حديث الجمعةشهر صفر

ليلة الأربعين:توصيات إلى جمهور الأربعين

أصر الشيعة – عبر التاريخ – على أن تبقى مراسم عاشوراء، وأن تبقى مراسم الأربعين، وأن تبقى مراسم العزاء الحسيني. .. هذا الاصرار كلفهم – في بعض مراحل التاريخ – أرواحا ودماء وسجونا وملاحقات… لماذا هذا الإصرار؟


إنه الحفاظ على هوية الانتماء والولاء للإسلام وخط الإمام الحسين “ع”. هذا هو العنوان الكبير الذي يجب ان تؤكده “شعارات وخطابات” المراسم الحسينية، ولا يصح التنازل عنه.
وحينما نعلن الولاء للعلماء والرموز الدينية فإنما نؤكد الولاء والانتماء الى العقيدة نفسها والى خط الامام الحسين نفسه… انه ليس انتماء الى تلك الرموز مهما كانت مقاماتها كبيرة وعالية… هذا هو انتماء الشعائر الحسينية وولاؤها، وهذا هو انتماء الجمهور الحسيني وولاؤه.
فيجب ان يعلم كل الذين يحاولون ان يتهموا جمهور المراسم الحسينية بالانتماء السياسي الى هذا الرمز أو ذاك أنهم لم يفهموا معنى الانتماء والولاء الحسيني، انه انتماء عقيدي لا يمكن ان يتحجم بانتماء سياسي هنا أو هناك.


الانتماءات السياسية أو الولاءات السياسية مهما كانت قوتها هي أصغر دائما من الانتماءات والولاءات العقيدية، اننا نضيق ونحجم عنوان الانتماء والولاء في شعائر عاشوراء أو في شعائر الأربعين إن اعطيناها عنوانا أصغر من عنوان “الانتماء الحسيني”.


إن الولاءات والانتماءات الدينية والثقافية والسياسية في الداخل والخارج اذا كانت لا تتناقض مع “الولاء والانتماء العقيدي” فهي لا تمثل مشكلة، وعندها تبقى تلك الولاءات والانتماءات تتغذى من العنوان الكبير “ولاء وانتماء العقيدة”، وعندها ايضا لن يتصادم الولاء والانتماء للداخل مع الولاء والانتماء للخارج ما دام كلا الولاءين والانتماءين يتغذيان من الولاء والانتماء للعقيدة. والمشكلة حينما تتناقض ولاءات وانتماءات الداخل أو الخارج مع الولاء والانتماء العقيدي. ان اشكالات الانتماء والولاء يجب ان تعالج بعيدا عن الانفعالات والاتهامات ما يعقد الامور ويربك الاوضاع.
كيف نقوم نجاح مراسم العزاء الحسيني في تأصيل حركة الولاء والانتماء؟ هل نقوم النجاح من خلال كثافة عدد المشاركين في هذه المراسم؟ الأمر ليس كذلك.


هل نقوم النجاح من خلال تنوع وتعدد الفعاليات؟ الأمر ليس كذلك.
هل نقوم النجاح من خلال مستوى الحماس العاطفي؟ الأمر ليس كذلك.
هل نقوم النجاح من خلال طرح الشعارات الكبيرة؟ الأمر ليس كذلك.
اذا، كيف نقوم نجاح هذه المراسم؟ أولا: من خلال مستوى الخطاب… “خطاب المنبر/ خطاب الموكب/ خطاب الشعارات والفعاليات”، وان يكون الخطاب بمستوى الاهداف الحسينية.


ثانيا: مستوى الجمهور… “جمهور المأتم والموكب والفعاليات”، ان يكون هذا الجمهور بمستوى الاهداف الحسينية، وان تتحرك هذه الاهداف في واقع الجمهور العقيدي والروحي والاخلاقي والثقافي والاجتماعي والسياسي.
ثالثا: مستوى الاجواء المراسمية، ان تكون اجواء المراسم الحسينية في مكوناتها وصياغاتها وفعالياتها وضوابطها الشرعية والاخلاقية بمستوى الاهداف الحسينية.


توصيات إلى جمهور الأربعين


أولا: الابتعاد عن ردات الفعل الانفعالية، فربما حدثت في الايام الأخيرة أمور قد توجب ردات فعل عند جمهور المواكب والمراسم، وقد قلنا رأينا في تلك الامور، ورفضنا لغة التخوين ولغة التحريض. وما نطالب به الجمهور ان يكون على درجة عالية من الانضباط والابتعاد عن الانفعالات التي تضر بأهداف هذا الموسم، وان يبتعد عن كل ما يبرر للآخرين الاساءة الى هذه الشعائر.
ثانيا: ان يؤكد الجمهور من خلال هذه المراسم “شعار الوحدة والتقارب والمحبة” بين كل أبناء هذا الوطن.
ثالثا: ان يؤكد الجمهور الطابع الحسيني، لا بمعنى غياب “قضايا الأمة” عن خطاب هذه المراسم، بل ان يكون العنوان الكبير الذي يحتضن كل الشعارات هو عنوان الإمام الحسين “ع”.
رابعا: الابتعاد عن الممارسات والكلمات التي لا تعبر عن حضارية هذه المراسم، ولا عن اصالة الانتماء الى خط الأئمة من أهل البيت.
قال الإمام الصادق “ع”: “كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا”.
خامسا: الحفاظ على نظافة وأخلاقية اجواء المراسم والالتزام بكل الضوابط الشرعية.
فالمراسم الحسينية اصبحت تحت نظر كل العالم وسمعه من خلال الفضائيات ووسائل الاعلام. فيجب على جمهورنا الكريم ان يتجنب كل الممارسات التي تسيء الى سمعة هذه الشعائر، وتسيء الى سمعة هذه الطائفة من المسلمين وخصوصا ان وسائل الاعلام المناهضة تحاول ان
تركز على سلبيات ونقاط الضعف في هذه المراسم


استمع للمحاضرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى