السيد محمد حسين فضل اللهحديث الجمعةشهر رجب

حديث الجمعة255:الذكرى السنويَّة الأولى لرحيل المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله – هواجس الشَّارع حول الحوار  

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة الميامين وبعد:
فنتناول في حديثنا أكثر من عنوان:


الذكرى السنويَّة الأولى لرحيل المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله:
عامٌ مضى على رحيلِ المرجعِ الدِّيني الكبير آيةِ الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدّس الله روحه الشريفة، ولا زال الحزنُ يسكنُ في قلوبِ المحبِّين والعاشقين…


عامٌ مضى ولا زال هذا الرجلُ العظيمُ حاضرًا في ذاكرة الأمَّة بكلِّ فكرهِ وعلمهِ وتقواه وخلقهِ وسيرتهِ وعطائهِ وجهادهِ.


لقد شكَّل تاريخًا لا يمكن أن يُمحى في مسيرةِ الزَّمن، كان عنوانَ مرحلةٍ سوف يبقى متميِّزًا وبارزًا، هكذا عَبْرَ التاريخِ هناك رجالٌ يمثِّلون عناوين مرحلةٍ عاشوها وطبعوها بكلِّ وجودهم وعلمهم وعطائهم، فالشيخ الطوسي يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ، والعلَّامة الحلِّي يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ، والشيخ الأنصاري يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ والسَّيد الإمامُ الخميني يُمثِّل عنوان مرحلةٍ، والسَّيد الشهيد محمد باقر الصدر يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ، فكذلك السَّيد محمد حسين فضل الله يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ…


وحينما نتحدَّث عن هذه النماذج، كونها تُمثِّل عناوين مرحلةٍ لا يعني أنَّها مِلكٌ لتلك المرحلةِ، بل مفتوحة على حركة الزَّمن والتاريخ والأجيال…
ما كان السَّيد محمد حسين فضل الله رجلَ فقهٍ فحسب بل كان رجلَ فكرٍ، ورجلَ أدبٍ، ورجلَ قلمٍ، ورجلَ منبرٍ، ورجلَ سياسةٍ، ورجلَ حوارٍ، ورجلَ جهادٍ، ورجلَ تجديدٍ…


لكي نقرأه هناك منهجان:
المنهج الأول: القراءة المجزَّءة، أن نقرأه فقيهًا، أن نقرأه أصوليًّا، أن نقرأه مُفسِّرًا، أن نقرأه مُفكِّرًا، أن نقرأه مُربِّيًا، أن نقرأه داعيةً، أن نقرأه أديبًا، أن نقرأه سياسيًّا، هذا المنهج يحاول أن يعالج عنوانًا خاصًّا، ممَّا يعطيه عمقًا ودقَّةً، واستيعابًا، بما لا تتوفَّر عليه القراءة العامَّة…


المنهج الثاني: القراءة الشموليَّة، وهي قراءةٌ لا تُعنى بعنوانٍ خاصٍّ، بقدر ما يهمُّها الشخصيَّة بكلِّ مكوِّناتها، وهنا تتزاوج العناوين من أجل إنتاج منهجٍ واسعٍ وشاملٍ بما لا تقدِّمه القراءة التجزيئيَّة…
وكلا القراءتين ضروريَّتان، فالأولى تمنحنا العمق والخصوصيَّة، والثانية تمنحنا التكامل والشموليَّة…


الفقيه المرجع السَّيد محمد حسين فضل الله غاب شخصًا وهو باقٍ مدرسةً، ومنهجًا، ومسارًا، وهنا يجب على كلِّ المنتمين إلى هذه المدرسة، وهذا النَّهج، وهذا المسار أن يُمارسوا دورهم في الحفاظ على استمرار السَّيد لا في شخصه، وإنِّما في مدرسته، ونهجه، ومساره…


صحيحٌ أنَّ ما خلَّفه سماحتُه من ثروةٍ كبيرةٍ ممثَّلةٍ في نتاجاتِه المطبوعة، وفي محاضراتِه المسموعة، وفي مشروعاتِه الشاخصةِ، وفي عطاءاتِه الوافرة، وفي أخلاقه، وهديه وروحانيَّته وتقواه وورعه وسلوكه المتميِّز هو التعبير الصَّادق عن هذه المدرسة وهذا النَّهج…


غير أنَّ هذا لا يعطي رموز هذا الخطِّ، وتلامذة هذا النهج من العمل الجادِّ على الدفع بمعطيات هذه المدرسة خشية أن تغيب بفعل الغفلة عن ذاكرة الأجيال، وعن حراك المسيرة، ويبقى الكتاب جامدًا إذا لم تحرَّك مضامينه، ويبقى الخطاب راكدًا إذا لم تفعَّل أفكاره، وتبقى المشروعات معرضًا للاستهلاك إذا لم يُجدَّد عطاؤها، وتبقى السِّيرة في حاجةٍ إلى تحريكٍ دائم…


كم مِن العلماء الكبار بقوا مدفونين في كتب التراثِ، وبقوا محنَّطين في متاحف التاريخ، وإذا كان أعدادٌ كبيرةٌ من الفقهاء والمفكِّرين قد بقوا في ذاكرة الحوزات العلميَّة، وفي ذاكرة الجامعات، وفي ذاكرة الدارسين والمتابعين فإنَّهم غائبون عن ذاكرة أجيال الأمَّة، وعن وجدانهم، وعن حركتهم، فكم هي الحاجة كبيرةٌ إلى استحضار هؤلاء الكبار من أجل أن يكونوا صنَّاعًا لمسيرة الأمَّة…


عامٌ مضى على رحيل العَلَم الكبير والأب المربِّي، والمجتهد الصَّامد، والعامل الصابر السَّيد محمد حسين فضل الله، ولا زالت اللوعة تملأ كلَّ القلوب التي عشقت هذا الرجل، وأحبَّته، وترسَّمت خطاه، وكيف لا وقد ملأ كلَّ المشاعرِ، وكلَّ العقولِ، وكلَّ الواقعِ بما يصعب أن يمارسه إلَّا الأفذاذ الكبار الاستسثنائيُّون وهو واحدٌ من أبرزهم، هذا ما يفسِّر لنا هيام العشَّاق والمحبِّين والعارفين…


وحتَّى الذين ناصبوه العداء، وحاربوه، وشتموه، وقذفوه، وملأوا الدنيا ضجيجًا ضدَّه، قد بهرهم صدى رحيله، وأذهلهم حضوره بعد الرحيل، فما كان للهِ يبقى ذِكرًا جميلًا، وثناءً عطرًا ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ﴾. (الشّعراء/ 84)


قد أخلص رضوان الله عليه كلَّ الإخلاص لله تعالى، وذاب فيه، وأعطى حياته له، هكذا عرفتُه عن قُربٍ، ومِن خلال تاريخٍ طويلٍ، ما كان يسمح لنفسه أن يستريح، ما دامت الرَّاحةُ على حسابِ العملِ والعطاء، والجهاد، كان يقول: (الرَّاحة عليَّ حرامٌ ما دمتُ قادرًا أنْ أعملَ، أنْ أُعطيَ، أن أُجاهدَ)، ورغم أنَّ المرض قد حاصره في أيَّامه الأخيرة، إلَّا أنَّه كان يُصِّر أن يُصارع المرضَ ليبقى في خطِّ الجهاد، وفي خطِّ العطاء، وظلَّ ماسكًا القلم ليوصل الكلمة حتى الرَّمق الأخير، أراد للكلمة أن تحمل رسالته، وأن تبقى تتابع العطاء (أحبَّتي، إخوتي، أبنائي تابعوا المسيرة)، وهكذا ودَّع الدنيا وهو يجاهد من أجل الله…


رحمك الله – أبا علي – نم قرير العين، فأحباؤك وإخوتك وأبناؤك، وتلامذتك سوف يبقون أوفياء لخطِّك، لنهجك، لمدرستك…


هواجس الشَّارع حول الحوار:
تساور الشَّارع البحريني هواجسُ كثيرٌ حول عمليَّة الحوار، وهذه الهواجس ممزوجة بالشكِّ والخوفِ والقلق وربَّما بالرَّفض، وهذا أمرٌ له مبرِّراته في ظلِّ أوضاعٍ مأزومةٍ وخطيرةٍ وضاغطةٍ، وفي ظل رغبةٍ جادّةٍ وصادقةٍ في البحث عن مخرجٍ حقيقي يُنقذ هذا البلدَ من محنته القاسية، فيجب أن لا تُفهم الهواجس فهمًا خاطئًا وسلبيًّا، فالحوار محاصرٌ بإشكالاتٍ صعبةٍ ربَّما تهدِّده بالفشل…


وإذا أردنا أن نقارب هواجس الشَّارع حول عمليَّة الحوار فيمكن أن ندوِّن بعصًا منها على شكل تساؤلاتٍ تبحث عن إجاباتٍ:
الهاجس الأول:
هل يرقى الحوار إلى مستوى هموم الشَّارع الحقيقيَّة؟
صحيحٌ أنَّ المطروحَ أنْ لا سقف للحوار…
وصحيحٌ أنَّ أعدادًا كبيرةً من المرئيَّات قد قُدِّمت…
إلَّا أنَّ السؤال الذي يلاحق هذا الملتقى: هل أنَّ الحوار الفعلي سوف يُقارب هموم الشَّارع الواقعيَّة ومطالبه الحقيقيَّة، خاصَّة أنَّ بعض القوى المشاركة صرَّحت بتغييب قسمًا من مرئيَّاتها عن جداول الجلسات، ممَّا يعني أنّ هناك خشية من وجود انتقائيَّة، وهذا يبرِّر للشارع أن يتساءلَ، وأن يشكَّ، وأن يقلق، وأن يرفض، ومهما تنوَّعت وتعدَّدت العناوين التي تشكِّل محاور الحوار، وهي عناوين تشكِّل في الغالب هموم ومطالب لدى الشارع البحريني إلَّا أنَّ المفصل السِّياسي هو المفصل الأساس الذي يحكم جميع المفاصل، فمهما نجح الحوار في وضع علاجات للمفاصل الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والحقوقيَّة فسوف تبقى هذه العلاجات عاجزة حينما يفشل الملتقى في وضع حلولٍ جذريَّةٍ وحقيقيَّةٍ للمشكل السِّياسي، وحينما ينجح الحوار في مقاربة الحلِّ الحقيقي والواقعي للمأزق السِّياسي فسوف يوفِّر ذلك ظرفًا صالحًا للتعاطي مع باقي الملفَّات والمفاصل مهما كانت معقَّدة وصعبة، إلَّا أنَّ هذا المنحى لا يبدو واضحًا في مسار الحوار، بل إنَّ القضايا الجوهريَّة في الشَّأن السِّياسي مغيَّبة عن طاولة الحوار…


الهاجس الثاني:
هل أنَّ آلية الحوار آلية صحيحة؟

أحد المخاوف الكبيرة التي تتحرَّك في الشَّارع أنَّ الآلية التي وُضعت للحوار ليست مؤهَّلة لإنتاج حلولٍ حقيقيَّة، فهذه الكثافة من المشاركات لا توفِّر الفرصة إلى وقفاتٍ جدِيَّة مع القضايا المطروحة، ولا توفِّر الفرصة لإنتاج حلولٍ ناجعةٍ في ظلِّ أجواءٍ حواريَّةٍ ممزوجةٍ بالتجاذبات، وربَّما بالضَّجيج والصَّخب، الأمر الذي سوف يضيِّع المعالجات الواقعيَّة، خاصَّة حينما تحكم الحوار مزاجات متناقضة، وأهداف موَجَّهة ويبدو للشارع أنّ الملتقى يؤكِّد على المظهر أكثر مِن المحتوى، وعلى الشَّكل أكثر من المضمون، وعلى العنوان أكثر من الموضوع، هكذا يقرأ الشارع طبيعة هذا اللقاء ممَّا شكَّل عنده مخاوف كبيرة، بل يكاد يقطع بوجود خللٍ في آلية الحوار، الأمر الذي لن يسمح بنتائج كبيرة لهذا الملتقى، فما لم تعدَّل الآليَّة، فالخشية واضحة في أن يتعثَّر الحوار…
وأمّا ما هي الآليَّة الصحيحة، فهذا يفرض أن تكون الجلسات الأولى للتداول حول الآليَّة الصائبة، وإنَّ أيَّ تجاوزٍ لهذا الأمر سوف يُراكم الأخطاء والمسارات المتعثِّرة ممَّا يعني الجهد الضَّائع والوقت الضَّائع…    


الهاجس الثالث:
هل أنَّ اختيار المتحاورين قائمٌ على أسسٍ صحيحة؟

وهل هناك تمثيلٌ واقعيٌّ للشَّارع؟


صحيحٌ ليس من حقِّ أيِّ شخصٍ أو جهةٍ ادِّعاء تمثيل الشَّارع إلَّا بمقدار ما يملك من رصيدٍ لدى هذا الشارع أو لدى بعض مكوِّناته، ومن الواضح أنَّ أحجام الحضَّار في هذا الملتقى أحجامٌ متفاوتة بنسبٍ كبيرة، فربَّما لا يمثِّل البعض إلَّا نفسه، وأخرون يملتكون مساحاتٍ محدودة في الشَّارع، وهناك من يملك حضورًا كبيرًا بشكلٍ واضح، فهل التمثيل في الحوار أخذ في حسبانه هذا الأمر، أم أنَّ المهمّ أن تمثَّل الأطياف والمكوِّنات وليس بالضَّرورة أن يكون متناسبًا مع أحجامها في الشارع، فليس غريبًا وِفْق هذه الرؤية أن يُعطَى لجهةٍ ما تملك رصيدًا انتخابيًّا يتجاوز السِّتين في المائة نفس ما يُعطَى لجهةٍ أخرى لا تملك أكثر من واحدٍ في المائة، بل ربَّما لا تملك شيئًا من رصيد الشارع…


هذا إذا تجاوزنا مسألة الانتقائيَّة في الاختيار، ووِفْق كلِّ هذا فسوف لن تكون النتائج وِفْق رغبات وطموحات وإرادات الشَّارع في مساحاته الكبيرة، بقدر ما هي رغبة الأكثريَّة الداخلة في الحوار، وهي ليست أكثريَّة شعبٍ أو أكثريَّة شارع، وبالتالي فسوف لن تُرضي النتائج مساحاتٍ واسعةٍ في هذا الشَّارع…


وسوف لن ندخل هنا في جدليَّة المكوِّن الأكبر، وما يتبع ذلك من سجالاتٍ لا يحسمها إلَّا إحصائيات دقيقة واستفتاءات شعبيَّة عادلة، يبقى أنَّ الخلل في التمثيل سوف ينعكس خللًا كبيرًا على نتائج الحوار…


الهاجس الرابع:
هل انتهت كلَّ المظاهر الأمنيَّة لكي تتوفَّر مناخاتٍ صالحةٍ للحوار؟
وهل عولجت ما صاحب الأزمة الرَّاهنة من تداعيات؟
وماذا عن قضايا المفصولين، وقضايا المسجونين، وقضايا المحكومين؟


هذه أسئلةٌ تشكِّل هواجس كبيرة لدى الشَّارع، ولها علاقة في خلق الأجواء المطمئنة للدَّفع في التعاطي مع حركة الحوار، وفي إزاحة كلِّ المعوِّقات في طريق السائرين نحو طاولة الحوار…


هذه الإثارات لا تهدف إلى تعقيد مسار الحوار، بقدر ما هي محاولةٌ للبحث عن أرضيَّةٍ صالحةٍ للحوار، ومناخاتٍ ملائمة، ومكوِّناتٍ قادرةٍ على خلق التفافٍ حول الحوار…


لا يخدم الحوار مجرَّد إعلامٍ، ولا مجرَّد دعمٍ رسمي، ولا مجرَّد قناعة أطرافٍ أو كتلٍ، أو جماعاتٍ أو أشخاصٍ في داخل الحوار أو في خارجه…
ما يخدم الحوار حقيقةً أن يكون الشَّعب يُناصر الحوار، أن يلتفَّ الشارع حول هذا الحوار، وهذا لا يكون إلَّا اذا توفَّرت المناخات والأجواء التي تخلق رضى النَّاس، فيما هي طموحاتهم المشروعة…


الهاجس الخامس:
هل وُجد الجو الاجتماعيّ المتلاحم القادر على تحصين الحوار؟


أم لا زالت خطابات الفتنة تتحرَّك بالطريقة التي تؤجِّج الصِّراعات والخلافات الطائفيَّة والمذهبيَّة؟
إذا أُريد انتاج أجواءٍ اجتماعيَّةٍ وشعبيَّةٍ داعمةٍ للحوار فيجب إيقاف خطابات الفتنة والشَّحن والتحريض والتخوين التي تمارسها بعض وسائل الإعلام الرسميَّة من تلفازٍ وإذاعةٍ وصحافة…
كيف نريد لأيِّ مكوِّنٍ أن يكون شريكًا فاعلًا في الحوار، وخطابات القذف والتشهير والانتقام تحاصره بلا رحمة، فبأيِّ روحيَّة يدخل هذا المتَّهم إلى الحوار، وبأيِّ روحيَّةٍ يتعاطَى هذا الشارع المطعون في انتمائه، والمشهَّر برموزه وقياداته مع أجواء الحوار، وتتحمَّل السلطة مسئوليَّة إيقاف هذه اللغة المدمِّرة للحوار، والمؤجِّجة للفتن والعداوات الضَّارة بأمن هذا الوطن واستقراره…


الهاجس السادس:
هل أنَّ زجَّ موضوعاتٍ تتعلَّق بالمعتقد والشَّعائر الدينيَّة والخصوصيَّات المذهبيَّة كموضوع مواكب العزاء والحسينيَّات وأحكام الأسرة يخدم هذا الحوار؟


إنَّ الشارع لا يقلقه شيئٌ أكثر من محاولات التعرُّض لمعتقداته وشعائره الدينيَّة وخصوصيَّاته المذهبيَّة، فما المبرِّر أن توضع على قائمة الموضوعات الحواريَّة قضيَّة المواكب والمجالس العزائيَّة التي يمارسها الشِّيعة منذ قرونٍ في هذا البلد، هذه خطوطٌ حمراء وإنَّ أيَّ مسٍّ لها سوف ينعكس نتائج خطيرة على أوضاع هذا البلد، وإذا كانت هناك محاولاتٌ تنظيميَّةٌ لهذه الأمور فأمرٌ يُترك للتداول والتشاور بين علماء المذهب والجهات المعنيَّة، بلا حاجةٍ إلى إقحام هذه المسائل في سجالات الحوارات، خاصَّة وأنَّ هناك تصريحات تبعث على القلق صادرة من بعض الجهات والشخصيات يظهر منها رغبة في محاصرة بل مصادرة هذه الشعائر…


وكذلك الأمر بالنسبة لأحكام الأسرة فهي شأنٌ له خصوصيَّته الفقهيَّة المذهبيَّة، وقد حدَّد العلماء موقفهم من تدخُّل المؤسَّسة الرسميَّة في هذا الشَّأن وأكَّدوا على ثلاثة مرتكزاتٍ (أو ضماناتٍ):
• مرجعيَّة الشَّريعة الإسلاميَّة.
• مصادقة وإشراف أحد الفقهاء المعتمدين.
• ضمانة دستوريَّة صريحة غير قابلةٍ للتعديل تؤكِّد الثابتين الأول والثاني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى