الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

من هو السفياني؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين…


جاء في آخر توقيعٍ للإمام المهديّ عليه السلام بواسطة السفير الرابع عليّ بن محمدٍ السمري قوله: «وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر».
قلنا: أنّ المشاهدة – هنا- تعني «ادعاء السفارة والنيابة الخاصة» وهذا ادّعاءٌ باطلٌ وقد أجمع علماء الشيعة على وجوب تكذيب من يدّعي «السفارة» في عصر الغيبة الكبرى لذلك تصدّى الفقهاء في كلّ الأزمنة لأيّ مدّع لهذا الموقع، وأصدروا الفتاوى المشدّدة في مواجهة هذا اللون من الادعاءات الكاذبة…


هنا سؤال يطرح: لماذا حدّد التوقيع الأمر بظهور السفياني وحدوث الصيحة «فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّابٌ مفتر»؟
هذا يعني: أنّ ادّعاء المشاهدة إذا حصل بعد خروج السفياني والصيحة فلا يشمله هذا الوصف بالكذب والافتراء..


الجواب:
إنّ خروج السفياني والصيحة من العلامات المقارنة لظهور الإمام المهديّ، فمن الطبيعي أن يكون للإمام المهديّ عليه السلام «وكلاء ونوابًا وسفراء» في تلك المرحلة، فمن ادّعى النيابة في ذلك الوقت لا يُكذّب ولكن يطالب بالدليل والبرهان…


من المعارك التي سوف يخوضها الإمام المهديّ وأنصاره هي المعركة مع (السفياني)


من هو السفياني؟
هو زعيمٌ سياسيّ، ينتمي إلى الإسلام إلاّ أنّه يمثّل الإسلام التحريفي، يمارس أبشع ألوان الظلم وهتك الحرمات وسفك الدماء. وإباحة المحرمات…
في بعض الروايات أنّه «يقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان».
وفي حديثٍ: «إنّك لو رأيت السفياني، لرأيت أخبث النّاس، أشقر، أحمر، أزرق، يقول: يا ربّ ثاري ثاري ثمّ النار».
وهناك رأيٌ آخر يحاول أن يفهم (السفياني) فهمًا رمزيًا، فالسفياني يمثّل خط الانحراف في الوسط الإسلاميّ، ويندرج في ذلك كلّ الرموز والقوى والحركات والكيانات المنحرفة في داخل مجتمعات المسلمين…
كما أنّ الدّجال يمثّل الخط المعادي للإسلام الكافر بالدين…
إذن أمامنا تصوران للسفياني:
التصور الأول: أنّه يمثل شخصًا معينًا له اسمه ونسبه ومواصفاته…
التصور الثاني: أنّه يمثل خطًا انحرافيًا يتجسّد في أكثر من شخص، وأكثر من حركة وأكثر من كيان…
من الملاحظات الملفتة للنظر: أنّ المصادر السنية لم يرد فيها أيّ ذكرٍ للسفياني، وإنّما تحدّثت بشكلٍ واسع عن الدجال..
أمّا المصادر الشيعيّة فركّزت كثيرًا على أخبار السفياني… وأمّا الدّجال فلم يرد إلاّ قليلاً في هذه المصادر…
كيف تبدأ المواجهة بين الإمام المهديّ وجيش السفياني؟
هذا ما نحاول الإجابة عنه في الحديث القادم – بإذن الله تعالى-

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى