الأرشيفملف شهر محرم

كلمة السيد الغريفي للهيئة المركزية للمواكب الحسينة بالعاصمة

في كلمة ألقاها سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي للجنة التنظيمية للمواكب الحسينية بالعاصمة جاء فيها .


بسم الله الرحم الرحيم


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق أجمعين محمد و آله الطيبين الطاهرين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد…


إعتدنا أن نلتقي في كل عام ونحن على أعتاب عاشوراء مع هذه الهيئة المباركة,حيث كنت أتمنى لو يسبق هذا اللقاء لقاء أخر, لأننا على شك الدخول في الموسم العاشوراء الأمر الذي لا يتيح لنا أن نعالج بعض الإشكالات , مع التأكيد على ضروه هذا اللقاء المباشر قبل الموسم , على كل حال نتمنى في المستقبل أن تكون هناك لقاءات مبكرة لتتسع الفرصة لعلاج بعض القضايا.


ونحن على أبواب الموسم العاشورائي, وانتم تعلمون أن موسم عاشوراء له حضوره الكبير والمتميز في الموقع الشيعي, أنا لا أظن أن هناك موسم يستنفر الوجود الشيعي كما يحدث في موسم عاشوراء , حيث استطيع أن أقول أن  البيت الشيعي يكون في حالة طوارئ, نستنفر كل وضعنا النفسي والعاطفي, ويستنفر شارعنا , ويستنفر كل واقعنا , الأمر الذي  يفرض أن يكون هناك استعداد مناسب .


موسم العاشوراء تنطلق فيه مجموعة فعاليات , ولعل من أبرزها المجالس الحسينية والمواكب الحسينية إلى جانب فعاليا أخرى بدأت تتحرك , ونحن بحاجه إلى تطوير وتوسيع الفعاليات مع الإصرار على بقاء الأشكال الأصيلة خاصة المجالس الحسينية والواكب الحسينية .


أن المجالس الحسينية والمواكب الحسينية تشكل عصب المراسيم العاشورائية , وحديثنا هنا ينصب حول المواكب الحسينية , والتي تشكل عصب مهم جدا وخطير في المراسيم  العاشورائية , وخاصة أحبائي… قبل  عشرين أو ثلاثين أو خمسين أو ستين سنة مواكبنا تعيش في الزقاق الشيعي …أما اليوم أصبحنا نعيش اما سمع العالم وبصر العالم … فنحن أمام حضور اختلف عن السابق … أصبحنا نعيش انفتاح اما العالم كله …موكبا أصبح يوصل رسالة  لكل العالم … تارة نوصل رسالة بمستوى حجم الثورة الحسينية ,وأحيانا ننقل رسالة مشوه وهنا الخطر ,فالمراسم العاشورائية ليست مزاج فرد .. المشكلة تحول نمط من المراسم العاشورائية لكل شخص ولكل مزاج …
مما يؤسف له أن واقع المراسيم متروكة لكل إنسان أن يعبر كما يشاء  – عندها يتحول التطيير وسيله والضرب بالسكاكين الدخول في النار وسيلة – ولا يتحول كل أسلوب لشعيره , فرقوا بين الشعيرة وبين الشعور,الشعيرة يضعها الله والمعصوم ,اما وسائلنا التعبيرية فهي تعبير عن شعور.


الآن المواكب أصبحت لسان ناطق , تحمل رسالة , فيجب أن نسعى أن تحمل هذه المواكب صوره مشرفه تقرب الناس إلى فكر أهل البيت عليهم السلام البيت …ثورة كربلاء لكل الناس في العالم وليس للشيعة فقط  … لذل يجب أن تكون وسائلنا بمستوى هذا الهدف الإنساني الكبير …


نبقى مع الموكب الحسيني …


منذ أن دخل الموكب كوسيلة من والوسائل أصبح يشكل مفصل من مفاصل المراسم العاشورائية ,الموكب الحسيني كما تعلمون يتشكل من مجموعة وحدات :


1-خطاب الموكب (ما يقال في الموكب )
يجب أن نطور خطاب الموكب : بشرط أن لا ننفصل عن الحسين (ع), أنا اشجب أن نحول شعرات عاشوراء منفصلة عن الحسين(ع) , فالنطرح شعاراتنا السياسية والاجتماعية و الثقافية من خلال الحسين …. لذا أأكد ضرورة أن تنطلق الشعارات في المواكب من خلال الحسين(ع)- يقول الحسين, الحسين(ع) يدعوا للحرية السياسية- فنحاول أن نربط المفاهيم والقيم بالحسين(ع), ولا ندعها مفصولة عن الحسين وكربلاء .


2-جمهور الموكب: يحتاجون إلى رعاية وتوجيه خاص بحيث يكون وجها مشرقا لقضية الحسين(ع) أدبا أخلاقا التزاما ورعا وقيما , بحيث يمثلون قيم الرسالة وقيم ثورة الحسين حتى نتقرب الله ونحصل على الثواب .


3-الجمهور المشاهد:وهم من يشاهدون المواكب….المشاركة هي الأهم ولكن البعض لا يسع له المشاركة …. نحن لا نرفض هذه الظاهرة ولكن بدت ظاهره لابد أن تعالج وهي …
 (هل أن الحضور النسائي المكثف على جوانب المواكب تعتبر ظاهره ايجابيه ؟)
 هي ظاهر غير صحية – لا أريد أن أقول إنها محرمه –  لذا نتمنى أن المرأة تتحول إلى فعاليات تمارس أوار فعاله حقيقية . فكم كبير وكم عظيم أن تخصص للمرأة أماكن مفصولة تمارس فعلمياتها  بحيث تمارس إحياء لعاشوراء …فمجر مشاهدتها لا يعبر عن  إحياء حقيقي لابد أن تتحول المرأة  لعنصر للإحياء … ربما يعطيها هذا الحضور للمشاهدة  إنشدادا لعاشوراء ولكن لا يجعلها تمارس دورا الحقيقيا …
ثم ترتب على هذه التجمعات وهذا الجو الكثير من المخالفات الشرعية …. فبعض العابثين من الشباب والفتيات يتخذون من عاشوراء فرصه  ليمارسوا بعض أساليبهم العبثية … مما أصبح يسيء إلى قداسة هذه الأجواء والمواكب …فالمحافظة على قداسة هذه الأجواء أمر مهم … وهذه مسؤولية الجميع …ولذا أقول جزأكم الله ألف خير على الإشراف على الأجواء الأخلاقية لهذه المواكب … حيث أن هذا نوع من أنواع من الجهاد … فنحن نخجل من أمام هؤلاء الشباب … نحن نقول كلمه ولكن هذا الشاب يعطي من وقته وهمه وغيرته,  فأي جهاد أفضل من هذا في ظل هذه الأجواء… فأنتم تجسدون خلاصة الرسالة في مثل هذه الأجواء لتحافظوا على نظافتها ونقاوتها …فأنتم تجسدون الرسالة الحقيقية لعاشوراء. 


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى