السيد في الصحافةقضايا الساحةقضايا محلية

صحيفة الوسط:كلمة السيدالغريفي أمام جلالة الملك في باربار

جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله. ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم هذه الكلمات، وأنا واثق كل الثقة بأن قلبكم لن يضيق بها.

جلالة الملك: صادق معكم كل الصدق، ومخلص لكم كل الاخلاص، من يصارحكم القول بأن في هذا البلد أزمات خطيرة، اذا لم تعالج فسوف تهدد مشروع الاصلاح. ان هذه الأزمات ليست عصية على الحل، ان عزمة من عزماتكم قادرة ان تحل هذه الأزمات.
مازال الجوع والعراء يلاحق أعدادا كبيرة من أبنائكم في هذا البلد، فهل تقر لكم عين، ويهدأ لكم قلب، وفي أبنائكم من يئن من ألم الجوع وقسوة العراء…
مازال التمييز الطائفي يشكل جرحا موجعا، نخشى ان يتحول الى شرخ كبير في اللحمة الوطنية بين أبناء هذا البلد الذي ما عرف الا الحب والوئام والتسامح.
مازالت هناك معوقات صعبة أمام المشاركة الشعبية الواسعة في العملية السياسية نتمنى مخلصين ان تكون لكم مبادرتكم الجريئة في إزالة كل هذه المعوقات.
مازالت بعض القوانين مصدر تأزيم للوضع السياسي والأمني، فنأمل ان تكون هناك مراجعة جادة لهذه القوانين.
مازالت مشروعات الفساد الأخلاقي تشكل قلقا واضحا لدى كل الغيورين من أبناء هذا الشعب… فالمنتظر من جلالتكم ان ينقذ سمعة هذا البلد العريق بدينه وقيمه وتاريخه.
مازالت لغة الحوار في قضايا هذا الوطن متعثرة كل التعثر، وهذا ما يحرك الأوضاع في اتجاه التأزم والاحتقان… فهل آن الوقت لأن يطرح جلالة الملك “شعار الحوار” مع كل القوى الدينية والسياسية والاجتماعية لحماية مشروع الاصلاح من كل الاهتزازات والأزمات والاحتقانات؟
مازالت الكثير من المناطق والقرى في حالات مزرية لا تتناسب مع طموحات مشروعكم الاصلاحي… فحتى لا يصاب ابناء هذه المناطق بخيبة أمل نتمنى أن تكون لكم مبادراتكم في تحسين أوضاع هذه المناطق.
مازالت مؤسساتنا الدينية كالأوقاف والقضاء في حاجة الى هيكلة جديدة ومن الإنصاف ان يكون لعلماء المذهب دورهم في بناء هذه المؤسسات.
مازالت هناك مخاوف من امتداد الهيمنة الرسمية على الشأن المذهبي بكل فعالياته وممارساته ومؤسساته… فنأمل أن نتوافر على اطمئنان كامل يمسح كل المخاوف.
مازالت لغة الاساءة الى الرموز الدينية والوطنية لغة تتنفس في الكثير من الواقع… واذا لم تحاصر هذه اللغة فسيكون لها أسوأ العواقب على وحدة هذا البلد وأمنه واستقراره.
مازال بعض دعاة الفتنة والفرقة يصنفون أبناء هذا الوطن ويشككون في الانتماء الوطني لطائفة كبيرة تجذر وجودها على هذه الأرض… فهل ترضيكم هذه الإثارات المدمرة؟
مازالت المناهج الدراسية الدينية تعبر عن غبن واضح لطائفة كبيرة من أبناء هذا الوطن… فمتى ينتهي هذا الغبن؟
مازال ضحايا التعذيب ينتظرون الإنصاف… وقد عودتم شعبكم ان تكونوا منصفين.
مازال ملف التجنيس مصدر رعب وقلق… فالأمل أن ينتهي هذا الرعب والقلق.
وفي الختام تقبلوا خالص التقدير والاحترام.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى