حديث الجمعةشهر ربيع الأول

حديث الجمعة110:من كلمات رسول الله صلى الله عليه وآله -تساؤلات حول الحقوق الشرعية – أمريكا وخيارات الشعوب – إهانة القرآن عدوان أثيم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هذه عناوين الحديث
• من كلمات رسول الله صلى الله عليه وآله
• تساؤلات حول الحقوق الشرعية
• أمريكا وخيارات الشعوب
• إهانة القرآن عدوان أثيم


جاء في بعض كلمات رسول الله صلى عليه وآله وسلم:
“ما آمن بي من بات شبعاناً وأخوه المسلم طاو”


ونحن نعيش ذكرى وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ما أحوجنا أن نستلهم بعض الدروس من كلماته وتوجيهاته، وهل قيمة الذكرى إلا بمقدار ما توجه واقعنا، حياتنا، سلوكنا، أخلاقنا، قيمنا، و إلا كان التعاطي مع الذكرى شكلا فارغا بليدا، لا نُحي هذه المناسبات لمجرد البركة والثواب، وإن كان فيها كل البركة وكل الثواب، إلا أن ذلك مرتبط بمستوى الاستفادة الحقيقية والفعالة من هذه المناسبات، هذه المجالس وهذه الاحتفالات انطلقت من الأئمة عليهم السلام:”أحيوا امرنا رحم الله من أحيا أمرنا”، ما هو أمرهم؟
انه الدين، الشريعة القرآن، القيم الأخلاق، فإحياء كل هذا هو إحياء لأمرهم.


أن الظلم الذي أصاب أهل البيت، وأن الاعتداء الذي وُجِه إليهم عبر التاريخ، هو في الواقع ظلم أصاب الدين نفسه، واعتداء وُجِه إلى الدين نفسه، فحينما نبكي مصائبهم إنما نبكي مصائب الدين، انطلاقا من هذا الفهم، يجب أن نعطي لهذه المناسبات دورها الفعال في إحياء الدين وقيمه وأخلاقه وتعاليمه.


نعود إلى كلمة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله”ما آمن بي من بات شبعاناً وأخوه المسلم طاو”
الانتماء إلى الإسلام ليس مجرد أفكارا تسكن العقل، وليست مجرد عواطف تعيش في القلب، وليس مجرد عبارات راكدة لا تغير السلوك والطباع والأخلاق، الانتماء إلى الإسلام عقيدة حية متحركة تصنع الحياة وتربي الإنسان، وترشد السلوك، الانتماء إلى الإسلام إيمان وعمل، وحينما يتشكل الإيمان بعيدا عن العمل، وحينما يتحرك العمل بعيدا عن الإيمان، كان ذلك خللا في الانتماء، لهذا أكدت الآيات والروايات على مسألة التزاوج بين الإيمان والعمل:
• “مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ…” سورة البقرة -آية 62
• “آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”سورة المائدة – آية 69
• “وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا”سورة الكهف – آية 88
• “وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ”سورة البقرة – آية 25
• “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ”سورة المائدة – آية 9


هذه نصوص قرآنية ومثلها كثير كثير في كتاب الله، إلى جانب روايات وأحاديث صادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الأئمة من أهل بيته عليهم صلوات الله، كلها تؤكد بوضوح، وبلغة قاطعة على ضرورة التزاوج بين الإيمان والعمل الصالح.
في هذا السياق تأتي كلمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله:”” ما أمن بي من بات شيعانا وأخوه المسلم طاو”، إنه الإحساس بآلام الآخرين، وهمومهم، وحاجاتهم، فالإنسان المؤمن ليس أنانيا يفكر في أن يسبع وان جاع الآخرون، يفكر في أن يلبس وإن عرى الآخرين، يفكر أن يسكن وإن بقى الآخرين بلا مأوى، يفكر في أن يتنعم وأن بقى الآخرين يعيشون العناء والبؤس والحرمان، كل هذا لا يمثل صدق الإسلام، وصدق الإيمان وصدق الانتماء.
“ما آمن بي..” ليس منتميا انتماء حقيقيا إلى ديني، إلى منهجي، إلى تعاليمي، إلى أخلاقي، إلى سيرتي، “من بات شبعاناً”، من كان همه أن يشبع هو فقط، أن يتلذذ بالطعام هو فقط، أن يمتلىء هو فقط، “وأخوه المسلم طاو” وأخوه في أسلام في الدين، في العقيدة، يتضور من الجوع، ويتألم من الظمأ، ويئن من الحرمان، وهو يعلم به، ويعلم تضور، وتألمه، وأنينه، وفي هذا المعنى جاءت كلمات كثيرة عن المعصومين، تعرض إلى بعضها بلا حاجة إلى شروع وإيضاحات فهي صريحة المعاني والدلالات.


هذه الكلمات تؤكد ضرورة أن تعيش آلم أخيك جوعه، همه، حاجبه.
• سأل أمير المؤمنين عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله:” نبي الله في المال حق سوى الزكاة؟ قال:”نعم بر الرحم إذا أدبرت، وصلة الجار المسلم، فما اقرّ بي من بات شبعنا وجاره المسلم جائع”.
• وقال الإمام علي بن الحسين عليه السلام””من بات شبعاناً وبحضرته مؤمن جائع طاو، قال الله عز وجل ملائكتي أشهدكم على هذا العبد أنني أمرته فعصاني، وأطاع غيري، و وكلمته إلى عمله، وعزتي، وجلالي لا غفرت له أبدا”
• وقال عليه السلام: “من كان عنده فضل ثوب فعلم أن بحضرته مؤمنا محتاجا إليه فلم يدفعه إليه ، أكبه الله تعالى في النار على منخريه”
• وقال الإمام الصادق عليه السلام:” أيما مؤمن منع مؤمنا شيا مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أقامه الله عز وجل يوم القيامة مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثم يؤمر به إلى النار”


انظروا – أيها الأحبة – كيف وضع هذا الحديث الإنسان المقصر في قضاء حاجة أخيه ، وهموم قادر على قضائها ، في منزلة الخائن لله ورسوله.
هكذا يريد الإسلام للإنسان المسلم أن يعيش درجة عالية من الإحساس والشعور بآلام الآخرين، وبهمومهم، وبقضاياهم، وأن يكون على استعداد دائم للتخفيف عن تلك الألم والهموم، والتفاعل مع تلك القضايا، وإذا كنا قد اشرنا إلى طائفة من الكلمات المعصومة التي شددت النكير على المتهاونين والمفرطين تجاه حاجات الآخرين وتجاه معاناتهم فهذه كلمات أخرى تتحدث عن ثواب المبادرين لقضاء الحاجات، والمسارعين إلى إغاثة الملهوفين والبؤساء والمحرومين.


• قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
“من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته فنال بها الجنة، وفرج الله عنه كربة في الدنيا والآخرة”.
• ومن كلماته صلى الله عليه وآله :
“من أغاث أخاه المسلم حتى يخرجه من هم وكربة وورطة، كتب الله له عشر حسناة، ورفع له عشر درجات، وأعطاه ثواب عشر حسنات ورفع عنه عشر نقمات، واعد له يوم القيامة عشر شفاعات”
• وعنه صلى الله عليه واله:
أحب الأعمال إلى الله سرور يدخله على مؤمن يطرد عنه جوعته، ويكشف كربته”.
• وسئل صلى الله عليه وآله:
أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل:
قال:” إتباع سرور المسلم”
قيل: يا رسول الله والتباع سرور المسلم؟
قال صلى الله عليه وآله”شبع جوعته، وتنفيس كربته، وقضاء دينه”
• ومن كلماته صلى الله عليه وآله:
“ما عمل أفضل عند الله عز وجل من سرور تدخله على مؤمن، أو تطرد عنه جوعا، أو تكشف عنه كربا، أو تقضي عنه دينا، أو تكسوه ثوبا”
• وقال صلى الله عليه وآله:
“من ادخل على مؤمن سرورا، خلق الله عز وجل من ذلك السرور مثالا لا يزال معه في كل هول يبشره بالجنة”.
• وقال صلى الله عليه وأله:
“الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت سرورا”
• وقال صلى الله عليه وآله:
“من قضى لمؤمن حاجه قضى الله له حوائج كثيرة، أدناها الجنة”
• قال الإمام الصادق عليه السلام لإسحاق بن عمار:
“يا إسحاق من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله له درجة وغرس له ألف شجرة في الجنة، وكتب له ثواب عتق ألف نسمة، حتى إذا وصل الملتزم فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يقال له: ادخل من أيهما شئت…”
فقال جعلت فداك هذا كله لم طاف؟
قال: نعم أفلا أخبرك بما هو أفضل من هذا ؟
قلت: بلى.
قال: من قضى لأخيه المؤمن حاجة كتب الله له طوافا وطوافا وطوافا حتى بلغ عشرا”
• وعن الإمام الباقر عليه السلام:
“لان أعول أهل بيت من المسلمين، أسد جوعتهم ، وأكف وجوههم عن الناس، أحب إليّ من أن أحج حجة وحجة وحجة ومثليها ومثليها ومثليها حتى بلغ عشرا ومثليها حتى بلغ السبعين”.



تساؤلات تثار حول الحقوق الشرعية:
مادام الحديث عن البؤساء والمحرومين تستوقفنا بعض التساؤلات تطرح هنا أو هناك، هذه التساؤلات تتحدث عن أموال الحقوق الشرعية(الخمس) أين تذهب؟ ما دورها في حل أزمات المعيشة في هذا البلد؟ ما هي مبادرات المنصبين لاستلام الحقوق في التخفيف من آلام المحرومين؟وفي هذا السياق تتحرك تساؤلات كثيرة.


إننا لا نتعقد من هذه التساؤلات ما دامت تحمل أهدافا نظيفة، أما أن يكون القصد من تحريك هذه التساؤلات هو مجرد الإثارة والتشكيك وزرع الإشكالات والشبهات فتلك مسألة أخرى لها حسابها، من حق أي إنسان أن يتساءل عن أموال الحقوق الشرعية، ولا مشكلة لدينا في أن نجيب عن هذه التساؤلات… أموال الحقوق واضحة كل الوضوح، واضحة في مصادرها، وواضحة في موارد صرفها، فالناس المكلفون هم الذين يدفعون هذه الحقوق وبشكل مكشوف لا غبار عليه، وكذلك موارد الصرف يعلمها كل الناس، مادام الأمر كذلك فلا عقدة لدى العلماء المتصدين من أي سؤال يطرح، ومن أي إشكال يبحث عن جواب، بشرط أن يكون الهدف نظيفا، وأن يكون الغرض مشروعا.


إن أموال الخمس لها دورها الكبير جدا ولها مساهماتها المكشوفة في هذا البلد، وليس صحيحا ما تطرحه بعض الإثارات من هذه الأموال تتسرب إلى الخارج، في الوقت الذي تشهد الحاجة إلى هذا المال في داخل البلد، لا نكشف سرا إذا قلنا أن وظيفة الإنسان المكلف أن يدفع (خمسه) إلى مرجعه في التقليد، في أي مكان كان هذا المرجع ، ومن الواضح جدا أن (المرجعية الدينة) تعتمد كل الاعتماد على ما يدفعه (الشيعة) من أموال الحقوق الشرعية في كل بلدان العالم.


إن الخمس له دوره الكبير جدا في دعم المؤسسة المرجعية الشيعية، الأمر الذي وفر لهذه المؤسسة القدرة على “الاستقلال” وعدم الخضوع للهيمنة الرسمية، وهذا ما يميز المؤسسة المرجعية الشيعية والتي حافظت عبر تاريخها الطويل على هذا الاستقلال المال، ولا يعني هذا الاستقلال مفاصلة مع الكيانات الرسمية، فالشيعة كانوا ولا زالوا يتواصلون مع المؤسسات الرسمية التي تحترم وجودهم، وتحترم حقوقهم، وقد عاشوا مواطنين صالحين، مخلصين لأوطانهم، صادقين في الحفاظ على أمن واستقرار بلدانهم، وحينما نتحدث عن دعم المرجعية الشيعية للمؤسسة المرجعية لا نعني أن أموال الخمس تتجه كلها إلى الخارج، فالنسبة الأكبر من الأموال تصرف في الداخل وبإجازة من المرجعيات الدينية، بل قد تفرض الحاجة المحلية لهذا البلد أو ذاك البلد أن تصرف كل أموال الخمس في الداخل، والفقهاء الكرام يتفهمون ظروف وحاجات المناطق، وبإمكان وكلاء المرجعية وفق أجازاتهم المطلقة أو بعد الإستأذان أن يوظفوا أموال الخمس في داخل البلد، وهذا ما يحدث في الغالب ـ رغم أن الحوزة الدينية الرئيسة في حاجة إلى رفد دائم ودعم مستمر.
ومن الواضح جدا أن العلماء البارزين المعروفين القائمين على شؤون الخمس في هذا البلد هم محل ثقة الناس واطمئنانهم وقاعاتهم، وهذا لا يمنع من عرض “الموازنات المالية للخمس” ما دامت الموارد وجهات الصرف واضحة ليس علها غبار؟


من ابرز العناوين التي تصرف فيها لحقوق الشرعية هي:
• المساعدات وإعانة الفقراء والمحتاجين(شؤون المعيشة/شؤون السكن/شؤون العلاج/وبقية الشؤون والحاجات).
• الحوزات والعلماء والطلاب.
• البرامج الدينية والثقافية وكل ما يتصل بشؤون التبليغ والتوجيه والإرشاد.
• دعم المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية
• كل المجالات التي تخدم الدين، وتحمي القيم وتحافظ على الأخلاق.


قد يطرح هنا سؤال:
لماذا لا تتحرك مشروعات استثماريه لتنمية أموال الخمس، ليكون هذا المال قادرا على تغطية كل ضرورات وحاجات المرحلة؟
هذه المسألة في حاجة إلى دراسة فقهية، ودراسة موضوعية، وفي حاجة إلى تعاون علمائي من أجل تطوير إدارة الخمس ودوره الفاعل في الواقع الروحي والثقافي والاجتماعي وفي تطوير وسائل التنمية لهذا المورد الهام جدا.


أمريكا وخيارات الشعوب:
شعار الديمقراطية وحرية الشعوب والذي تسوق له أمريكا هو شعار كاذب، فحينما تحد فحينما تحدد الشعوب خياراتها السياسية الحقيقية، تتصدى أمريكا لعرقلة هذا الخيارات، وتعمل من أجل إسقاطها لأنها لا تصب في خط المصالح الأمريكية، ولا تستجيب لرغبات الإدارة الأمريكية.
في العراق حدد الشعب العراقي خياره السياسي من خلال صناديق الاقتراع، وقال كلمته، واختار ممثله، إلا إن النتائج لم ترض أمريكا حيث تصدرت القوائم الفائزة قائمة يفترض أن لا تتصدر، الديمقراطية هنا يجب أن تتجمد ما دامت قد أوصلت قائمة مغضوبا عليها من قبل أمريكا، وهكذا التحرك لإرباك العملية السياسية بشتى الأساليب، حتى لو كانت هذه الأساليب هي قوى العبث والتدمير والإرهاب، والعنف والتكفير، وحتى لو كانت هذه الأساليب هي تحرك الصراع الطائفي والاحتراب الطائفي والاقتتال الطائفي، وحتى لو كانت هذه الأساليب هي اعتداءات آثمة وغارات على المساجد والحسينيات من قبل قوات الاحتلال الجاثم على صدر العراق، وما حدث أخيرا من اقتحام حسينية المصطفى في بغداد من أكبر الشواهد على ذلك،
وإذا انتقلنا إلى فلسطين، فقد حدد الشعب الفلسطيني خياره السياسي، ففازت حماس فوزا كاسحا، وهنا أيضا تحرك الرفض الأمريكي، وهنا أيضا يجب أن تتعطل الديمقراطية مادامت نتائجها تصطدم مع الهوى الأمريكي.
الخيار السياسي للشعب الفلسطيني يجب أن يحاصر، يجب أن يربك، يجب أن يسقط بدأت أمريكا تمارس دور الحصار، ودور الإرباك، ودور الإسقاط، فقررت في خطوة عدائية سافرة قطع كل المساعدات للسلطة الفلسطينية، إلا أن تستجيب لشروطها وإملائاتها، لا يهم أن يموت الشعب الفلسطيني جوعا، المهم أن يسقط هذا الخيار، المهم أن تسقط حماس.


أيها الأحبة:
الشعب الفلسطيني مهدد بالمجاعة، إخوانكم في فلسطين يستصرخونكم، يستصرخون إسلامكم، دينكم، قيمكم، غيرتكم، حميتكم، لقد تبنت بعض القوى السياسية في البحرين وعى رأسها جمعية الوفاق مشروعا لنصرة السلطة الفلسطينية، ولنصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة القرار الأمريكي، وفي مواجهة الحصار الأمريكي.
إننا نبارك هذا المشروع، وندعوا أبناء هذا الشعب الغيور أن يتحملوا مسؤوليتهم الإسلامية في نصرة الشعب الفلسطيني، وفي نصرة الخيار الفلسطيني، أبناء هذا الشعب والذين يحملون كل الأصلة، وكل الغيرة، وكل الوفاء، مطالبون أن يقفوا بصدق وإخلاص وثبات وإصرار في دعم ومساندة وتأييد الشعب الفلسطيني في خياره السياسي، وفي التخفيف من معاناته ومجاعته وآلامه، قال نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله” أن أفضل الأعمال عند الله عز وجل إبرار الأفئدة الحارة، وإشباع الأكباد الجائعة، والذي نفس محمد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعاناً وجاره المسلم جائع”.


إهانة القرآن عدوان أثيم:
ويستمر مسلسل الإهانات إلى المقدسات المسلمين، وهذه المرة على ارض البحرين، حيث أقدم أحد الموظفين في أحدى كبريات الشركات البحرينية على إهانة سافرة للقرآن العظيم، المعلومات الواصلة أتتنا تقول أن هذا الموظف وهو أجنبي من جنوب أفريقيا قام وبطريقة استفزازية برمي نسخ من المصحف الشريف في موضع الزبالة.
ماذا حدث بعد ذلك؟
الشركة قامة مشكورة بفصله، وسرعان ما احتضنته شركة أخرى – هكذا سمعنا والأمر يحتاج إلى تأكد- كل هذا يتم على ارض البحرين المسلمة.


ما هي ردود الفعل على هذه الجريمة الشنعاء؟
كتل نيابية تداعت لعقد جلسة عاجله لمجلس النواب، بعض الجمعيات تنوي رفع دعوى قضائية ضد هذا المعتدي الآثم، لم تصدر حتى الآن أي ردود فعل أخرى.
أما الموقف الرسمي، فلا زال موقفا صامتا، ويقال أن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سوف يعقد جلسة يوم السبت القادم.


لماذا هذا الصمت؟
إن قرارات المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه واله الذي عقد في البحرين قبل أيام لم يجف حبرها بعد، هذا المؤتمر الذي حضره أكثر من ثلاثمائة عالم وداعية من أنحاء العالم.
ملاحظة: لم يدع احد من علماء الشيعة في البحرين لحظر هذا المؤتمر”هذه مجرد ملاحظة”.


أقول لماذا هذا الصمت الرسمي؟
المسألة في قضية على هذا المستوى ليس الشجب والإدانة والاستنكار فقط، المطلوب ليس إصدار بيانات واحتجاجات فقط المطلوب ليس فصل هذا المعتدي الحاقد فقط، المطلوب ليس إبعاد هذا الجاني فقط إننا نطالب بحكم صارم وقوي يتناسب وحجم الجريمة الشنعاء، يتناسب وحجم هذا العمل الشائن، ويتناسب وحجم هذه الإهانة المنكرة خل تملك الحكومة، وهل يملك القضاء وهل يملك أعضاء البرلمان وهل يملك المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية القدرة في إنزال العقوبة المرفوضة في حق من يتعدى على قدسية كتاب الله عز وجل، إننا ننتظر ذلك.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى