الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

معركة الإمام المهديّ مع السّفياني

نتابع الحديث حول حركة الإمام المهديّ التغييريّة الكبرى:
خلاصة ما تقدّم من أحاديث:
1- يبدأ الإمام المهديّ (ع) حركته التغييريّة الكبرى في العالم من مكّة المكرّمة، ومن عند بيت الله الحرام…
2- الخطّ البياني لحركة الإمام المهديّ: مكّة المكرّمة     المدينة المنوّرة     النجف الأشرف     القدس     استمرار الحركة…
3- حينما يصل الإمام إلى العراق وينتصر على كلّ القوى المعارضة، يبدأ يؤسِّس لعاصمة الدولة الإسلاميّة الكبرى في العالم حيث تكون العراق هي عاصمة الإمام المهديّ عليه السلام.
4- وبعد أن يستقرّ الوضع في العراق لصالح الإمام المهديّ، يبدأ التحرّك على مناطق أخرى في العالم، فيرسل جيشًا إلى بلدان التُرك، ولعلّ المراد هنا ليس (تركيا) الحاليّة، وإنّما دول الشرق الأقصى.
5- ثمّ يتحرّك الإمام بنفسه على رأس جيشٍ متوجهًا إلى الشّام، وهناك تحدث معركتان عظيمتان: المعركة مع السّفياني، والمعركة مع الدَّجّال..
وكما تقدّم القول: أنّ السّفياني زعيمٌ سياسيٌّ ينتمي إلى الإسلام إلّا أنّه يمثّل الإسلام التحريفيّ ويمارس أبشع ألوان الظّلم وسفك الدّماء، وسُمي السّفياني نسبةً إلى أبي سفيان الأمويّ…
وأمّا الدَّجّال فزعيمٌ سياسيٌّ لا ينتمي إلى الإسلام، وإنّما يمثِّل خطّ الكفر…
وكيف تحدث المعركة مع السّفياني، وكيف تحدث المعركة مع الدَّجّال؟
هذا ما نتحدّث عنه قادمًا إنّ شاء الله تعالى..


• معركة الإمام المهديّ مع السّفياني:
تقدّم القول أنّ ظهور السّفياني مقارنٌ لظهور الإمام المهديّ عليه السلام، وظهوره – أي السّفياني- في الشّام، وظهور الإمام المهديّ في مكة المكرمة..
وحسب الروايات أنّ السّفياني يستولي على سوريا والأردن وفلسطين، ويُرسل جيوشه إلى العراق والمدينة المنورة.
وكما سبق ينتصر الإمام المهديّ على جيوش السّفياني في المدينة وفي العراق، وهكذا يستقرّ الوضع لصالح الإمام المهديّ في الحجاز والعراق، وبعدها يبدأ الإمام المهديّ بالتحرّك إلى مناطق أخرى فيُرسل جيشًا إلى بلاد الترك وما والاه ويكون النّصر للإمام عليه السلام.
ثمّ يتحرّك الإمام بنفسه على رأس جيشه متوجّهًا إلى الشّام، وهناك تحدث معركتان كبيرتان، المعركة مع السّفياني والمعركة مع الدّجال.
وتتحدّث الأخبار عن راياتٍ تخرج من خراسان وتُنصب في القدس، ولعلّ المقصود بخراسان «إيران»، وهذه الرّايات تسبق حركة الإمام إلى الشّام، أو هي من القطعات المتقدّمة في جيش الإمام.
جاء في روايةٍ ذكرها الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده، والبَيْهقي في دلائله، وصحّحها ابن الصدّيق المغربي في رسالته ردًا على ابن خلدون: «تخرج من خراسان راياتٍ سود، فلا يردّها شيءٌ حتى تُنصب بإيلياء» وإيلياء هي «القدس».
وفي روايةٍ أخرى: «يخرج على لواء المهديّ غلامٌ حدث السّن، خفيف اللحية أصفر، لو قاتل الجبال لهزّها، حتى ينزل إيليا».
وفي بعض الروايات أنّ هذا القائد اسمه صالح بن شعيب، وهو قائد جيش الإمام المهديّ في حملته لتحرير الشّام وفلسطين…


يتوجّه الإمام من العراق إلى الشّام يقود جيشًا لمواجهة السّفياني…
تبدأ المعركة مع جيش السّفياني في دمشق، فينتصرُ جيشُ الإمام المهديّ على جيش السّفياني انتصارًا كاسحًا…
ثمّ يتقدّم جيش الإمام المهديّ إلى القدس ويدخلها فاتحًا منتصرًا…
• جاء في الحديث:
«يخرج [يعني الإمام المهديّ] في اثني عشر ألفًا إن قلّوا وخمسة عشر ألفًا إن كثروا، يسير الرُّعب بين يديه، لا يلقاه عدوٌ إلّا هزمهم، بإذن الله، شعارهم أمت أمت، لا يُبالون في الله لومة لائم، فيخرج إليهم سبع راياتٍ من الشّام فيهزمهم ويملك، فترجع إلى المسلمين محبّتهم ونعمتهم»
• وفي خبر آخر:
«ثمّ يأتي [يعني الإمام المهديّ] الكوفة فيُطيل المكثَ بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها، ثمّ يسير حتى يأتي العذراء [يعني مرج عذراء قرب دمشق] هو ومن معه، وقد ألتحق به ناسٌ كثيرٌ، والسّفياني يومئذٍ بوادي الرّملة، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال، يخرج أناسٌ كانوا مع السّفياني إلى شيعة آل محمد صلّى الله عليه وآله، ويخرج أناسٌ كانوا مع آل محمد إلى السّفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم، ويخرج كلّ أناسٍ إلى رايتهم وهو يوم الأبدال ويُقتل يومئذٍ السّفياني ومن معه حتى لا يدرك منهم مخبر…


تحرير القدس:
ثمّ يتقدّم جيش الإمام إلى القدس ويدخلها فاتحًا منتصرًا…
هنا نطرح هذا السؤال:
هل تبقى القدس في قبضة اليهود حتى ظهور الإمام المهديّ فتُحرّر على يديه؟
حينما نقرأ الأخبار التي تتحدّث عن ذلك نجدها عدّة طوائف:
أ‌- طائفةٌ من الأخبار تتحدّث عن الرّايات السُّود التي تخرج من خراسان وتُنصب في إيلياء [يعني القدس].
ب‌-  طائفةٌ من الأخبار تتحدّث عن قومٍ يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) يُقاتلون اليهود…
ج- وطائفةٌ من الأخبار تتحدّث عن دخول جيش الإمام المهديّ إلى القدس فاتحًا…


يمكن أن نجمع بين هذه الطوائف من الأخبار على النحو التالي:
1- وجود ممهِّدين للإمام المهديّ يُقاتلون اليهود ويُنزلون بهم هزائم كبيرة ويُحرّرون القدس… إلّا أنّ هذا لا يعني الانتهاء الكامل لدولة اليهود في فلسطين.
2- وحينما يظهر السّفياني تقع فلسطين والقدس تحت قبضته، ومن الواضح أنّ السّفياني يُمثِّل خطّ الضّلال والانحراف في داخل المسلمين، ومن الطبيعي أن تكون له علاقاتٌ وارتباطاتٌ بالغرب وباليهود، ممّا يدفع اليهود إلى ينشطوا ويُعيدوا وجودهم القوي في فلسطين بعد الهزائم المنكرة التي لاحقتهم على أيدي القوى الممهِّدة لظهور الإمام المهديّ (ع) وحدّدت من قدراتهم وكبريائهم.
3- وأمّا الرايات السُّود التي تنزل (إيلياء) يعني القدس، فيُحتمل أنّها طلائع من جيش الإمام المهديّ تصل إلى القدس إلّا أنّها لا تحرّرها تحريرًا كاملًا من جيش السّفياني ومن بقايا اليهود…
4- أما التحرير الكامل للقدس وإنهاء الوجود اليهوديّ في فلسطين فيكون على يد الإمام المهديّ عليه السلام…
نتابع الحديث إن شاء الله تعالى..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى