حديث الجمعةشهر جمادى الثانية

حديث الجمعة 204: الخط البياني لحركة الإمام المهديّ عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصّلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين..


الخط البياني لحركة الإمام المهديّ عليه السلام:
مكة المكرمة ← المدينة المنورة ← الكوفة في العراق ← دمشق ← بيت المقدس في فلسطين.
ماذا بعد فلسطين؟
هل يعود الإمام إلى مكة؟
هل يعود إلى العراق باعتبارها عاصمة الدولة الكبرى التي يقيمها الإمام المهدي؟
لعلّ هذا الأرجح..


بعض التفاصيل حول حركة الإمام المهديّ:
(1) الانطلاق من مكة:
بعد أن يُعلن الإمام المهديّ بدء انطلاقته وهو مسندٌ ظهره إلى الكعبة المشرفة، ويبايعه ثلاثة عشر من أصحابه بين الركن والمقام..
– هل تحدث مواجهة بين الإمام المهديّ وأهل مكة؟
– وهل يبايعه أهل مكة؟
لا تتحدّث الأخبار عن مواجهات في مكة عند بدء الانطلاق…
ولا تتحدّث الأخبار عن مبايعة أهل مكة الإمام المهديّ عليه السلام…
ما تتحدّث عنه الأخبار أنّ الإمام المهديّ يمكث في مكة مدّة من الزمن…
كم هي هذه المدّة لا تذكرها الأخبار..
ماذا يمارس في هذه المدة؟
لا تشرح لنا الأخبار ذلك، إلاّ في بعضها أنّه يقيم بعض الحدود…
ومن المتوقّع جدًا أنّ الإمام المهديّ في هذه المرحلة – مرحلة بدء الانطلاق – أنّه يوجّه خطابه من مكة المكرمة إلى كلّ المسلمين وإلى جميع العالم، حيث أن أصداء ظهور الإمام المهديّ سوف تنتشر عبر وسائل الإعلام إلى جميع أقطار العالم…
وذكرنا أنّ أول من يُعلن حربه مع الإمام المهديّ عليه السلام السَّفياني الذي يُسيطر على الشام، فيحرك جيشًا لمقاتلة الإمام المهديّ في مكة، هذا الجيش، يبدأ بالمدينة المنورة ثمّ ينطلق إلى مكة المكرمة، وعند البيداء يُخسف به – كما تقدّم –.
وبعد أن يمكث الإمام المهديّ مدّة من الزمن في مكة، وبعد أن يكتمل أنصاره (عشرة الآف)  يقرّر أن يغادر مكة متوجهًا إلى المدينة المنورة بعد أن يُعيّن حاكمًا على مكة…
وتذكر بعض الأخبار أنّ أهل مكة ينقلبون على الإمام المهديّ، بعد مسيرةٍ إلى المدينة فيقتلون عامله – يبلغه ذلك في الطريق – فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك، ويستخلف عليهم خليفة…


(2) وأمّا في المدينة المنورة:
المحطّة الثانية المهمّة في حركة الإمام المهديّ هي «المدينة المنورة».
في المدينة يخوض الإمام معركتين:
المعركة الأولى: حين وصوله إلى المدينة، حيث يتصدّى له أقوام، ويحرّضون الناس على مواجهته وقتاله، فيقاتلهم الإمام ويقتل منهم مئات كما تتحدّث بعض الأخبار، وهكذا يفرض سيطرته على المدينة، ويُعيّن عليها حاكمًا..
والمعركة الثانية: حينما يخرج متوجهًا إلى العراق، وفي أثناء الطريق، يقوم أهل المدينة بانقلابٍ على واليه فيقتلونه، فيرجع إليهم الإمام المهديّ ويقاتلهم قتالاً شديدًا، ويفرض مرةً ثانية سيطرته التامّة على المدينة، ويعيّن عليها حاكمًا آخر….
كم يبقى في المدينة المنورة؟
لا تتحدّث الأخبار عن ذلك..
ما هي المهمّات التي يمارسها في هذه المدّة؟
لا نجد ذلك واضحًا في الأخبار…
نعم تشير بعض الأخبار إلى حدوث حوارات مع الإمام المهديّ حول بعض قضايا العقيدة..
كما أنّه يدعو النّاس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإلى ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام…


(3) المحطّة الثالثة في حركة الإمام المهدي هي «الكوفة» في العراق…
الإمام يتوجّه مباشرةً إلى الكوفة..
كيف يتحرّك إلى العراق؟
هل يتحرّك برًا؟
هل يتحرّك جوًا؟
يظهر من الأخبار أنّ دخول الإمام المهديّ إلى العراق يتمّ برًا وجوًا.
أمّا برًا: فالإمام يُرسل جيشًا يدخل العراق مشيًا..
أمّا جوًا: فدخول الإمام نفسه مع عددٍ من مرافقيه.
في خبر عن الإمام الباقر عليه السّلام أورده العياشي في تفسيره قال:
«ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قبابٍ من نورٍ لا يعلم في أيّها هو، حتى ينزل ظهر الكوفة».
– سبع قبابٍ من نور: لعلّه إشارة إلى مركّبات فضائيّة أو سربٌ من الطائرات.
– ينزل بظهر الكوفة: وفي هذا إشارةٌ إلى وجود مطارٍ جوّي بظهر الكوفة أو قاعدةٍ جويّةٍ لنزول الطائرات أو المركّبات الفضائيّة (ظهر الكوفة يعني النجف).


هل تحدث معارك في العراق؟
يظهر من الأخبار أنّ العراق حين دخول الإمام المهديّ عليه السلام فيه ثلاث راياتٍ أي ثلاث قوى أو ثلاثة اتجاهاتٍ متضاربة.


الراية الأولى (القوّة الأولى/ الاتجاه الأول):
المؤيدون للإمام المهديّ عليه السلام وهؤلاء يُعلنون الانضمام للإمام المهديّ عليه السلام فور وصوله… ولعلّ هؤلاء هم شيعة أهل البيت، والمعتدلون من بقيّة المسلمين..


الراية الثانية (القوّة الثانية/ الاتجاه الثاني):
أتباع السَّفياني المتشدّدون ضدّ أتباع أهل البيت…
فكما تذكر الأخبار أنّ السَّفياني يُرسل جيشًا إلى العراق، ويمارس القتل والفتك…
وفي بعض الأخبار أنّ صاحب السَّفياني في العراق ينادي مناديه: من جاء برأس شيعة عليّ فله كذا من المال… فيثب الجار على جاره ويقول: هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ المال…


الراية الثالثة (القوة الثالثة/ الاتجاه الثالث):
لا تحدّد الأخبار هويّة هذه القوّة، ويحتمل أنّها تمثّل الجماعات الموالية للغرب في الأفكار والانتماء السياسي أو الجماعات اللا دينيّة من العلمانيين والليبراليين وأمثالهم…


وهناك رايتان تقدمان من خارج العراق وهما رايتان تنضمّان إلى الإمام المهديّ (رايةٌ من إيران) و(رايةٌ من اليمن).
هكذا يتشكّل ميزان القوى في العراق..


نتابع الحديث – إن شاء الله –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى