بيانات

مجازر صهيونية بمباركة دولية وعربية


بسم الله الرحمن الرحيم


مرة أخرى تبرز الوحشية الصهيونية بأجلى صورها، ويكشف هذا الكيان اللقيط من خلال مجازره المتكررة بحق أخوتنا في غزة، حجم الهمجية والعنصرية المتوارثة التي يحملها الصهاينة، داحضاً بذلك كلّ أوهام السلام التي يتشبث بها دعاة التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، ومؤكداً على خيار المقاومة سبيلاً لتحرير الأرض.
كان ولا يزال التأييد الدولي السافر والصمت العربي المخزي إزاء حصار غزة، الذي طال أمده كثيراً، بمثابة الضوء الأخضر للصهاينة لارتكاب أبشع الجرائم في غزة، ومن المتوقع أن يكون لردود الفعل الضعيفة من أنظمتنا أثرها العكسي، إذ سيراها العدو بمثابة التأييد والمباركة لاستمراره في جرائمه، فلذا نتوجه لزعماء هذه الأنظمة بمقولة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام): ((إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعراباً)).
إننا إذ ندين ونستنكر هذه الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، ندعو الأمة العربية والإسلامية بجميع شرائحها للقيام بواجبها الديني والأخلاقي، والنهوض لإبراز موقفها الرافض والمستنكر لهذه الاعتداءات الأثيمة، والتنديد بالصمت الرسمي إزاءها، وأن تمارس الضغط على حكّامها للقيام بدور يتناسب وحجم جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو، فلا تكتفي بمجرد الشجب والتنديد أو المطالبة بوقف العدوان، إذ أقل ما تنتظره الأمة من موقف تجاه هذا العدوان البربري هو قطع جميع صور العلاقة مع هذا الكيان الإرهابي، والإقدام على فتح المعابر لغزّة، وتقديم أشكال العون التي تمكّن أهلها من الصمود والمقاومة والحياة بعزّة وكرامة.
وإننا إذ نعزي أهلنا في غزة لسقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى، نشدّ على أيديهم خلال هذه المحنة العصيبة التي يمرون بها، مؤكدين دعمنا ومساندتنا لهم في مواجهة العدوان الصهيوني البربري، ونحن على يقين من فشل العدو الصهيوني ومن ورائه الشيطان الأكبر، وكل من يراهن على كسر شوكة المقاومة، وسيسقط الجبروت الصهيوني في غزّة كما سقط في لبنان، وستخرج غزّة من تحت الركام منتصرة شامخة، تحقيقاً للوعد القرآني: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.


المجلس الإسلامي العلمائي
29 ذي الحجة 1429هـ
الموافق 28 / 12/ 2008م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى