الأرشيفملف شهر رمضان

موائد الإيمان (2)شهر الاغتسال من الخطايا، والذُّنوب!

شهر الاغتسال من الخطايا، والذُّنوب!

السَّلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.
شهر الله، هذا الشَّهر الكريم، الشَّهر المبارك، شهر الرَّحمة والمغفرة والرِّضوان، شهر نغتسل فيه من الخطايا، والذُّنوب.

إذا لم نستطع أنْ نغتسل من خطايانا، وذنوبنا، ومعاصينا في هذا الشَّهر، ففي أيِّ شهر سوف نغتسل؟!
سنعجز أنْ نغتسل في أيِّ شهر آخر إذا ما عجزنا أنْ نغتسل في شهر الله.

إذًا، في هذا الشَّهر نغتسل من الخطايا، والذُّنوب.
القيمة الكبرى للصِّيام
القيمة الكبرى للصِّيام أنْ نعيش الطَّهارة الرُّوحيَّة.
هناك طهارة يا أحبَّائي، طهارة حسِّيَّة، وهناك طهارة روحيَّة.

نحن نتوضَّأ، وهذا الوضوء في ظاهره طهارة حسِّيَّة، فنغسل الوجه بالماء، ونغسل اليدين، ونمسح الرَّأس، ونمسح القدمين، هذه ممارسات حسِّيَّة، وهذا غسل حسِّيٌّ، ووضوء حسِّيٌّ، لكن لهذا الوضوء مضمونًا روحيًّا.
الوضوء في مضمونه الحقيقيِّ هو المضمون الرُّوحيِّ.
أنت تتوضَّأ، تتطهَّر روحيًّا
أنت عندما تتوضَّأ، يعني أنَّك تتطهَّر روحيًّا.
وأنت عندما تغتسل، يعني أنَّك تتطهَّر روحيًّا، فالغسل في ظاهره عمليَّة حسِّيَّة، فمثلًا تغسل الرَّأس، وتغسل الجانب الأيمن، وتغسل الجانب الأيسر، وتغسل الجانب الأيسر، كما يوجد غسل جنابة، وغسل جمعة، وهذه الأغسال المعروفة، فهذه مظاهر حسِّيَّة، إلَّا أنَّها في مضمونها الحقيقيِّ، هي مظاهر ذات مضمون روحيٍّ، إذ بالاغتسال أنت تتطهَّر روحيًّا!

ولذا جاء في بعض الكلمات – كلمات الأئمَّة (عليهم السَّلام) – كما في حديث الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) للشِّبليِّ – يذكر هذا الحديث الشَّيخ النُّوريُّ في مستدركه( ) (مستدرك الوسائل 10/166، ميرزا حسين النُّوري الطبرسي) -، وهو وإنْ كان حديثًا مرسلًا إلَّا أنَّ بعض الأعلام يذكرونه في كتبهم أيضًا:
الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) يسأل الشِّبليَّ: «أنزلتَ الميقات، وتجرَّدت عن مخيط الثِّياب، واغتسلت»؟
هل اغتسلت غسل الإحرام؟
فأجاب الشِّبليُّ: نعم، يا ابن رسول الله!
ثمَّ سأله الإمام (عليه السَّلام): «فحين اغتسلت نويت أنَّك اغتسلت من الخطايا، والذُّنوب؟»؛ لكي نعرف المضمون الحقيقيَّ لأي غسل هو مضمون روحيٌّ.
فأجاب الشبليُّ: لا!
فأجابه الإمام (عليه السَّلام): «فما نزلت الميقات، ولا تجرَّدت عن مخيط الثِّياب، ولا اغتسلتَ»!
الغسل هو الغسل من الخطايا والذُّنوب، وليس هو مجرَّد صبِّ كمِّيَّة من الماء على البدن.

إنَّ صبَّ الماء على البدن ليس له قيمة كبيرة جدًّا، وإنَّما القيمة والمضمون الحقيقيِّ لهذا الماء الذي أصبُّه على بدني، وهي أنَّني أغتسل من الخطايا والذُّنوب!
ويواصل الإمام (عليه السَّلام): «…، فحين اغتسلت نويت أنَّك اغتسلت من الخطايا، والذُّنوب؟، …، فحين تنظَّفت، وأحرمت، وعقدت الحج، نويت أنَّك تنظَّفت بنورة التَّوبة الخالصة لله تعالى؟، …».
إنَّ هذا هو المضمون الحقيقيُّ للغُسل.
لذلك، فإنَّ الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) في مصباح الشَّريعة يقول – انتبهوا -: «ثمَّ اغسل بماء التَّوبة التَّوبة الخالصة ذنوبك». (مصباح الشَّريعة ومفتاح الحقيقة، الصَّفحة 163، منسوب للإمام الصَّادق عليه السَّلام)
إذًا، أقول يا أحبَّائي: إنَّ هذا الشَّهر هو الشَّهر الذي نغتسل فيه من الخطايا والذُّنوب!
إنَّا مُحمَّلون بذنوب كثيرة!
لا يوجد أحد يقول: ليس عندي ذنوب!، إلَّا المعصوم (عليه السَّلام).

إذًا نحن محمَّلون بذنوب ومعاصي، فإذا جاء هذا الشَّهر، فلنقدِّم ذنوبنا، ومعاصينا بين أيدينا، ونقول: يا ربِّي، هذه ذنوبي، هذه معاصيِّي، هذه موبقاتي، هذه خطاياي، فتفضَّل عليَّ برحمتك.
وتفضَّل عليَّ بلطفك.
وتفضَّل عليَّ بكرمك.
ضعوا في كلِّ لحظة من هذه اللحظات بين يدي ربِّكم هذه الخطايا والذُّنوب، ستجدون ربًّا غفورًا رحيمًا ودودًا.
إنَّ ربَّكم رحيم.
وإنَّ ربَّكم توَّاب.
وإنَّ ربَّكم غفور.
فضعوا بين يدي ربِّكم ذنوبكم.
في هذا الشَّهر لنضع كلَّ خطايانا، وكلَّ ذنوبنا بين يدي الله (عزَّ وجلَّ).
إذًا، نحن في هذا الشَّهر نغتسل من الخطايا والذُّنوب.
والخطر الخطر يا أبنائي، أنْ نذنب في هذا الشَّهر!
إنَّنا جئنا محمَّلين بذنوب من أشهر ماضية، والمفروض أنْ نمسحها في هذا الشَّهر، لا أنْ نضيف ذنوبًا جديدة في شهر الله!
حذارِ، حذارِ من المعصية في شهر الله!
ما أخطر المعصية، وما أخطر الذَّنب في شهر الله!
فحذارِ حذارِ من أنْ نتلوَّث في شهر الطُّهر، وشهر النَّقاء، وشهر المغفرة.

بعض آثار الذُّنوب الخطيرة!
إنَّ الذُّنوب لها آثار خطيرة يا أحبَّائي، ودعوني أذكر لكم بعض هذه الآثار الخطيرة من الذُّنوب – لا من أجل أنْ نخلق يأسًا، إذ أنَّ رحمة الله مفتوحة، وباب كرمه مفتوح، ولكن من أجل أنْ نلتفت إلى أنفسنا في شهر الله، وحتَّى نبدأ مشروع التَّوبة الحقيقيَّة، ونبدأ مشروع التَّحرُّر من المعاصي والذُّنوب، ونبدأ مشروع مواجهة الشَّيطان في شهر الله -، فالذُّنوب لها آثار خطيرة جدًّا، ومن آثارها:
الأثر الأوَّل – من آثار الذُّنوب والمعاصي هو -: اسوداد القلب

إنَّ القلب يسودُّ من المعاصي!
هذا القلب الذي النَّقيُّ الذي خلقه تعالى أبيضَ صافيًا نقيًّا يتلوَّث من كذبة!
من غِيبة!
من نظرة مُحرَّمة!
من بهتان!
من فاحشة!
أيُّ معصية يمارسها الإنسان تُشكِّل نقطة سوداء في القلب، يقول الله في كتابه المجيد: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (سورة المطففين: الآية 14).
الرَّين!

ما هو الرَّين؟
هو هذا الغشاء الأسود القاتم على القلب، فإذا صدرت معصية يصبح نقطة سوداء!
روى المجلسيُّ في البحار: «…، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السَّلام)، يقول: إذا أَذْنَبَ الرَّجل خَرَج في قلبه نكتة سوداء، فإنْ تاب انمحت، وإنْ زاد زادت حتَّى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبدًا»! (بحار الأنوار 70/327، العلَّامة المجلسي).
فـ«إذا أذنب الرَّجل، …»، مثل: كذب كذبة، اغتاب، بهت، ظلم.

«… خرج في قلبه نكتة …»، هذا القلب الأبيض، الصَّافي، النَّقي، الذي خلقه الله نقيًّا، صافيًا، فإذا أذنب صاحبه ذنبًا واحدًا تصبح نكتة سوداء فيه!
«إذا أَذْنَبَ الرَّجل خَرَج في قلبه نكتة سوداء، فإنْ تاب …»
واستغفر، ورجع إلى الله، وندم على ما فات انمحت تلك النكتة السَّوداء من قلبه، ورجع القلب صافيًا أبيض، إذ «…، فإنْ تاب انمحت، …» هذه النكتة السَّوداء من القلب، ولكن «…، وإنْ زاد زادت، …»!، فإنْ ارتكب معصية، كذَّب، أو ولم يتب بقيت النكتة السَّوداء.
إذا اغتاب تزيد مساحة هذه النكتة السوداء!
إذا جاء ببهتان تزيد مساحة هذه النكتة السَّوداء!
«…، فإنْ تاب انمحت، وإنْ زاد زادت حتَّى تغلب على قلبه، …»!، فتصبح مساحة القلب كلُّها سوداء نتيجة المعاصي، ونتيجة الذُّنوب، وعندئذٍ: «…، حتَّى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبدًا»!، فإذا وصل القلب إلى مستوى (الرَّين)، فهذه مسألة صعبة جدًّا!
ولذا يجب أنْ لا يصل القلب إلى هذه المرحلة، إذ أنَّها مرحلة خطيرة جدًّا، فلا بدَّ من أنْ نتدارك المعصية، ونتوب.

وجاء في (علل الشَّرائع) عن الإمام عليٍّ (عليه السَّلام): «ما جفَّت الدُّموع إلَّا لقسوة القلوب، وما قَسَت القلوب إلَّا لكثرة الذُّنوب». (بحار الأنوار 70/354، العلَّامة المجلسي).

فإذا لم يكن لديَّ خشوع، ولا توجُّه، فإنَّ القلوب تصبح قاسية نتيجة تلك المعاصي.

إذًا هذا هو الأثر الأول من آثار الذُّنوب وهو تلوث القلب، واسوداد القلب، ورين القلب.
الأثر الثَّاني – من آثار الذُّنوب -: الكسل العباديُّ
إنَّ القرآن الكريم يقول: ﴿… وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى …﴾ (سورة النِّساء: الآية 142).
فمَن يُصاب بالكسل العباديِّ، لا تكون لديه حيويَّة!
ولا يكون لديه عشق للصَّلاة!
ولا يكون لديه عشق لتلاوة القرآن الكريم!
ولا يكون لديه عشق للمساجد.
ولا يكون لديه عشق للذِّكر.
لماذا؟!

وما هو سبب هذا الكسل: ﴿… وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى …﴾ (سورة النِّساء: الآية 142)؟
لماذا هذا الكسل في الصَّلاة؟
لماذا هذا الكسل في العبادة؟
لماذا هذا النُّضوب في التَّوجُّه العباديِّ؟
السَّبب وراء ذلك هو المعاصي!
إنَّ من أهم الأسباب – ولا أقول هو السَّبب الوحيد – لهذا الكسل العباديِّ هو الذُّنوب والمعاصي.
جاء في الحديث: «كيف يجد لذَّة العبادة مَن لا يصوم عن الهوى» (عيون الحكم والمواعظ، الصَّفحة 384، علي بن محمَّد الليثي الواسطي).
إنَّي أصلِّي، ولكنَّني لا أحسُّ بلذَّة الصَّلاة!
أحضر إلى المسجد، ولكنَّني لا أحسُّ بلذَّة ذلك!
واللَّذة – هنا -: هي حالة نشوة روحيَّة.
انظر، هل أنَّك تعيش لذَّة وأنت تصلِّي؟
فإذا كنت تعيش ذلك، فأنت بخير ولله الحمد.
فعندما تعيش لذَّة في الصَّلاة، ولذَّة في حضور المسجد، ولذَّة في تلاوة القرآن، فأنت بخير، واحمد الله على ذلك.
وإذا وجدت نفسك متكدِّرة، ولا تعيش نشوة روحيَّة، ولا لذَّة روحيَّة، ولا عشقًا للعبادة، فاعلم أنَّ هناك خللًا داخليًّا يجب أنْ تعالجه!

اسأل نفسك: لماذا لا أحسُّ بلذَّة عندما أصلِّي، فالصَّلاة باتت صلاة رَتيبة – روتينيَّة -، ومجرد تكليف، لأنَّني إذا لم أصلِّ فإنَّ الله تعالى سيعاقبني، ولا أعيش إحساسًا أكثر من ذلك؟!
لا أمتلك عشقًا للصَّلاة!، لا أمتلك ما ورد عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «يقول لبلال: يا بلال، أقم الصَّلاة، أرحنا بها». (سنن أبي داود 2/474، سليمان بن الأشعث السجستاني).
إنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول – عندما تصيبه حالات العناء والتَّعب -: «يا بلال، أقم الصَّلاة، أرحنا بها»!

أي (أذِّن يا بلال) حتى نرتاح قليلًا، وننقطع إلى الله، ونتوجه إلى الله، ونذوب في الله.
هذا هو الإنسان الذي يملك قلبًا مفتوحًا على الله، وروحًا هائمة بحب الله، وبحب العبادة.
إذًا، الذُّنوب والمعاصي تخلق هذا الجفاف الرُّوحيَّ، وهذا الكسل العباديَّ.

الحديث في (غرر الحكم) عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «مَن أكل الحرام اسودَّ قلبه، وضعفت نفسه، وقلَّت عبادته»!
فـ«مَن أكل الحرام، …» هي لقمة حرام!
اللُّقمة الحرام ليس معناها – فقط – أنْ يشرب أحدهم خمرًا!، أو يأكل مِيتةً!
لربما المال الذي اشتريت به اللقمة هو حرام!
أو الكسب حرام!
فتكون النَّتيجة: أنا أكلت لقمة حرام من مال حرام، من غصب، وبأيِّ وسيلة من الوسائل غير المشروعة.
«مَن أكل الحرام اسودَّ قلبه، وضعفت نفسه، وقلَّت عبادته»، فانظر إلى الحرام ماذا يصنع؟!
إذًا الكسل العبادي أثر من آثار المعاصي والذنوب.

الأثر الثَّالث – من آثار المعاصي والذُّنوب -: الحرمان من صلاة اللَّيل
إنَّ صلاة اللَّيل هي توفيق ربَّانيٌّ كبير، وليس كلُّ أحد يتوفَّق إليها.
لربما نحبُّ صلاة اللَّيل – ولا يوجد أحدٌ لا يتمنَّى أنْ يصلِّي صلاة اللَّيل – ولكن هل يتوفَّق إلى إقامتها؟، فهذه مسألة أخرى!
إنَّني أحبُّ صلاة اللَّيل، ولكن هل أتوفَّق لإقامتها؟
هذه الصلاة العظيمة جدًّا، التي لم يرد ثناء في القرآن الكريم، وفي النُّصوص الشَّريفة على شيئ كما ورد في صلاة اللَّيل!!

لم يرد – إطلاقًا – على غيرها كما ورد فيها!
لم يرد شيئ في النُّصوص يؤكِّد على قيمة أمر آخر كما ورد في صلاة اللَّيل.
اقرؤوا القرآن الكريم، فهو مليئ بذكرها!
ولذا ورد في الحديث: «…، عن أبي عبد الله (عليه السَّلام)، قال: ما من عمل حسن يعمله العبد إلَّا وله ثواب في القرآن إلَّا صلاة اللَّيل، فإنَّ الله لم يبيِّن ثوابها لعظيم خطره عنده، فقال: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (سورة السجدة: الآية 16 – 17)»، (وسائل الشِّيعة 8/164، الحر العاملي).

فالقرآن الكريم ورد فيه ثواب كلِّ عمل وأجره إلَّا صلاة اللَّيل لم يُحدِّد أجرها وثوابها لعظمتها!
لا حظوا الآية القرآنيَّة ماذا تقول؟
الله يقول في القرآن الكريم: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ …﴾ (سورة السجدة: الآية 16).
ما معنى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ …﴾؟
يعني: يقومون عن فُرشهم.
يبعِدون جنوبهم، وأجسادهم عن المضاجع.
يقومون من فرشهم.
الله تعالى يخاطب ملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي قام من فراشه في أحلى أوقات لذَّة نومه – خاصَّة الثلث الأخير من الليَّل، الوقت الذي يستغرق فيه الإنسان النَّوم الكثير، وهو وقت لذَّة النَّوم، حيث في هذا الوقت ينفض العبدُ غبار النَّوم ويقوم من فراشه -.

انظروا إلى عبدي قام من فراشه في أحلى أوقات لذَّة نومه – وهذا مضمون نص الحديث – وليس نصَّه – لأمر لم أوجبه عليه، ولم أقل له أنَّ صلاة اللَّيل واجبة، ومع ذلك تمرَّد على النَّوم، وعلى الكسل، فقام وأسبغ وضوءه، وصفَّ قدميه، يدعو، ويناجي، ويتضرَّع، ويبكي، فاشهدوا يا ملائكتي، أنِّي قد غفرت له!
«قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): إذا قام العبد من لذيذ مضجعه، والنُّعاس في عينه؛ ليرضى ربَّه بصلاة ليله، باهى الله به الملائكة، وقال: أَمَا تَرون عبدي هذا، قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم أفرضها عليه، اشهدوا أنِّي قد غفرت له». (وسائل الشِّيعة 8/157، الحر العاملي).

﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ (سورة السجدة: الآية 16)، فما الذي أعدَّه الله تعالى لمثل هؤلاء؟
الآية تقول: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (سورة السَّجدة: الآية 17).
﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ …﴾: يعني أنَّ تعالى يقول: أنا لم أحدِّد لكم ما الذي أعددته لهم!
لا نعلم ما الذي أعدَّه الله سبحانه لعبَّاد اللَّيل!
لا نعلم، أهي أنهار، أم حور عين، فهذه كلُّها مذكورة في القرآن الكريم!

﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ …﴾، أي: يوجد شيئ أكبر من حور العين، وأكبر من الأنهار، وأكبر من الأشجار، وأكبر وأكبر!
هل هو مقامات خاصة للقرب من الله تعالى؟!
لا نعلم ولا ندري ما الذي أعدَّه الله تعالى لعبَّاد اللَّيل: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

إذًا، هذه هي صلاة اللَّيل العظيمة جدًّا، فإنَّه يُحرم منها مَن يرتكب معصية!
لربما يصلِّي أحدنا صلاة اللَّيل إلَّا أنَّه في ليلة من اللَّيالي نام ولم يستيقظ لإقامتها، فيقول: لقد غلبني النَّوم!، إلَّا أنَّ ذلك حدث بسبب معصية جعلته محرومًا من صلاة اللَّيل!

بسبب معصية حُرم من صلاة اللَّيل!
ولذا «جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنِّي قد حُرمت الصَّلاة باللَّيل!
فقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): أنت رجل قد قيَّدتك ذنوبك». (الكافي 3/450، الشَّيخ الكليني).
جاء الرَّجل إلى أمير المؤمنين (عليه السَّلام) قائلًا: «إنِّي قد حُرمت الصَّلاة باللَّيل!»، فكلَّما أردت الإتيان بصلاة اللَّيل لا أقدر على ذلك، ولا أتوفَّق لها!
يأخذني النَّوم، أو أنشغل عنها، فأنا غير موفَّق لصلاة اللَّيل!

فأجابه أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «أنت رجل قيَّدتك ذنوبك»!
ابحث، وفتِّش ستجد أنَّ هناك معاصي قد قيَّدتك عن قيام اللَّيل.
تحرَّر من هذه المعاصي، وفكَّ القيود، سترى عندها توفيقًا لصلاة اللَّيل.
فالأثر الثَّالث من آثار الذُّنوب هو الحرمان من قيام اللَّيل.

الأثر الرَّابع – من آثار الذُّنوب -: الحرمان من فيوضات العلم الرَّبانيِّ
يوجد علم ربَّانيٌّ!
ما معنى العلم الرَّبَّانيُّ؟
فليس كلُّ علم هو علم رَّبَّانيٌّ!
لربما أصبح عالم ذرَّة.
أو عالم فضاء.
أو عالمًا عملاقًا في الطِبِّ.
إلَّا أنَّه ليس كلُّ علم هو علم ربَّانيٌّ.
العلم الرَّبَّانيُّ هو العلم الذي يقود إلى الله تعالى!
قد يكون علم الذَّرة يقودني إلى الله (عزَّ وجلَّ)، فيصير علمًا ربَّانيًّا.
قد يكون علم الطِّبِّ يقودني إلى الله (عزَّ وجلَّ)، فيصير علمًا رَّانيًّا.
فأي علمٍ يقود إلى الله تعالى، ويفتح إشراقات روحيَّة، ويفتح إشراقات إيمانيَّة، فهذا نسمِّيه علمًا ربَّانيًّا.
ويوجد علم غير ربَّانيٍّ، ولا يقود إلى الله تعالى، ولا يُقرِّب الإنسان من الله سبحانه إلَّا أنَّه قد يكون فيه نفع للإنسان!

إنَّ المعصية تحرم الإنسان من العلم الرَّبَّانيِّ ﴿… وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ …﴾ (سورة البقرة: الآية 282).
انظر إلى مدى علاقة التَّقوى بالعلم.
إنَّ القرآن الكريم يقول: ﴿… وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ …﴾!

ترى أناس غير متَّقين، وعندهم علم، إلَّا أنَّ الآية تتحدَّث: ﴿… وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ …﴾، إذ أنَّ العلم الرَّبَّانيَّ مرتبط بالتَّقوى، وبالقدر الذي تكون فيه متَّقيًا اللهَ تعالى، فإنَّه يفتح عليك آفاق العلم الرَّبَّانيِّ.
ليس شرطًا أنَّ العلم الرَّبَّانيَّ أنْ يصير الفرد فقيهًا، أو مجتهدًا، إذ من الممكن أنْ يكون عند كنَّاس علم ربَّانيٌّ، وإفاضات وإشراقات ربَّانيَّة.

جاء في (مستدرك سفينة البحار) عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «من أخلص لله (عزَّ وجلَّ) أربعين صباحًا جَرَت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه». (مستدرك سفينة البحار 2/357، الشَّيخ علي النَّمازي الشَّاهرودي).

فـ«مَن أخلص لله أربعين صباحًا، …» في صلاته، في عبادته، في أعماله – ولنحاول أنْ نخلص لله أربعين صباحًا – «…، جَرَت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه»!، فستراه يتحدَّث بالحكمة، بإخلاص.

لماذا تحدَّث لقمان بالحكمة؟
لأنَّه عبد أخلص لله تعالى، وآتاه الله سبحانه الحكمة، ذلك لأنَّ الحكمة لا تصدر إلَّا من قلب مخلص.
وهناك حديث برواية أخرى – كما في المحجَّة البيضاء -: «مَن أكل الحلال أربعين يومًا نوَّر اللَّه قلبَه، وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» (المحجَّة البيضاء في تهذيب الأحياء 3/204، الفيض الكاشاني).
وفي حديث آخر: «حرام على كلِّ عقل مغلول بالشَّهوة أنْ ينتفع بالحكمة». (عيون الحكم والمواعظ، الصَّفحة 233، علي بن محمَّد اللَّيثي الواسطي).

وفي الحديث – كما في ميزان الحكمة -: «…، إنَّ العبد ليذنب الذَّنب، فينسى به العلم الذي كان قد علمه». (ميزان الحكمة 2/995، محمَّد الرَّيشهري).
إذًا، الأثر الرابع من آثار المعاصي أنَّه يحرم الإنسان من فيوضات العلم الرَّبَّاني.

الأثر الخامس – من آثار المعاصي -: إنَّها تمنع قبول الأعمال
ماذا يقول القرآن الكريم؟
إنَّه يقول: ﴿… إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (سورة المائدة: الآية 27).
إنَّ الله تعالى يقبل صلاتك متَّقٍ.
ويقبل صيامك لأنَّك متقٍّ.
ويقبل حجَّك لأنَّك متَّقٍ.

إذا كنت أصلِّي وأنا مع ذلك أرتكب المعاصي والفواحش فلستُ متَّقيًا!
إنَّ الله تعالى – والحال هذه مع ارتكاب المعاصي والفواحش – لا يقبل صلاتي، ولا صومي!
ولا يقبل حجِّي!
كلمة ﴿… إِنَّمَا …﴾ في الآية الكريمة ﴿… إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ هي أداة حصر، ولذا فإنَّ الله لا يتقبَّل من غير المُتَّقين.

إنَّ المعصية تحول بين العمل والقَبول.
المعصية تمنع قَبول الأعمال!
جاء في الحديث: «عنه (صلَّى الله عليه وآله)، قال: مَن اغتاب مسلمًا في شهر رمضان، لم يؤجر على صيامه»! (مستدرك الوسائل 7/322، ميرزا حسين النُّوري الطبرسي).

حذارِ، حذارِ من الغِيبة أيُّها المؤمنون، خاصَّة في شهر الله!
الغِيبة محرَّمة في كلِّ وقت، وخطيرة جدًّا، حيث إنَّها تمسح الأعمال مسحًا، وتمنع من قَبول الأعمال، إذ: «مَن اغتاب مسلمًا في شهر رمضان، لم يؤجر على صيامه»!
إذًا، الأثر الخامس هو أنَّ المعاصي تصير حاجزًا.
أنت تقوم بأعمال لكن الغيبة تمنع من قَبول العمل، فلا يصل، ولا يرتفع، ويبقى محجوزًا في الأرض!

إنَّ الأعمال ترتفع للسَّماء الدُّنيا، ثم للسَّماء الثَّانية، ثمَّ للسَّماء الثَّالثة، ثم للسَّماء الرَّابعة إلى أنْ تصل الأعمال!
إنَّ الذي يغتاب، أو يمارس معاصيَ، فإنَّ عمله – مع ذلك – لم يتحرَّك من المساحة التي هو قائم يصلِّي فيها!، فلم يرتقِ لا لسماء الدُّنيا، ولا السَّماء الثَّانية، ولا السَّماء الثَّالثة، ولا السَّماء الرَّابعة!
إذًا، المعاصي تمنع قبول العمل!
الأثر السَّادس – من آثار المعاصي -: إنَّها تحرق الطَّاعات!

ما الفرق بين الأثر الخامس، والأثر السَّادس؟
إنَّ الأثر الخامس يفيد أنَّ المعصية منعت العمل – أصلًا – وليس مقبولًا!
أمَّا الأثر السَّادس، فإنَّ المعصية تأتي إلى الأعمال المقبولة، فتحرقها!
أنا قد كوَّنت – مثلًا – رصيدًا من الأعمال المقبولة – كمليارات من الحسنات المقبولة حصلت عليها – فتأتي معصية وتحرقها.
لقد كانت موجودة في رصيدي إلَّا أنَّه تأتي معاصي، فتحرق هذه الأعمال حرقًا!
ذلك لأنَّ المعاصي تحرق الطَّاعات.
جاء في الحديث: «قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): مَن قال: (سبحان الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة.

ومَن قال: (الحمد لله) غرس الله لها بها شجرة في الجنَّة.
ومَن قال: (لا إله إلَّا الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة.
ومَن قال: (الله أكبر) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة.

فقال رجل من قريش: يا رسول الله، إنَّ شجرَنا في الجنَّة لكثير. قال: نعم، ولكن إيَّاكم أنْ ترسلوا عليها نيرانًا فتحرقوها، وذلك أنَّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ (سورة محمَّد: الآية 33)» (الأمالي، الصَّفحة 705، الشَّيخ الصَّدوق).

فـ«مَن قال: (سبحان الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة»، إنَّ كلمة (سبحان الله) سهلة، ولكنَّها عظيمة، فماذا تعني؟
لربما لكثرة ترديدها على ألسنتنا أصبحنا لا نعرف ما هو مضمونها.

كلمة (سبحان الله) عظيمة جدًّا، فأنت حينما تقول: (سبحان الله)، فأنت تتذكَّر عظمة الخالق تعالى في هذا الكون.
كيف خلق الشَّمس؟!
كيف خلق النُّجوم؟!
كيف خلق الإنسان؟!
إنَّ كلمة (سبحان الله) تستبطن في داخلها استشعار عظمة الخالق تعالى، وعظمة هذا الكون.
كلمة (سبحان الله) هي كلمة سهلة إلَّا أنَّ مضمونها كبير!

الرسول (صلَّى الله عليه وآله) يقول: «مَن قال: (سبحان الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة»، فأنت كم مرَّة في اليوم تقول: (سبحان الله)؟، هل مائة مرَّة؟
هل ألف مرَّة؟
فأنت قد غرست لك أشجارًا في الجنَّة! – ولا نعلم ما المقصود بأشجار الجنَّة؟، فهل هي مثل أشجار الدُّنيا؟
لا!
إنَّ شجرة الجنَّة هي شجرة خاصَّة.
«ومَن قال: (سبحان الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة».
«ومَن قال: (لا إله إلَّا الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة».
إنَّ كلمة (لا إله إلَّا الله) هي كلمة التَّوحيد، ولا يوجد ما هو أعظم من كلمة (لا إله إلَّا الله).
إنَّها كلمة عظيمة، فعوِّد لسانك على كلمة (لا إله إلَّا الله)، وأنت على فراشك.
وأنت تمشي.
وأنت في عملك.
وأنت في أيِّ مكان عوِّد لسانك، فـ«…، قال: من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة، …» (ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، الصَّفحة 2).
إنَّ الإنسان في كلِّ لحظة هو مُعرَّض أنْ يأتيه أجلُه!، فدع لسانك لهجًا – دائمًا – بذِكر لا إله إلَّا الله.
«…، ومَن قال: (الحمد لله) غرس الله لها بها شجرة في الجنَّة.
ومَن قال: (لا إله إلَّا الله) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة.
ومَن قال: (الله أكبر) غرس الله له بها شجرة في الجنَّة».

لا شكَّ أنَّ هذا حديث جميل جدًّا!
ولذا قام أحد الصَّحابة مرتاحًا، فقال: «يا رسول الله، إنَّ شجرَنا في الجنَّة لكثير».
إنَّنا نكرِّر كثيرًا كلمة (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر)، إذا تقولها في اليوم مائة مرة، فكم يكون في الشهر؟ وكم يكون في السنة؟ وكم يكون في العشرين سنة؟، فكم يكون لك من وراء ذلك؟!
وبأيِّ قدر قد كوَّنت لك أشجارًا؟
«…، يا رسول الله، إنَّ شجرَنا في الجنَّة لكثير.
قال: نعم، ولكن إيَّاكم أنْ ترسلوا عليها نيرانًا فتحرقوها، …»
مقاطعات من الأشجار قد غرست لك في الجنَّة، ولكن يأتي حريق عليها – من الغِيبة، والبهتان، والظُّلم، والكذب – فيُذهب بها!!
وذلك أنَّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ (سورة محمَّد: الآية 33).
أنتم قد مارستم طاعة.
وقد مارستم صلاة جماعة.
وقرأتم قرآنًا.
وصلَّيتم صلاة ليل إلَّا أنَّكم ﴿… وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾.
إنَّ أضخم معطًى في هذا الشَّهر، وإذا أردنا أن نكون ناجحين في شهر الله تعالى، حصِّنوا أنفسكم ضد المعاصي والذُّنوب.

هذا أكبر معطًى في شهر رمضان.
فلربما لا أمتلك مالًا أنفقه في شهر رمضان، ولا لديَّ مقدرة على إفطار صائمين، ولا أمتلك قُدرات كثيرة – من التي يملكها غيري – إلَّا أنَّني أمتلك أنْ أُحصِّن نفسي ضد المعاصي والذُّنوب، فهذا أضخم عمل في شهر رمضان.

ما أعظم الأعمال في هذا الشَّهر، «…، قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام)، فقمت، فقلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال في هذا الشَّهر؟
فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشَّهر الورع عن محارم الله، …». (روضة المتَّقين في شرح من لا يحضره الفقيه 3/279، محمَّد تقي المجلسي الأوَّل).
للمعاصي، وللذِّنوب آثار أخرى سنتناولها في حديث قادم إنْ شاء الله.

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.

الأسئلة
الوصلة:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى