حديث الجمعةشهر صفر

حديث الجمعة 532 : مسؤوليَّات المنبر الحسيني – بعد ألف يومٍ.. كيف يُقرأ الحَرَا!! – رحيل العالم المجاهد الشيخ الجمري

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة المعصومين.


مسؤوليَّات المنبر الحسيني:


 المنبر الحسيني كما هو مسؤول عن إنتاج (الحزن العاشورائي) فهو كذلك مسؤول كلّ المسؤولية عن إنتاج (الوعي العاشورائي).


كم هو خطيرٌ وخطيرٌ جدًا أنْ تُعبَّأ جماهيرُ عاشوراء عاطفيًا ووجدانيًا، وأنْ يؤجج حماسها، ويبقى وعيها متخلِّفًا، ويبقى عقلها فارغًا، وتبقى ثقافتُها متبلِّدة.


حينما تحدث هذه الازدواجية بين العاطفة والعقل تتشكَّل أجيال عاشورائية منفصلة عن أهداف عاشوراء وإنْ كانت مشحونةً حماسًا وعاطفةً، لأنَّالانتماءالعاشورائي لا تصنعه العواطف فقط، بل يحتاج إلى وعي مكثَّف بصير بمفاهيم القضية الحسينية، فإذا كان الشحن العاطفي ضرورة لصنع حرارة التفاعل مع عاشوراء الحسين، وغياب هذا الشحن يُضِرُّ ويُخمد العلاقة مع عاشوراء فإنَّ الوعي والثقافة ضرورة لصنع البصيرة العاشورائية، وغياب هذه البصيرة ينحرف بالعلاقة مع عاشوراء.


أيُّ قيمةٍ لحماسٍ مُهدَّد بالانحراف عن أهداف عاشوراء، وأيُّ قيمةٍ لأجيالٍ تحمل عاشوراء عاطفةً متأجِّجةً، إلَّا أنَّها لا تحمل فهمًا ووعيًا وبصيرةً بأهداف عاشوراء.


لعلَّ الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تعيش في أذهان الكثير من الناس المنتمين إلى عاشوراء، ولعلَّ الكثير من العادات التي اخترقت موسم عاشوراء وهي لا تنسجم مع رسالة وأهداف هذا الموسم، هي نتيجة لغياب الوعي العاشورائي أو نتيجة لثقافة خاطئة ومغلوطة تشكَّلت من خلال طرح متخلفٍ مغلوط.


وهذا ما يضع المنبر الحسيني، ويضع خطباء المنبر الحسيني أمام أخطر مسؤولية، وأخطر وظيفة، فمن الذي يصنع وعي الجماهيرالعاشورائية، ومن الذي يصنع ثقافة حُضَّار المآتم والمجالس الحسينية، هم هؤلاء الخطباء، فإنْ كان منبرهم واعيًا بصيرًا خَلق جمهورًا واعيًا بصيرًا، وإنْ كان منبرهم لا يملك وعيًا وبصيرة خَلق جمهورًا متخلِّفًا بليدًا.


المسألة في إنتاج الوعي العاشورائي تبدأ من هنا، تبدأ من إعداد منابرَ مؤهلةٍ، وإعداد خطباء مؤهلين.


وحينما نتحدَّث عن إعداد منابر، وإعداد خطباء نتحدَّث عن مسؤولية القيِّمين على شؤون هذه الطائفة من علماء متصدِّين، وأصحاب مسؤوليات في هذا الشأن بشرط أنْ يكون موضع ثقة الطائفة، وهذا يفرض أن لا نسمح إطلاقًا أنْ يُفرض أيُّ شكلٍ من أشكال الهيمنة الرسمية أو شبه الرسمية على هذه الممارسات الدينية، فاستقلال، المسجد، والمنبر، والحوزة من الثوابت في تاريخ هذه المدرسة المنتمية إلى منهج الأئمَّة من أهل البيت عليهم السلام، وهذا هو الذي حمى هذه المواقع عبر التاريخ من تدخلات الأنظمة السِّياسية وتأثيراتها وإملاءاتِها وأغراضِها، وإن كانت هذه الأنظمة قد مارست أقسى الضغوط على مواقع الخطاب الديني من أجلأن تفرض إرادتها السِّياسية على هذه المواقع، ممَّا شكَّل – في أكثر الأحيان – صدامًا بين إرادات الأنظمة السِّياسية وقناعات المواقع الدينية.


في ضوء هذه الرؤية يتجدَّد موقفنا من أيِّ مشروع يُعنى بشأن المنبر الحسيني، إذا كان هذا المشروع مُهندسًا بتوجيهاتٍ رسمية مهما كانت العناوين والواجهات.


ليس ليدنا عقدة في التعاطي مع المؤسَّسات الرسمية، فها هي مساحات كبيرة من واقعنا خاضعة لهذه المؤسَّسات، إلَّا أنَّ للمساجد والمنابر والحوزات خصوصيات تلامس حرية المعتقد، وحرية الشعائر، وحرية العبادة، وحرية الخطاب، فلا يمكن إطلاقًا أن نتنازل عن هذه الحرية، وأنْ نقبل بفرض هيمنات وضعية رسمية تصادر هذه الحرية.


وحينما نصرُّ على استقلالية هذه المواقع الدينية لا يعني أنَّنا ندعو إلى تجاوز القوانين المفروضة لحماية أوضاع الأوطان، ما دامت تلك القوانين عادلة ومشروعة، وليست قوانين ظالمة وعابثة ومصادرة لحقوق الشعوب، فليس كلّ القوانين التي تفرضها أنظمة الحكم والسِّياسة هي قوانين مشروعة، فها هي أغلب الشعوب تعاني من قوانين في غاية الظلم والسُّوء، وحتى القوانين العادلة والتي دوَّنتها مصادر التشريع لدى أغلب الأنظمة الحاكمة هي قوانين معطَّلة، أو مطبَّقة وِفق مزاجات السُّلطات الحاكمة.


أقول إنَّ إصرارنا على استقلالية مواقعنا الدينية، هو تجسيد لمواد نصَّت عليها الدساتير، وتعبير عن حريات كفلتها القوانين.


ولن نسمح لهذه الاستقلالية أنْ تتحوَّل إلى عبثٍ وفوضى، فهي – أيْالاستقلالية– محصَّنة بمجموعة ضوابط شرعية تمنع من الانفلات، والإساءة إلى النظام العام في البلدان.


ولا يوجد محصِّن لهذا النظام أقوى وأنظف من المُحصِّنات الشرعية، والتي تحكمها رقابة الله تعالى، ولا تقوى كلُّ الأغراض والأهواء الذاتية أنْ تسقطها، لأنَّفي مخالفتها خيانةٌ لله تعالى.


نتابع الحديث حول مسؤوليات المنبر في اللقاء القادم إنْ شاء الله تعالى.


بعد ألف يومٍ.. كيف يُقرأ الحَرَا!!


قبل ما يقارب من ثلاث سنوات انطلق حَراكُ هذا الشعب – الحراك الأخير – وإلَّا فتاريخ هذا الوطن الحافل بالنضال السِّياسي من أجل الحرية والعدالة والكرامة منذ زمنٍ طويل، ولا يجوز اختزال التاريخ في هذا الحراك رغم ما يحمله من قيمة كبيرة.


انطلق حَراكُ شعبنا الأخير، وكان تعبيرًا عن غضبٍ متراكمٍ انفجر في لحظة، مشكِّلاً بداية هذا الحَراك المطالب بالحقوق وبتصحيح الواقع السِّياسي.


فمن الظلم كلّ الظلم أنْ يُتَّهم هذا الحَراك بالانتماء للخارج، هذا كذبٌ وافتراءٌ وقذفٌ وبهتانٌ، حَراكُ شعبنا وطنيُّ المنبتِ والولادةِ والمنطلقِ والأهداف…


ومن الطبيعي جدًا أنْ تساهم متغيِّرات وأحداث العالم إيجابًا أو سلبًا على حَراكات الشعوب، وهذا لا يعني الانتماء للخارج، لا شكَّ هناك بعض حَراكاتٍ مُصنَّعة من خارج حدود الدول، وليس منها قطعًا حَراكُ شعبنا، وهذا ما تشهد به القراءاتُ النزيهةُ المنصفة.


لا غرابةَ في أنْ تَتَّهِم مؤسَّساتُ الإعلام التابعةِ لأنظمةِ الحكم كلَّ حَراكات الشعوب بالعمالة للخارج، وبالتآمر على الأنظمة، وبزعزعة أمن الأوطان…


وفي هذا السياق يأتي الظلم الفاحش الذي أصاب حَراكنا الشعبي من قبل إعلامٍ مارس كلَّ الإساءة والتشويه.


إلَّا أنَّ كلَّ هذا ما استطاع أنْ ينال من سمعة حَرَاك شعب البحرين، ومن صدقيته ونظافتِهِ، وحقَّانيةِ مطالبِهِ، ووطنيَّةِ أهدافه.


فكلُّ ما يحدث على أرضنا هو بمرأى ومسمع من العالم، فلا يمكن لمحاولات التزوير أنْ تغيِّر الصورة، مهما كانت الجهود كبيرة لشراء الذِّمم والأقلام.


وهكذا مضى ألف يومٍ على حَراكنا الوطني المُطالبِ بالحقوق.
فكيف هي الصورةُ بعد هذا الزمن؟
وماذا حقَّق هذا الحَرَاك من نتائج؟


من أجل أنْ نقرأ المعطيات لهذا الحَرَاك ندوِّن مجموعة نقاط:
(1) لا شك أنَّ هذا الحَرَاك أعطى أثمانًا باهضة:
• أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمعلولين.
• آلاف السجناء والمعتقلين.
• آلاف العاطلين.
• انتهاكات مرعبة للمدن والقرى والبيوت.
• اعتداءات صارخة على المساجد ودور عبادة وشعائر دينية.
• سحب جنسيات وتهديدات بالإبعاد.
• والقائمة طويلة…


(2) مَنْ يتحمَّل مسؤولية هذه الأثمان الباهضة؟
بكلِّ تأكيدٍ لا يتحمَّل مسؤوليتها هذا الحَرَاك، وإنَّما يتحمَّل كلّ مسؤوليتها النظام…
الشعب يُطالبُ بحقوقه العادلة المشروعة، وواجبه الشرعي والوطني أنْ يتحرَّك من أجل هذه المطالبة، وإنْ كلَّفه هذا الحراك الثمن الباهظ.


كان على النظام أنْ يستجيب لمطالب هذا الشعب، بلا حاجة إلى هذه الأثمان المرهقة، وبلا حاجة إلى زجِّ البلد في هذه الأوضاع المقلقة.


فإذا كان الشعب لا خيار له إلَّا المطالبة بالحقوق، فإنَّ النظام كان أمامه خيار الاستجابة لمطالب الشعب.


إلَّاأنَّ النظام اتَّجه إلى الخيار الأمني، وهذا ما أوقع البلد في هذا المنزلق الصعب، وهذا ما أنتج كلَّ هذا التكلفة الباهظة، ليس على الشعب فقط، بل على النظام، وعلى كلِّ الوطن.


(3) حراكنا الشعبي شاركت فيه كلُّ الأطياف:
• مختلف الانتماءات الدينية والمذهبية والوطنية…
• مختلف الكوادر العلمية والثقافية بكلِّ تخصصاتها ومستوياتها…
• مختلف المستويات العُمْرية (الشيوخ، الكهول، الشباب، الفتيات، الأطفال)…
• كان للمرأة حضورها اللافت في هذا الحراك.
فالحضور الجماهيري المتنوع كان مُميِّزًا لهذا الحراك.


(4) بعد هذا الزمن من عمر الحراك هل أصيب حراكُنا بالنصب والتعب واليأس؟
كلُّ المؤشِّرات على الأرض تقول : ( لا )
فلا نَصب ولا تعبَ ولا يأس…
ولا تراجع، ولا انهزام، ولا انكسار…
بل إصرار، وثبات، وصمود…
ليس في هذا دفع في اتجاه التأزيم، وإنَّما من أجل الوصول إلى حلٍ حقيقي ينقذ هذا الوطن من أوضاعه المأزومة.


الإصرار على المطالب المشروعة هو من أجل خلاص الوطن من مأزقه ومحنته، ومن أجل استقراره وأمنه…
ما دام الشعب يعيش إحساسًا بالظلم، فلا خلاص من الأوضاع المتأزمة، ولا راحة، ولا استقرار وسوف يبقى الإصرار على الحراك حتى تتحقَّق المطالب.


ولن يتوقف الحراك مهما كانت الأثمان باهظة.
فشعبٌ اعتصم بالله سبحانه لا يمكن أنْ يُصاب باليأس أو أن ينكسر، أو أن ينهزم.
وشعبٌ يؤمن بعدالة مطالبه لا يمكن أن يتراجع.
وشعبٌ توَّاقٌ إلى الكرامة لا يمكن أن يتعب.


(5) وأهم ما ميَّزَ حَرَاك هذا الشعب هو (السِّلمية)، فانطلق الحَرَاكُ سِلميًا، واستمر سلميًا، وسوف يبقى سِلميًا، مهما قستْ الأساليب الأمنية التي تواجهه، فإذا كان سلاحٌ قادرٌ أنْ يهزم أساليب البطش والقمع فهو (السِّلمية)؛ كلُّ دول العالم المنصفة، وكلُّ المنظمات الحقوقية وكلُّ القوى المناهضة للظلم والاستبداد تجد نفسها ملزمةً أنْ تساند حَرَاك هذا الشعب العادل ما دام يعتمد الأساليب السِّلمية التي تعترف بها الوثائق الدولية، وهذا ما أحرج السُّلطة في هذا البلد وهي تواجه حَرَاكًا سِلميًا بكلِّ أدوات القسوة، وفيما صدر من تنديدات، واستنكارات، ونصائح دولية تطالب النظام السِّياسي في البحرين بإيقاف هذا التشدّد في مواجهة شعب يمارس حقّه في المطالبة بحقوقه بأساليب وأدوات سلمية دليل واضح على تعاطف كبير مع هذا الحراك..


هذا هو نهج الحَرَاك الذي أعلنت عنه القوى السِّياسية، ومارسته، وهي تصرُّ عليه، وأيُّانحياز عن هذا النهج فهو مرفوض كلّ الرفض، وهو خيارٌ لا يعبِّر عن قناعة هذا النهج، وتتحمَّل السُّلطة كلَّ المسؤولية وهي تدفع من خلال مواقفها الأمنية القاسية إلى ولادة خيارات متشدِّدة يائسة، لا يعني أنَّنا نقبل بهذا الانحياز عن النهج السِّلمي، إلَّا أنَّ القراءة الواقعية تحمِّل الأنظمة الحاكمة مسؤولية النزوع نحو العنف والتطرُّف نتيجة يأسٍ من الإصلاح والتغيير، ونتيجة التشدُّد والقسوة.


(6) ألف يومٍ من عمر الحَراك زمن يفرض المراجعة والمحاسبة لكلِّ الخطوات، ليس تشكيكًا في صدقية ومشروعية هذا الحَراك، وليس تشكيكًا في أهدافه وغاياته، وليس تشكيكًا في جدواه وفاعليته، إلَّا أنَّ الإخلاص لهذا الحَراك، والأمانة في تحمُّل المسؤولية، والواقعية التي ترصد كلَّ المتغيِّرات، كلُّ هذا يفرضُ على القائمين على هذا الحَرَاك أنْ يمارسوا نقدًا ذاتيًا، ومحاسبة موضوعية، ومراجعة صادقة لكلِّ أداءاتهم في هذا الطريق، ولكلِّ الخطوات، ولكلِّ الأدوات، ولكلِّ النتائج والمعطيات، ولكلِّ الاستراتيجيات، فربّما تكتشف أخطاء، وربّما تُكتشفُ انحرافات، وربّما تفرض الضرورة تغيرات في الأداء والخطط والمناهج والمسارات والاستراتيجيات، كلّ هذا مشروط بالحفاظ على الثوابت التي تحكم هذا الحَرَاك والتي حدَّدتها الرؤى الشرعية والبصيرة السِّياسية، والحسابات الموضوعية.


وإذا كنَّا من خلال هذه الوقفة الناقدة نكتشف بعض سلبياتٍ، فهذا لا يعني أن ننسى الكثير من إيجابيات ومكاسب هذا الحَراك، فيما عرَّى من أوراق السِّياسة الخاطئة والفاسدة في هذا البلد، وكذلك فيما أعطى من حضور كبير لقضية هذا الشعب على مستوى العالم، إضافةً إلى ما أنتجته من خلق وعيٍ سياسي متقدِّم، ومن تنشيطٍ لكلِّ القدرات والكفاءات في خدمة قضايا هذا الوطن.



(7) الحراك الشعبي لا يرفض الحوار مع النظام إذا توفَّر هذا الحوار على كلِّ الشروط والمكونات التي تمكِّنه من إنتاج حلٍّ قادرٍ على إخراج البلد من أزمته، أمَّا الحوار الذي يتحوَّل إلى وسيلة للاستهلاك والدعاية والتخدير فهو مرفوضٌ تمامًا، والمشاركة فيه إساءةٌ إلى حَرَاك هذا الشعب، وإطالة لعمر الأزمة التي أرهقت هذا الوطن..


وحتى لو بدأ حوار جادٌ وحقيقي وصادق وفق كلِّ الشروط والضوابط الصحيحة، فهذا لا يعني أنْ يتوقَّف حَراك الشارع، بل يجب أن يستمر حتى تتحقَّق المطالب المشروعة، ولا قيمة لكلِّ منتجات الحوار مالم يقل الشعب كلمته، ويصوِّت بـ (نعم) لهذه المنتجات.



كلمة أخيرة:


تمر بنا هذه الأيام ذكرى رحيل العالم المجاهد الشيخ الجمري رضوان الله عليه، وهو أحد الرموز الشاخصة في هذا البلد، له تاريخ كبير من العطاء العلمي والثقافي والروحي والاجتماعي والسِّياسي.
وقد تميَّز دوره السِّياسي بشكلٍ واضح، حتَّى أصبح عنوانًا في طريق الجهاد السِّياسي، ولا زالت مواقفه الجريئة تشكِّل نهجًا لكلِّ السائرين في هذا الدرب.


فمن الوفاء لهذا الرمز أنْ نجدِّد ذكراه، وأنْ نجذِّر حضوره في وجدان الأجيال، وفي عقلها، وفي كلِّ واقعها الديني والسِّياسي…


تغمَّد الله شيخنا الجمري بوافر الرحمة والرضوان.


وآخر دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى