السيد في الصحافةبيانات علمائية

قاسم والغريفي والوداعي زاروا المصابين وواسوهم بالدموع والدعوات

قاسم والغريفي والوداعي زاروا المصابين وواسوهم بالدموع والدعوات


عينا زوجة «عبدالرضا» تراقبان وجهه تارة وأخرى تلاحقان نبضات قلبه


السلمانية – حسن المدحوب


كانت عيناها تلتفتان إلى جهتين فقط، على رغم كل الضجيج الذاهب والآتي، وعلى رغم أعداد الزوار التي لم تنقطع وهي تتوافد هناك، عين تراقب وجه زوجها عبدالرضا علي (32 عاماً)، وأخرى ترنو إلى جهاز نبضات قلبه التي كانت ترتفع تارة وتنخفض أخرى، وعلى رغم أنها كانت رابطة الجأش، إلا أن نظراتها كانت تحكي وبصمت ومن دون رتوش مقدار ما يحمله صدرها من ألم ومصاب ودموع.


استطاعت أن تتمالك نفسها مراتٍ ومرات خلال الساعات الطويلة التي قضتها بالقرب من زوجها الذي يرقد في وحدة العناية المركزة بمجمع السلمانية الطبي، على إثر إصابته يوم الجمعة (18 فبراير/ شباط 2011) برصاص حي استقر في رأسه بحسب ما أكد الأطباء، إلا أن عينيها المفتوحتين وعيني زوجها المغمضتين، كانت كافية لأن تجعل الدموع تنهمر من الزائرين وبل وحتى الأطباء المعالجين له بلا إرادةٍ منهم، فعبدالرضا الذي خضع لعملية جراحية استمرت ثلاث ساعات لم يتمكن الأطباء من إخراج الرصاصة من رأسه حتى الآن، ولاتزال حالته حرجة جدّاً بحسب الأطباء.


وعبدالرضا والد لثلاثة أبناء، هم: علي (8 أعوام)، حسين (4 أعوام)، محمد (عام و7 أشهر)، ويعمل في محمية العرين.


ولايزال عدد آخر من المصابين متوسدين أسرتهم في وحدة العناية المركزة في السلمانية، وعدد من الأجنحة في القسم القديم من مجمع السلمانية، وكان اللافت أن أغلبهم كانوا يضعون أعلام البحرين جنب أسرتهم أو يتلحفون به، فيما كتب رسم أغلبهم شارات النصر بأيدهم، أثناء تصوريهم.


ولاتزال أربع حالات موجودة في العناية القصوى، ومنهم الشاب محمد علي من منطقة سار، (21 عاماً)، الذي أصيب في رقبته ورئته بطلقات الشوزن، إذ أصبحت حالته مستقرة، إلا أنه لا يستطيع الحديث بعدُ بسبب الأجهزة الموضوعة على وجهه، لكنه لا يفتأ التلويح بعلامة النصر.


وكذلك المصاب قاسم سعيد (17 عاماً) من منطقة الحجر، فتضرر نتيجة إصابته بطلقات الشوزن في رئتيه الاثنتين، وحالته غير مستقرة، إلا أنها ليست حرجة إلا في حال تحركت طلقات الشوزن في جسمه، بحسب تأكيد الأطباء، فيما لايزال المصاب عبدالزهرة الحداد (53 عاماً) يعاني من الاختناق من مسيلات الدموع، وأكد الأطباء أنهم واجهوا صعوبة في وضع جهاز التنفس عليه فور وصوله إلى المستشفى نتيجة انتفاخ جسمه.


ولايزال يرقد العشرات من المصابين بالرصاص الحي، وطلقات المطاط، والشوزن (بنادق تستخدم لاصطياد الطيور، تتناثر الطلقة الواحدة منها إلى عشرات الطلقات الصغيرة وتنتشر في مختلف الاتجاهات)، في أجنحة السلمانية، ومن بين الحالات شاب فقد إحدى عينه لدى إصابته بطلقةٍ مباشرة فيها، وآخر تمزق صدره وجزء من بطنه بعد ركله بأحذية عددٍ من قوات الأمن».


إلى ذلك، زار عدد من كبار العلماء في البحرين يتقدمهم الشيخ عيسى قاسم والسيدعبدالله الغريفي والسيدجواد الوداعي، المصابين الراقدين في السلمانية، مساء أمس، مقدمين دعواتهم وابتهالهم للمولى أن يخرج المصابين بصحة وعافية، ولم يستطع عدد من كبار العلماء أن يكتموا دموعهم وهم يشاهدون حال المصابين والجروح التي تعرضوا لها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى