير المسلمة بأن تواصل الرفض والاحتجاج، مؤكدا أن موقف الجماهير وإصرارها هو الرهان القوى لإسقاط كل المشروعات التي تناهض الاسلام وتصادر الشريعة، ومشددا على مطالبة الجماهير بأن تملك أقصى مستويات الوعي والاستنفار والاستعداد في وقت تتحرك كل المحاولات التي تهدف إلى تزوير وعي الأمة، وتخدير إرادة الجماهير.


وخاطب البيان المرأة بالخصوص مطالبا إياها أن تكون على درجة كبيرة من الوعي والبصيرة، ذاكرا أن حملة التضليل المستنفرة تحاول أن تختزل كل أزمات المرأة وأزمات الأسرة في مشكلة (القانون) متغافلة وعن عمد كل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والتربوية والإعلامية.


كما أكد انتماء المرأة إلى الاسلام مطالبا إياها بتأكيد ثقتها بشريعة الله، فلا خلاص لها إلا من خلال دين الله، وما عداه زيف وخواء وضياع، وتكريس للمشاكل والأزمات.


وواصل البيان مطالبته كل النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية بأن تستنفر كل الإمكانات والقدرات والطاقات في معركة الصراع مع محاولات العبث والمصادرة والتحريف، مذكرا بعدم وجود مسوغ في مرحلة تحمل كل التحديات أن تعطل هذه النخب ما تملك من كفاءات وقدرات وإمكانات، ولا أن تبقى النخب السياسية والثقافية والاجتماعية على الحياد، فإن في ذلك تقوية للباطل والانحراف، على حد تعبير البيان.


وطالب البيان أيضا مؤسسات وجمعيات المرأة بأن تتفهم موقف العلماء من منطلقاته الدينية الصادقة، وأن تتفهم الهوية الإيمانية والروحية والأخلاقية لهذا الشعب، حتى لا تنزلق هذه المؤسسات والجمعيات في منزلقات صعبة تقود الساحة إلى مجازفات خطيرة ستكون المرأة هي ضحيتها الأولى.


كما طالب كل الجمعيات الإسلامية وكل المواقع الدينية من مساجد وحسينيات وحوزات بأن تمارس حضورها الجاد والفاعل في هذا الظرف الحساس، وفي هذه المرحلة الصعبة بكل ما تحمله من استفزازات ضد الدين والقيم والأخلاق.


من جانب آخر، طالب البيان علماء الدين سنة وشيعة بأن يوحّدوا مواقفهم وخطاباتهم في وقت أصبح الإسلام مستهدفاً، وأحكام الله مهددة، وقيم الدين محاربة، وفي وقت تتحرك المشروعات التي تحاول أن تسرق هوية الأمة وانتماءها وأصالتها، وقال إن من المحرمات المشدّدة أن تنبعث صيحات التفرقة والتشظي والخلاف، وصيحات الطائفية البغيضة التي تهدّد وحدة هذا الشعب وتزرع الفتنة العمياء بين أبنائه.


وعلى الصعيد الحكومي طالب البيان الحكومة بألا تتسرع في الإقدام على خطوة غير محسوبة النتائج في اتجاه تمرير قانون فاقد لكل الضمانات، مشددا على ان ذلك سيقحم الساحة في تداعيات خطيرة لها تأثيراتها على الكثير من أمن هذا البلد واستقراره وهدوئه، ومن تلاحمه ووحدته. كما طالب أعضاء البرلمان بألا يتورطوا في إقرار قانون لا تحكمه ضمانات شرعية ودستورية، فإن ذلك سوف يضعهم أمام حساب عسير بين يدي الله تعالى، ثمّ سوف يحملهم مسؤولية صعبة أمام الشعب، وأمام كل الأجيال.


وفي الختام أكد ثوابت في مسألة الأحوال الشخصية وأحكام الأسرة جاء فيها أن لا مرجعية إلا لشريعة الله سبحانه، مع احترام الخصوصيات المذهبية. ومصادقة وإقرار الفقهاء المعتمدين (وقد تم اختيار مرجعية النجف لاعتبارات وجدها العلماء ضرورية(. بالاضافة إلى التوفر على ضمانة دستورية صريحة غير قابلة للتعديل تؤكد الثوابت السابقة.


وركز البيان في ختامه على واجب الحكم في احترام الإرادة الشعبية الإصلاحية المتعلقة بكل الملفات الشائكة الأخري العالقة وفي مقدمتها الملف الدستوري. ومن جهته، أكد رئيس لجنة التحرك الشعبي بالمجلس الاسلامي العلمائي ورئيس اللجنة المنظمة لمسيرة “لبيك يا اسلام” الشيخ حسين الديهي أن هذا اليوم (يوم خروج المسيرة) يعد يوما تاريخيا من أيام مملكة البحرين معللا ذلك بندرة حدوث مثل هذا الحدث الضخم. وأكد الديهي ان يوم أمس كان يوم استفتاء من قبل الشعب على اسلاميات هذا البلد وأصالته وان الهتافات التي رددت من قبل الحشد الغفير والمؤيدة للدين والعلماء تبرهن للعالم بأن هذا الشعب المؤمن يقف في وجه علمنة اي قانون أسري، وانه ضد اي عبث بهذا القانون الذي يتعرض لأعراض الناس.


وأضاف الديهي: “ان هذا الشعب في يوم أمس أعلن وبصوت مجلجل عن رغبة مؤكدة لتقنين أحكام الأسرة ولكن بشرط وجود ضمانات دستورية”. موضحا ان الضمانة الأولي تكمن في ان يصون هذا القانون علماء مختصون وان يعرض القانون على المرجعية في النجف الأشرف وألا يخضع هذا القانون لأية سلطة وضعية تقوم بتحريفه وتبديله.
وطالب الديهي بان تكون هناك مادة تدرج ضمن مواد الدستور غير قابلة للتغيير تحفظ هذا القانون من العبث سواء اليوم أو غدا على حد تعبيره.


الميثاق
10/11/2005م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى