حديث الجمعةشهر ربيع الثاني

العلاّمة الغريفيّ: الساحة معبّئة بمشروعات تستهدف الدين


 في الجلسة الثانية للملتقى الأخلاقيّ الأوّل..
العلاّمة الغريفيّ: الساحة معبّئة بمشروعات تستهدف الدين


باربار- المجلس الإسلاميّ العلمائيّ
أشار سماحة العلاّمة السيد عبد الله الغريفيّ إلى أنّ: “الساحة معبّئة بمشروعات تستهدف الدين، وتستهدف القيم والأخلاق، أين ما تلقي بطرفك في هذه الساحة، تجد استهدافًا واضحًا لقيَمِنا ولأخلاقِنا، بؤر فساد، وواقع انحراف، دعارة، خمرة، مشروعات متنوعة، وهذه المشروعات ليست مجرّد ممارسة أفراد، مشروعات تتبنّاها قوى خارجيّة، وتحتضنها مؤسّسات دولة، تحرِّكها جمعيّات، مؤسّسات، أقلام، إعلام، ووسائل متعدّدة”.


وأوضح سماحته إلى ضرورة أن نكون “صرحاء في مثل هذه الّلقاءات، ويجب أن نمارس نقدًا بنّاءً، وتقويمًا هادفًا، أن ننقد أنفسنا، مؤسّساتنا، حوزاتنا، جمعيّاتنا؛ حتى نكون بمستوى مسؤوليتنا في هذه المرحلة؛ فالسّاحة معبّئة بهذا الكمّ الرّهيب بالمشروعات الخطيرة”، متسائلاً “هل حوزاتنا تملك مشروعًا تبليغيًّا في مواجهة هذه المشروعات التي تستهدف الدين وقيم الدين؟”.


وبيّن سماحته _ أثناء مشاركته في فعاليّة الملتقى الأخلاقيّ الأوّل بجامع الشيخ علي في باربار _ وجود أربع مهمّات أساسيّة للحوزات الدينيّة معتبرًا أنّّها “تتداخل فيما بينها، فهي ليست مهمّات متفاصلة، ولكن للتصنيف أضع هذه المهمّات الأربع كمهمّات أساس ورئيسة لحوزاتنا الدينية”.


واعتبر سماحته أنّ المهمّة الأولى للحوزات الدينيّة هي في “إنتاج الكفاءات الإجتهاديّة، فحوزاتنا تخرّج فقهاء ومجتهدين، وهذا ما يشكّل حاجة كبيرة للأمّة وللطائفة، ويوم تعجز الطّائفة عن إنتاج فقهاء ومجتهدين سيشكّل ذلك حالة خطيرة جدًّا، فحوزاتنا هي التي ترفد واقعنا والمسيرة بفقهاء ومجتهدين يشكّلون القيمومة على المسيرة لهذه الأمّة”، مستدركًا “قد توجد حوزات عاجزة عن أن تنتج فقهاء ومجتهدين، إلاّ أنّ هذه مهمّة أساسيّة، يفترض أن تضع أيّ حوزة في حسابها مسؤوليّة إنتاج فقهاء ومجتهدين”.


وأكمل: “أمّا المهمّة الثانية للحوزات الدينيّة فهي إنتاج كفاءات تدريسيّة، ومن الضرورة أن تنتج حوزاتنا كفاءات تدريسيّة قادرة على أن تحافظ على ديمومة واستمراريّة الرفد العلميّ والدّراسيّ في حوزاتنا، وأيّ حوزة لا تتوافر على كفاءات تدريسيّة تعجز، وتفشل، وتنتكس، وتفقد دورها في تحقيق أهدافها”.


وأردف: “المهمّة الثالثة للحوزات الدينيّة هي في إنتاج كفاءات تخصصيّة في شتى المعارف الدّينيّة، وهذه المهمّة التي تكاد تكون غائبة في الكثير من الحوزات”، موضحًا “يعني مطلوب من الحوزة أن تنتج متخصصين في علوم العقيدة وعلوم القرآن والتاريخ والمفاهيم الإسلاميّة والإقتصاد الإسلاميّ، لديهم قدرات البحث والدّراسة والمحاضرة والحوار في هذه المفاهيم الإسلاميّة الدينيّة بدءً من العقائد وانتهاءً بالكثير من مفاهيم الدين”.


وتابع: “إنتاج الكفاءات التبليغيّة التي تمارس دور الدعوة والتبليغ هي من المهمّات المركزيّة للحوزات الدينيّة، والأوسع والأشمل”، مشيرًا إلى أنّ القرآن الكريم استخدم كلمة النفر في التوجّه لطلب العلم بسورة التوبة لأنّه يعبّر عن حركة جهاديّة.


وأكّد على أنّه “حينما أتحدّث عن المشروع في الحوزات، أتحدّث عن مرحلتين في المشروع، المرحلة الأولى هي مرحلة الإعداد والتأهيل”، متسائلًا: “هل لدينا مشروع إعداد وتأهيل دعاة ومبلّغين في حوزاتنا”، ومضيفًا في المرحلة الثانية: “هل تمتلك حوزاتنا مشروعًا في مرحلة التنفيذ والتطبيق؟”، موضّحًا “نحن نحتاج إلى واقع يصوغ حالتنا التبليغيّة والدّعوتيّة بطريقة نستطيع أن نواجه بها”.


وختم حديثه قائلاً: “الآخر المضادّ للدين وللقيم، يملك مشروعاته، واستنفر كل قدراته وإمكاناته، وطوّر كل وسائله وأدواته، فأين نحن؟، مؤكّدًا “مطلوب من حوزاتنا أن تمتلك مشروعها، ومن علمائنا أن يملكوا مشروعهم، أن يكون لهذا المشروع حضوره الواضح، أن تتواصل الحوزات كمنطلق للمشروع، أن تتواصل الحوزات مع المواقع الدينيّة والعلماء والرموز والمؤسّسات الدينيّة والمجلس العلمائيّ والجمعيّات، فكلّ هذا يخلق لدينا أرضيّة إلى أن ننطلق ونفكّر في المشروع الذي يواجه الاستهدافات الدينيّة والأخلاقيّة”.


جاء ذلك أثناء الملتقى الأخلاقيّ الأوّل الّذي نظمته دائرة الثقافة والتبليغ في المجلس الإسلاميّ العلمائيّ صبيحة 14 ربيع الآخر 1431هـ الموافق لـ:31 مارس 2010م بجامع الشيخ علي في منطقة باربار، وبالتعاون مع حوزة الإمام الباقر (عليه السّلام)، وبحضور مجموعة من طلاّب العلوم الدينيّة.




اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى