حديث الجمعةشهر محرم

حديث الجمعة 554: حضور الموسم العاشورائيُّ في واقعنا (2)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين، محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد فيستمر الحديث حول هذا العنوان:
كيف يمكن أنْ نُبقيَ موسمَ عاشوراء حاضرًا في واقعنا؟
وكما تقدَّم القول أنَّ هذا الحضور لا يعني (بقاء الفوران العاشورائيِّ)، لأنَّ لموسم عاشوراء (أجواء وجدانيَّة) و(مأساويَّة) لا توجد في غير هذا الموسم العاشورائي.
وكما تقدَّم القول أنَّ هذا الحضور لا يعني (استمرار التواجد الاستثنائيِّ)، لأنَّ لموسم عاشوراء (انجذاباته) التي لا تتكرَّر.
وكما تقدَّم القول أنَّ هذا الحضور لا يعني (بقاء منسوب الحماس الاستثنائيِّ)، لأنَّ لموسم عاشوراء (قدراته) في إنتاج هذا الحماس الاستثنائي.
فماذا قصدنا باستمرار الحضور العاشورائيِّ؟
وكما جاء في حديث الجمعة الماضية أنَّ المقصود من استمرار الحضور العاشورائيِّ
أولًا: أنْ تبقى عاشوراء حاضرة في الوجدان.
أن يبقى الحزن العاشورائيُّ.
أن تبقى الدَّمعة العاشورائيَّة.
أنْ يبقى العشق العاشورائيُّ.
ثانيًا: أنْ تبقى عاشوراء حاضرة في العقل.
ثالثًا: أنْ تبقى عاشوراء حاضرة في السُّلوك.
فإذًا حينما نطالب باستمرار الحضور العاشورائيِّ، فالمقصود هو هذا الحضور الوجدانيُّ، وهذا الحضور الثَّقافيُّ وهذا الحضور العمليُّ.
ولا شكَّ أنَّ (المنبر العاشورائيَّ) يتحمَّل المسؤوليَّة الكبرى في إنتاج هذا الحضور لدى (الجمهور العاشورائي)
فالمنبر الناجح هو المنبر القادر على التأسيس لإنتاج تفاعل وجدانيٍّ مستمر، وليس تفاعلًا مؤقَّتًا ينتهي بانتهاء الموسم.
إنتاج التفاعل في الموسم العاشورائيِّ لا يحتاج إلى (قدرات استثنائيَّة)، فأجواء الموسم قادرة على إنتاج هذا التفاعل.
القيمة كلُّ القيمة حينما يكون المنبر قادرًا على إنتاج (استعدادات وجدانيَّة) تبقى وتستمر،
ويتحمَّل المنبر العاشورائيُّ مسؤوليَّة إنتاج (الوعي العاشورائيِّ) القادر على البقاء والاستمرار.
وحسب ما تقدَّم فإنَّ إنتاج هذا الوعي يحتاج إلى (كفاءات علميَّة وثقافيَّة)، وإلى (مهارات خطابيَّة)، وإلى (قدرات لغويَّة)، وكلَّما ارتقت هذه الإمكانات ارتقت (فاعليَّة المنبر وتأثيراته).
إذًا هنا ثلاثة معايير لتقويم (المنبر العاشورائيِّ)
المعيار الأوَّل: القدرة على إنتاج الوجدان العاشورائيِّ
المعيار الثَّاني: القدرة إنتاج الوعي العاشورائيِّ
وقد تقدَّم الحديث عن هذين المعيارين
وبقي الحديث عن:
المعيار الثالث: وهو (قدرة الخطاب على إنتاج السُّلوك العاشورائيِّ)
وهذا هو المعيار الأصعب.
فربَّما يكون المنبر قادرًا على إنتاج (الوجدان العاشورائيِّ)
وربَّما يكون المنبر قادرًا على إنتاج (الوعي العاشورائيِّ)
ولكنَّه يبقى عاجزًا عن إنتاج (السُّلوك العاشورائيِّ)
الشَّرط الأساس لإنتاج المنبر السُّلوك العاشورائيّ
لأنَّ إنتاج هذا السُّلوك لا يكفي فيه:
•التوفُّر على القدرات العاطفية.
•والتوفُّر على الكفاءات الثقافية.
بل يحتاج إلى شرطٍ أساس وهو صعب جدًا، هذا الشرط هو:
(أنْ يكون خطيب المنبر نموذجًا راقيًا في التَّقوى، والصَّلاح، والاستقامة، والنَّظافة والطَّهارة الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة والسُّلوكيَّة).
ليس عسيرًا أنْ يمتلك الخطيب (الأدوات الفنية) للتأثير في وجدان الجمهور.
وليس عسيرًا أنْ يمتلك الخطيب (رصيدًا كبيرًا من المعلومات).
ولكن العسير كلّ العسر أنْ يمتلك الخطيب (المؤهِّلات الرُّوحيَّة)، و(المؤهِّلات الأخلاقية)، و(المؤهِّلات السُّلوكيَّة).
هناك خطباء يملكون درجات عالية من هذه المؤهِّلات.
لا بأس أن نلقي بعض الضَّوء على هذه المؤهِّلات.
وإذا كنَّا نتحدَّث هنا عن (مؤهِّلات خطباء المنبر الحسينيِّ) فيجب أنْ لا ننسى أنَّ هذه المؤهِّلات الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة والسُّلوكيَّة يجب أنْ تتوفَّر لدى علماء الدِّين سواء أكانوا خطباء منبر، أم أئمَّة جماعة أم مواقع توجيه وإرشاد، وتبقى مواقع المنابر خطيرة وخطيرة جدًّا، حيث أنَّ (جمهور المنابر) وخاصَّة (الجمهور العاشورائيَّ) لا يوازيه جمهور، هنا الكارثة حينما ينخفض مستوى تلك المؤهِّلات لدى (المنابر العاشورائيَّة).
هذه المنابر لها قيمتها الكبرى، ولها دورها الفاعل في صناعة الأجيال، وحمايتها من كلِّ الانزلاقات، والانحرافات.
وهذا ما يفرض أن تكون مُحصَّنة إيمانيًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا، ممَّا يفرض مجاهدة كبيرة.
فالدعاة -علماء وخطباء- يجب أن يكونوا (ربَّانيِّين)
وما معنى أنْ يكونوا ربَّانيِّين؟
الرَّبانيُّون هم الَّذين لا يبحثون عن شهرةٍ أو مالٍ أو مصالح ذاتيَّة.
إنَّما يبحثون عن رضا الله تعالى.
الذي يبحثون على شهرة، أو مال، أو مصالح ذاتيَّة، ولا يبحثون عن رضا الله تعالى، هؤلاء ربَّما يملكون دنيًا ولكنَّهم لا يملكون آخرة.
فالعبد قد يُنشر له من الثَّناء ما بين المشرق والمغرب ولكنَّه لا يُساوي عِنْدَ اللهِ جناح بعوضة.
ما قيمة هذا الثَّناء إذا كان العبد لا قيمة له عند الله، وفي حساب الآخرة.
في الأحاديث الواردة عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ) وعن أهل بيته (عليهم السَّلام) (أنَّ العالم الذي يطلب بعلمه الدُّنيا لا يشم رائحة الجنَّة، وليس له نصيبٌ في الآخرة)
•رُوي أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: «أوحى اللهُ إلى بعض الأنبياء (عليهم السَّلام) قال:
«قُلْ للَّذين يتفقَّهُون لغير الدِّين، ويتعلَّمون لغير العمل، ويطلبون الدُّنيا بعمل الآخرة، يلبسون للنَّاسِ مُسوك الكباش وقلوبُهم كقلوب الذِّئاب، وألسنتُهم أحلى من العسل، وقلوبُهم أمرُّ من الصَّبر، إيَّايَ يُخادعون؟!، وبي يستهزءُون؟! لأتيحنَّ لهم فتنةً تذر الحليم حيرانًا». (حكم النبي الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) 1/326، الريشهري، ح1)
•وروي عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنَّه قال: «علماء هذه الأمَّةِ رجلان: فرجلٌ آتاه الله عِلْمًا فبذله للناسِ، ولم يأخذ طمعًا، ولم يشتر به ثمنًا، فذلك يُصلِّي عليه طير السَّماء، وحيتان الماء، ودوابُّ الأرض، والكرام الكاتبون، يقدم على الله تعالى سيِّدًا شريفًا حتى يرافق المرسلين، ورجلٌ آتاه الله عِلْمًا في الدُّنيا فضنَّ به على عباد الله، وأخذ عليه طمعًا، واشترى به ثمنًا، فذلك يأتي يوم القيامة مُلجمًا بلجام من نارٍ وينادي منادٍ على رؤوس الخلائق: هذا فلان بن فلان آتاه الله عِلْمًا في الدُّنيا فضَّن به عن عباد الله، وأخذ عليه طَمَعًا، واشترى به ثمنًا، يُعذَّب حتَّى يفرغ الله من حساب الخلق». (شرح أصول الكافي 2/259، صدر الدين الشيرازي)

هنا سؤال كبير يُطرح وهو:
•هل يجوز لعلماء الدِّين، وخطباء المنبر الحسينيِّ أنْ يطلبوا أجورًا ماديَّة مقابل ما يبذلونه من جهود علميَّة وتبليغيَّة ومجالس حسينيَّة؟
هنا أذكر نص ما أورده المرجع الديني آية الله العظمى السَّيد السِّيستاني في (منهاج الصَّالحين) الجزء الثاني من (كتاب الإجارة)
المسألة 475:
“لا بأس بأخذ الأجرة على ذِكر مصيبة سيِّد الشُّهداء (عليه السَّلام)، وفضائل أهل البيت (عليهم السَّلام)، والخطب المشتملة على المواعظ، ونحو ذلك، ممَّا له فائدة عقلائيَّة دينيَّة أو دنيويَّة”.
المسألة 476:
“لا تجوز الإجارة على تعليم الحلال والحرام وتعليم الواجبات مثل الصَّلاة والصِّيام وغيرهما ممَّا هو محل الابتلاء على الأحوط وجوبًا، وأمَّا إذا لم يكن محل الابتلاء فلا بأس بالإجارة على تعليمه وإن كان الأحوط استحبابًا تركها”.
نفهم من هاتين المسألتين أنَّ هناك نوعين من (الوظائف التعليميَّة الدِّينيَّة):
النوع الأول: تعليم الواجبات والضرورات الدِّينيَّة
هذه الوظيفة يجب أنْ يمارسها كلُّ المؤهَّلين من علماء وخطباء وأساتذة، ولا يجوز لهؤلاء أنْ يطلبوا أجورًا مقابل أداء هذه الوظيفة، نعم لا مانع أنْ تُدفع لهم (مساعدات ومكافآت) من الحقوق الشرعيَّة، أو من الجهات الخيريَّة.
النوع الثاني: التثقيف الدِّيني العام
والذي لا يدخل ضمن (الواجبات)، وهذا ما يمارسه علماء وخطباء وكفاءات علميَّة وثقافيَّة، وينتظم ضمن هذا النوع (مجالس العزاء)، فيجوز لمن يمارس هذا التثقيف العام، ولمن يقرأ مجالس العزاء على الإمام الحسين (عليه السَّلام)، أو على أهل البيت (عليهم السَّلام) أنْ يطلب أجورًا مقابل أداء هذه الوظيفة.
وهنا ملاحظتان تتصلان بخطباء المنبر الحسينيِّ
الملاحظة الأولى: الخطباء المؤهَّلُون، والذي يمارسون أدوارهم المنبريَّة على أكمل وجه، وبدرجات عالية من الإخلاص، والتَّفاني في خدمة الإمام الحسين (عليه السَّلام)، وفي خدمة أهل البيت (عليهم السَّلام)، هؤلاء لا يُقدَّر عطاؤهم بثمن، وهذا لا يعني أنْ يُتصَرَّف في أموال المآتم بلا حدود، ولا ضوابط شرعيَّة.
الملاحظة الثانيُة: مطلوبٌ السّمو بمقام المنبر الحسينيِّ، وبقداسته، وأنْ لا نُخضعه للمساومات التجاريَّة ممَّا يهبط بقيمته الرُّوحيَّة والإيمانيَّة.
إلى هنا كان الحديث عن ضرورة أنْ يكون علماء الدِّين وخطباء المنبر الحسينيِّ (ربَّانيِّين) يملكون درجات عالية من الإخلاص لله سبحانه.

مؤهِّلات أخرى ضرورية للعلماء والخطباء
وهناك مؤهَّلات أخرى ضروريَّة جدًّا تتمثَّل في:
(1)المؤهِّلات الأخلاقيَّة:
فمطلوبٌ من العلماء والخطباء أنْ يكونوا (مُثُلًا عليا) في القِيَم والأخلاق.
أنْ يملكوا درجات عالية من الصِّدق والأمانة والعفَّة والوفاء والتواضع والصبر وتحمُّل الأذى.
تفقد هذه المواقع (أدوارها) إذا فقدت هذه (المُثُل والقِيَم)، أيُّ قيمة لعالم أو خطيب لا يكون صادقًا، ولا أمينًا، ولا عفيفًا ولا وفيًّا، ولا متواضعًا، ولا صابرًا.

(2)المؤهِّلات السُّلوكيَّة (التقوى والورع)
وهنا يتمركز التأثير الفاعل لدور الخطاب الدِّيني، فمتى غاب هذا الشرط فقد الخطاب دورَه وتأثيرَه، بل كان مردُوده سلبيًّا ومُدمِّرًا.
الدُّعاةُ إلى الله، العلماءُ، الخطباء، المُبلِّغون، الموجِّهُونَ، إذا أرادُوا أنْ يصنَعُوا تقوى النَّاس يجب أنْ يكونُوا على درجةٍ عاليةٍ من التَّقوى، وإذا أرادوا أنْ يَصنعُوا ورعَ النَّاسِ يجب أن يكونُوا على درجةٍ عاليةٍ من الورَعِ، وإذا أرادُوا أنْ يصنَعُوا صلاحَ النَّاسِ يجب أنْ يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من الصَّلاح وإذا أرادوا أنْ يَصنعُوا نظافةَ النَّاسِ فيجب أنْ يكونُوا على درجةٍ عاليةٍ من النَّظافة.
أمَّا اذا انخفض مستوى التَّقوى والورع والصَّلاح والنَّظافة فسوف يفقد هؤلاء الدُّعاةُ والعلماءُ والخطباء والمبلِّغُونَ والموجِّهُونَ القدرة على التأثير في النَّاس، وفي دين النَّاسِ، وفي سلوك النَّاس.
والكارثةُ كلُّ الكارثة حينما يتناقض القول والفعل لدى حملةِ الخطاب الدِّيني، هنا الدُّور المدمِّر، هنا التأسيس لخطِّ الانحراف، للفساد لانتشار المعاصي والمنكرات.
هذا التناقض يُشكِّل ازدواجية خطيرة.
وقد حذَّر القرآن من هذه الازدواجية، حيث نقرأ قوله تعالى في سورة (الصف: 3)
•{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}. (الصَّف/ 2-3)
هذا خطاب لكلِّ المؤمنين، وفي كلِّ مواقعهم.
فكيف إذا كانوا دُعاةً، وعلماءَ، وخطباءَ، ومبلِّغين، وموجِّهين، ومعلِّمين.
وقد حذَّرت كلمات النبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وكلمات الأئمَّة (عليهم السَّلام) مِن عاقبة مَنْ وصف عدلًا ثمَّ خالفه، مَنْ دعا إلى تقوى ثمّ لم يكن تقيًا، مَنْ دعا إلى صلاح ومارس فسادًا، مَنْ دعا إلى خير ولم يفعله.
•في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: «يطِّلعُ قومٌ من أهل الجنَّة على قومٍ من أهل النَّار فيقولون: ما أدخلكم النَّار وقد دخلنا الجنَّةَ لفضلِ تأديبكم وتعليمكم؟! فيقولون: إنَّا كنَّا نأمر بالخير ولا نفعلُه». (بحار الأنوار 74/78، المجلسي، ح3)

•وفي كلمة أخرى له (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: «مررت ليلة أُسرِيَ بي بأقوامٍ تُقرض شفاهُهم بمقاريض من نارٍ، قلت: مَنْ هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: خطباء أمَّتك الَّذين يقولون ما لا يفعلون». (ميزان الحكمة 3/308، الريشهري، 2896)

•في الكلمة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) قال: «قصم ظهري عالمٌ متهتِّك وجاهلٌ متنسِّك، فالجاهل يغشُّ النَّاسَ بتنسُّكه، والعالم ينفِّرهم بتهتُّكه». (ميزان الحكمة 3/305، الريشهري، 2892)

•في الكلمة عن الإمام الباقر (عليه السَّلام) قال: «إنَّ أشدَّ النَّاس حسرةً يوم القيامة الَّذين وصفوا العدل ثمَّ خالفوه وهو قول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ …} (الزُّمر/ 56)». (ميزان الحكمة 3/307، الريشهري، 2895)

•وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) قال: «في قول الله عزَّ وجلَّ: {… إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء …} (فاطر/ 28) يعني بالعلماء مَنْ صدَّق فعلُهُ قولَهُ، ومَنْ لم يُصِّدقْ فعلُهُ قولَهُ فليس بعالم». (الكافي 1/84، الكليني، باب صفة العلماء/ ح2)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى