قضايا الساحةقضايا محلية

مسيرة الجمعة وتداعيات الموقف

في عصر الجمعة الماضية أنطلقت المسيرة العلمائية الجماهيرية وهي تحمل الأهداف التالية – وحسب ما أكد بيان المسيرة-:
1- الإستنكار الشديد لجريمة هتك حرمة المقدّسات الدينية في العراق من قبل قوات الاحتلال الأمريكي التي أقدمت على إقتحام مدينتي النجف وكربلاء المقدستين.
2- الدعم والتأييد لموقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف.
3- مطالبة المنظمات الإسلامية، وعلماء المسلمين، وجماهير الأمة بإعلان الإستنكار والإحتجاج لإنتهاك حرمة المقدّسات.
4- الدعوة إلى وحدة الشعب العراقي والحذر من المحاولات الهادفة إلى إثارة الفتنة والإقتتال بين أبناء الشعب.
5- إستنكار وشجب ممارسات التعذيب الوحشية وإنتهاكات الأعراض في داخل السجون العراقيةعلى أيدي قوات الإحتلال والتي فضحتها وسائل الإعلام، وكذلك إستنكار الاغتيالات التي تطال الرموز الدينية والسياسية الخيّرة.
6- مطالبة قوات الإحتلال بالانسحاب من العراق وإعطاء الشعب العراقي حقه في تقرير مصيره وإقامة نظامه السياسي حسب إرادته وإختياره بلاهيمنة ولاوصاية أمريكية.
7- المساندة والتأييد والدعم لصمود وجهاد الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وما تمارسه هذه الأيام من مذابح مرّوعة على أرضنا في فلسطين.
8- مخاطبة قمة الزعماء العرب أن تكون بمستوى تحديات المرحلة، وبمستوى آمال الأمة وتطلعاتها، هذه مجمل الأهداف الواضحة لمسيرة الجمعة السلمية.
فهل أن هذه الأهداف تستحق المواجهة والتصدي من قبل قوات الأمن، وبهذا الأسلوب الشائن جداً؟
هل أن هناك مايبرر ضرب مسيرة سلمية يتصدرها علماء الدين وتضم عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب، وفيهم النساء والأطفال والشيوخ والعجزة؟.
إنّ ماحدث فوق كلّ الإحتمالات خاصة في هذه المرحلة التي تشهد التفاؤل الكبير فيما سادت أجواء الحوارات العاقلة والصادقة لذلك نقول ما حدث كان خارج كل الإحتمالات، كان الأمر يتجه في مسارٍ خطير جداً، لولا المبادرة الملكية الجريئة التي جاءت في الوقت المناسب، وإننا إذ نثمن هذه المبادرة نؤكد على ما تضمنته من ثوابت أساسية:


1- حق التعبير السلمي عن الغضب والإحتجاج على مايقع من ظلم وتجاوز لإخواننا في الدين والعروبة وعلى إنتهاك حرمة العتبات المقدسة.
2- مسؤولية الجهات الرسمية والأمنية في حماية هذا الحق، ورعايته إلاّ إذا وقع تعرض للأرواح والممتلكات وتم تجاوز الوسائل السلمية.
3- التأكيد على محاسبة المسؤولين عمّا حدث.
وهنا نؤكدّ طلبنا على تشكيل لجنة واضحة للتحقيق والمتابعة ولتحديد المسؤولية، وإلا فسوف تبقى «بؤر التأزيم» قائمة الأمر الذي يهدّد مسيرة المشروع الإصلاحي ويعقد مسارات الحوار الهادف، ويربك أجواء الإنفراج السياسي ويضعنا دائماً أمام الأزمات والمآزق.
إننا ننتظر الإجراءات العاجلة والجريئة والصادقة وسنبقى الأبناء الأوفياء لهذا الوطن، ولأمنه وإستقراره، ولكل الخطوات الخيّرة التي تهدف إلى حماية مصالح هذا الوطن ودينه وقيمه، كما نتمنى لوزير الداخلية الجديد أن يمارس مهامه الصعبة وفق إستراتيجية جديدة وحسب ما جاء في تصريحاته والتي تبعث على التفاؤل، فأملنا الكبير أن تتحول هذه التصريحات إلى واقع يتحرك على الأرض، لتكرّس مفهوماً جديداً للتعاطي الأمني، ينسجم ويتوافق مع مسيرة الإنفتاح السياسي وضرورات المشروع الإصلاحي.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى