قضايا الساحةقضايا عالمية

الحرب الظالمة ضد شعبنا المسلم في العراق2

الحرب الظالمة ضد شعبنا المسلم في العراق2
لا زالت الحرب الظالمة ضد شعبنا المسلم في العراق تواصل جنونها المدمر
..
1- عدد الضحايا من المدنيين رجالا ونساء وشبانا وأطفالا أخذ يتزايد وترتفع أرقام القتلى، فالغارات والصواريخ والقنابل التي تستهدف الأحياء السكنية والآمنين والأبرياء لا زالت مستمرة وبكثافة، وإن قالوا أنها أخطاء، وهكذا تتكرر الأخطاء وتتكرر.
2- عدد المصابين والجرحى والمعوّقين ارتفع إلى الآلاف وقد ازدحمت بهم المستشفيات وربما تعجز هذه المستشفيات عن استيعاب الأعداد المتزايدة، وكما تعلمون أن مستشفيات العراق تشكو نقصاً كبيراً جداً في الإمكانات والمعدّات والأدوية الأمر الذي سوف يعرض حياة الكثيرين إلى الموت.
3- عدد المشردين الهاربين من الحرب المجنونة في تزايد مستمر، تحتضنهم الصحارى والبراري والجبال بلا مأوى ولا ملجأ وربما لاحقتهم صواريخ الحرب ولم ينجهم الفرار..
4- قد تطال الحرب المقدّسات في أرض العراق، فهي حرب خارجة على قيم الأديان، وأعراف الإنسانية، ومعايير التحضر، وربما يكون الخطأ المزعوم هذه المرة صواريخ تنقض على المراقد المقدسة في العراق، ولكن إن للبيت رباً يحميه، {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}، {وما كيد الكافرين إلا في ضلال}، {وما كيد فرعون إلا في تباب}.
5- ما تبثه القنوات الفضائية من صور مؤلمة جداً، أمر تقشعر له القلوب والجلود، أطفال صغار أبرياء مزّقت أجسادهم القنابل الحارقة والصواريخ الطائشة..


ما ذنب هؤلاء الصغار الأبرياء؟
إنها جريمة الإنسان حينما يموت الضمير، وحينما تموت القيم، وحينما يموت الدين..
وضمن مشاهد المأساة تحمل لنا الشاشات مناظر للنساء والشبان تهتز لها المشاعر، وتتفجر لها العيون ولا يملك الإنسان أن يتابع النظر.
هكذا يتحول البشر بلا دين ولا ضمير إلى وحوش أشد ضراوة من السباع والذئاب، شعوب تقتل وتباد بلا رحمة ولا إنسانية، ومن أسوء ما قرأنا خبراً نشر في الصحف، إنه يعبر عن إمتهان لكرامة الدم العربي والإسلامي، يقول الخبر أن عضواً في البرلمان البريطاني تقدم بطلب إلى بوش وبلير، وهل تعلمون ما هو هذا الطلب..؟
إنّه طلب بتوخي الدقة عند قصف بغداد، لماذا؟ ليس حماية لأرواح البشر من الأطفال والنساء والأبرياء من الناس.
وإنما خوفاً أن يطال القصف حديقة الحيوانات فيتعرض الكلاب والقردة والقطط إلى الخطر، هكذا تنمسخ الضمائر وتموت القيم، تحرك ضمير هذا الإنسان شفقة ورحمة بالكلاب والقردة، ولم يهتز لمناظر الأطفال الذين مزقت الصواريخ أجسادهم، ومناظر النساء الغارقات في الدماء، ومناظر الشبان الذين سقطوا ضحايا القصف الغادر، وضحايا الحرب الظالمة.
لك الله يا شعب العراق.
عانيت من استبداد النظام الحاكم وظلمه وقهره وجرائمه، وتعاني اليوم من همجية هذه الحرب الغاشمة التي يقودها بوش وبلير بكل أسلحة القتل والفتك والإبادة بلا قيم ولا ضوابط ولا معايير.
لك الله يا شعب العراق..
وأنت تقاسي العذاب والعناء والويلات بين سندان الظلم والاستبداد ومطرقة الغزو والعدوان..


أيها المؤمنون:
٭ ما هي مسؤوليتنا تجاه شعبنا المظلوم في العراق؟
لا نملك أن نوقف الحرب، فالغطرسة الأمريكية والبريطانية قد تجاوزت كل المبادئ والقيم والأعراف، واستهانت بكل المعايير الدولية، وبكل النداءات والصرخات، ولكننا:
أولاً: نملك أن نبقي أصواتنا مرتفعة غاضبة منددة ضد الحرب الظالمة، وأن نبقي خطابات الاستنكار، ومسيرات الغضب، وأساليب الرفض، أن يبقى كل ذلك مستمراً مادامت أقدام الأمريكان والبريطانيين تدنس أرض العراق.
ثانياً: ونملك أن نصعّد من أساليب التضامن مع شعبنا المنكوب في العراق، وأن نمارس مسؤولياتنا الشرعية في دعم هذا الشعب مادياً ومعنوياً.
إذا كانت أمريكا الجانية والدول المساندة لها تتصدق على أبناء العراق بفتات من الغذاء المغموس بالذل والهوان والعار.
فلماذا لا تتحرك غيرتنا الإسلامية، ولماذا لا تتحرك شهامتنا الإيمانية، ولماذا لا تتحرك مسؤوليتنا الشرعية فنقدم بعض شيْ مما نملك إلى أخوتنا في العراق المهددة حياتهم بالموت والجوع والعراء.
أليست النصوص الدينية تقول: ليس منا من بات شبعان وأخوه المسلم جائع..
أليست النصوص الدينية تقول: مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى..
أليست النصوص الدينية تقول: من كان عنده فضل ثوب وعلم أن مسلماً يحتاج إليه فلم يدفعه إليه أكبّه الله في النار على منخريه..
أليست النصوص الدينية تقول: أيما مؤمن منع مؤمناً شيئا يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أومن عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسوداً وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه، ويقال هذا الخائن الذي خان الله ورسوله ثم يؤمر به إلى النار
أليست النصوص الدينية تقول: من سمع مسلماً ينادي يا للمسلمين فلم يجيبه فليس بمسلم..
هم أخوتنا في العراق يستصرخوننا، يستصرخون ضمائرنا، يستصرخون إسلامنا، ديننا، قيمنا..


فماذا نحن فاعلون..؟
لقد انطلقت دعوات خيرة لدعم وإغاثة شعب العراق، إننا نثمّن هذه الدعوات ونباركها وندعو جميع المؤمنين أن يبادروا للمساهمة في حملات الدعم والإغاثة وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لاخوة لنا في الإسلام والعقيدة، وقد تكالبت عليهم قوى الشر فهل نبقى متفرجين أو نكتفي بالآهات والحسرات، وإطلاق اللعنات..
ثالثا: ونملك أن نقاطع البضائع الأمريكية، فإن دفع بضع دراهم في شراء بضاعة أمريكية ولو صغيرة يعني أننا ساهمنا في الاعتداء على شعبنا المسلم في العراق وعلى شعبنا المسلم في فلسطين وبذلك نكون مساهمين في الدماء المحرّمة التي تراق على أرض العراق وعلى أرض فلسطين..
الحديث هنا عن مسؤولياتنا على مستوى الشعوب، وأما الأنظمة فهي في أغلبها مرهونة للقرار الأمريكي وإلا فهي تملك:
٭ أن توقف النفط.
٭ وأن توقف التعامل الإقتصادي.
٭ وأن توقف العلاقات الدبلوماسية.
٭ وأن تمنع استخدام أراضيها وأجوائها وبحارها في وجه القوات المعتدية.


وفي ختام حديثي..
أجيب عن تساؤل يطرح في الساحة:
 هل يجب علينا أن نتطوع بالجهاد وبذل الدم للدفاع عن أرض المقدسات في العراق أو في فلسطين؟

إنّ مسألة الجهاد وبذل الدم مسألة خاضعة لمجموعة حسابات وحيثيات موضوعية وشرعية، والأمر في قرار الجهاد الدفاعي على غير العراقيين أو الفلسطينيين متروك لفقهاء الأمة، ومتى توفرت تلك الحسابات والحيثيات الملزمة فلن يتردد الفقهاء في إصدار الفتاوى بوجوب الجهاد وإعطاء الدم على كل المسلمين القادرين..
 وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى