حديث الجمعةشهر شوال

حديث الجمعة 228: خطابات التأزيم – نأمل أن يُعاد النظر في قرار سحب الجنسية من الشيخ حسين نجاتي

خطابات التأزيم
إنّنا نريد لهذا الوطن الأمن والأمان والاستقرار والرّفاه والازدهار، والوحدة والوئام، والأخوّة والمحبّة والصّفاء.


لا نقول هذا مزايدة أو مساومة أو تزلّفا أو مداهنة، أو خوفًا أو مجاملة، هذه قناعتنا التي يفرضها علينا واجبنا الشرعي، ومسؤوليّتنا الوطنية.


وممّا يؤسف له أنّ الكثير من الخطابات والكلمات في هذه المرحلة المأزومة تُمارس الشّحن والتحريض والتشكيك، مسكونة بدوافع لا تريد لهذا البلد خيرًا وصلاحًا، لا نريد خطابات تُحرِّض نظامًا على شعب، ولا نريد خطابات تحّرض شعبًا على نظام، من حقّ أيّ إنسان أن يعبّر عن قناعاته الدينيّة والثقافيّة والسّياسيّة من دون مزايدات أو اتهامات أو تحريضات أم مشاحنات، ولا يجوز مصادرة حقّ التعبير مهما كانت المبرّرات … غير أنّ الكلمة مسؤولية يُحاسب عليها قائلها، وربّما تبني الكلمة وتوحّد وتصحّح، وربّما تهدم الكلمة وتُفرّق وتخرّب…


وربّما تكون الكلمة ربّانية طيّبة، وربّما تكون الكلمة شيطانيّة خبيثة…
فحذار حذار أن تنفلت الكلماتُ محكومة للجهل والهوى وللأغراض والدوافع غير النظيفة.
وحذار حذارِ أن تنطلق الكلمات بلا ضوابط من شرعٍ وعقل، وحكمةٍ وبصيرة، وصدقٍ وأمانة…


وإذا كان من حقّ الكلمات أن تُدافع عن نظام وإذا كان من حقّ الكلمات أن تُدافع عن وطن، وإذا كان من حقّ الكلمات أن تُدافع عن شعب، إلّا أنّه ليس من حقّ الكلمات أن تؤجّج نيران الفتن الطائفيّة والسّياسية بذرائع الغيرة على النظام أو الوطن أو الشعب.


فيا أقلام الصحافة، ويا أصوات الخطابة لا تصبّوا الزّيت على النّار لتشعلوها فتنًا عمياء تدمّر هذا الوطن، وتحرق الأخضر واليابس، وتقتل المحبّة بين أبناء هذا الشعب، وتهدم الأواصر والروابط والوشائج…
ويا أقلام الصحافة، وأصوات الخطابة من الجناية على الوطن أن تكون الكلمات منفعلة، متشنجة، مشحونة بألفاظ القذف والسّب والاتهام والإساءة، لسنا مدافعين عن أيّ عمل يسيئ لأمن الوطن واستقراره، فهذا عمل محرّم شرعًا، ولا نجامل مِنه أحدًا.. وهذا عمل مدان، غير أنّنا نرفض أن تطال الكلمات علماء وقفوا بكلّ صدق وإخلاص في حراسة هذا الوطن وأن تطال الكلمات طائفة تشكّل مكوّنًا كبيرًا في نسيج هذا الشعب، ومتجذّرة في تربة هذه الأرض، إذا استمر الإيقاع بهذا الشكل في الخطاب فإنّ النتائج سوف تكون وخيمة ومرعبة ومدمّرة.


أؤكّد مرّة أخرى أنّ المرحلة ليست في حاجةٍ إلى فورةٍ من الخطابات المنفلتة المتشنّجة، ممّا يؤجّج الأوضاع، ويؤزّم الأجواء.. وهنا يأتي دور المسؤولين أن يضعوا حدًّا لهذا الفوران.


إنّ المرحلة في حاجةٍ إلى خطابات تؤسّس لإنتاج الوحدة والتقارب، ولتعزيز الثقة والمحبّة، ولدفع الأمور في اتجاه الهدوء والاستقرار، ولوضع حدٍّ للتداعيات.
هذه هي مسؤوليّة الخطاب الديني والسياسي، ومسؤولية الخطاب المؤيّد والمعارض.
 
كلمة أخِيرة:
لقد صُدمنا بنبأ سحب الجنسية من سماحة العالم الكبير الجليل الشيخ حسين نجاتي وأفراد عائلته، في خطوةٍ سبّبت الكثير من القلق والاستياء في الأوساط العلمائيّة والأوساط الشعبيّة، وما تعرفه السّاحة عن هذا العالم الكبير أنّه في الصفّ الأول من علماء وظفـّوا كلّ قدراتهم في خدمة هذا الوطن، وحماية أمنه واستقراره، والعمل من أجل وحدة الصف بين مكوّنات الشعب، والدعوة إلى التلاحم وقضاياهم العادلة، ثمّ إنّ سماحته له مكانته العلميّة المتقدّمة، ممّا يؤكّد حاجة هذا البلد إلى أمثاله من العلماء المتميّزين، ولا ننسى أنّ لهذا العالم الكبير موقَعهُ المعروف المرموق على كلّ المستويات الرسميّة والشعبيّة والحوزويّة … وهو أحد كبار الممثّلين للمرجعيّة الدينيّة في النجف الأشرف.
نأمل أن يُعاد النظر في هذا القرار، والمسألة ليست عسيرة على أصحاب القرار.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


فيديو                 صوت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى