قضايا الساحةقضايا محلية

سؤال نتوجه به إلى وزارة الإعلام

إننا في الوقت الذي نثمّن التظاهرة الثقافية التي تشهدها البحرين من خلال معارض الكتاب، نتساءل: لماذا هذا الإصرار على منع عدد من الكتب الشيعية؟


ونحن في هذا التساؤل لا ننطلق من حسّن مذهبي، معن وإنّما نعبّر عن حق المواطن في أن يمارس إنتماءه المذهبي بكلّ حرية دون أن يصادر فكره أو ثقافته.


إنّ منع الكتب التي تمثل هذا المذهب أو ذاك هو مصادره لحرية التعاطي الفكري والثقافي وهذا يتنافى مع الشعار المطروح في هذه المرحلة، أم أن هذا الشعار يطرح للاستهلاك والتسويق الإعلامي؟
قالو: إننا لم نمنع كتاباً إلاّ وفق الضوابط الدينية والأخلاقية ووفي الثوابت الوطنية، أننا لا نرفض تطبيق هذه الضوابط بل نصر على تطبيقها والإلتزام بها، ولكن هل أن منع عدد من الكتب الشيعية كان خاضعاً لهذه الضوابط؟ أم هو النفس الطائفي البغيض؟


قولو لنا ما هي هذه الكتب الشيعية التي تتنافى مع الضوابط الدينية والأخلاقية والوطنية ؟


أنا أعلم بأسماء بعض الكتب التي منعت وهي كتب تتسم بالموضوعية والعلمية واللغة البعيدة كل البعد عن الإثارات المذهبية، فلماذا تمنع هذه الكتب.
ما حدثنْا به أصحاب دور النشر من منعت بعض كتبهم الشيعية أن المنع كان جزافياً وبدون إطلاع على مضمون الكتاب، كان العنوان واحده كاف لاتخاذ قرار الحجز والمنع، يكفي أن يحمل الكتاب أسم فاطمة الزهراء أو الإمام المهدي أو «شيعة وتشيع»، يكون في قائمة المنوعات.


أنا لا أتحدث بهذا الكلام من أجل أن استشير العاطفة الشيعية، إننا نريد لهذه العاطفة أن لا تنفعل أن تتعامل مع القضايا بعقلانية أن تتحرق وفق مصالح هذا الوطن، ولكننا نهدف من هذا الكلام أن يكون رسالة صريخة إلى المسؤولين، إن هذا التصرف له مردوداته الخطيرة، ونتائجة السلبية الكبيرة، وكم تمنينا أن نسمع صوتاً جرئياً في صحافتنا يشجب هذا اللون من السوك الطائفي المدمّر، وكم تمنينا أن يقول فرسان الشجب والعنتريات الوطنية في صحافتنا كلمةً واحدة تدين هذا النمط من الممارسة المذهبية.


يؤسفنا أن ننجر إلى هذه المطالبات الخاصة، إلاّ أنّ حرصناعلى حماية الأجواء من كل التوترات المذهبية يفرض علينا أن نتكلم بهذا الحديث وأن نحذر من سياسية التمييز التي لا زالت تشكل قلقاً كبيراً لدى أبناء هذا الشعب الواحد بكل إنتماءاته ومذاهبة.


إننا نطالب أجهزة التنفيذ أن يترجموا الشعارات إلى واقع، وأن يحولّوا الكلمات إلى أفعال، إذا كانوا صادقين في حماية مشروع الإصلاح، وإذا كانوا صادقين في إنجاح التجربة السياسية.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى