الإمام الحجة المنتظر (ع)من وحي الذكريات

صفات أنصار الإمام المهدي(ع) – ماذا يحدث لجيش السّفياني المتوجه إلى مكة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله ربِّ العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين.


نتابع الحديث حول الإمام المهديّ عليه السلام:
– يظهر الإمام المهديّ عليه السلام في مكة المكرمة، وعند الكعبة المشرفة…
– يجتمع أصحابه من بقاع متعدّدة، فيبايعون الإمام بين الركن والمقام.
– عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر..
من أهم صفاتهم كما جاء في الروايات:
‌أ- «صُلحاء نُجباء، أخيار».
‌ب- «رهبانٌ في الليل، ليوثٌ في النّهار».
‌ج- «رجالٌ لا ينامون الليل لهم دويّ في صلاتهم كَدويّ النحل».
‌د- «يشتاقون إلى الشهادة، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله».
‌ه- «رجالٌ كأنّ قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شكٌّ في ذات الله».
‌و- «إنّ أصحاب القائم شبابٌ لا كهل فيهم إلّا كالكحل في العين».


حركة السّفياني:
في حديث عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «السفياني والقائم في سنةٍ واحدة».


– السّفياني ينتمي إلى أبي سفيان الأموي، لذلك يُسمّى – كما في بعض الروايات – ابن آكلة الأكباد أي هند زوجة أبي سفيان، وقصّتها مشهورة في التاريخ، حينما قتل حمزة بن عبد المطلب عمّ الرسول صلى الله عليه وآله في واقعة أحد، فجاءت هند ومثّلت بالجسد الطاهر، وأخرجت كبد الحمزة رضوان الله عليه، ولاكتها في فمها تشفّيًا وحقدًا وعداوة….
فالسفياني أمويّ النسب جدّه أبو سفيان وجدّته هند… وسمَّته بعض الأخبار (عثمان بن عنبسة).


وهناك اتجاهٌ يفسّر السّفياني بأنّه رمزٌ لكلّ القوى المنحرفة في داخل مجتمعات المسلمين..
من أين ينطلق السّفياني في حركته المناهضة للإمام المهديّ عليه السلام؟
في الكثير من الأخبار: أنّه ينطلق من الوادي اليابس..


أين يقع الوادي اليابس؟
الوادي اليابس يمتدّ من حوران إلى الأردن وفلسطين..
حينما ينطلق السّفياني يسيطر بلاد الشام (وتشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) ويقتل خلقًا كثيرًا، … ويهرب أتباع أهل البيت (ع) إلى مكة، وإلى مناطق أخرى…


ثمّ يرسل السّفياني جيشًا إلى المدينة المنورة فيسرفون فيها القتل والفواحش..
ويكون الإمام المهديّ عليه السلام وقتئذ قد لجأ إلى بيت الله، وأعلن دعوته…
وهنا يتحرّك جيش السّفياني من المدينة متوجهًا إلى مكة لمقاتلة الإمام المهديّ عليه السلام…


ماذا يحدث لجيش السّفياني المتوجه إلى مكة؟
نذكر هنا بعض الأخبار الواردة:

1- جاء في كتاب تاريخ المدينة المنورة لابن شبه البصري (من علماء السُّنة عاصر الإمام العسكري عليه السلام) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يبايع لرجلٍ بين الركن والمقام عدّة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم…».


– وفي بعض الروايات «حتى إذا علو البيداء من ذي الحليفة خسف بهم».
2- وفي الكتاب نفسه: عن عبد الله بن عمر: «إذا خُسف الجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهديّ».


3- وروى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال وهو يتحدّث عن الإمام المهديّ: «يكون مبدؤه من قبل المشرق وإذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلاّ طوائف من المقيمين على الحقّ يعصمهم الله من الخروج معه، ويأتي المدينة بجيشٍ جرّار، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به…».


4- وروى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن الإمام الباقر عليه السلام : «إنّ خروج السفياني من الأمر المحتوم،…. [ثمّ قال] وخروج القائم عليه السلام من الأمر المحتوم…
[قلت] كيف يكون النداء؟
قال: ينادي منادي من السماء أول النهار: ألا إنّ الحق في علي وشيعته، ثمّ ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إنّ الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون…».


هذه بعض الأخبار التي تتحدّث عن خروج السفياني، وعن الخسف الذي يصيب جيشه في البيداء، وبعد ذلك تحدث المعركة بين الإمام المهديّ والسّفياني حينما يتوجه إلى الإمام المهديّ لفتح فلسطين …
هذا ما نعرض له – إن شاء الله تعالى – في الحديث القادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى