الإمام الحجة المنتظر (ع)ملف شهر شعبانمن وحي الذكريات

حديث العلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي ليلة النصف من شعبان 1441، والذي تم بثهُ عبر الفضاء الإلكتروني

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الإمام المهدي المُنْتَظَر (عليه السَّلام) وقيادة التَّغيير
خصوصيَّات ليلة النِّصف من شعبان
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ المُصطفى، وعلى آلِهِ الهُداة الميامين.
وبعد:

تهنئة بالميلاد الأغرِّ
فأهنئكم – أيُّها الأحبَّة – بالميلادِ الأغرِّ ميلادِ مولانا صاحبِ العصرِ والزَّمانِ إمامِنا (المهدي المُنتظَر عليه السَّلام) أرواحنا له الفِداء، سائلينَ المَولى القديرِ أنْ تَعُمَّ فيوضاتُ هذه المناسبة كلَّ عالَمِنا، هذا العالمُ الَّذي تزدحمُ فيه المُكدِّراتُ، والعناءاتُ، والعَداواتُ، والصِّراعاتُ، وأنْ يكونَ يومُ الخلاصِ الأعظمِ لكلِّ البشر قريبًا وعاجلًا بإذنِ اللهِ تعالى.

هنا سؤالٌ بات يضغط على الفكر المعاصِر في ظلِّ الظُّروفِ الرَّاهنةِ الاستثنائيَّة، والتي أنتجتها تداعيات هذا الوَباءِ المرعب.
عصر الكورونا!
السُّؤال الضَّاغط يقول: وماذا بعد عصر الكورونا؟
هذا السُّؤالُ يحتضنُ مجموعة تساؤلات:
1-هل سوف تتغيَّر أوضاع العالمِ الصِّحيَّة؟
2-هل سوف تتغيَّر أوضاع العالمِ السِّياسيَّة؟
3-هل سوف تتغيَّر أوضاع العالمِ الأمنيَّة؟
4-هل سوف تتغيَّر أوضاع العالمِ الاقتصاديَّة؟
5-هل سوف تتغيَّر أوضاع العالمِ الثَّقافيَّة؟
6-هل سوف تتغيَّر أوضاع العالمِ الأخلاقيَّة؟
تساؤلاتٌ كبيرةٌ ومُلحَّة.

ليست تساؤلاتٍ للتَّرف الفكريِّ، والثَّقافيِّ.
وليست تساؤلاتٍ للتَّرويح، والتَّسلية.
وليست تساؤلاتٍ للاستهلاكِ الإعلاميِّ.
وليست تساؤلاتٍ للمزايدات، والمبارزات.
مطلوب إعادة كلِّ الحسابات، والسِّياسات، والاستراتيجيَّات.

الوباء والتَّحدِّيات الكبرى
الفيروس الوباء أحدثَ تحدِّياتٍ كبرى لكلِّ البشر بكلِّ انتماءاتهم.
بكلِّ أديانهم.
بكلِّ قومياتهم.
بكلِّ هُويَّاتهم.
بكلِّ ثقافاتهم.
فهل أنَّ هذا الحَدثَ بكلِّ تداعياتِه الكبرى سوف يُحدثُ (تغييرًا جذريًّا في تفكير قادة العالم)؟
وهل أنَّ هذا التَّغيير الجَذْرِي في التَّفكير – إنْ حدث، ولا أظنُّه يحدث – سوف يهيِّئ للمشروع الأكبر الذي ينتظره العالم وهو (مشروع الخَلاص الأعظم) على يد قائدٍ اذَّخَرتْه إرادةُ السَّماء.

لا أريد أنْ أزجَّ أيَّ حَدَثٍ في اتِّجاه (قضيَّة الإمام المهديِّ عليه السَّلام) كما يحاول البعض بدوافع متعدِّدة.

أصناف التَّعاطي مع علامات الظُّهور
الَّذين يتعاطون مع (علامات الظُّهور) هم أصناف:
الصِّنف الأوَّل: التَّعاطي من أجل التَّسلية
هم الذين يتعاطون مع هذه العلاماتِ؛ من أجلِ التَّسلية، والاسترخاء النَّفسيِّ هروبًا من ضغوطات الواقع، ومن تحدِّياته الثَّقيلة.

الصِّنف الثَّاني: المُنزلِقون سياسيًّا، واجتماعيًّا، وثقافيًّا
هم الذين ينزلقون سياسيًّا، واجتماعيًّا، وثقافيًّا حينما يتخبَّطون في تفسيرات لا أساس لها من الواقعيَّة، وربما تكون دوافعهم الكسب والمتاجرة وجمع الأموال…

الصِّنف الثَّالث: التَّعاطي مع العلامات على حساب الأهداف الكبرى
هم الَّذين يستغرقون في التَّعاطي مع (العلامات) على حساب (الأهداف الكبرى للانتظار) في حين جعلت العلامات؛ من أجل إنتاج (الانتظار الحقيقيِّ).

الصِّنف الرَّابع: التَّعاطي بدوافع مخابراتيَّة!
وربما تكون الدَّوافع في التَّعاطي مع هذه العلامات هي (دوافع مخابراتيَّة عالميَّة)، فهناك رصد مكثَّف لدى أجهزة المخابرات الكبرى في العالم في ملاحقة أيِّ شأن يتَّصل بحركة (المهدي المُنْتَظَر عليه السَّلام) في منطلقاتها، وفي أهدافها، وفي كلِّ مساراتِها.

الصِّنف الخامس: التَّعاطي بشكل واعٍ، وجادٍّ، وهادف
وهم الذين يتعاطون مع (علامات الظُّهور) بشكل واعٍ، وجادٍّ، وهادفٍ، ضمن (برنامج الانتظار)، وضمن (برنامج الإعداد)، وبقدر ما يخدم التَّعاطي مع (العلامات) أهداف الانتظار، وأهداف الإعداد يكون هذا التَّعاطي هو الصَّحيح، وهو المطلوب.

انتشار الأوبئة ما قبل الظُّهور
وبعد هذه الإشارة إلى أصناف التَّعاطي مع (العلامات) أقول:

أنا لا أنكر أنَّ الأخبار التي تحدَّثت عن أحداث ما قبل الظُّهور تحدَّثت عن (انتشار أوبئة مدمِّرة تهلك خَلْقًا كثيرًا)، وتحدَّثت عن (طاعون أبيض)، و(طاعون أحمر)!
وقد سُئل الإمام عن الطَّاعون الأبيض، فقال: «… الموت الجارف …».

وسُئل عن الطَّاعون الأحمر، فقال: «… السَّيف …». (الأنوار البهية، الصفحة 368، الشَّيخ عباس القمي).

فالموت الجارف ربَّما يعني أوبئة تنتشر بشكل مرعب، يؤدِّي إلى هلاك جارف، ومدمِّر!

والتَّعبير عن الطَّاعون الأحمر بالسَّيف كناية عن اعتماد (أدوات العنف، وكلِّ أدوات القتل، والفتك)!

علامات الظُّهور
نعم، نحن نقرأ أمثال هذه الأخبار، ومع ذلك يجب ألَّا نتسرَّع في (تنسيب) أيِّ حَدَثٍ إلى (منظومة العَلَامات) القريبة من الظُّهور، حيث إنَّ الرِّوايات صنَّفت (علامات الظَّهور) إلى:

1-العلامات العامَّة
ومن أهمِّها:
‌أ- امتلاء الأرض بالظُّلم، والجور.
‌ب- ظهور الفتن، وكثرة القتل.
‌ج- المحن، والشَّدائد، والابتلاءات الصَّعبة.
‌د- انتشار الفساد، والانحراف، والفسوق، والفجور.
‌ه- غربة الإسلام، وهيمنة قِوى الكفر.
هذه العلامات ربّما تحدث في طول تاريخ الانتظار ولا تعني اقتراب الظهور

2-العلامات الخاصَّة
وهي قريبة، أو متزامنة مع تاريخ الظُّهور.
في الخبر عن الإمام الصَّادق (عليه السّلام): «خمس علامات قبل قيام القائم: الصَّيحة، والسّفياني، والخسف، وقتل النَّفس الزَّكيَّة، واليماني، …». (الكافي 8/310، الشَّيخ الكليني).
ولا أريد أنْ أتوسَّع في تفصيل هذه العلامات.
أعود إلى (حَدَث الوَباء المُرعب) والذي أصبحَ (عنوانَ هذا العصر)!

تغيير مسار العالم!
وهنا أقول:
إنَّ حَدَثًا كبيرًا في حجم هذا الحَدَث بكلِّ (تداعياته الكبرى) أوجَدَ قناعة لدى (صُنَّاع الفكر المعاصر)، و(منظِرِي سياساتِ العصر) أنَّ مسارَ العالم:
1-لا بدَّ أنْ يتغيَّر.
2-ولا بدَّ من صياغة جديدة لهذا العالم.
3-ولا بدَّ أنْ تتوحَّدَ أديانُ العالم.
4-ولا بدَّ أنْ تتوحَّدَ ثقافات العالم.
5-ولا بدَّ أنْ تتوحَّد سياسات العالم، وأمنُ العالم، واقتصادُ العالم.

إلَّا أنَّ كلَّ (المؤشِّراتِ الرَّاهنةِ) لا تخلق قناعةً بأنَّ (الأيديولوجيَّات التي تحكم العالم المعاصر) قادرةٌ أنْ تُحدِثَ هذا (التَّغيير الأعظم)، لأنَّ هذه الأيديولوجيَّات هي أساسُ هذا الواقع بكلِّ (منتجاتِهِ المدمِّرة) غير صالحةٍ لإنقاذ العالم، وخلاصِ البشريَّة.

الأيدلوجيَّات الفاشلة عاجزة!
فلا الأيديولوجيَّة الشُّيوعيَّة، والتي أعلنت إفلاسها مؤهَّلةٌ لهذه المهمَّةِ الكبرى.

ولا الأيديولوجيَّة الرَّأسماليَّة هي الأخرى مؤهَّلة لهذه المهمَّة الكبرى، وهل (كوارث العالم)، و(أزماتُه) في هذا العصر إلَّا من إنتاج (الفكر الرَّأسماليِّ المدمِّر)، ومن إنتاج (اللِّيبراليَّة الغربيَّة)؟!

وكذلك كلُّ (الأديان المحرَّفة) لا تملك القدرة أنْ تدفع في اتِّجاهِ التَّغيير الَّذي يُخلِّص العالم.
فاليهوديَّة ممثَّلة في الصِّهيونيَّة هي مصدر الفتن في العالم، وهي تعادي (القِيم، والمُثل)!
والمسيحيَّة بكلِّ (منظوماتها الدِّينيَّة) لا تملك (مشروعًا) لإنقاذ العالم!

وهكذا بقيَّة منظومات الفكر في هذا العصر.
الإسلام الأصيل هو القادر على التَّغيير
فيبقى الإسلام هو الأيدلوجيَّة الصَّالحة المؤهَّلة لإنقاذ العالم.

ولكن أيُّ إسلام؟
إنَّه الإسلام الذي جاء به النَّبيُّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
إنَّه الإسلام الذي يحمله القرآن الكريم بكلِّ مضامينه الأصيلة.
وليس (إسلام الاجتهادات) وإنْ كانت هذه الاجتهادات مارست دورها المشكور عبر تاريخ طويل.
فكلُّ المذاهب كانت تعبِّر عن الإسلام، إلَّا أنَّ مرحلة (التَّغيير الأعظم) في حاجة إلى (إسلام بلا مذاهب) كما كان في عهد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).

صفات القيادة الصَّالحة المؤهَّلة
وهنا تكون الضَّرورة إلى (قيادة صالحةٍ ومؤهَّلة بأعلى مستويات التَّأهيل).
قيادة ليست من صنع الأيديولوجيَّات المعاصرة الفاشلة.
وإنَّما من صنع (الإسلام) كما نَزَل على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وهو الإسلام الَّذي يتَّفق عليه جميع المسلمين.

أوَّلًا: قيادةً تفهم الإسلام فهمًا واقعيًّا كما أنزله الله تعالى، وليس فهمًا اجتهاديًّا يُصيب ويخطِئ.

ثانيًا: قيادةً معصومةً لا تسقط في الأخطاء والمنزلقات، فهي مكلَّفة أنْ تطبِّق الإسلام تطبيقًا سليمًا.

ثالثًا: قيادةً عالميَّة تقود كلَّ الواقع البشريِّ.
في ظِلال القيادة المُنتظَرَة
ففي ظلِّ هذه القيادة المُنْتَظَرة:

1-«…، لا تبقى أرض إلَّا نُودي فيها بشهادة أنْ لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله». (البرهان في تفسير القرآن 1/650، السَّيِّد هاشم البحراني).

2-«…، لا يبقى في المشارق والمغارب أحدٌ إلَّا وحَّدَ الله». (بحار الأنوار 52/340، العلَّامة المجلسي).

3-«..،، فلا يُعبدُ إلَّا الله». (سنن ابن ماجه 2/1362، محمد بن يزيد القزويني).

4-ولا تبقى دول الباطل.
5-وتمتلِئ الأرض قسطًا وعدلًا.
6-وينعم البَشَر نعمة لم ينعموا مثلها قط.
فمَن هو هذا الإنسان المؤهَّل لهذه المهمَّة الكبرى؟

الإمام المُنتظَّر (عليه السَّلام) المؤهَّل للمهمَّة الكبرى
يتَّفقُ المسلمون بكلِّ انتماءاتهم المذهبيَّة أنَّ هذا الإنسان المؤهَّل لهذه المهمَّة الكبرى هو (الإمام المهديُّ المُنْتَظَر عليه السَّلام) من ذرِّيَّة النَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).

نقرأ في الأخبار الصَّحيحة، والمتواتِرة عند المسلمين هذه الكلمات الصَّادرة عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، وعن الصَّحابة، وعن الأئمَّة من أهلِ البيت (عليهم السَّلام):
•«المهديُّ منَّا أهلَ البيت، …». (الوافي 2/467، الفيض الكاشاني).
•«لو لم يبقَ من الدَّهر إلَّا يومٌ لبعث الله رجلًا من أهل بيتي يملأها عدلًا كما ملئت جورًا، …». (بحار الأنوار 51/102، العلَّامة المجلسي).
•«لا تقوم السَّاعة حتَّى تمتلئ الأرضُ ظلمًا وعدوانًا، قال: ثمَّ يخرج رجل من عترتي، أو من أهل بيتي يملؤها قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا». (معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السَّلام) 1/104، الشيخ علي الكوراني العاملي).
•«المهديُّ من عترتي من ولد فاطمة، …». (بحار الأنوار 36/368، العلَّامة المجلسي).
وقد اتَّفق المسلمون بكلِّ مذاهبهم – إلَّا مَنْ شذَّ – على هذا القدر من الحديث عن الإمام المهديِّ (عليه السَّلام)، وللشِّيعة الإماميَّة، ومعهم بعض علماء المذاهب الأخرى رؤيتهم في أنَّ (المهدي المُنْتَظَر عليه السَّلام) هو الإمام الثَّاني عشر من أئمَّة أهل البيت (عليهم السَّلام)، وهو (محمَّد بن الحسن العسكريِّ عليهما السَّلام).
وقد وُلِد، وغاب، وسوف يظهر في آخر الزَّمان، ولهم أدلَّتهُم على ذلك، ولستُ في صدد الحديث عنها.

خصائص ليلة النِّصف من شعبان
متى ولد الإمام المهديُّ (عليه السَّلام)؟
وُلد ليلة النِّصف من شعبان سنة 255 هـ.

وليلة النِّصف من شعبان تملك مجموعة خصوصيَّات، أذكر منها ثلاثًا:

الخصوصية الأولى: أفضل ليلة بعد القَدْر!
ليلة النِّصف من شعبان هي أفضلُ ليلةٍ بعد ليلة القدر، كما ورد في أحاديث أهل البيت (عليهم السَّلام).

الخصوصيَّة الثَّانية: إنَّها أحد ليالي الإحياء
ليالي الإحياء سبع:
1-ليلة القدر
2-ليلة النصف من شعبان
3-ليلة الفطر
4-ليلة الأضحى
5-ليلة أول محرم
6-ليلة عاشوراء
7-ليلة أوَّل رجب

الخصوصية الثَّالثة: ولادة الإمام المُنْتَظَر (عليه السَّلام)
إنَّها اللَّيلة التي ولد فيها الإمام المهديُّ (عليه السَّلام) من آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، وكان مولده عند السَّحر!

ولذلك من أفضل أعمال هذه اللَّيلة على الإطلاق هو (أنْ نُبَايع الإمام المُنْتَظَر (عليه السَّلام) بَيْعَة حقيقيَّة تؤهِّلنا لأنْ نكون من المُنْتَظِرين).
اقرأوا (دعاء العهد)، فهو يتضمَّن عبارات تؤكِّد هذه البيعة لإمام العصر (عليه السَّلام).

كلمات وتوصيات
وختامًا أضع هذه الكلمات:

الكلمةُ الأولى: توقيف المراسيم الجماعيَّة في ظلِّ الوباء!
اعتاد النَّاسُ على بعض (المراسيم) في ليلة النِّصف من شعبان، ومن هذه المراسيم ما يعرف بـ(النَّاصفة)، ونظرًا للظرف الرَّاهنة مطلوب أنْ تتوقَّف هذه المراسيم الجماعيَّة، وأيَّة مظاهر لتجمُّعات حِفاظًا على سلامةِ الأبناء، وسلامة الأُسَر، وسلامة كلِّ النَّاس.

الكلمةُ الثَّانية: إعلان مظاهر الفرح بدون تجمُّعات
1-مظاهر الزِّينة في البيوت، وفي الشَّوارع إذا أمكن إقامتُها بما لا يستدعي أيَّ تجمُّع، فهي مطلوبة.
2-وكذلك تبادل التَّهاني عبر وسائل التَّواصلِ الاجتماعيِّ.
3-وإحياء المناسبة عبر الفضاء الافتراضيِّ، ووسائل التَّواصل.
تخليدًا للذِّكرى العظيمة، ومن أجل أنْ تبقى في ذَاكرةِ الأجيال.

الكلمةُ الثَّالثة: القيام بأعمال البِرِّ
أدعو الأحبَّة إلى المزيد من أعمال البرِّ والخير ولا سيما (المساعدات) للأُسَر التي حاصَرَتها الضُّغوط، وأفقدتها أبسطَ ضرورات العيش، فـ:
1-كونُوا الرُّحماء.
2-وصُنَّاعَ الخير.
3-وخفِّفُوا مُعاناةَ البؤساءِ.
4-وامسحُوا الدُّموعَ الجاثِمَة في عيونِ المحرُومين.
5-واصنَعُوا البَسْمةَ فوقَ شفاهِ المكروبين، والمهمُومين.
فكم هو أجركم، وثوابكم عند الله تعالى عظيم وكبير، بل أكبر من عامَّة الصَّلاة، والصِّيام، والحجِّ، والعمرة.

في الحديث عن الإمام الصَّادق (عليه السلام): «…، وما رأيت شيئًا أسرع غناءً، ولا أنفى للفقر من إدمانِ حجِّ هذا البيت، وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجَّة، وألف عمرة مبرورات متقبَّلات، والحجَّة عند الله خيرٌ من بيتٍ مملوءٍ ذهبًا، لا بل خير من ملء الدُّنيا ذهبًا وفضَّة ينفق في سبيل الله.

والَّذي بعث محمدًا (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) بالحقِّ بشيرًا، ونذيرًا لَقَضاءُ حاجةِ امرئٍ مسلمٍ، وتنفيسُ كُربتِهِ أفضل عند اللهِ من حجَّةٍ، وطوافٍ، وعمرةٍ، وحجَّةٍ، وطوافٍ، وعمرةٍ – حتَّى عدَّ عشرة – ثمَّ قال: اتَّقوا الله، ولا تملُّوا مِن الخير، ولا تكسلُوا، فإنَّ الله (عزَّ وجلَّ) ورسولَهُ غنيَّان عنكم، وعن أعمالِكم، وأنتم الفقراءُ إلى الله، وإنَّما أراد الله (عزَّ وجلَّ) بلطفِهِ سببًا يدخلكم الجنَّةَ به». (إرشاد القلوب 1/146، الحسن بن محمَّد الديلمي).

الكلمة الرّابعة: التَّذكير بخدَّام الإمام الحسين (عليه السَّلام)
وهنا أذكِّركم بمسألة (خدَّام الحسين عليه السَّلام) هؤلاء الَّذين أعطوا من جُهدِهم، وأوقاتِهم؛ من أجل أنْ يبقى (منبر الحسين عليه السَّلام)، و(ذِكْر الحسين عليه السَّلام)، الآن وبسبب الأوضاع الرَّاهنةِ عددٌ من هؤلاء تعطَّلت (وارداتُهم)، ومن حقِّهم علينا جميعًا أنْ نخفِّف شيئًا من معاناتِهم، وليس ذلك مِنَّةً، ولا تفضُّلًا، إنَّما هو حقُّهم على جميع عُشَّاقِ الحسين (عليه السَّلام).

وأنا هنا أطرح فكرة أتمنَّى أنْ تكون عمليَّة، أنْ تعدَّ لهؤلاء برامج عبر وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، تتمثَّل هذه البرامج في:
1-(مجالس حسينيَّة).
2-و(محاضرات تثقيفيَّة).
3-و(توجيهات روحيَّة، وأخلاقيَّة).
4-و(فَقَرَات من الأدعية)، وخاصة في موسم الشَّهر الفضيل.

وهكذا يمكن أنْ تستمرَّ أدوارهم، ومساهماتهم مستفيدين من الفضاءات الافتراضيَّة عوضًا عن الحضور المباشر، وبهذه الطَّريقة نكون قد وفَّرنا لهؤلاء الخطباء فُرصًا للمشاركات، وهكذا تبقى المناسبات والعادات، بل حتَّى (مجالس الفاتحة).

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى